أنواع الإجهاض واعراضه: دليل شامل لفهم فقدان الحمل
توجد العديد أنواع الإجهاض، وفهم الفروق بينها يمكن أن يساعد النساء في معرفة ما يمكن توقعه عند مواجهة فقدان الحمل، على الرغم من أن واحدة من كل 4 نساء تتعرض للإجهاض، إلا أن الكثيرين يعتقدون أن فقدان الحمل يحدث للآخرين فقط.
ربما يكون هذا هو السبب، بالإضافة إلى الصمت التاريخي حول هذا الموضوع، الذي يجعلنا غالبًا نتفاجأ بفقدان الحمل، مما يؤدي إلى شعورنا بالحيرة، والتساؤل عما يجب توقعه، لكن ما يمكن توقعه يختلف مع كل نوع من أنواع الإجهاض واعراضه.
في هذه المقالة، سنوضح لكِ معنى كل نوع من أنواع الإجهاض، ونقدم لك موارد تساعدكِ على فهم ما يمكن توقعه، والأسئلة التي ينبغي طرحها.
أنواع الإجهاض: أبرز 11 نوعًا
توجد أنواع متعددة من الإجهاض، مما يدل على أن حالات الإجهاض تختلف عن بعضها، فبعضها يحدث قبل مرور 12 أسبوعًا على الحمل، بينما يمكن أن يحدث البعض الآخر في مراحل لاحقة من الحمل.
-
الحمل الكيميائي: أحد أنواع الإجهاض واعراضه
هو نوع من أنواع الإجهاض واعراضه يحدث في فترة قصيرة (عادةً قبل أو بعد الأسبوع الخامس) بعد الحصول على نتيجة إيجابية في اختبار الحمل، تمثل حالات الحمل الكيميائي حوالي 50-70% من حالات الإجهاض، كما يمكن التعرف على الحمل الكيميائي من خلال النزيف، الذي يحدث قريبًا من موعد الدورة الشهرية المعتادة.
في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يكون حجم الجنين صغيرًا جدًا، مما يجعل من الصعب على الموجات فوق الصوتية اكتشاف أي تشوهات في الكروموسومات، العلامة الأكثر شيوعًا لهذا النوع من الحمل هي انخفاض مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) في تحليل الدم.
-
إجهاض البويضة التالفة (الحمل اللاجنيني)
يُعرف إجهاض البويضة التالفة أيضًا باسم الحمل اللاجنيني، وهو أحد انواع الاجهاض الطبيعي، يحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة دون أن تتطور إلى جنين يمكن أن يعيش، في هذه الحالة، قد يتوقف نمو البويضة، بعد عملية الإخصاب، يتم امتصاص البويضة، مما يترك كيس حمل فارغ (تجويف سائل كبير) مع بقاء المشيمة سليمة، كما يُعتبر الإجهاض أكثر شيوعًا بين النساء اللواتي يواجهن حالات إجهاض البويضة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
-
الإجهاض الكامل
يُعتبر إلاجهاض الكامل أحد أنواع الإجهاض واعراضه كاملة، حيث يتم طرد جميع أنسجة الحمل، بما في ذلك الجنين والمشيمة، مصحوبًا بنزيف، يستمر النزيف المهبلي مع ظهور جلطات دموية كبيرة، وقد يستمر لعدة أيام، بينما تشتد آلام البطن، التي تشبه تقلصات الدورة الشهرية.
هذا يدل على أن الرحم ينقبض لإفراغ محتوياته، كما يحدث الإجهاض بشكل تلقائي، ويحتاج إلى رعاية طبية للتأكد من عدم بقاء أي أنسجة حمل في الرحم.
-
الإجهاض غير المكتمل
في بعض الأحيان، تبقى أنسجة الحمل داخل الرحم، وهذه الحالة تُعرف بالإجهاض غير المكتمل، قد يستمر النزيف مع تقلصات في أسفل البطن، حيث يحاول الرحم التخلص من هذه الأنسجة المتبقية.
مصطلح “غير مكتمل” يشير إلى عدم قدرة الجسم على طرد الجنين بشكل تلقائي، حيث يتم إزالة الأنسجة المتبقية من خلال إجراء جراحي بسيط يُعرف بـ “توسيع عنق الرحم وكحته” (D وC).
-
الإجهاض الفائت أو الصامت
يُعرف الإجهاض الفائت (أحد انواع الاجهاض الطبيعي)، بأنه حالة يموت فيها الجنين، ولكنه يبقى في الرحم دون أن يُطرد، ويشار إليه أيضًا بالإجهاض المتأخر أو الصامت.
في هذه الحالة، لا تُلاحظ أي آلام أو تقلصات أو نزيف، ولا توجد علامات تشير إلى وجود مشكلة مع الجنين، حتى يُظهر الفحص الدوري لدى الطبيب عدم وجود نبضات قلب، كما يتطلب هذا الأمر اتخاذ خيارات علاجية، ودعمًا طبيًا لمعرفة كيفية إزالة الجنين.
-
الإجهاض المهدد
يُعتبر الإجهاض المهدد أكثر أنواع الإجهاض واعراضه شيوعًا، حيث يحدث نزيف خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل دون خروج أي منتجات للحمل، مع بقاء فتحة عنق الرحم مغلقة، تتضمن خصائص الإجهاض المهدد ما يلي:
- نزيف مهبلي (غالبًا ما يكون إفرازات بنية أو بقع دموية).
- ألم خفيف في البطن.
- عدم خروج أي منتجات للحمل.
- بقاء فتحة عنق الرحم مغلقة.
- نتيجة اختبار الحمل إيجابية.
في الغالب، يستمر الحمل حتى نهايته، لكن في بعض الأحيان قد يتطور إلى نوع أكثر خطورة من الإجهاض، وعادةً ما تُتابع المريضات المستقرات في الحمل لأكثر من ستة أسابيع، اللاتي يعانين من نزيف في بداية الحمل دون أي علامات تدل على حمل خارج الرحم، في وحدة تقييم الحمل المبكر (EPAU).
-
الإجهاض الحتمي
يتحول الإجهاض المُهدد إلى إجهاض حتمي عندما يتسع عنق الرحم، حيث يشتد الألم ويزداد النزيف بشكل ملحوظ، ويظهر عند الفحص أن عنق الرحم مفتوح.
تُعالج العديد من النساء اللواتي يواجهن إجهاضًا حتميًا عبر “التدبير التوقعي”، حيث يُتوقع أن يحدث الإجهاض بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخل طبي، يُعرف هذا الأسلوب أحيانًا بـ “الانتظار اليقظ”، وهو يُنصح به للنساء اللواتي يعانين من إجهاض حتمي، ولكن لا تظهر عليهن أي مضاعفات، مثل الالتهابات أو النزيف الحاد، خلال هذه الفترة، تُراقب الحالة الصحية للمرأة بعناية بحثًا عن أي علامات تدل على التهاب، أو نزيف مفرط أو مضاعفات أخرى.
في بعض الحالات، مثلما يحدث عند وجود نزيف شديد، قد يستلزم الأمر تدخلًا طبيًا أو جراحيًا. قد يكون من الملائم استخدام أدوية مثل الإرغومترين أو السينتومترين أو الميزوبروستول، أو حتى إجراء عملية جراحية طارئة لإزالة نواتج الحمل المختزنة (ERPC).
-
متلازمة التوأم المتلاشي
من بين أنواع الإجهاض واعراضه المتعددة، هناك ظاهرة تشير إلى أنه “لا ينجو أي من الأجنة النامية، ويتم امتصاص الأنسجة المتبقية بواسطة الأجنة السليمة”، بحسب جمعية الحمل الأمريكية.
ويشير الأطباء إلى أن السبب الأكثر شيوعًا وراء ذلك هو الشذوذ الكروموسومي، حيث يكون الجنين الذي يتعذر عليه النمو مصابًا بمضاعفات وراثية تعيق تطوره الصحي.
-
الإجهاض المتكرر لماذا يحدث؟
يُعرف بأنه عندما تواجه المرأة أكثر من تجربة للإجهاض، عادةً، لا يُطلب من الطبيب إجراء فحص شامل إلا بعد حدوث الإجهاض الثاني، ويشير الطبيب الانجليزي هيلميتش إلى أنه “عندما نأخذ في الاعتبار أن واحدة من كل 4 حالات حمل قد تنتهي بفشل، فإن وقوع إجهاضين يُعتبر أمرًا عاديًا للغاية”.
وفي هذا السياق، يوضح الأطباء أن تحاليل الدم، التي تشمل قياس مستويات الأجسام المضادة، ستكشف عما إذا كانت هناك أي مشكلات طبية تتطلب العلاج لضمان حمل صحي في المستقبل، كما قد يوصي الأطباء أيضًا جراء تصوير للرحم والبوق، وهو تصوير بالأشعة السينية للرحم، للكشف عن أي تشوهات قد تؤثر على شكله.
-
الإجهاض الإنتاني: متى يكون خطيرًا؟
يعد الإجهاض الإنتاني أحد أنواع الإجهاض واعراضه، يحدث عندما تصاب المرأة الحامل بعدوى داخل الرحم قبل، أو بعد بدء عملية الإجهاض بفترة قصيرة، ويشير الأطباء إلى أن هذه الحالة نادرة جدًا.
من الممكن أن تشير الحمى والقشعريرة وآلام الحوض، أو الإفرازات البيضاء إلى وجود عدوى، ويجب علاجها على الفور، إذا كنتِ تجرين إجهاضًا منزليًا، فمن الضروري إبلاغ طبيبكِ بأي أعراض تظهر عليكِ.
-
الإجهاض المتأخر: متى يحدث الإجهاض؟
تحدث معظم حالات الإجهاض خلال الأسابيع الـ 12 أو الـ 13 الأولى من الحمل، ويكون نادرًا حدوث الإجهاض بعد الأسبوع الثالث عشر، حيث تشعر العديد من النساء، وشركائهن بأنهن قد تجاوزن فترة الخطر.
قد تكون تجربة الإجهاض المتأخر مؤلمة بشكل كبير، بعض النساء يُجهضن بشكل طبيعي أحيانًا دون سابق إنذار، مما قد يكون صادمًا ومخيفًا، بينما تحتاج أخريات إلى تحريض المخاض قبل الولادة.
وبغض النظر عن الظروف، قد تضطرين لاتخاذ قرارات صعبة، ومؤلمة تتعلق برؤية طفلكِ، وحمل جثته، والسماح بتشريحها، وما سيكون مصير بقاياها.
في الأيام التي تلي فقدانكِ، قد تلاحظين أن ثدييكِ يُنتجان الحليب، مما قد يزيد من معاناتكِ، كل هذه الظروف صعبة للغاية، وقد تشعرين بإرهاق جسدي ونفسي.
انواع الاجهاض الجراحي: أهم 3 أنواع
يعتبر الإجهاض الجراحي من الخيارات المتاحة لإنهاء الحمل، خصوصًا بعد الأسبوع العاشر، يعتمد الاختيار الأنسب على عمر الحمل وحالة المرأة، ويتضمن الإجهاض الجراحي عدة أنواع رئيسية.
1. الشفط الفراغي (Vacuum Aspiration):
تستخدم هذه التقنية لإزالة محتويات الرحم عن طريق الشفط، حيث يتم إدخال أنبوب رفيع إلى داخل الرحم، ومن ثم يتم شفط الجنين، والمشيمة إما يدويًا، أو باستخدام جهاز مخصص.
يعتبر هذا الإجراء ملائمًا حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وعادة ما يستغرق من 5 إلى 10 دقائق فقط، مما يتيح للمريضة مغادرة المستشفى في نفس اليوم.
2. التوسيع والكحت (Dilation and Curettage – D&C):
هذا الإجراء شائع خلال الثلث الثاني من الحمل (من الأسبوع 13 إلى 20)، يتضمن توسيع عنق الرحم باستخدام أدوات خاصة، ثم يستعمل الطبيب أدوات جراحية، مثل الملقط والمكحتة بالإضافة إلى الشفط لإزالة أنسجة الحمل، كما يتطلب هذا الإجراء تخديرًا عامًا، وقد تحتاج المريضة للبقاء في المستشفى حتى يزول تأثير التخدير.
3. الإجهاض التحريضي (Induction Abortion):
يتم تطبيق هذا النوع في الثلث الثاني من الحمل، بين الأسبوع 13 و20، يعتمد على تحفيز المخاض باستخدام أدوية معينة تُعطى عبر الوريد، مما يؤدي إلى حدوث انقباضات قوية في الرحم تساعد على طرد الجنين والمشيمة، أحيانًا، قد يتطلب الأمر إجراء عملية كحت لاحقًا لضمان إزالة جميع الأنسجة المتبقية، هذا النوع لا يرتبط بالمخاطر الجراحية التقليدية.
علامات الإجهاض في الشهر الأول
تحدث الكثير من حالات الإجهاض خلال الأسابيع الأولى من الحمل، خصوصًا قبل الأسبوع الثاني عشر، ومن أبرز الأعراض المرتبطة بالإجهاض هي التبقيع والتقلصات، حيث يبدأ التبقيع كحالة خفيفة ثم يتحول إلى نزيف أشد، وتتزايد التقلصات في القوة، قد تواجه معظم النساء أيضًا أعراضًا إضافية خلال الإجهاض المبكر، ومن أهم علامات الإجهاض قبل معرفة الحمل، ما يلي:
- نزيف مهبلي أو بقع دم.
- آلام في الظهر.
- تشنجات خفيفة.
- غثيان.
- آلام في البطن أو الظهر.
- شعور بالمرض.
إذا شعرتِ بأي من هذه الأعراض في المراحل المبكرة من الحمل، من الضروري أن تتواصلي مع طبيبك للحصول على النصيحة الطبية اللازمة لتحقيق حمل صحي وناجح.
كيف اهتم بنفسي بعد الإجهاض؟
بعد معرفة أنواع الإجهاض واعراضه، لابد من معرفة ماذا بعد الإجهاض؟ في العديد من الحالات، يبقى سبب الإجهاض غامضًا، مما يجعل من الصعب عليك منعه، ومع ذلك، هناك طرق فعالة لتقليل مخاطر الإجهاض، منها:
- الابتعاد عن التدخين خلال فترة الحمل.
- الإقلاع عن تناول الكحول، أو استخدام المخدرات غير المشروعة خلال نفس الفترة.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على خمسة حصص على الأقل من الفواكه والخضروات يوميًا.
- السعي لتجنب بعض أنواع العدوى أثناء الحمل، مثل الحصبة الألمانية.
- الابتعاد عن بعض الأطعمة التي قد تضر صحتك، أو تضر جنينك خلال الحمل.
- التأكد من أن وزنك ضمن المعدل الصحي قبل الحمل.
- تناول فيتامينات مهمة بعد الإجهاض.
الخلاصة
بعد أن واحنا أنواع الإجهاض واعراضه، يتضح أن هذه التجربة، على الرغم من صعوبتها وآلامها، ليست نادرة، إن فهم الفروقات بين الإجهاض الكيميائي والإجهاض الفائت، والكامل وغيرها يمكن أن يعين النساء على التعامل مع الموقف بشكل أفضل، وطلب الدعم الطبي المناسب.
تذكري دائمًا! أن الاعتناء بنفسك، جسديًا ونفسيًا، هو الخطوة الأهم بعد فقدان الحمل، إذا واجهت أيًا من الأعراض المذكورة، فإن استشارة الطبيب تعد الخطوة الأولى، والأكثر أهمية لضمان سلامتك وصحتك.