اعراض انسحاب النيكوتين: وكيفية التغلب عليها

الإقلاع عن التدخين هو خطوة جيدة نحو حياة أفضل، ولكن التحدي الأكبر يكمن في مواجهة اعراض انسحاب النيكوتين، حيث تؤثر الأعراض على وظائف كل من الجسم، والدماغ؛ لذلك فإن أصعب مراحل الإقلاع عن التدخين هي التكيف مع أعراض انسحاب مادة النيكوتين، ففي هذا المقال، سوف نستعرض تأثير النيكوتين على صحتك، الأعراض التي قد تواجهها في أثناء الانسحاب، وبدائل النيكوتين التي يمكن أن تساعدك على تجاوز تلك المرحلة.

ما هو النيكوتين؟

النيكوتين هو مركب طبيعي يُستخرج من نبات التبغ، ويُعرف بتأثيره القوي الذي يسبب بالإدمان، حيث تُستخدم هذه المادة في جميع منتجات التدخين، بما في ذلك (السجائر التقليدية، والسيجار، ومنتجات التبغ المسخّن، ومعظم سوائل السجائر الإلكترونية -الڤيب-).

أشار المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (NIDA)، أن النيكوتين يعطي شعورًا مؤقتًا بالراحة والاسترخاء، كما يزيد معدل ضربات القلب؛ وذلك بسبب أنه يحفز من إفراز هرمون الإندورفين فور وصوله للجسم، تلك المادة مسؤولة أيضًا عن تخفيف التوتر، والألم، وتحسين المزاج.

يمتص الجسم النيكوتين بسرعة ليصل إلى مجرى الدم والدماغ، مما يؤدي إلى ذروة تأثيره في وقت قصير، وهذا ما يحتاجه المدخن مع كل سيجار يُدخنها، ولكن رُغم ذلك، فإن هذا الشعور بالمكافأة يزول بسرعة، مما يدفع الشخص إلى استهلاك المزيد للحفاظ على هذه الأحاسيس الممتعة، وكلما زادت مدة التدخين، كلما قلت مدة الشعور بالاسترخاء، وزادت حاجة المدخن إلى السجائر خلال اليوم.

بالإضافة إلى ذلك، يعزز النيكوتين إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي مسؤول عن مشاعر المتعة والمكافأة؛ هذا الإطلاق للدوبامين يزيد ارتباط المدخن بالسجائر، فيزيد الأمر سوءًا.

اضرار التدخين​

لا تقتصر أضرار التدخين على اضرار النيكوتين​ فقط، بل تحتوي السيجارة الواحدة على أكثر من 60 مادة مسرطنة تنتج عنها الأضرار الآتية:

تضييق الأوعية الدموية 

يؤدي النيكوتين إلى تضييق الأوعية الدموية والشرايين، مما يضع قلبك تحت ضغط شديد؛ ونتيجة لذلك تزداد سرعة خفقان القلب، مما يقلل من تدفق الدم، ويخفض الأوكسجين إلى الأطراف.

يزيد النيكوتين من نسبة أكسيد الكربون، مما يقلل من ضخ الدم في الجسم، ومع مرور الوقت يقل الإمداد الدموي للرئة مسببًا مضاعفات خطيرة.

تلف الرئتين والممرات الهوائية

يحدث ذلك بسبب القطران -وهو المادة التي تغلف السيجارة- حيث يؤدي إلى حدوث تدمير في خلايا الرئة، مما يمنعها من تنظيف الغشاء المبطن للهواء، ويعرضك إلى العدوى.

ضعف الجهاز المناعي

يؤدي التدخين إلى التهابات مزمنة، وضعف حاد في الجهاز المناعي، مما يزيد احتمالية الإصابة بالأمراض المُعدية، واضطرابات المناعة الذاتية.

 المواد الكيميائية المسببة للسرطان

تلك المواد تجعل خلايا جسمك تنمو بشكل غير طبيعي، أو بسرعة مفرطة، مما قد يؤدي إلى تكون خلايا سرطانية. حسب منظمة مكافحة الأمراض CDC أن التدخين يتسبب فيما لا يقل عن 16 نوعًا من السرطان.

تأثير التدخين على مظهرك

  • مشاكل في الأسنان والفم: يؤدي التدخين إلى ظهور بقع صفراء، أو بنية على (أصابعك، ولسانك، وأسنانك)، كما يزيد خطر (فقدان الأسنان، وتلف اللثة، ورائحة الفم الكريهة).
  • تأثيرات على الجلد والشعر: يسبب التدخين ترهل الجلد وظهور التجاعيد المبكرة، بالإضافة إلى فقدان الشعر لمعانه الطبيعي.

أعراض انسحاب النيكوتين من الدماغ

هناك مجموعة من الأعراض الشائعة تصاحب التوقف عن التدخين وتلك الأعراض هي:

الرغبة الشديدة في التدخين

عند الإقلاع عن التدخين، يعاني معظم الأشخاص من رغبة شديدة في التدخين، وهي من أبرز اعراض انسحاب النيكوتين، قد تكون هذه الرغبات بسيطة في البداية؛ وذلك بسبب ظن الجسم بأنك ستتناول حصتك من النيكوتين سريعًا، ثم تصبح قوية للغاية عندما تتوقف لعدة أيام.

الشعور بالتهيج والحزن

من الشائع أن يشعر المدخنون الذين يقلعون عن التدخين بالتهيج، أو الغضب، أو الحزن، وقد يشعر بكل تلك الأشياء في نفس الوقت، أو على فترات زمنية متقاربة، حيث إن تقلبات المزاج هي أبرز أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم.

فهي جزء طبيعي من رحلة الإقلاع عن التدخين، يجب أن تتجاوزها حتى تستطيع استكمال التعافي، وهناك بعض الوسائل التي سوف تساعدك تخفيف الشعور بالرغبة، سوف نذكرها تاليًا.

صعوبة التركيز

في الأيام الأولى بعد الإقلاع عن التدخين، يجد بعض الأشخاص صعوبة في التركيز، هذه المشكلة شائعة جدًا، وتعتبر ضمن أعراض انسحاب النيكوتين الأولى، وعادة ما تتحسن مع مرور الوقت.

مشاكل في النوم

من الطبيعي أن يعاني البعض من صعوبة في النوم بعد الإقلاع عن التدخين، ورغم أن تلك المشكلة مزعجة للغاية، إلا أنها تتحسن مع الوقت، فإذا كانت هذه المشكلة تؤثر في حياتك اليومية إلى حد بعيد، فنحن ننصحك بالذهاب إلى الطبيب من أجل الحصول على المساعدة، سواء أكانت (بتمارين النوم، أو بعض الأدوية المنومة) وذلك تحت إشراف طبي حيث يحدد الطبيب جرعتها ومدة استخدامها.

بدائل النيكوتين 

هناك بدائل علاجية للنيكوتين (NRT)، والتي تعطيك كمية صغيرة من النيكوتين، حتى تخفف حدة اعراض انسحاب النيكوتين، ولكن يجب الحصول على وصفة طبية من أجل الحصول عليها وتحديد جرعتها بدقة حسب حالتك، وتتوفر بدائل النيكوتين بعدة أشكال، منها:

لاصقات جلدية.

  • علكة.
  • أقراص.
  • فيلم (شريحة) فموية تذوب تحت اللسان.
  • حبوب استحلاب

كيف تعمل بدائل النيكوتين؟

تعمل اللاصقات على إفراز النيكوتين ببطء على مدار اليوم، وبعضها يُرتدى طوال الوقت، بينما يجب إزالة البعض الآخر في أثناء الليل، لذا قم باستشارة الطبيب أو الصيدلي عن الاستخدام الصحيح الخاص باللاصقة.

أما العلكة، وحبوب الاستحلاب فتعملان بسرعة أكبر، وقد يكونون أفضل في التخفيف من الرغبة الشديدة في التدخين، إذا كانت لديك أعراض حادة، وتريد تخفيفها سريعًا.

مدة استخدام بدائل النيكوتين 

يستمر علاج NRT عادة لمدة 8 إلى 12 أسبوعًا، وتلك المدة تُحدد من قبل الطبيب، ثم تُقلل الجرعة تدريجيًا حتى يُتوقف عن استخدامها.

أضرار ديزرت نيكوتين​

يعتبر ديزرت نيكوتين أحد البدائل العلاجية للنيكوتين، ولكن الاستخدام الخاطئ أو المفرط لها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، فعند الاستخدام بجرعات غير مناسبة أو بشكل مبالغ فيه، يتعرض الشخص لخطر الإصابة بتسمم النيكوتين ومن أعراضه:

  • الدوخة.
  • الغثيان.
  • التعرق الزائد.
  • زيادة معدل ضربات القلب.

في الحالات الأكثر خطورة، قد تؤدي الجرعات العالية إلى مشكلات تنفسية خطيرة، أو فقدان الوعي؛ لذا من المهم الالتزام بالجرعات الموصى بها والتوجه لاستشارة مختص في حال شعرت بأي أعراض غير معتادة.

​كيفية علاج انسحاب النيكوتين

تُعالج أعراض انسحاب النيكوتين عن طريق الآتي:

أدوية لتخفيف الأعراض: فمثلًا إذا شعر المريض بالقلق، فقد يصف الطبيب له مهدئ مناسبًا، وإذا كان يعاني آلامًا مختلفة، فقد يصف الطبيب له بعض المسكنات.

  • الدعم النفسي: وذلك من خلال الاستشارات أو مجموعات الدعم، حيث يساعد على التعامل مع التوتر، ومشاركة الأفكار.
  • الأدوية المساعدة: أدوية مثل البوبروبيون والفارينيكلين تقلل الرغبة في التدخين، وتخفف أعراض الانسحاب.
  • التقليل التدريجي: من الأفضل تقليل الجرعات تدريجيًا؛ لتسهيل التكيف مع غياب النيكوتين وزيادة فرص النجاح، وإذا لم تستطع ذلك فممكن اللجوء إلى بديل النيكوتين.

المصادر

اذهب إلى الأعلى