أكتوبر الوردي.. تعرفي على أول علامات سرطان الثدي ظهورًا

يأتي شهر أكتوبر الوردي كل عام، حاملاً معه العديد من رسائل التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، مؤكدًا أنه الخيط الفاصل بين خط النجاة والخطر، فهى ليست حملة توعوية يقتصر دورها على ذلك.

بل؛ هي رسالة أمل وقوة وتشجيع لدى محاربات سرطان الثدي، في جميع أنحاء العالم، حيث أنها تعمل على تحفيز عزيمتهم وإيمانهم بأقتراب الشفاء والانتصار على هذا المرض بكل شجاعة وقوة.

ما هو أكتوبر الوردي؟

يُعرف أكتوبر الوردي بشهر التوعية بسرطان الثدي حول العالم، وكان الظهور الأول لهذه الحملة التوعوية في عام 2006، كحملة عالمية تبدأ من يوم 1 أكتوبر وحتى 30 أكتوبر من كل عام.

وتبنت الحملة اللون الوردي رمزًا لها، وكان سبب إطلاق هذه الحملة، هو زيادة معدل الإصابة بسرطان الثدي عند النساء عالميا؛ وبناءًا على الإحصائيات، تبين أن سرطان الثدي يُعد ثاني أبرز أنواع السرطانات، كما أنه  يُمثل نحو 25% من أنواع السرطان التي تُصيب الإناث.

وفي عام 2022؛ أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نسبة الإصابة العالمية بسرطان الثدي بلغت 2.3 مليون امرأة مُصابة، مُشيرة إلى أن نسبة الوفيات تُقارب نحو 670 ألف امرأة، لافتة إلى أن معظم الإصابات بهذا النوع، لا يكون سببها أي عوامل خارجية أو فسيولوجية تُساعد على نموه في الجسم.

أهداف أكتوبر الوردي

يتبني شهر التوعية بسرطان الثدي العديد من الأهداف، التي تتاوح بين صحية ومجتمعية، وتتمثل في الآتي:

  • تعزيز الوعي بأهمية الكشف المبكر: إذ يُعد الفحص الدوري والمبكر الوسيلة الأكثر فاعلية لاكتشاف سرطان الثدي في مراحله الأولى، مما يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير.
  • تثقيف السيدات حول طرق الفحص الذاتي للثدي: من خلال تعريف المرأة بخطوات الفحص المنزلي، وكيفية ملاحظة أي تغيرات قد تستدعي زيارة الطبيب.
  • تشجيع السيدات على المتابعة الطبية المنتظمة: سواء بإجراء فحص الماموغرام، أو الفحوصات المخبرية اللازمة، لضمان الاطمئنان على الصحة العامة للثدي.
  • تقديم الدعم النفسي والمعنوي لمحاربات السرطان: عبر إبراز قصص النجاح، وغرس الأمل والإصرار لدى المريضات لمواصلة رحلة العلاج بثقة.
  • تعزيز دور المؤسسات الطبية والمجتمعية: حيث تقوم العديد من المؤسسات بتنظيم الحملات التوعوية، وتوفير الخدمات والفحوصات بأسعار رمزية أو مجانية خلال الشهر، دعمًا لحق كل سيدة في الوقاية والرعاية الصحية.
  • تصحيح المفاهيم الخاطئة حول المرض: من خلال نشر المعلومات الطبية الموثوقة، وتوضيح أن الكشف المبكر لا يعني الخوف، بل هو خطوة نحو الأمان والوقاية.

ما الفرق بين سرطان الثدي الحميد والخبيث؟

يسود اعتقاد خاطئ عند الجميع، فبمجرد سماع مصطلع سرطان الثدي، أو ورم في الثدي، عادة ما يتبادر إلى الذهن سيناريوهات غير صحية بأن السيدة أو البنت بأن لديها سرطان خبيث، وكل هذا ليس صحيحًا.

فعادةً ما تكون الأورام التي تظهر في الثدي حميدة، ولا تشكل أي خطرًا على الصحة العامة، والبعض الآخر قد يكون خبيثًا، وفيما يلي سوف نوضح الفرق بين كلا النوعين لكي تطمئني:

  • طبيعة النمو:

  •  الورم الحميد: ينمو ببطء.
  •  الورم الخبيث: سريع النمو.
  • الانتشار:

  •  الورم الحميد: لا ينتشر خارج الثدي.
  •  الورم الخبيث: فقد ينتشر إلى الأعضاء المجاورة.
  • الملمس:

  •  الورم الحميد: لين ومتحرك عند لمسه.
  •  الورم الخبيث: يكون ثابتًا وصلبًا. 
  • الخطورة:

  •  الورم الحميد: عادة لا يُشكل خطورة على الحياة.
  •  الورم الخبيث: يُشكل خطورة كبيرة إذا لم يُكتشف مبكرًا. 
  • العلاج:

  •  الورم الحميد: يحتاج إلى مراقبة طبية دورية لتحديد حجمه وتطوره.
  •  الورم الخبيث: فيتطلب التدخل العلاجي السريع وفقًا لنوعه ومرحلته.

وبهذا، قد يكون الأمر قد بات واضحًا بالنسبة لنقاط الفرق بين الأورام الحميدة والخبيثة، ولكن في حالة شعورك بالأعراض التالية، لا تترددي باستشارة الطبيب المختص، حيث يُساعد الفحص المُبكر في تعزيز فرص الشفاء ومنع تفاقم الأمر.

أعراض سرطان الثدي المبكرة

يُعد التعرف على أعراض سرطان الثدي، من المهام الرئيسية التي يهدف إليها أكتوبر الوردي، فكثير من النساء بمختلف فئاتهم العمرية لا يعرفون ما هي العلامات التي تستدعي الانتباه والاستشارة الطبية، وهو ما تسبب في زيادة معدلات الإصابة بسرطان الثدي حول العالم.

وتتمثل أعراض سرطان الثدي عند النساء فيما يلي:

  • ظهور تقشّرات على جلد الحلمة أو على سطح الثدي بالكامل.
  • احمرار أو طفح جلدي غير طبيعي في الثدي.
  • تحوّل ملمس جلد الثدي أو الحلمة ليُصبح مجعدًا أو شبيهًا بقشر البرتقال.
  • زيادة ملحوظة في حجم أحد الثديين أو كليهما.
  • اختلاف في مظهر أو تناسق أحد الثديين مقارنة بالآخر.
  • خروج إفرازات غير طبيعية من الحلمة، قد تحتوي على دم أو سائل مائل إلى الاصفرار.
  • تغير في شكل أو اتجاه إحدى الحلمتين أو كلتيهما.

الجدير بالذكر، أن هذه الاعراض عادة لا تظهر جميعها في وقت واحد، كما أنها تختلف من امرأة إلى أخرى، لذا في حالة ملاحظة أي تغير غير معتاد قومي بإجراء الفحص الذاتي للثدي الذي سوف نتعرف عليه فيما يلي.

كيف يتم الفحص الذاتي للثدي في المنزل؟

على الرغم من أن الفحص الذاتي للثدي اصبح من الخطوات الطبية الشائعة لدى الكثيرين، إلا أنه لا يزال يجهله البعض، ولكن أكتوبر الوردي يعمل على نشر الوعي بأهمية هذا الإجراء الذي يُساعد في الكشف المبكر عن أي تغيير في الثدي، ويتم إجرائه عبر الخطوات الآتيه:

  • الفحص أمام المرآة:

قفي أمام المرآة وذراعاكِ إلى جانبيك، ثم تفحّصي شكل الثديين بعناية، راقبي أي تغيّر في الحجم أو الشكل أو لون الجلد، مثل: (ظهور احمرار، أو تجاعيد غير معتادة، أو تغيّر في شكل الحلمة أو اتجاهها).

  • الفحص أثناء رفع الذراعين:

ارفعي ذراعيكِ إلى الأعلى وراقبي الثديين مرة أخرى أمام المرآة، لاحظي ما إذا كان هناك أي اختلاف في الشكل، أو إفرازات غير طبيعية تخرج من الحلمة.

  • الفحص أثناء الوقوف أو أثناء الاستحمام:

يُفضل إجراء هذه الخطوة أثناء الاستحمام، عندما تكون البشرة مُبللة، واستخدمي أطراف أصابعك لتحريكها بحركات دائرية صغيرة تغطي كامل الثدي من الخارج إلى الداخل، مع ضغط خفيف إلى متوسط، وتساعد هذه الطريقة في ملاحظة أي تكتلات أو مناطق غير منتظمة الملمس.

  • الفحص في وضع الاستلقاء:

استلقي على ظهركِ وضعي وسادة صغيرة تحت الكتف الأيمن عند فحص الثدي الأيمن (والعكس عند فحص الأيسر)، باستخدام اليد المقابلة، مرّري أصابعك برفق على الثدي بالكامل، من عظمة الترقوة وحتى أسفل الإبط، للتأكد من عدم وجود أي كتل أو مناطق متصلبة.

متى يجب القيام بفحص الثدي الذاتي؟

يوصى بإجراء فحص الثدي الذاتي للإناث مرة كل شهر، بعد انتهاء الدورة الشهرية بعدة أيام، اما بالنسبة للنساء في سن الحيض فينصح تحديد موعد شهري للقيام بهذا الفحص.

ما هو فحص الماموجرام؟

هل سمعتِ من قبل عن أشعة الماموجرام؟ أنها أحد أنواع الأشعة السينية، ولكنها تختص بالكشف عن سرطان الثدي، حيث يُساعد في التعرف على الكتل الصغيرة أو التكلسات التي يسببها تراكم الحليب في الثدي.

ويُعرف بأنه أحد أنواع الأدوات التشخيصية المستخدمة في الكشف عن سرطان الثدي، فلا تقلقي في حالة طلب الطبيب منكِ إجراؤه، فهو إجراء طبي لا يُسبب اي خطورة على الصحة، بل يُساعد في تشخيص الحالة.

وقد يوصى بإجرائه لدى النساء في سن اليأس، كأجراء روتيني من حين إلى آخر، لمُتابعة صحة الثدي، والكشف المُبكر عن أي تغيرات غير طبيعية.

اسئلة شائعة عن سرطان الثدي

فعند الحديث عن أكتوبر الوردي، تزداد تساؤلات الكثير من النساء، حول مرض سرطان الثدي، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع أبرز هذه التساؤلات والرد عليها من قبل فريقنا الطبي:

هل سرطان الثدي يسبب آلام؟

يُمكن أن يُسبب سرطان الثدي بعض الآلم نتيجة ضغط الورم على الأنسجة أو الأعصاب المحيطة به، خاصةً مع زيادة حجمه أو انتشاره إلى مناطق قريبة، وفي بعض الأحيان قد تكون هذه الآلم أحد المؤشرات الدالة على أن نوع السرطان هو حميد (غير سرطاني).

هل تحليل CBC يكشف الإصابة بسرطان الثدي؟

والجواب هو لا، حيث يستخدم تحليل صورة الدم الكاملة بشكل أساسي لتقييم حالة مكونات الدم، وفي حالة اختلال مستوياتهم قد يكون مؤشرًا إلى وجود مشكلة صحية مثل: (سرطان الدم).

هل يُمكن أن تُصاب الإناث بسرطان الثدي؟

في الحقيقة على الرغم من زيادة معدلات الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنه من النادر جدًا أن تُصاب به الفتيات تحت سن 20 عامًا.

هل الرجال معرضون للإصابة بسرطان الثدي؟

(نعم)، رغم أن الإصابة أقل شيوعًا بكثير مقارنة بالنساء، إلا أن الرجال يمكن أن يُصابوا بسرطان الثدي، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب في حال ملاحظة أي تغير أو كتلة في منطقة الصدر.

في الختام؛ أكتوبر الوردي ليس مجرد لون، بل قصة وعي وأمل وصمود، فكل فحص مبكر هو رسالة حب منكِ لنفسك، ولمن تحبين، بأن صحتك تستحق الاهتمام.

المصادر

اذهب إلى الأعلى