اختبارات الزهايمر: كيف تكتشف المرض في مراحله الأولى؟

قد تبدو اختبارات الزهايمر للبعض مجرد فحوصات طبية تقليدية لا تختلف كثيرًا عن أي اختبار آخر، لكن الحقيقة أن هذه الاختبارات تمثل خطوة حاسمة، يمكن أن تمنح المريض وأسرته فرصة ثمينة للتعامل مع المرض مُبكرًا وبوعي أكبر؛ مما يُساعد في الحد من الأعراض والتطورات السريعة له.

وفي هذا المقال سوف نُقدم لك كل ما تحتاج أن تعرفه حول الزهايمر وأعراضه الأولية، وأسباب حدوثها، وكيفية تشخيص ذلك، وما هي سُبل العلاج المُتاحة، وغيرها من معلومات هامة.

ما هو الزهايمر؟

قبل أن نتعرف على اختبارات الزهايمر، لابد أولاً من أن نتعرف على ماهية هذا المرض الذي يُعد الاشهر حول العالم، حيث يبلغ عدد الإصابات به نحو 24 مليون شخص في مختلف البلدان، وعادةً ما يُصيب كبار السن، حيث يُعاني منه واحد من كل عشرة أشخاص فوق سن 65 عاما، كما يُصاب به واحد من 3 أشخاص فوق سن 85 عامًا.

ويُعرف الزهايمر (Alzheimer’s Disease) بأنه أحد الأمراض التي تُصيب الجهاز العصبي وتؤثر على الخلايا الدماغية، مُتسببة في التأثير عليها وإضعافها مع مرور الوقت؛ ومن هنا تأتي أهمية إجراء اختبارات الزهايمر مُبكرًا.

ويُعد مرض الزهايمر من الأمراض  أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالخرف، والذي يتسبب في التأثير على (الذاكرة، والسلوك، والتفكير)، وعلى الرغم من أن الزهايمر من الأمراض السيئة التي تحمل تأثيرات سلبية على المريض وأسرته، إلا أنه من الأمراض التي تتطور بشكل بطي؛ مما يعطي الفرصة للتعامل معها في البداية والحد من خطورتها ومضاعفتها.

أسباب مرض الزهايمر

تلعب عدة اسباب دورًا في ظهور هذا المرض، الذي يجعل الأطباء يوصون بإجراء اختبارت الزهايمر للتعرف على السبب الرئيسي في حدوث هذا المرض.

ويعتبر السبب الأولي لحدوث الزهايمر هو تراكم مجموعة من البروتينات بشكل غير طبيعي في الدماغ، من أبرزهم: (الأميلويد والتاو)، وفيما يلي نوضح بشكل بسيط كيفية تسبب هذا البروتينات في الإصابة بالزهايمر:

  • تحتوي الدماغ على مليارات الخلايا العصبية المعروفة باسم (العصبونات).
  • تلعب العصبونات دورًا في التفكير والتذكر والتعلم، وغيرها.
  • يلتصف بروتين الأميلويد ببعض هذه الخلايا مكونًا كتلة تُسمى (لويحات).
  • يتشابك بروتين التاو مع الأميلويد في خيوط تُشبه الألياف.
  • يمنع هذا التشابك العصبونات من العمل بصورة طبيعية.
  • ومن ثم تبدأ الخلايا بالتلف ببطء (تموت)؛ مما يترتب عليه ظهور الزهايمر.

وأوضحت الدراسات الطبية، أنه عادةً ما يبدأ الزهايمر في منطقة في الدماغ تُعرف باسم (الحُصين)، وهي المنطقة المسئولة عن الذاكرة.

الجدير بالذكر، لا يزال الباحثون يعملون على فهم أسباب مرض الزهايمر بشكل أعمق، خاصةً فيما يتعلق بالأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى تراكم بروتينات مثل “تاو” و”بيتا أميلويد” في الدماغ، ولفتت الدراسات إلى أن تراكم هذه البروتينات يبدأ قبل ظهور الأعراض السريرية بسنوات طويلة، وقد يستغرق الأمر قرابة عشر سنوات أو أكثر قبل أن تبدأ التغيرات الإدراكية في الظهور بشكل واضح.

أعراض الزهايمر

عادةً ما تتشابه الأعراض المرضية مع أمراض كثيرة، لذا يحتاج الأطباء من المرضى إجراء اختبارات الزهايمر التي تكشف عن ارتباط هذه الأعراض به أم بسبب أخر، والتي تتمثل في عدد من العلامات:

  • ضعف الذاكرة واستيعاب المعلومات الجديدة

يُلاحظ عند الإصابة بالزهايمر حدوث صعوبة متزايدة في استقبال المعلومات الجديدة وتذكرها؛ مما يؤدي إلى مجموعة من المشكلات اليومية، من أبرزها:

    • تكرار نفس الأسئلة والحوارات مرات عديدة دون إدراك.
    • فقدان الأغراض الشخصية أو وضعها في أماكن غير معتادة.
    • عدم القدرة على تذكر المواعيد أو الأحداث الهامة.
    • الشعور بالضياع حتى أثناء التواجد في أماكن مألوفة.
  • تراجع التفكير والمهارات التنفيذية

كما قد يطرأ تراجع في القدرة على التفكير المنطقي وإنجاز المهام المعقدة، وهو ما قد يُسبب مشكلات مثل:

    • اتخاذ قرارات غير صائبة تتعلق بالمخاطر المحيطة أو التصرفات اليومية.
    • صعوبة التعامل مع الأمور المالية وإدارتها بشكل سليم.
    • ضعف القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في المواقف المختلفة.
    • فقدان القدرة على التخطيط لتنفيذ الأنشطة المركبة أو التي تتطلب عدة خطوات متتابعة.
  • خلل في القدرات البصرية المكانية

 يُعاني بعض مرضى الزهايمر من تدهور في الوظائف البصرية المكانية (Visuospatial Function)، رغم عدم وجود مشاكل عضوية في العين، وقد تظهر هذه الحالة من خلال:

    • صعوبة التعرف على وجوه الأشخاص المألوفين، أو الأدوات المستخدمة يوميًا.
    • عدم القدرة على العثور على الأشياء حتى وإن كانت أمام النظر مباشرة.
    • ارتباك في استخدام الأدوات البسيطة مثل: (تنسيق الملابس أو ارتدائها بشكل سليم).
    • ضعف القدرة على فهم المشهد الكامل، وصعوبة استيعاب التفاصيل ضمن الصورة الكاملة.
    • مشاكل في القراءة تُعرف باسم تعذّر القراءة (Alexia).
  •  صعوبات في اللغة والتواصل

 يعاني المريض أيضًا من مشاكل في التحدث أو القراءة والكتابة، وتشمل:

  • صعوبة تذكر الكلمات أثناء الحديث أو التردد قبل النطق بها.
  • أخطاء في التعبير، مثل: (اختيار كلمات غير مناسبة أو صعوبة في تركيب الجُمل).
  • أخطاء في الكتابة بسبب تراجع المهارات اللغوية تدريجيًا.

كيف يمكن الكشف عن الزهايمر؟

تتعدد سُبل الكشف عن هذا المرض المزمن، حيث يعتمد الأطباء على مجموعة من اختبارات الزهايمر، لاكتشاف المرض وتشخيصه بدقة، في مراحله الأولى التي تُساعد في الحد من تطوره، وفيما يلي توضح مختبرات دلتا الطبية هذه الاختبارات بشكل تفصيلي:

  • الفحص السريري

عادةً ما يبدأ الطبيب المختص بطرح مجموعة من الأسئلة على المريض، لتقييم وظائفه الإدركية، ومن أبرز هذه الأسئلة: 

  • سؤال عن العمر والوقت والتاريخ
  • سؤال عن أفراد العائلة.
  • وغيرها من أسئلة.

فحوصات الدم للكشف عن الزهايمر

  • تحليل بيتا أميلويد

يُعرف الأميلويد  (Amyloid protein) بأنه بروتين يتواجد في الخلايا العصبية في الدماغ ويُعد السمة المُميزة لمرض الزهايمر، فكما ذكرنا من قبل أن تكونه في الخلايا يتسبب في تكوين كتلة؛ تمنع هذه الخلايا من أداء وظائفها بشكل طبيعي، لذا تأتي على رأس قائمة اختبارات الزهايمر نظرًا لتأثير نتائج التحليل في التشخيص.

ويتم إجراء تحليل الأميلويد  (serum Amyloid a protein)، من خلال سحب عينة من مصل الدم، وهو الدم المُتبقي بعد سحبه وتجلطه، ويأخذ ظهور النتائج مدة تصل إلى 11 يوم حتى تظهر.

هل يتوفر تحليل الأميلويد في مختبرات دلتا الطبية؟

(نعم)، توفر مختبرات دلتا الطبية إمكانية إجراء هذا التحليل عبر فروعها المختلفة، التي تتجاوز 50 فرع في جميع أنحاء المملكة، ويُمكن الاطلاع عليهم للتعرف على اقرب فرع ممكن من هنا، كما تُتيح إمكانية إجراء التحليل من خلال طلب خدمة السحب المنزلي مجانًا من هنا.

  • تحليل البول

يُستخدم تحليل البول ضمن مجموعة اختبارات الزهايمر حيث يهدف هذا التحليل إلى البحث عن بعض المؤشرات الحيوية المرتبطة بتلف الخلايا العصبية أو التغيرات الكيميائية المصاحبة للمرض، مثل رصد بعض المركبات أو البروتينات في البول على إعطاء فكرة مبدئية عن وجود تغيرات مرتبطة بالزهايمر، لكنه لا يُعد اختبارًا تشخيصيًا مستقلاً، بل يتم الاعتماد عليه مع باقي الاختبارات مثل: (تقييم الذاكرة، التصوير الدماغي، وتحاليل الدم المتخصصة).

  • اختبار السائل الدماغي النخاعي

يُعد أحد أدوات تشخيص الزهايمر، ولكنه يختلف عن التحاليل السابقة، حيث يتم أخذ عينة من السائل النخاعي تحت إشراف طبي، وذلك من خلال إجراء ثقب أسفل الظهر في المنطقة القطنية، وتُعرف هذه العملية باسم (البزل القطني).

  • تحاليل الاستبعاد:

قد يوصي الطبيب المختص بإجراء مجموعة من التحاليل الطبية، مثل (فيتامين د، الغدة الدرقية، وغيرهم)، لاستبعاد الإصابة بنقص أو زيادة أحدهم، والذي يترتب عليه تأثير على وظائف الدماغ.

الفحوصات التصويرية للزهايمر

تتعدد الفحوصات التصويرية التي تُساعد في تشخيص الزهايمر، ورغم هذا التعدد إلا أنها تُعد الوسيلة الأكثر دقة في الكشف عن وجود أي تغيرات في الخلايا العصبية، وفيما يلي نتعرف على هذه الاختبارات:

  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني Pet

يُعد من أحدث وأدق الأدوات التشخيصية للزهايمر، حيث يعمل على تصوير الأعضاء والأنسجة أثناء عملها، ويتم إجراؤه بعد حقن مادة كيميائية مُشعة وأمنة على الصحة، تُساعد في إصدار صور دقيقة عن المخ وخلاياه.

  • الرنين المغناطيسي MRI

هو إجراء طبي يُشبه في طريقة عمله طريقة عمل التصوير المقطعي بالإصدار البويتروني، ولكن الاختلاف هو في مادة الحقن، فالطبيب المختص يقوم بتحديد ما إذا كان المريض يحتاج إلى الحقن أم لا، ولكن عادةً ما يُحقن المريض.

ويمكن لتصوير الرأس أو الدماغ بالرنين المغناطيسي أن يوضّح العديد من التفاصيل الدقيقة، إذ يُظهر مجموعة من الأشياء، تتمثل في: 

    • حالة الدماغ نفسها.
    • الأوعية الدموية المتصلة به.
    • الجمجمة وعظام الوجه.
    • هياكل الأذن الداخلية.
    • العينين مع الأنسجة الداعمة مثل العصب البصري.
    • الكشف عن أي خلل أو مشكلة في الدماغ أو الأنسجة المحيطة.
    • التعرف على التغيرات أو العيوب الهيكلية، أو وجود أي نمو أو كتل غير طبيعية.
  • التصوير المقطعي المحوسب CT

هو النوع الثالث من أنواع اختبارات الزهايمر، ويعرف باسم الاشعة السينية، ويتم بدون الحاجة إلى حقن المريض بمادة مُشعة، لأنه يستطيع إعطاء صور عن العظام والأعضاء بالإضافة إلى الأوعية الدموية، ولكن يتطلب قبل إجراؤه الالتزام ببعض الشروط لضمان دقة النتائج، ومن أهم الصيام لعدة ساعات قبل إجراء التصوير.

كيف يختار الطبيب اختبارات الزهايمر المناسبة؟

بعد أن تعرفنا على كافة المعلومات المُتعلقة بالفحوصات، قد يطرح البعض السؤال السابق، ولكن في الحقيقة يعتمد اختيار الاختبارات على عدة عوامل، مثل: (عمر المريض، شدة الأعراض، التاريخ الطبي، وجود أمراض مصاحبة، وإمكانية إجراء الفحوصات).

وفي كثير من الحالات، يبدأ الطبيب بتقييم الذاكرة والفحوصات البسيطة، ثم يُوصي بالفحوصات المتقدمة إذا تطلب التشخيص مزيدًا من الدقة.

علاج الزهايمر

منذ سنوات طويلة، كان تشخيص الزهايمر يعني فقط تقديم الرعاية والدعم دون وجود علاجات تُبطئ تقدمه بشكل فعّال، لكن اليوم، ومع تطور الأبحاث الطبية، تتمتع المملكة العربية السعودية الأن بوجود خيارات علاجية حديثة يُمكن أن تساعد على تحسين الأعراض، وإبطاء تطور المرض بدرجة ملحوظة.

فإذا كنت تود معرفة مزيد من التفاصيل حول العلاجات المتوفرة حاليًا للزهايمر، أو ترغب في استشارة طبية دقيقة تخص حالتك أو حالة أحد أفراد أسرتك، لا تتردد في التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم التالي، وسوف يقوم فريقنا الطبي بالإجابة عن جميع تساؤلاتك وتوضيح الخيارات العلاجية المناسبة لك:

  • التواصل عبر الجوال أو الواتس على الرقم 920022723.

اسئلة شائعة عن الزهايمر

يطرح الكثير من الأشخاص تساؤلات متعددة حول مرض الزهايمر، سواء عن أسبابه أو طرق تشخيصه أو الخيارات المتاحة للتعامل معه، وفيما يلي حرصت مختبرات دلتا الطبية على الإجابة على أبرز هذه الأسئلة من قبل الفريق الطبي المختص:

كيف أفرق بين النسيان والزهايمر؟ 

يعتقد الكثيرون إن النسيان هو أول علامات الإصابة بالزهايمر؛ مما يجعلهم يشعرون بالقلق والخوف فورًا، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك، وفيما يلي سوف نوضح أهم الفروق بينهم:

  • النسيان الطبيعي:

  • يحدث أحيانًا بسبب التوتر أو التقدم في العمر.
  • قد تنسى جزءًا من تجربة معينة ثم تتذكره لاحقًا.
  • قد تحتاج وقتًا لتتذكر أسماء الأشخاص أو بعض التفاصيل.
  • لا يؤثر على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية أو العمل بشكل طبيعي.
  • النسيان في الزهايمر:

  • يزداد تدريجيًا مع الوقت ويصبح أكثر وضوحًا.
  • نسيان أحداث كاملة حتى مع التذكير بها لاحقًا.
  • صعوبة التعرف على الأشخاص المقربين أو تذكر أسمائهم.
  • يؤثر بشكل واضح على أداء المهام اليومية واتخاذ القرارات.

متى يموت مريض الزهايمر؟

لا يُمكن تحديد سن معين لوفاة مريض الزهايمر، إذ يختلف الأمر من شخص لآخر حسب عدة عوامل، منها: (العمر عند التشخيص، الحالة الصحية العامة، سرعة تقدم المرض، وجود أمراض مزمنة أخرى). 

ما المدة التي تستغرقها نتائج اختبارات الزهايمر؟

تختلف المدة حسب نوعية كل اختبار، لذا يرجي طرح هذا السؤال على الطبيب المختص للتعرف على المدة المتوقعة.

في الختام، تظل اختبارات الزهايمر خطوة ضرورية وأساسية لاكتشاف المرض مبكرًا والبدء في خطة علاجية مناسبة تقلل من تطور الأعراض وتأثيرها على حياة المريض وأسرته، فلا تتجاهل استشارة الطبيب المختص في حالة ظهور علامات غير طبيعة عليك أو على أحد من أفراد العائلة.

المصادر

اذهب إلى الأعلى