التوحد المؤقت عند الأطفال: خرافة أم واقع يحتاج لتشخيص دقيق؟
هل سمعتم من قبل عن التوحد المؤقت عند الأطفال؟ ربما تكون هذه هي المرة الأولى للتعرض لهذا المصطلح، وقد تُصابون بحالة من الدهشة والقلق لوهلة، ولكن هذا أمرًا طبيعي نظرًا إلى أنه مُصطلح غير شائع.
وفي هذا المقال حرصت مختبرات دلتا الطبية، أن تقدم لكم دليل شامل للتعرف على حقيقة التوحد المؤقت عند الأطفال، هل هو مشكلة صحية أم خرافة أطلقها مجموعة من الأشخاص؟
ما هو التوحد المؤقت عند الأطفال؟
يُعد التوحد المؤقت عند الأطفال مصطلحًا غير صحيح طبيًا، وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه أصبح دارجًا على ألسنة الكثيرين، ويرجع ذلك إلى استخدامه من قبل بعض الأطباء مع الاسر لكي يصفون حالة الطفل.
ولكن المصطلح الصحيح هو التوحد البسيط أو الخفيف، وهو أول مرحلة من مراحل التوحد، الذي يُعرف بكونه اضطراب نمائي يتسبب في خلل عصبي في آلية عمل الدماغ، ويترتب عليه مجموعة من الصعوبات في التواصل الإجتماعي وبعض السلوكيات غير الطبيعية، إلى جانب اختلاف المهارات العقلية.
الجدير بالذكر؛ يُُقصد بمصطلح التوحد المؤقت عند الأطفال، أنه اقل مستويات التوحد حدة في الأعراض ويُمكن أن تختفي اعراضه إذا تم التعامل مع الطفل بشكل يُساعده على تعزيز مهاراته والتواصل الاجتماعي وسلوكياته.
هل التوحد المؤقت عند الأطفال هو التوحد الكاذب؟
الجواب هو لا، فعلى الرغم من تشابه المُسميات الطبية، إلا أن المعاني تختف، حيث يكمن الفرق في الآتي:
- التوحد المؤقت عند الأطفال: كما ذكرنا أنه أول مراحل التوحد الناتج عن خلل عصبي في آلية عمل الدماغ.
- التوحد الكاذب عند الاطفال: يُطلق عليه اسم التوحد الوهمي، وهو عبارة عن ظهور مجموعة من الأعراض التي تُشبه التوحد ولكنها تكون ناتجة عن عوامل مؤثرة مثل:
- التعرض لصدمات نفسية في الطفولة: ينتج عنها الرغبة في الإنعزال الإجتماعي وعدم التفاعل مع الأخرين.
- الإهمال العاطفي أو قلة التواصل الأسري، مما يجعل الطفل ينعزل تدريجيًا.
- الاعتماد المفرط على الشاشات والأجهزة الذكية الذي يحد من التفاعل الاجتماعي والكلام.
وعادةً ما تزول أعراض التوحد الكاذب فور علاج السبب المؤدي إليها، أما التوحد المؤقت فإن أعراضه تظل موجوده، ولكن يُمكن الحد منها.
ما الفرق التوحد واضطراب طيف التوحد؟
يجد الأباء أنفسهم أمام مصطلحين مُتشابهين؛ مما يجعلهم يعتقدون أن كُلا منهم يُشير إلى مشكلة صحية مختلفة، ولكن في الواقع كلاهما وجهان لنفس الحالة الصحية، ويكمن الفرق فقط في أن التوحد مصطفح قديم بينما الطيف يُعد حديثًا وأكثر استخدامًا.
وقد تتساءلون مع سبب هذا التغيير؟ والجواب هو أن مصطلح الطيف يُشير إلى أن التوحد عبارة عن مجموعة من الدرجات والأنواع المتفاوتة في حدتها وأعراضها وسلوكياتها، ويختلف تأثيره من طفل لآخر تبعًا لشدة الاضطراب.
وينقسم التوحد المؤقت عند الأطفال إلى 3 مستويات حسب شدة الأعراض، وهما كالآتي:
- المستوى الأول (التوحد البسيط): في هذا المستوى يكون الطفل قادرًا على الآتي:
- الكلام والتعبير عن احتياجاته.
- قد يواجه صعوبة في بدء الحديث مع الآخرين أو مواصلته لفترة طويلة.
- لا ينتبه بسهولة إلى تعابير الوجه أو نبرة الصوت أثناء التواصل.
- المستوى الثاني (التوحد المتوسط): يستطيع طفلك أن يقوم بالآتي:
- التحدث باستخدام جمل قصيرة أو كلمات محدودة.
- قد تلاحظ أن طفلك يكرر بعض العبارات نفسها أكثر من مرة.
- غالبًا ما تظهر لديه سلوكيات متكررة أو روتينية ملحوظة.
- المستوى الثالث (التوحد الشديد): يُعد هذا المستوى الأكثر حدة، حيث تظهر بعض العلامات غير الطبيعية بقوة على طفلك، مثل:
- لا يتمكن من الكلام إطلاقًا.
- استجابته للتفاعل مع الآخرين تكون محدودة جدًا.
- صعوبة في التعبير عن احتياجاته أو مشاعره.
ما هي خصائص التوحد المؤقت عند الأطفال المبكرة؟
المقصود بكلمة الخصائص هي أعراض التوحد المؤقت عن الأطفال، والتي تختلف من طفل إلى آخر حسب درجة الخلل العصبي الذي يُعاني منه، وتوقيت الكشف عن الإصابة، وفيما يلي نعرض القائمة الكاملة التي تُساعدكم في التعرف على أن أطفالكم مُصابة بالتوحد أم لا:
علامات تتعلق بالبصر والتفاعل البصري:
قد تلاحظ على طفلك مجموعة من العلامات البصرية غير الطبيعية والتي تتمثل في الآتي:
- عدم التواصل البصري أو الالتفات لأي مؤثر صوتي.
- عدم إظهار أي ردود فعل بصرية.
- تجاهل الإشارات أو الإيماءات التي يستخدمها الآخرون للتواصل.
- وجود حساسية واضحة تجاه الأضواء أو الأماكن ذات الإضاءة القوية.
علامات مرتبطة بالإدراك والتفاعل الحسي:
عادةً ما تظهر على الطفل عدد من العلامات التي تدل على خلل إدراكي مثل:
- عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه رغم سلامة السمع (خلال سن 3 سنوات).
- الانزعاج ووضع اليدين على الأذن عند سماع أصوات مرتفعة أو مفاجئة.
- رفض العناق أو الحمل.
- الرغبة في الإنعزال.
- تفضيل اللعب بمفرده بدلًا من مشاركة الآخرين.
علامات مرتبطة بالتواصل والكلام:
تُعد العلامات التالية من أبرز العلامات الدالة على التوحد وتتمثل في الأتي:
- تأخر ملحوظ في النطق.
- محدودية في تكوين الكلمات والجمل.
- التحدث بطريقة غير طبيعية.
علامات التوحد المؤقت عند الأطفال المبكرة التي قد تظهر مع مرور الوقت
هل تعتقدون أن أعراض التوحد تقف عند العلامات السابق ذكرها، في الحقيقة هُناك مجموعة آخرى من الأعراض، حث أن الأمر يختلف من طفل إلى آخر وفيما يلي نتعرف على العلامات الآخرى للتوحد
-
- تكرار نفس الحركات بشكل ملحوظ مثل: (التأرجح أو الدوران أو رفرفة اليدين) دون سبب واضح.
- إيذاء النفس أحيانًا: كمن الممكن أن يقوم الطفل بضرب رأسه أو عض نفسه أو غيره بشكل غير مبرر.
- التركيز على التفاصيل الصغيرة: قد تلاحظ انشغال طفلك بعجلات السيارة بدل من الاهتمام باللعب بها.
- حساسية زائدة تجاه المؤثرات الخارجية: مثل: (الأصوات العالية أو الأضواء القوية أو اللمس).
- رفض التغيير في الروتين اليومي: عادةً ما يرفض طفل التوحد القيام بتغير أي أمر مُعتاد.
- الرغبة في أطعمة محددة دون آخري.
- المشي بطريقة غير مألوفة: مثل: (المشي على أطراف الأصابع لفترات طويلة).
- رفض الاقتراب الجسدي مثل العناق أو اللمس.
- عدم إعطاء أي تعبير وجهي تجاه أي أمر.
- صعوبة في فهم مشاعر الآخرين.
- تأخر ملحوظ في النطق.
- محدودية في تكوين الجمل
ولكن لابد من أن نُشير إلى أمر هام وهو أن وجود بعض هذه العلامات لا يعني بالضرورة إصابة الطفل بالتوحد، لكنه مؤشر يستدعي المتابعة مع الطبيب المختص لتقييم الحالة بدقة.
هل تختفي سمات التوحد المؤقت عند الأطفال؟
في الحثيثة هذا السؤال يحمل معنيان، وهما:
- المعني الأول المقصود بالسمات مظهر الطفل: يُعد التكوين الشكلي لطفل التوحد مثل اي طفل من الأطفال لا يوجد اختلاف.
- المعني الثاني المقصود بالسمات أعراض التوحد: لا تختفي الأعراض التي يُعاني منها الطفل؛ لأن التوحد مرض مزمن، ولكن باتباع بعض النصائح والخطوات الطبية يُمكن التخفيف منها؛ مما يُساعد الطفل على التكييف.
في الختام، يُمكن القول إن ما يُعرف بـ التوحد المؤقت عند الأطفال ليس تشخيصًا طبيًا معتمدًا، بل هو تعبير دارج يستخدمه البعض لوصف الحالات البسيطة أو القابلة للتحسن من اضطراب طيف التوحد، ولكن رغم بساطة المصطلح، إلا أن التعامل مع الأعراض بجدية منذ بدايتها يُحدث فارقًا كبيرًا في تطور الطفل ونموه النفسي والاجتماعي.








