أكثر الأمراض شيوعاً عند الأطفال

يتعرض الأطفال للعديد من الأمراض في مختلف مراحلهم العمرية، مما يستوجب ضرورة الإلمام بمعرفتها وأعراضها وأسبابها وطرق علاجها. لذا سنتعرّف معاً في هذا المقال على أكثر الأمراض شيوعا عند الأطفال ما هي أعراضها؟ وكيف يمكن تشخيصها؟ وكيف يتمّ علاجها.

ما هي أكثر الأمراض شيوعاً عند الأطفال؟

  • نزلات البرد
نزلات البرد اللابكتيري قد تكون أحد أكثر الأمراض شيوعاً على الإطلاق، إذ يتعرض الجميع لنزلات البرد عدّة مرّات سنويّاً. ويعدّ الأطفال أكثر عرضة لهذه الإصابة من غيرهم بسبب عدم اكتمال جهاز المناعة لديهم. تحدث نزلات البرد بسبب إصابة ممرات الجهاز التنفسي العلوية لدى الطفل بالفيروسات، لكن لحسن الحظّ تكون إصابة خفيفة تنطوي على أعراض مثل سيلان الأنف والسّعال والاحتقان وقد ترتفع الحرارة ارتفاعا طفيفاً. قد تستمرّ هذه الأعراض لمدّة أسبوع إلى 10 أيّام، ولا تحتاج لعلاج بالمضادّات الحيويّة؛ بل يكفي تناول الفيتامينات لتقوية المناعة ومضادّات الاحتقان لتخفيف الاحتقان الأنفيّ. عند إجراء التّحاليل الدّمويّة يمكن أن نلاحظ ارتفاع البروتين الالتهابيّ الارتكاسيّ CRP، كما ترتفع كريات الدم البيضاء على حساب اللّمفاويّات في تحليل صورة الدم CBC.
  • الأمراض التّحسّسيّة
قد يتعرّض الأطفال لمجموعة من أعراض الإصابة بالتّحسّس بسبب عدم اكتمال جهاز المناعة لديهم. وتتمثل الأعراض بشكل عام بالحكّة وسيلان الأنف، وفي حال الحساسيّة الجلديّة تتمثل بالحكّة والأكزيما، أما في الحساسيّة العينيّة فتتمثل بالحكّة والاحمرار وغيرها من أعراض التّحسّس. يمكن تشخيص الحساسيّة من خلال أخذ التاريخ المرضي والفحص السّريريّ للطفل، إلى جانب ذلك تساعد التّحاليل الدّمويّة في تشخيص الحالة، حيث يمكن ملاحظة ارتفاع الغلوبّولين المناعيّ IgE في حالات التّحسّسّ، كما قد ترتفع كريات الدم البيضاء على حساب كريات الدم البيضاء الحمضية  Eosinophilia في تحليل صورة الدم CBC. يمكن تخفيف أعراض التّحسّس عبر تناول الأدوية المضادّة للحساسيّة أو استخدام الكريمات التي تحتوي على الكورتيستيروئيدات لتخفيف الحكّة الجلدية والأكزيما.
  • التهاب الحلق
يعدّ التهاب الحلق من أكثر الأمراض شيوعاً التّي قد تصيب الأطفال، وقد يكون مزعجاً ومؤلماً أحياناً. قد يكون التهاب الحلق فيروسيّ السّبب أو بكتيري، ففي الحالات اللابكتيرية يكون خفيفاً ويحدث بعض الاحمرار والتّوذّم في الحلق مع وجود حكّة ، وسرعان ما يشفى عرضياً خلال أسبوع دون علاج. لكن في الحالات البكتيرية يسمّى التهاب الحلق القيحيّ، حيث يتجمّع القيح على الحلق وهو حالة مرضيّة مؤلمة ومزعجة للطفل؛ ويرافقها ارتفاع في الحرارة وأعراض التهاب مزعجة. يمكن تشخيص التهاب الحلق البكتيري عبر رؤية القيح في الحلق، وبإجراء التّحاليل الدّمويّة نجد ارتفاعا في نسبة البروتين الالتهابيّ الارتكاسيّ CRP وارتفاعا كريات الدم البيضاء على حساب خلايا الدم البيضاء التي تسمى (العدلات (أو   Neutrophil في تحليل صورة الدم CBC. في هذه الحالة، يحتاج الطفل لعلاج بالمضادّات الحيويّة وخافضات الحرارة وذلك بحسب استشارة الطّبيب.
  • التهابات الأذن
يتنوّع سبب الشّعور بألم في الأذن، فقد يكون عرضاً ارتكاسيّاً لآلام الأسنان أو التهاب الحلق أو التهاب الجيوب الأنفيّة، وقد يكون بسبب حدوث التهاب فيروسيّ أو جرثوميّ في الأذن الوسطى، لذا يجب أن يقوم الطّبيب بفحص الأذن لمعرفة سبب الألم. التهاب الأذن الوسطى الفيروسيّ ليس مرضاً خطيراً ولا يحتاج لعلاج بالمضادّات الحيويّة لأنّه يزول لوحده خلال أسبوع، ويمكن استخدام العلاجات العرضيّة مثل الفيتامينات لتقوية المناعة والسّوائل السّاخنة وتعديل الوضعيّة بشكل مستقيم بدلاً من الاستلقاء لتخفيف الضّغط على الأذن الوسطى. أمّا التهاب الأذن الوسطى البكتيري فهو مرض يحتاج لاستشارة الطّبيب لتقديم العلاج المناسب، حيث تتنوّع أعراضه من ألم وارتفاع في الحرارة وتجمّع للقيح والسّوائل خلف غشاء طبلة الأذن. من أجل تشخيص التهاب الأذن الوسطى، يمكن إجراء تحاليل دمويّة ويدل على الإصابة به ارتفاعا في نسبة البروتين الالتهابيّ الارتكاسيّ CRP وارتفاعا في كريات الدم البيضاء على حساب العدلات Neutrophil  في تحليل صورة الدم CBC.
  • التهاب القصيبات الشّعريّة
يعدّ التهاب القصيبات الشّعريّة أحد أكثر وأشيع الأمراض التي تصيب حديثي الولادة والرّضّع، وتحدث بسبب إصابة فيروسية. تشمل الأعراض أعراض التهابات الطّرق التّنفّسيّة مثل الصّعوبة في التّنفّس والسّعال والاحتقان وقد ترتفع الحرارة قليلاً. يمكن تشخيص التهاب القصيبات الشّعريّة بإجراء صورة للصدر Chest X Ray وملاحظة علامات الالتهاب في الرّئتين، كما يمكن إجراء التّحاليل الدّموية حيث قد نلاحظ ارتفاع البروتين الالتهابيّ الارتكاسيّ CRP، كما ترتفع كريات الدم البيضاء على حساب اللّمفاويّات في تحليل صورة الدم CBC. كمثل جميع الالتهابات الفيروسية، فإنّ التهاب القصيبات الشّعريّة لا يحتاج للعلاج بالمضادّات الحيويّة، بل ينطوي العلاج على الفيتامينات لتقوية المناعة ومضادّات الاحتقان وخافضات الحرارة والسّوائل خوفاً من التّجفاف.
  • التهابات المجاري البولية
يحدث التهاب المجاري البوليّة بسبب الجراثيم، حيث تتراكم ضمن هذه المجاري بدلاً من طرحها مع البول، وهو مرض شائع عند الأطفال. تتنوّع أعراض التهاب المجاري البوليّة لتشمل الشّعور بالألم والحرقة عند التّبوّل وتقطع أثناء التّبوّل وألم في البطن وقد يحدث ارتفاع في الحرارة. لتشخيص التهاب المجاري البوليّة يمكن إجراء تحاليل دمويّة فنجد ارتفاعا بالبروتين الالتهابيّ الارتكاسيّ CRP وارتفاعا كريات الدم البيضاء على حساب العدلات Neutrophil في تحليل صورة الدم CBC. يشمل علاج التهاب المجاري البولية تناول المضادّات الحيويّة وفق وصفة الطّبيب والإكثار من شرب المياه للمساعدة على طرح الجراثيم ضمن البول.
  • التهابات الأمعاء
تعدّ التهابات الأمعاء مرضاً شائعاً عند الأطفال، فبسبب ضعف جهاز المناعة لديهم وتناول الأطفال أطعمة ملوّثة دون علم الأهل، قد يصابون بالتهابات في الأمعاء. تتنوّع أعراض التهابات الأمعاء مثل الشّعور بالغثيان أو الإقياء والألم البطنيّ والإسهال وارتفاع الحرارة، وأكثر ما يشكّل خطراً على الأطفال هو الإصابة بالتّجفاف بسبب الإسهال أو الإقياء. يمكن تشخيص التهابات الأمعاء بالقصّة المرضيّة والفحص السّريريّ، كما يمكن إجراء التّحاليل الدّمويّة فنلاحظ ارتفاعا بالبروتين الالتهابيّ الارتكاسيّ CRP وارتفاع كريات الدم البيضاء في تحليل صورة الدم CBC. يعتمد العلاج على المضادّات الحيويّة وفق وصفة الطّبيب وتناول البارسيتامول لتخفيف الحرارة والألم البطنيّ، كما يجب تناول محلول الجفاف لتعويض الشّوارد التّي يخسرها الطّفل بسبب الإسهال خوفاً من التّجفاف، ويجب اتّباع حمية طعاميّة حتّى يقف الإسهال.
  • حساسيّة القمح (الغلوتين) عند الأطفال
مرض السيلياك هو اضطراب وراثيّ في المناعة الذّاتيّة يتسبّب في ردّ فعل في الجسم تجاه بروتين الغلوتين، حيث يحفّز الغلوتين في الجهاز الهضميّ جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادّة ضده، مما يؤدي إلى تدمير الأمعاء الدّقيقة (الغشاء المخاطيّ). يضعف تلف الغشاء المخاطيّ في الأمعاء الدّقيقة قدرتها على امتصاص العناصر الغذائيّة من الطّعام ممّا يتسبّب في نقص التّغذية. يمكن أن يظهر مرض السيلياك في أيّ عمر بعد تناول الغلوتين، ويرى مقدّمو الرّعاية الصّحّية أنّه يظهر بشكل شائع في فترة الطّفولة المبكرة ما بين 8 و12 شهراً، ويؤثّر على الأطفال ممّا يؤدّي إلى إصابتهم بأمراض سوء التّغذية وسوء الامتصاص وما يرافقها من نقص في العناصر الغذائيّة والفيتامينات ممّا يؤثّر على النّموّ. تختلف أعراض السيلياك بشكل كبير بين الأشخاص، ممّا يجعل التّعرّف عليه أمراً صعباً، فقد لا يلاحظ بعض النّاس أيّ أعراض له، بينما يعاني البعض الآخر من عسر الهضم وأعراض أخرى في الجهاز الهضمي (GI) بعد تناول الغلوتين. يعاني البعض فقط من أعراض غامضة لنقص التّغذية في وقت لاحق عندما يحدث ضرر حقيقيّ، وعند هؤلاء الأشخاص قد تكون أعراض فقر الدّمّ هي أوّل ما يظهر. يبدأ الطبيب بالتفكير بإصابة الطفل بمرض السيلياك إذا كان الطّفل يعاني من أعراض بالجهاز الهضميّ بعد تناول الغلوتين، لذا من المهمّ إجراء اختبارات لمرض السيلياك قبل تجربة نظام غذائيّ خالٍ من الغلوتين حتّى تكشف الاختبارات كيف يؤثّر الغلوتين فعليّاً على الجسم، حيث أنّه وبمجرّد أن يبدأ الطّفل في تجنّب الغلوتين ستبدأ الأمعاء في التّعافي. الطّريقة الأولى هي فحص الدّمّ: حيث يقوم الأخصائي المخبري باختبار عيّنة من الدّمّ بحثاً عن الأجسام المضادّة للغلوتين التي تضرّ الأمعاء. ويستخدم في ذلك تحليل tTG igA وتحليل total igA وهما الأفضل والأكثر دقّة. تعد النّتيجة الإيجابيّة لـ tTG igA هي أعلى من 4 U/mL، والنّتيجة السّلبيّة هي أقلّ من 4 U/mL. وتعتبر النّتيجة الإيجابيّة total ig هي أعلى من 310 mg/dL للأعمار 17-60 سنة وأعلى من 320 mg/dL للأعمار 61 فما فوق. كما يتمّ تحليل نسبة الهيموجلوبين والحديد والعناصر الغذائيّة مثل الفيتامينات والمعادن في الدّمّ لكشف وجود فقر الدم بعوز الحديد أو كشف نقص العناصر المغذّية بسبب سوء التّغذية. الطّريقة الثّانية هي الخزعة: لأخذ الخزعة سيقوم أخصّائيّ الجهاز الهضميّ بإجراء فحص بالمنظار للأمعاء الدّقيقة، ويأخذ خزعة معينة لتتم دراستها تحت المجهر والتأك من وجود تسطّح بالزّغابات المعويّة، وهي العلامة المشيرة للإصابة بمرض السيلياك (سوء الامتصاص).  
  • فقر الدم عند الأطفال
يؤدّي نقص الحديد عند الأطفال إلى الإصابة بفقر الدم، الذي يؤثر على نّموّ الأطفال، وإضعاف قدرتهم على اللّعب والدّراسة والتّركيز. يمكن تأمين الحديد اللّازم للأطفال عن طريق الحليب الصّناعيّ المدعّم بالحديد، وتطبيق نظام غذائيّ صحّي ومتوازن للطفل يحتوي على العناصر الغذائيّة المهمّة للطفل ومن ضمنها الحديد، كما يمكن إعطاء المكمّلات الغذائيّة للطفل التّي تحتوي على الحديد تبعاً لاستشارة الطّبيب. تتنوّع أسباب نقص الحديد عند الأطفال إما بسبب سوء التّغذية أو بسبب الأمراض الهضميّة التّي تؤدّي لسوء امتصاص الحديد عند الطّفل. يمكن تشخيص الإصابة بفقر الدّمّ عند الأطفال عبر إجراء تحليل صورة الدّمّ CBC لمعرفة كمّيّة الهيموجلوبّين في الجسم، حيث تقدّر نسبة الهيموجلوبّين الطّبيعيّة عند الأطفال 11- 14 لكن عند مرضى فقر الدّمّ المنجليّ تتراوح نسبته بين 7-13. كما يمكن إجراء تحليل مخزون الحديد الفيرّتين لتقدير نسبة الحديد في الجسم عند الأطفال، حيث تتراوح النّسبة الطّبيعيّة للفيرّتين عند الطّفل: 25 إلى 200 نانوغرام / مل لحديثي الولادة، ومن 200 إلى 600 نانوغرام / مل في عمر شهر واحد، ومن 50 إلى 200 نانوغرام / مل في عمر 2 إلى 5 أشهر، ومن 7 إلى 140 نانوغرام / مل للأطفال من سن 6 أشهر إلى 15 عاماً.
  • اضطرابات النمو عند الأطفال
تؤدّي اضطرابات النمو عند الأطفال لمشاكل صحّيّة مختلفة تبعاً للمرحلة العمريّة للطفل، مثل التّخلّف العقليّ وتأخّر النّموّ بالنّسبة لأقرانه وغيرها من الاضطرابات. تظهر معظم أعراض اضطرابات النمو عند الأطفال بعد سنّ الخامسة، وتشمل أعراض اضطرابات النّموّ عند الأطفال قصر قامة الطّفل بالمقارنة مع أقرانه، ويُعدّ هذا العرض من أبرز علامات اضطرابات النّموّ عند الأطفال، وتأخّر بالقدرات الجسديّة عند الطّفل كالمشي أو الجلوس أو الوقوف، كما قد يحدث تراجع في القدرات العقليّة عند الطّفل ومشاكل في مهارات التّواصل عند الطّفل. يبدأ تشخيص اضطرابات النمو عند الأطفال بعد الولادة مباشرةً عن طريق تتبّع مخطّطات النّموّ عند الطّفل ومقارنتها بمخطّطات مرجعيّة ومراقبة الأعراض وتطوّرها عنده. يشمل الفحص السّريريّ للطفل مراقبة نموّه بتسجيل القياسات الجسديّة للطفل عن طريق قياس طول الطّفل أثناء استلقائه على ظهره بشكل دوريّ، وقياس طول الطّفل أثناء الوقوف وقياس محيط رأس الطّفل منذ الولادة ومراقبة تطوّره، كما يتمّ قياس وزن الجسم بالتّزامن مع القياسات الأُخرى. يتمّ إجراء بعض التّحاليل لمعرفة أسباب اضطرابات النّموّ عند الطّفل مثل فحص الدّمّ لِقياس نسبة الهرمونات لمعرفة نسبة هرمون النّموّ عند الطّفل الذّي يرتبط نقصه باضطراب النّموّ، كما يتمّ إجراء فحص ال PCR لصبغيّات الطّفل لكشف الاضطرابات الصّبغيّة التّي ترتبط باضطرابات النّموّ عند الطّفل، كما يتمّ استخدام التّصوير بالأشعّة السّينيّة لليدّ اليسرى (المعصم) لتقدير عمر العظام الذّي يتأثّر بمشاكل النّموّ.

هل تتوفر تحاليل أمراض الأطفال في مختبرات دلتا الطبية؟

إن اهتمام مختبرات دلتا الطبية بتقديم أفضل خدمات التحاليل الطبية في السعودية، يجعلها بشكل دائم مهتمة بتطوير تقنياتها وتقديم كل خدمات التحاليل الطبية. توفر مختبرات دلتا الطبية جميع التحاليل التي يتطلبها الأطفال للكشف عن أي مرض قد يصيبهم، كما توفر باقة تحاليل الأطفال للكشف عن أهم مؤشرات نموه الصحي ومنها هرمون النمو وحساسية القمح والفيتامينات والمعادن مثل فيتامين د النشط ومخزون الحديد، وذلك من خلال كادر طبي متميز وبأحدث التقنيات التي توصل إليها عالم المختبرات الطبية. علاوة على ذلك، تتوفر في دلتا مجموعة كبيرة من الفحوصات الطبية المفردة وكذلك باقات التحاليل الشاملة والتي يمكن الحصول عليها من خلال زيارة إحدى فروع مختبرات دلتا في السعودية أو من خلال خدمة السحب المنزلي المجانية. ختاماً، علينا أن نعلم أنّ الطّفل معرّض للكثير من الأمراض لذا يجب المتابعة دائماً مع الطبيب واتّباع نظام غذائيّ صحّيّ ومتوازن لتقوية مناعة الطّفل ووقايته من هذه الأمراض ليتمتّع بنمط حياة جيّد.

المراجع

Davidson’s Principles and Practice of Medicine – 24th Edition   The Royal Society of Medicine – Paediatric Journals and Ebooks

أحدث المقالات
اذهب إلى الأعلى