أسباب مرض السيبو: أبرز 5 أسباب خفية وراء فرط النمو البكتيري
إن الإحساس بعدم الراحة في الجهاز الهضمي يُعد تجربة غير مريحة بالمرة، فإذا تزامن هذا الانزعاج مع الإمساك، أو الانتفاخ، أو آلام المعدة، أو فقدان الشهية، أو حتى الإسهال، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود حالة مرضية تُعرف باسم فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، أو ما يُعرف بمرض السيبو.
في هذا المقال؛ سوف تُوضح لك مختبرات دلتا الطبية ماهو مرض SIBO؟، أسباب مرض السيبو، وكيف تعرف أنك مصاب، وكيفية التعامل مع الأعراض، وأهم طرق التشخيص الدقيقة.
ما هو مرض السيبو؟
فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO) هو حالة هضمية معقدة تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الشخص، من الضروري التعرف على أسباب مرض السيبو المحتملة، وفهم الأعراض لتحقيق تشخيص مبكر وإدارة فعالة.
إذا كنت تشك في احتمال إصابتك بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، يجب عليك استشارة متخصص في الرعاية الصحية للحصول على تشخيص دقيق، وتوصيات علاجية مخصصة، مع الرعاية المناسبة، وتعديلات في النظام الغذائي، والمشورة الطبية، يمكن للأفراد التغلب على التحديات المرتبطة بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، وتحسين صحة أمعائهم.
الفرق بين السيبو والقولون العصبي
فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO)، ومتلازمة القولون العصبي (IBS) هما حالتان متشابهتان بشكل كبير، مما يجعل التفريق بينهما أمرًا صعبًا. ومع ذلك، يكمن الفرق الأساسي بينهما في طبيعتهما.
السيبو (SIBO)
- هو حالة تتميز بزيادة غير طبيعية في عدد البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، أو وجود بكتيريا من الأمعاء الغليظة في أماكن غير مناسبة.
- هذه البكتيريا الزائدة تتفاعل مع الطعام، مما يؤدي إلى إنتاج غازات ومواد كيميائية، وبالتالي تسبب أعراضًا، مثل الانتفاخ الشديد، آلام البطن، الغازات المفرطة، والإسهال أو الإمساك.
- يمكن عادةً تشخيص حالة السيبو من خلال اختبارات تنفس متخصصة.
القولون العصبي (IBS)
- هو اضطراب “وظيفي” مزمن في الجهاز الهضمي، مما يعني أن الأمعاء سليمة من الناحية الهيكلية، إلا أن وظيفتها لا تعمل بشكل طبيعي.
- يتم تشخيص القولون العصبي بناءً على مجموعة من الأعراض المتكررة، مثل آلام البطن المرتبطة بالتبرز، وتغيرات في عادات الإخراج (إسهال، إمساك، أو كلاهما)، والانتفاخ، دون وجود سبب عضوي واضح.
- يعتبر القولون العصبي تشخيصًا “بالاستبعاد”، حيث يتم استبعاد الأسباب الأخرى أولاً.
من المهم التنويه إلى أن السيبو قد يكون سببًا خفيًا لأعراض القولون العصبي لدى بعض الأفراد، مما يجعل التمييز بين الحالتين ضروريًا للعلاج المناسب
أسباب مرض السيبو
يمكن أن ينشأ فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO) بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، ومن أبرزها:
1. جراحة البطن
قد تتسبب الجراحة في ظهور “الالتصاقات”، وهي شرائط من الأنسجة الندبية التي تجعل الأسطح الداخلية تلتصق ببعضها، كما تُؤدي هذه الالتصاقات إلى إبطاء حركة الطعام في الأمعاء، مما يزيد من فرص تجمع البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
2. المشاكل الهيكلية
تتأثر وظائف الأمعاء بتغيرات هيكلها، حيث تُسبب هذه التغيرات خللاً في توازن البكتيريا بخلق بيئات مناسبة لنموها في أماكن غير معتادة. ومن أبرز هذه التغيرات الهيكلية، التي قد تكون ضمن أسباب مرض ااسيبو:
- انسدادات الأمعاء الدقيقة: فقد تكون هذه الانسدادات ناتجة عن تضيقات، أو أورام تعيق سير الطعام.
- التهاب الرتوج في الأمعاء الدقيقة: حيث تتشكل أكياس صغيرة في بطانة الأمعاء الدقيقة، مما يسبب اضطرابات.
- الناسور الهضمي: وهو نفق أو فتحة غير طبيعية تتكون بين أجزاء الأمعاء.
- متلازمة الحلقة العمياء: حيث يتعذر على الطعام المرور عبر الأمعاء بالكيفية المعتادة، مما يجعله يتجاوز جزءًا من الأمعاء، فيحدث خلل في عملية الهضم.
3. انخفاض حمض المعدة
يؤدي حمض المعدة دورًا مهمًا، من بينها منع انتقال البكتيريا من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة لذلك، إذا لم يكن هناك إنتاج كافٍ من حمض المعدة، يمكن أن تمر المزيد من البكتيريا عبر المعدة، مما يزيد من احتمالية حدوث فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. تشمل العوامل التي قد تقلل من إنتاج حمض المعدة:
- الشيخوخة: حيث يتراجع إنتاج الحمض عمومًا.
- الإجهاد: حيث يؤثر الإجهاد المستمر، وطويل الأمد سلبًا على الإنتاج.
- الأدوية: خاصة تلك المستخدمة لعلاج حرقة، المعدة أو ارتجاع الحمض.
- عدوى الجرثومة الملوية البوابية: حيث يمكن أن تؤدي هذه العدوى البكتيرية الشائعة إلى قرحة المعدة.
- نقص الزنك: إذ أن الزنك ضروري لإنتاج حمض المعدة.
- جراحة تحويل مسار المعدة: حيث تنتج المعدة الأصغر حجمًا كميات أقل من الحمض بشكل طبيعي.
- التهاب المعدة المناعي الذاتي: وهي حالة التهابية تجعل الجسم يهاجم بطانة المعدة.
4. بعض الأدوية
كما ذكرنا سابقًا، يُمكن لأدوية ارتجاع المريء، وحرقة المعدة أن تخفف من حموضة المعدة. في الواقع، تعتبر مثبطات مضخة البروتون (PPIs) من أكثر الأسباب شيوعًا لانخفاض حموضة المعدة.
تُستخدم مثبطات مضخة البروتون (PPIs) كعلاج شائع لمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، ونظرًا؛ لأنها تقلل من إنتاج حمض المعدة، فإنها قد تزيد خطر فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO).
كما توجد أدوية أخرى قد تزيد احتمال الإصابة بمرض السيبو بطرق مختلفة. على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية على توازن بكتيريا الأمعاء، رغم أن المضادات الحيوية تُستخدم أيضًا كعلاج لهذه الحالة، في الوقت نفسه، يمكن أن يؤثر تناول المواد الأفيونية لتخفيف الألم على حركة الأمعاء.
5. حالات طبية أخرى
تؤثر بعض المشكلات الصحية على سرعة مرور الطعام عبر الأمعاء، عندما تتغير هذه السرعة، قد يزداد خطر الإصابة بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO)، حيث أن بطء حركة الطعام يمكن أن يؤدي إلى زيادة نمو البكتيريا.
تتضمن الحالات الطبية التي قد تؤثر في حركة الطعام، وتقع ضمن أسباب مرض السيبو، ما يلي:
- السكري.
- التهاب البنكرياس.
- متلازمة القولون العصبي (IBS).
- مرض التهاب الأمعاء (IBD).
- مرض الاضطرابات الهضمية.
- الفشل الكلوي.
- تلف الكبد.
- قصور الغدة الدرقية (نقص إنتاج الهرمونات من الغدة الدرقية).
- شلل المعدة (حيث يمر الطعام ببطء شديد من المعدة إلى الأمعاء).
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي مشكلات الجهاز المناعي، مثل الذئبة أو تصلب الجلد، إلى زيادة خطر فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، خاصة عندما يواجه الجهاز المناعي صعوبة في التحكم في تجمعات البكتيريا.
كيف أعرف أني مصاب بمرض السيبو؟
عندما يتسرب عدد كبير من البكتيريا إلى الأمعاء الدقيقة، قد تؤثر سلبًا على صحتك على المدى الطويل. إليك أهم الأعراض التي قد تدل على زيادة نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة:
- الانتفاخ والتمدد: يُعتبر الانتفاخ، الذي يرتبط غالبًا بظهور انتفاخ واضح في البطن، من الأعراض الرئيسية، كما تكمن أسباب مرض السيبو في هذه الحالة في، الإفراط في إنتاج الغازات من قبل البكتيريا.
- ألم البطن: الشكوى من التشنجات، أو الألم الخفيف في منطقة البطن، عادةً في منتصف أو أسفل البطن، شائعة بين الأشخاص الذين يعانون فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
- الإسهال و/أو الإمساك: يمكن أن يؤدي فرط نمو البكتيريا إلى اضطراب في حركات الأمعاء الطبيعية، مما يؤدي إلى تكرار نوبات الإسهال والإمساك.
- نقص التغذية: النمو الزائد للبكتيريا في الأمعاء الدقيقة قد يتداخل مع امتصاص العناصر الغذائية، مما يؤدي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن.
- التعب والضعف: قد يساهم سوء امتصاص العناصر الغذائية، وإنتاج السموم من بعض البكتيريا في الشعور بالتعب والضعف.
- فقدان الوزن غير المبرر: في بعض الحالات، قد يؤدي سوء امتصاص العناصر الغذائية، واحتياجات الطاقة للبكتيريا النشطة بشكل مفرط إلى فقدان الوزن غير المبرر.
ومن الجدير بالذكر أن؛ من أن أكثر من ثلث الأفراد الذين يعانون اضطرابات هضمية أخرى يعانون أيضًا من SIBO، فإذا كنت تواجه هذه الأعراض، خاصة إذا كانت مستمرة أو تتفاقم، فمن الضروري استشارة فريق من أخصائيي الجهاز الهضمي لتحديد أسباب مرض السيبو بدقة، والحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.
طُرق تشخيص مرض السيبو
يُمكن أن يتطلب تشخيص فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO) إجراء مجموعة متنوعة من الاختبارات، نظرًا لعدم وجود بروتوكول موحد لتحديد هذه الحالة.
وإذا كان لديك شكوك بشأن إصابتك بمرض السيبو، فقد ينصحك فريق الرعاية الصحية بإجراء اختبار، أو أكثر من الاختبارات التالية:
-
اختبار تنفس الكربوهيدرات
هو اختبار سريع وفعال من حيث التكلفة يقيس كمية الهيدروجين، أو الميثان في أنفاس الشخص، تُنتج هذه الغازات عن طريق البكتيريا الموجودة في الأمعاء، مما يساعد الأطباء على تقييم صحة الميكروبيوم المعوي.
-
مزرعة الشفط
هي اختبار أكثر تعقيدًا، ويتطلب وقتًا أطول وتكاليف أعلى، خلال التنظير الداخلي، يقوم الطبيب بأخذ عينة من العصارات الهضمية من الأمعاء الدقيقة لتحديد عدد البكتيريا في الجهاز الهضمي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا الاختبار موثوقًا دائمًا، إذ يمكن أن تنمو البكتيريا بشكل غير متساوٍ.
-
تحليل الدم
إنه يوفر معلومات للأطباء حول مستويات العناصر الغذائية لديك، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كانت هناك أي علامات لنقص هذه العناصر.
-
التصوير
عند تشخيص إصابتك بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، من المحتمل أن يوصي طبيبك بإجراء اختبارات تصوير، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التنظير العلوي، تهدف هذه الفحوصات إلى الكشف عن أي عيوب هيكلية في الأمعاء التي قد تكون أحد أسباب مرض السيبو.
كما يُمكن أن تتشابه علامات بعض الاضطرابات الصحية مع أعراض فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO)، مما يستدعي إجراء الفحوصات اللازمة لاستبعاد تلك الأمراض. من بين هذه الفحوصات:
- مرض التهاب الأمعاء.
- مرض الاضطرابات الهضمية.
- مرض كرون.
- عدم تحمل اللاكتوز.
علاج مرض السيبو (فرط نموالبكتيريا في الأمعاء الدقيقة)
بمجرد أن يتأكد الطبيب من تشخيص أسباب مرض السيبو، يبدأ فورًا في استكشاف أفضل السبل العلاجية الملائمة لحالتك، والتي قد تشمل ما يلي:
-
التعديلات الغذائية
يُنصح عادةً باتباع نظام غذائي منخفض الفودماب (السكريات القليلة التعدد القابلة للتخمر، والثنائية، والأحادية، والبوليولات)، حيث يساهم ذلك في تقليل بعض الكربوهيدرات التي قد تغذي فرط نمو البكتيريا. ومع ذلك، ينبغي إجراء هذه التغييرات الغذائية تحت إشراف مختص في الرعاية الصحية.
-
المضادات الحيوية
توصف عادةً المضادات الحيوية للحد من فرط نمو البكتيريا. يُعتبر ريفاكسيمين مضادًا حيويًا مُحددًا يستهدف الأمعاء الدقيقة، وغالبًا ما يُستخدم لعلاج فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO).
-
البروبيوتيك
بعض أنواع البروبيوتيك قد تساهم في استعادة توازن بكتيريا الأمعاء. ومع ذلك، لا يزال استخدام هذه المكملات في علاج فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO) موضوع نقاش، وينبغي استخدامها تحت إشراف طبي.
-
معالجة الحالات الكامنة
يساعد التعامل مع الأسباب الكامنة، مثل متلازمة القولون العصبي، أو اضطرابات الجهاز المناعي في إدارة فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة بشكل أكثر فعالية.
-
تعديلات نمط الحياة
يمكن أن تلعب تقنيات إدارة التوتر، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم دورًا مهمًا في تعزيز صحة الأمعاء عمومًا، وتساعد على تقليل فرص تكرار الإصابة بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
الخلاصة
تتعدد أسباب مرض السيبو، كما أن أعراضه تتشابه مع اضطرابات هضمية أخرى، لذلك تنصح مختبرات دلتا الطبية بإجراء الفحوصات التشخيصية، ومحاولة الالتزام بالفحوصات الشاملة الدورية المنتظمة.