أول أعراض الزهايمر: 10 علامات لا يجب عليك تجاهلها!
تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن الخرف يؤثر في نحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، حيث يتم تسجيل حوالي 10 ملايين حالة جديدة سنويًا، وتُظهر التقديرات أن بين 5% و8% من الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا يعيشون مع شخص مصاب بالخرف في أي لحظة.
وللأسف؛ متوقع أن يرتفع عدد المصابين بالخرف إلى 82 مليون شخص بحلول عام 2030، و150 مليون شخص بحلول عام 2050.
لذلك، يجب أن نتساءل: ماذا يمكننا أن نفعل لمنع ظهور أول أعراض الزهايمر؟، وما هي تلك العلامات الأولية؟
أول أعراض الزهايمر: أبرز 10 علامات مبكرة
مرض الزهايمر له جوانب متعددة، وتختلف الأعراض حسب المنطقة المتأثرة، كما أن ظهور الأعراض الأولى لدى الشباب (أقل من 65 عامًا) يختلف عن ظهورها لدى الأشخاص في السبعينيات، والثمانينيات من أعمارهم.
رغم ذلك، توجد علامات مشتركة قد تشير إلى وجود مشكلة، مما يتيح لنا اتخاذ خطوات لتأخير ظهور أعراض الزهايمر الخفيف:
1. تغييرات في الذاكرة
عند الحديث عن مرض الزهايمر، يتبادر إلى الذهن فقدان الذاكرة، على الرغم من أنه قد لا يكون أول أعراض الزهايمر المرتبطة بهذا النوع من الخرف، إلا أنه يعتبر علامة واضحة على التدهور الإدراكي.
تشمل بعض الأمثلة على فقدان الذاكرة في المراحل المبكرة:
- عدم القدرة على تذكر التعليقات أو الأحداث الحديثة.
- تكرار نفس السؤال عدة مرات، أو ارتباك في الأنماط أو الروتينات المعروفة.
2. فقدان الاتجاه
تعتبر علامة أخرى واضحة تدل على إمكانية ظهور الخرف هي عدم القدرة على تحديد الاتجاه، إذا كنت لا تعرف سبب خروجك، وتجد نفسك تتجول بلا هدف، أو إذا عجزت عن تذكر الطريق إلى السوبر ماركت أو المخبز، أو نسيت كيفية العودة إلى المنزل، فإن هذه علامات تستدعي منا طلب الإحالة إلى مركز مختص في تشخيص وعلاج الزهايمر.
3. الارتباك في الجدول الزمني
إذا كنت تقول “ذهبت أمس لشراء فاكهة” بينما الواقع هو أنه قد مر أكثر من أسبوع منذ ذلك، أو “تناولت حفيدتي القربان المقدس الشهر الماضي” في حين أنه قد مر أكثر من ثلاث سنوات، فإن هذه العبارات تشير إلى ضرورة التفكير في زيارة طبيب الأعصاب.
يُعد الخلط بين الأحداث المهمة في حياتك علامة تحذيرية على وجود مشكلة، مما يستدعي ضرورة تولي المسؤولية، وبدء عملية التشخيص.
4. صعوبة إنجاز المهام في الحياة اليومية
قد تجد الصعوبات في المنزل أو العمل أو في الحياة اليومية عمومًا، فإذا لاحظت أن وصفة كانت معروفة لديك تفتقر إلى بعض المكونات، أو أنك تجد صعوبة في تذكر خطوات التحضير، وتحتاج إلى مساعدة أو إرشادات لإكمالها بنجاح، فقد يكون من الضروري استشارة طبيب الأعصاب.
في الحياة اليومية داخل المنزل، قد تواجه مشاكل مثل عدم معرفة ما ينبغي شراؤه، أو عدم القدرة على استخدام الأجهزة، أو الخلط بين النقود، أو عدم القدرة على القيام بأكثر من مهمة في آن واحد… وهذه كلها مؤشرات على وجود مشكلة ما.
وفي العمل، إذا كنت تنسى الأحداث الهامة، أو تستغرق وقتًا أطول لإنجاز المهام، أو تجد صعوبة في أداء الأعمال الروتينية… كل هذه أول أعراض الزهايمر، التي تشير إلى ضرورة التفكير في تقييم صحتك الإدراكية.
5. صعوبات اتخاذ القرارات
توضح دراسة نشرت في مجلة علم الأعصاب أن الأفراد الذين يعانون من ضعف الإدراك الخفيف (MCI) بدأوا يلاحظون تغييرات في قدرتهم على الفهم والتقدير والاستدلال والاختيار.
ركزت الدراسة على كفاءة هؤلاء الأشخاص في اتخاذ قرارات تتعلق بالعلاج، ووجدت أن مرضى الزهايمر في مراحله المختلفة لديهم قدرة محدودة على اتخاذ قرارات علاجية بشأن حالتهم.
6. صعوبة تنظيم الأشياء
من أول أعراض الزهايمر، قد يميل الأفراد إلى تخزين، أو إخفاء ممتلكاتهم الشخصية، بما في ذلك الطعام، في أماكن غير معتادة، مما يجعل من الصعب العثور عليها لاحقًا.
7. تقلبات المزاج
أشارت دراسة أجراها مركز ألزهايمر في برشلونة، ونشرتها مجموعة نيتشر في التقارير العلمية إلى وجود 8 أعراض سلوكية، ونفسية يمكن أن تتنبأ بتدهور القدرة المعرفية في المراحل المبكرة.
ومن بين أول أعراض الزهايمر أظهرت الدراسة أن:
- اللامبالاة والانفعال غالبًا ما يترافقان مع تفاقم سريع وتحول إلى الخرف، مقارنة بأعراض أخرى مثل الاكتئاب والقلق.
- كما تشمل التغييرات الأخرى التي قد تشير إلى بداية الخرف اضطرابات النوم، واضطرابات الشهية، وفقدان التثبيط، والانفعال.
8. صعوبة في ربط الأشخاص، أو فهم العلاقات بين الأشياء
يجب أن يلفت انتباهنا ظهور العَمَه (الأغنوسيا)، والذي يتمثل في عدم القدرة على التعرف على الأشياء اليومية، أو الأشخاص المعتادين، أو مواجهة صعوبة في ذلك، قد تكون أحد أول أعراض الزهايمر.
وقد أظهرت دراسة أن المعالجة البصرية الإدراكية تتأثر في المراحل الأولى من التدهور المعرفي المرتبط بمرض الزهايمر، وأن تضمين اختبارات بصرية معينة ضمن البطاريات النفسية العصبية التشخيصية، خصوصًا للأشخاص في المراحل المبكرة، يعزز من فعالية هذه الاختبارات في التشخيص.
9. مشكلات في التحدث
يُواجه الأشخاص الذين يعانون من الخرف صعوبات في التحدث، حيث يمكن أن تؤثر هذه الحالة على الطلاقة، وإنتاج الكلام، وفهم الكلام المكتوب والمسموع، ومع ذلك، فإن هذه التغييرات قد تختلف حسب نوع الخرف.
10. الأمراض الجديدة
مع ظهور أمراض جديدة، قد يكون من الممكن أن تؤدي إلى ظهور أنواع من الخرف في المستقبل.
بالنسبة لكوفيد-19، هناك بعض الدراسات، التي تشير إلى ضرورة اعتباره كخلفية عند إجراء التقييمات النفسية العصبية.
سوف يستغرق الأمر عدة سنوات لتحديد ما إذا كان كوفيد-19 يعمل كعامل محفز لتطور أي نوع من الخرف، مثل الزهايمر، وكذلك لفهم كيفية تأثير عدوى كوفيد-19 على القدرات الإدراكية لدى السكان بشكل عام.
إذا لاحظتَ أي أعراض أو مشاكل في سلوكك أو سلوك أحد أفراد أسرتك، يُنصح باستشارة طبيب أعصاب متخصص في مجال الإدراك.
أصعب مراحل الزهايمر
في المرحلة النهائية بعد مرور فترة على أول أعراض الزهايمر، تكون أعراض الخرف شديدة، كما يفقد الأشخاص المصابون القدرة على التفاعل مع محيطهم والتواصل، وفي النهاية، يفقدون القدرة على التحكم في حركة أجسادهم.
قد يستمرون في نطق بعض الكلمات أو العبارات، لكن يصبح من الصعب عليهم التعبير عن شعورهم بالألم، مع تدهور الذاكرة والمهارات الإدراكية، قد تطرأ تغييرات ملحوظة على شخصيتهم، مما يستدعي تقديم رعاية مكثفة لهم، في هذه المرحلة، قد يعاني المصابون من:
- الحاجة إلى مساعدة مستمرة في الرعاية الشخصية اليومية.
- فقدان الوعي بالتجارب الأخيرة، وبالبيئة المحيطة بهم.
- تغيرات في القدرات البدنية مثل المشي والجلوس، وفي النهاية صعوبة في البلع.
- صعوبة في التواصل.
- زيادة القابلية للإصابة بالعدوى، خصوصًا الالتهاب الرئوي.
قد يواجه المصاب بمرض الزهايمر صعوبة في التفاعل مع الآخرين في المرحلة المتأخرة من المرض، إلا أنه يمكنه الاستفادة من التفاعل بطرق ملائمة، مثل الاستماع إلى موسيقى هادئة أو تلقي الطمأنينة من خلال لمسة لطيفة.
في هذه المرحلة، قد يفكر مقدمو الرعاية في الاستعانة بخدمات الدعم مثل رعاية المسنين، التي تهدف إلى توفير الراحة والكرامة في نهاية الحياة، إذ تُعتبر رعاية المسنين ذات فائدة كبيرة للأشخاص في المراحل المتقدمة من مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى، بالإضافة إلى عائلاتهم.
أعراض الزهايمر المبكر عند النساء
تعاني النساء من زيادة مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر مقارنة بالرجال، حيث يشكلن حوالي ثلثي إجمالي المصابين، كما أنهن أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة، ويفتحن المجال للإبلاغ عنها، وفقًا لجمعية الزهايمر في الولايات المتحدة، يوجد 5.1 مليون شخص فوق سن 65 سنة مصاب بهذا المرض، منهم 3.2 مليون امرأة، علاوة على ذلك، يُقدّر أن خطر إصابة المرأة بمرض الزهايمر عند بلوغها 65 عامًا هو 1 من 6، بينما هو 1 من 11 بالنسبة للرجال.
كما تختلف أعراض المرض في النساء عن الرجال خصوصًا في أول أعراض الزهايمر، فبينما يعد فقدان الذاكرة عرضًا شائعًا للجميع، قد تواجه النساء صعوبات أكبر في اللغة والتواصل، بالإضافة إلى تحديات في التفاعلات الاجتماعية واتخاذ القرارات.
أعراض الزهايمر عند كبار السن
على الرغم من أن الأعراض الأساسية لمرض الزهايمر تتشابه بين جميع الفئات العمرية، إلا أنها اظهر بشكل أوضح لدى كبار السن، نتيجة الارتباط الفطري بين التقدم في العمر، والتغيرات التي تطرأ على الذاكرة.
من الضروري التمييز بين النسيان العادي الذي يصاحب الشيخوخة، وبين العلامات الدالة على الزهايمر، فإذا لاحظت أن شخصًا مسنًا يكرر نسيانه لأحداث هامة جرت في الآونة الأخيرة، أو يواجه صعوبة في إنجاز المهام اليومية الروتينية، أو يجد نفسه ضائعًا في أماكن يعرفها جيدًا، فإن هذه العلامات تمثل إشارات قوية تستدعي استشارة الطبيب لتقييم حالته، إذ إن هذه الظواهر تتجاوز الحدود الطبيعية للنسيان.
تصرفات مريض الزهايمر
مع تقدم مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى، تتغير سلوكيات المرضى ويظهر دور مقدم الرعاية بشكل مختلف، رغم أن هذه التغيرات قد تكون صعبة، إلا أن هناك موارد متاحة لدعمك في كل مرحلة من مراحل المرض.
-
العدوان والغضب
يمكن أن يظهر السلوك العدواني بشكل مفاجئ، سواء بدون سبب واضح أو نتيجة لموقف محبط.
-
القلق والانفعال
قد يشعر الشخص المصاب بالخرف بالقلق، أو الانزعاج في أماكن محددة عندما يركز على تفاصيل معينة.
-
الاكتئاب
تشخيص الاكتئاب لدى شخص مصاب بمرض الزهايمر قد يكون معقدًا، نظرًا لأن الخرف يمكن أن يظهر أعراضًا مشابهة.
-
هلوسات مريض الزهايمر
يمكن أن تكون بعض الهلوسات مخيفة للمصاب بالزهايمر، بينما قد تتضمن أخرى مشاهد عادية من الماضي.
-
فقدان الذاكرة والارتباك
في المراحل المتقدمة من المرض، قد يواجه مرضى الزهايمر صعوبة في تذكر الأشخاص، أو الأماكن أو الأشياء المألوفة.
-
تكرار المعلومات
غالباً ما يسعى الشخص المصاب بالزهايمر إلى الحصول على الراحة، والأمان والألفة من خلال تكرار المعلومات.
-
مشاكل النوم وغروب الشمس
تحدث ظاهرة غروب الشمس في وقت متأخر من بعد الظهر وحتى الليل، مما يؤدي إلى ارتباك واضطرابات النوم لدى مرضى الزهايمر أو الخرف، من المهم تعلم كيفية التعامل مع هذه الظاهرة.
-
الشكوك والأوهام
يمكن أن تظهر الشكوك والأوهام، وهي اعتقادات راسخة في أمور غير حقيقية، في المراحل المتوسطة إلى المتأخرة من مرض الزهايمر.
-
التجول
يعتبر التجول بين الأشخاص المصابين بالخرف أمرًا خطرًا، لكن هناك استراتيجيات وخدمات يمكن أن تساعد على الحد من هذه الظاهرة.
كيفية التعامل مع أول أعراض الزهايمر
إذا وجدتَ أيًا من العلامات التحذيرية العشر لمرض الزهايمر لديك أو لدى شخص مقرب منك، فلا تغفل عنها، قم بتحديد موعد مع طبيبك في أقرب وقت، فمن خلال الكشف المبكر، يمكنك استكشاف العلاجات التي قد تمنحك بعض الراحة من الأعراض، وتساعدك على الحفاظ على مستوى من الاستقلالية لفترة أطول.
سوف يقوم طبيبك بفحص صحتك العامة، وتحديد أي مشكلات قد تؤثر في أداء عقلك، من الطبيعي أن تكون لديك تساؤلات، ومن المعتاد أن تنسى بعض الأمور التي ترغب في طرحها على الطبيب. لذلك، يُفضل إعداد قائمة بالأسئلة التي تريد طرحها قبل موعدك، مما يساعدك على الاستعداد لمناقشة مخاوفك.
- ما هي الاختبارات التي ستُجرى؟
- ما المحتوى الخاص بكل اختبار؟
- ما هي المدة التي ستستغرقها الاختبارات؟
- كم من الوقت سيستغرق الحصول على النتائج؟
لا تتردد في إبلاغ الطبيب، أو أي متخصص آخر إذا كنت بحاجة لمزيد من المعلومات، أو التوضيحات.
الخلاصة
إن إدراكك لـ أول أعراض الزهايمر، يعد خطوة مهمة للغاية، التغيرات في الذاكرة، صعوبات إنجاز المهام، الارتباك، وتقلبات المزاج ليست دائمًا نتيجة طبيعية للتقدم في العمر، بل قد تكون علامات تحتاج إلى اهتمام.
لا تتردد في مراجعة طبيب مختص عند ملاحظتك لهذه الأعراض، فالتشخيص المبكر يمنحك الفرصة لاستكشاف خيارات العلاج المتاحة، ووضع خطة فعالة للحفاظ على جودة حياتك، واستقلاليتك لفترة أطول.








