ما هي أسباب خفقان القلب المفاجئ وكيفية التعامل معها؟

قد يكون خفقان القلب المفاجئ مُقلقًا في البداية، ولكن هل هو دائمًا علامة تدل على مشكلة صحية خطيرة؟ في الواقع، هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة سرعة خفقان القلب، ورُغم القلق الذي ينتابك حين التعرض إلى نوبة مفاجأة، إلا أنه في أغلب الأحيان تكون الأسباب غير خطيرة. في هذه المقالة، سوف نستعرض معًا أسباب خفقان القلب المفاجئ وكيفية التعامل معها.

ما هو خفقان القلب المفاجئ؟

يحدث خفقان القلب (أو ما يُسمى Tachycardia) عندما تتسارع نبضات القلب فوق المعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى الشعور بزيادة مفاجئة في ضربات القلب. يُشخص خفقان القلب عندما يتجاوز عدد النبضات 100 نبضة في الدقيقة.

حيث يتحكم النظام الكهربائي الخاص بالقلب في تنظيم ضرباته، لكن عندما يتعرض هذا النظام لخلل بسبب (التوتر، الضغط النفسي، أو أسباب أخرى) يتسارع نبض القلب بشكل غير طبيعي، ومن خلال الأسطر التالية سوف نتعرف على أسباب خفقان القلب المفاجئ بشيء من التفصيل.

معدل ضربات القلب الطبيعي

يتراوح معدل نبض القلب الطبيعي في أثناء الراحة للبالغين بين (60 إلى 100) نبضة في الدقيقة، ويشير انخفاض معدل ضربات القلب إلى كفاءة أكبر في وظيفة القلب، فكلما قل معدل ضربات القلب في الدقيقة، كلما كان أفضل، فقد يصل معدل ضربات القلب في أثناء الراحة لدى الرياضيين حوالي 40 نبضة في الدقيقة.

كيفية قياس معدل ضربات القلب في المنزل

يمكنك قياس معدل خفقان قلبك بسهولة من خلال تتبع النبض، اتبع الخطوات التالية:

  • لقياس النبض من الرُسغ: ضع إصبعي السبابة والوسطى أعلى الرسغ فوق الشريان مباشرة.
  • عند الإحساس بالنبض، احسب عدد النبضات التي تشعر بها خلال 15 ثانية، ثم اضرب العدد الناتج في أربعة لتحصل على معدل ضربات قلبك.

اسباب خفقان القلب​ المفاجئ

هناك عدة أسباب وراء حدوث خفقان القلب، فقد يكون الأمر بسبب عامل خارجي مؤثر على القلب يؤدي إلى زيادة معدل نبضاته، وقد يكون السبب أحد أمراض القلب وإليك الأسباب المحتملة بشيء من التفاصيل: 

1. تناول الأدوية

قد تتسبب بعض الأدوية في زيادة معدل نبضات القلب كأحد آثارها الجانبية، فمثلًا تحتوي بعض أدوية البرد على مادة السودو-إيفيدرين، والتي تعمل على رفع ضغط الدم وزيادة معدل خفقان القلب.

2. التدخين، وأثره السلبي على القلب

أثبتت الدراسات أن التدخين أحد أسباب خفقان القلب المفاجئ، كما أنه يضعف عضلة القلب، ويزيد خطر الإصابة بقصور القلب، مما يؤثر سلبًا على الصحة بشكل عام.

3. التوتر والضغط النفسي

التوتر الشديد يُحفز إرسال إشارات كهربائية للقلب تدفعه لزيادة عدد النبضات، وهي حالة تُعرف باسم Sinus tachycardia. كما يحفز التوتر من إفراز هرمونات الأدرينالين والكورتيزول، والتي تزيد سرعة خفقان القلب.

  1. الإفراط في تناول الكافيين

يؤدي استهلاك كميات كبيرة من الكافيين إلى زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم؛ وذلك نتيجة لتحفيز إفراز هرموني الأدرينالين والنور- أدرينالين.

  1. قصور الشرايين التاجية

تلعب الشرايين التاجية دورًا أساسيًا في تغذية عضلة القلب بالدم، وعند حدوث قصور في هذه الشرايين ينخفض تدفق الدم إلى القلب، مما يجعلها أحد أبرز أسباب خفقان القلب المفاجئ.

أسباب ضربات القلب السريعة بدون مجهود ​

حين التعرض لنوبة خفقان القلب المفاجئ يشعر المريض بالآتي: (ضربات قلب قوية، شعور قوي بالرجفة، وقد تصل إلى تنميل في الأطراف)

والسبب وراء ذلك هو ردة فعل طبيعية من الجسم نتيجة لـ:

  • مؤثرات نفسية مثل القلق، التوتر، الغضب، الخوف، أو نوبات الهلع. 
  • مؤشرًا على حالات صحية خطيرة، تشمل أمراض القلب مثل فشل القلب، الرجفان الأذيني، أمراض الشريان التاجي، أو مشكلات في صمامات القلب.

هل دقات القلب السريعة خطيرة؟

على الرغم من أن خفقان القلب ليس دائمًا مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة، إلا أن بعض أسباب خفقان القلب المفاجئ قد تكون خطيرة، فإذا واجهت أيًا من الأعراض التالية، فمن الضروري التوجه للطبيب؛ من أجل تحديد السبب والحفاظ على صحة قلبك.

ضيق التنفس

قد يكون الشعور بضيق التنفس في أثناء الراحة، أو النوم مع خفقان القلب علامة على حالة طبية تتطلب اهتمامًا فوريًا. كما أنه من الممكن أن تتزايد الأعراض؛ مما يؤدي إلى توقف التنفس.

الألم في الصدر

إذا شعرت بألم في الصدر مصاحب لزيادة سرعة نبضات القلب، فقد يشير ذلك إلى نقص تدفق الدم إلى القلب، وهي علامة على وجود مشكلة قلبية خطيرة تستوجب التدخل الطبي العاجل.

الدوخة أو الإغماء

الشعور بالدوار أو فقدان الوعي في أثناء خفقان القلب قد يكون دلالة على اضطراب في الدورة الدموية، أو خلل في عمل القلب.

 التغيرات المفاجئة وغير المعتادة

إذا لاحظت خفقانًا مفاجئًا وغير طبيعي مصحوبًا بأعراض أخرى، مثل: (التعرق، الغثيان، أو الدوار الشديد) فهذا قد يشير إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم طبي.

التاريخ المرضي العائلي

إذا كنت تنتمي إلى عائلة لديها تاريخ في الإصابة بأمراض القلب، فمن الضروري استشارة الطبيب في حال حدوث أي اضطرابات في ضربات القلب للتأكد من سلامتك، وأخذ الاحتياطات اللازمة.

الشعور بالتعب

الإرهاق المستمر وغير المبرر، خاصة إذا كان مصحوبًا بتسارع في ضربات القلب، قد يكون علامة على قصور في وظائف القلب، أو مشاكل في ضخ الدم بفعالية، في هذه الحالة من الضروري استشارة الطبيب لتحديد السبب وتقييم الحالة بشكل دقيق.

طرق الوقاية من خفقان القلب المفاجئ

للحفاظ على قلب سليم وتقليل مخاطر الإصابة بالمشكلات الصحية، يمكنك اتباع بعض السلوكيات الآتية:

 استهلاك الكافيين باعتدال

احرص على تناول الكافيين بشكل معتدل، مع عدم تجاوز الحد الأقصى الموصى به يوميًا، والذي يبلغ 400 مجم.

ممارسة التمارين الرياضية

اجعل النشاط البدني جزءًا من روتينك اليومي، حيث تسهم التمارين في تعزيز صحة القلب وتقويته.

ضبط مستويات الكوليسترول

راقب مستويات الكولسترول في الدم، إذ إن ارتفاع دهون الدم يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

الإقلاع عن التدخين والكحول

توقف عن التدخين، وتجنب تناول المشروبات الكحولية؛ فذلك يحمي القلب، ويقلل من خطر الإصابة بالكثير من أمراض القلب والجهاز التنفسي.

 تناول نظام غذائي متوازن

اختر أطعمة صحية ومتوازنة، واهتم بالحفاظ على وزن مناسب يتناسب مع طولك لتقليل الضغط على القلب.

 السيطرة على ضغط الدم

حافظ على ضغط الدم ضمن معدلاته الطبيعية، خاصة إذا كنت تعاني ارتفاع ضغط الدم، لتجنب حدوث أي مضاعفات صحية.

علاج خفقان القلب المفاجئ

يمكن علاج الحالة بعد تحديد أسباب خفقان القلب المفاجئ وعلاجها، فإذا كان الخفقان لا يشكل خطرًا صحيًا يتطلب تدخلًا عاجلًا، فقد يوصي الطبيب ببعض الإجراءات البسيطة بدلًا من الأدوية، مثل:

    • التحكم في التوتر والقلق من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوجا، للحفاظ على هدوء الأعصاب.
    • الابتعاد عن المواد المسببة للتحفيز مثل الكافيين، الكحول، النيكوتين، والمواد المخدرة.
    • استشارة الطبيب عند استخدام (أدوية البرد، مضادات الاحتقان، أو المكملات الغذائية) التي قد تؤثر في نبض القلب وضغط الدم أيضًا.
  • أما في الحالات التي تتطلب العلاج الدوائي، فقد يصف الطبيب أدوية معينة مثل البروبرانولول (من مضادات بيتا) أو الكابتوبريل (من مضادات ACE) للسيطرة على الحالة.

مصادر

اذهب إلى الأعلى