الأشياء التي تسبب الإجهاض في الشهور الأولى: احمي نفسكِ وتمتعي بحمل سليم
الحمل هو تجربة رائعة تملأ القلب بالفرح والتفاؤل، لكنها تأتي أيضًا مع هواجس وقلق عميق. تتردد في أذهان الكثير من النساء أسئلة مثل: “كيف أستطيع حماية طفلي وضمان سلامته؟” يقدم هذا المقال معلومات أساسية حول الأشياء التي تسبب الإجهاض في الشهور الأولى.
نحن هنا لنقدم لكِ الدعم والمساعدة في هذه الأسابيع الحساسة، تذكري، لستِ وحدكِ في هذه الرحلة.
التشوهات الكروموسومية: السبب الأكثر شيوعًا للإجهاض المبكر
تشكل تشوهات الكروموسومات أحد الأشياء التي تسبب الإجهاض في الشهور الأولى من الحمل، فعند اتحاد الحيوان المنوي مع البويضة، يساهم كل منهما بنصف الكروموسومات اللازمة لتكوين جنين صحي، لكن أحيانًا قد لا تتحد الكروموسومات بشكل صحيح، مما يؤدي إلى خلل يمنع استمرار الحمل، وغالبًا ما تكون هذه التشوهات عشوائية، ولا تعود إلى أسباب تتعلق بالأم أو الأب.
تنتهي معظم هذه المشاكل الكروموسومية بشكل طبيعي، حيث ينهي الجسم الحمل مبكرًا لتجنب مضاعفات إضافية، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 50-70% من حالات الإجهاض المبكر تنجم عن هذه التشوهات، وغالبًا ما تحدث هذه الحالات في الأسابيع الستة إلى الثمانية الأولى من الحمل، مما يجعلها من أكثر الأسباب شيوعًا للإجهاض في هذه الفترة.
تشوهات الرحم والمشاكل البنيوية
تعتبر العيوب الهيكلية في الرحم من الأشياء التي تسبب الإجهاض في الشهور الأولى من الحمل، هذه العيوب يمكن أن تؤثر على شكل أو حجم الرحم، مما قد يعوق انغراس الجنين أو نموه بشكل سليم، كما أن حالات مثل الأورام الليفية، تشوهات شكل الرحم، أو وجود حاجز داخل الرحم، يمكن أن تساهم في فقدان الحمل خلال المراحل المبكرة.
تواجه النساء اللواتي يعانين من هذه الحالات صعوبات في الحفاظ على الحمل، خصوصًا في الأشهر الثلاثة الأولى، لكن، ليس كل العيوب الهيكلية تؤدي بالضرورة إلى الإجهاض، حيث يمكن معالجة العديد من مشكلات الحمل بنجاح، قد يخضع بعض النساء لعمليات جراحية لإزالة الأورام الليفية أو لتصحيح الحاجز، مما يعزز فرصهن في استكمال الحمل حتى نهايته.
يجدر بالذكر أن؛ بعض النساء اللواتي يعانين من تشوهات في الرحم قد لا يكتشفن حالتهن إلا بعد تعرضهن لإجهاضات متكررة، لذلك؛ يمكن أن يساعد الفحص الشامل في تحديد إذا ما كانت هناك مشاكل هيكلية تساهم في فقدان الحمل.
عدم توازن الهرمونات: دور البروجسترون
تلعب الاختلالات الهرمونية دورًا محوريًا في فقدان الحمل في مراحله المبكرة، خصوصًا خلال الأسابيع الثمانية الأولى، كما يُعتبر هرمون البروجسترون من الهرمونات الأساسية للحفاظ على الحمل في هذه المرحلة، حيث يساهم في تحضير الرحم لاستقبال الجنين، ويدعم مراحل الحمل المبكرة.
في بعض الأحيان، قد تفتقر النساء إلى إنتاج كافٍ من هرمون البروجسترون، مما قد يؤدي إلى فشل انغراس الجنين أو الإجهاض، يمكن أن ينخفض مستوى البروجسترون بشكل طبيعي، أو بسبب حالات طبية مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، أو اضطرابات الغدة الدرقية.
بالنسبة للنساء اللواتي يعانين مشكلات في هرمون البروجسترون، قد تكون العلاجات الهرمونية، مثل مكملات البروجسترون، فعالة في دعم الحمل، إذا كنتِ تواجهين حالات إجهاض متكررة نتيجة لاختلال التوازن الهرموني، يمكن لأطبائنا المتخصصين في مختبرات دلتا تقديم نصائح علاجية مخصصة تهدف إلى تصحيح هذا الاختلال، وزيادة فرص الحمل الصحي، وتحديد الأشياء التي تسبب الإجهاض في الشهور الأولى.
العدوى: كيف تؤثر على الحمل؟
بعض أنواع العدوى قد تزيد من خطر الإجهاض خلال الأسابيع والشهور الأولى من الحمل، في حين أن عدوى، مثل الإنفلونزا أو نزلات البرد لا تؤثر عادةً على الحمل، إلا أن العدوى الأكثر خطورة، مثل الليستيريا والحصبة الألمانية (rubella)، أو الأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا والسيلان، قد تشكل خطرًا.
يمكن أن تلحق هذه العدوى الضرر بالجنين النامي، أو تسبب مضاعفات تمنع استمرار الحمل. لذا، من المهم أن تتجنب المرأة الحامل التعرض للعدوى، واتباع ممارسات النظافة الجيدة لتقليل خطر الإصابة، وإذا كانت لديكِ مخاوف بشأن العدوى أثناء الحمل، فمن الضروري مناقشتها مع مقدم الرعاية الصحية لتجنب أي مضاعفات.
عوامل نمط الحياة والتعرضات البيئية
خياراتكِ في الحياة وبيئتكِ تلعبان دورًا مهمًا في حملكِ، بعض العادات والتعرضات قد تكون من الأشياء التي تسبب الإجهاض في الشهور الأولى، فالتدخين، والإفراط في شرب الكحول، وتعاطي المخدرات، خاصةً المخدرات غير المشروعة مثل الكوكايين، تؤثر جميعها سلبًا على الحمل.
علاوة على ذلك، فإن التعرض للمواد السامة في البيئة، كالمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية والإشعاعات، يمكن أن يزيد من احتمالية الإجهاض، كذاك، النساء العاملات في مجالات تتعامل مع مواد كيميائية خطيرة، أو المقيمات في مناطق مرتفعة التلوث قد يكن أكثر عرضة للخطر.
لذا، الحفاظ على نمط حياة صحي، والابتعاد عن المواد الضارة يمكن أن يسهم في تقليل خطر الإجهاض المبكر، إذا كان لديكِ استفسارات حول تأثير بيئتكِ، أو نمط حياتكِ على حملكِ، يُفضل استشارة أحد خبراء مختبرات دلتا الطبية.
العمر والصحة الإنجابية: عامل رئيسي في خطر الإجهاض
مع تقدم المرأة في العمر، يزداد خطر الإجهاض، خصوصًا خلال الأسابيع الأولى، ويرجع ذلك أساسًا إلى تراجع جودة وكمية البويضات، فالنساء اللواتي تجاوزن سن 35 يحملن مخاطرة أعلى للتشوهات الكروموسومية في بويضاتهن، مما قد يسهم في حدوث الإجهاض، كما يرتفع احتمال الإجهاض مع تقدم عمر المرأة نتيجة لانخفاض احتياطي المبيض.
النساء في الأربعينيات من العمر يواجهن خطرًا أكبر للإجهاض المتكرر بين الأسبوع السادس والثامن بسبب الشيخوخة الطبيعية للبويضات، ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن تأثير العمر على الخصوبة يختلف من امرأة لأخرى.
على الرغم من أن العمر يلعب دورًا هامًا، إلا أنه ليس العامل الوحيد الذي يؤثر في خطر الإجهاض، ولا تزال الكثير من النساء فوق الأربعين قادرات على الحمل، وتحقيق حمل صحي حتى نهايته، بشرط الحصول على الدعم، والرعاية الطبية المناسبة.
متلازمة تكيس المبايض (PCOS) وخطر الإجهاض
متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي حالة شائعة قد ترفع من خطر الإجهاض، خصوصًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لذلك تندرج ضمن قائمة الأشياء التي تسبب الإجهاض في الشهور الأولى.
هذه المتلازمة تؤثر في توازن الهرمونات لدى النساء، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، ويجعل الحمل أكثر صعوبة، غالبًا ما تعاني النساء المصابات من مستويات مرتفعة من الأنسولين، مما يعيق عملية التبويض ونمو البويضات.
بالنسبة لمن تعاني من هذه المتلازمة، يكون هناك خطر متزايد للإجهاض المبكر نتيجة للاختلال الهرموني الذي يمكن أن يؤثر على انغراس الجنين، أو المراحل المبكرة من الحمل.
إذا كنتِ تعانين متلازمة تكيس المبايض وتعرضتِ لإجهاضات متعددة بين الأسبوع السادس والثامن، فقد يكون من المفيد استشارة أخصائي حول خيارات العلاج، حيث يمكن لبعض الأدوية التي تعمل على تنظيم الهرمونات، وتعزيز الإباضة أن تسهم في زيادة فرص الحمل الصحي.
اضطرابات تخثر الدم: كيف تساهم في فقدان الحمل المبكر؟
تُعتبر اضطرابات تخثر الدم، مثل متلازمة أضداد الفوسفوليبيد (APS)، من الأشياء التي تسبب الإجهاض في الشهور الأولى من الحمل، في حالة متلازمة أضداد الفوسفوليبيد، يقوم الجسم بتكوين جلطات دموية غير طبيعية، مما يُعيق تدفق الدم إلى المشيمة، هذا يمكن أن يؤدي إلى قصور في المشيمة، ويحول دون حصول الجنين على العناصر الغذائية، والأكسجين الضروريين لبقائه على قيد الحياة.
تتعرض النساء اللاتي يعانين من متلازمة نقص تنسج الأجنة (APS) لحالات إجهاض متكررة في المراحل المبكرة من الحمل، إذا كان لديكِ تاريخ مع اضطرابات تخثر الدم، وتعرضتِ لتجارب إجهاض متكررة، فمن الضروري استشارة متخصص في فقدان الحمل المتكرر، قد يتم وصف خيارات علاجية تتضمن مميعات الدم، أو أدوية أخرى للحد من خطر الإجهاض في الحمل المقبل.
متى يجب عليكِ زيارة مقدم الرعاية الصحية؟
استشيري دائمًا خبير الرعاية الصحية عند ملاحظة أي نزيف خلال فترة الحمل، فهو القادر على إرشادك بشأن ما إذا كنتِ بحاجة إلى استشارة طبيب، ومتى ينبغي عليكِ ذلك. تشير الدكتورة الانجليزية غايثر إلى أن “أي نزيف يحدث خلال الحمل، سواء في الثلث الأول أو الثاني أو الثالث، يستدعي تقييمًا فوريًا من قبل مختص الرعاية الصحية”.
إذا كان النزيف شديدًا، أو كنتِ تعانين من ألم حاد، أو تشعرين بالقلق بشأن احتمال حدوث إجهاض، فإن زيارة قسم الطوارئ في المستشفى المحلي أو الاتصال برقمها إذا تعذر عليكِ الوصول، هو الخيار الصائب، ورغم أنه قد لا يمكن تجنب الإجهاض بمجرد وقوعه، إلا أنه من الضروري طلب الرعاية العاجلة، حيث إن بعض حالات الإجهاض قد تشكل خطرًا على حياة الأم.
وأخيرًا، رغم أن العلامات المذكورة لا تشير دائمًا إلى فقدان الحمل، إلا أن التواصل مع خبير الرعاية الصحية يظل الخيار الأمثل، حيث يمكنه مساعدتك في فهم المزيد، واتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لضمان سلامتك وسلامة طفلك.
أسئلة شائعة حول الأشياء التي تسبب الإجهاض في الشهور الأولى
مازال عقلكِ مشغولًا، ترغبين في أخذ احتياطاتك كاملة، لتخطي حاجز الخوف من الإجهاض، إليكِ بعض من الأسئلة الشائعة:
هل أكل الحمام مضر للحامل في الشهور الأولى؟
لا يوجد دليل علمي يثبت أن تناول لحم الحمام في الأشهر الأولى من الحمل يشكل خطرًا على الصحة، بشرط أن يكون مطبوخًا بشكل جيد، على العكس، يُعتبر لحم الحمام غنيًا بالبروتينات والحديد والفيتامينات، وهي عناصر غذائية ضرورية لصحة الأم ونمو الجنين خلال فترة الحمل.
نصائح مهمة لتناول اللحوم أثناء الحمل:
- الطهي الجيد: تأكدي من طهي جميع أنواع اللحوم أو الدواجن، بما في ذلك الحمام، بشكل كامل للتخلص من أي أجزاء غير مطهية، مما يضمن قتل البكتيريا والطفيليات الضارة، مثل الليستيريا، أو التوكسوبلازما التي قد تؤثر سلبًا على صحتك وصحة الجنين.
- النظافة: تأكدي من غسل يديكِ، وأدوات المطبخ جيدًا بعد التعامل مع اللحوم النيئة.
بشكل عام، إذا تم إعداد لحم الحمام بطريقة صحية، فهو يعتبر إضافة مغذية، ومفيدة لنظامك الغذائي خلال الحمل.
هل أعمال المنزل تؤثر على الحمل؟
الحمل ليس سببًا (للأسف، لبعض الأشخاص) للتجنب عن القيام بالأعمال المنزلية، فمعظم هذه الأعمال آمنة تمامًا. ومع ذلك، قد يكون من الأفضل في بعض المهام الاعتماد على شريكك، أو الاستعانة بمساعد مؤقت، مثل:
- حمل الأشياء الثقيلة.
- التعرض للمواد الكيميائية السامة: الآن هو وقت تقليل استخدام تلك المواد، لأن بعضها قد يضر بنمو الجنين مثل؛ بخاخات قتل الحشرات، بخاخات تنظيف الأفران التجارية، معطرات الجو (التي قد تسبب لك الغثيان أيضًا)، المنظفات المنزلية التجارية التي تحتوي على مواد كيميائية متعددة.
- عدم التعامل مع صناديق فضلات القطط: على الرغم من أهمية قطتك، إلا أنها قد تحمل طفيليًا يُعرف بالتوكسوبلازما غوندي، والذي يمكن أن يصاب به القط نتيجة تناوله اللحوم النيئة أو القوارض أو الطيور، ويمكن أن ينتقل هذا الطفيلي إليكِ عن طريق ملامسة براز القطة، مما قد يؤدي إلى عدوى تسبب مشاكل أثناء الحمل، بما في ذلك خطر الإجهاض.
هل المنشطات تسبب الإجهاض؟
لا ينبغي تناول المنشطات الضارة (مثل النيكوتين، المخدرات، الكافيين بكميات كبيرة) خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، في هذه الفترة الحرجة من نمو الجنين، يمكن أن يؤثر التعرض للمنبهات على النواقل العصبية ويزيد من خطر الإجهاض.
من الأسبوع الأول حتى الثاني عشر، يبدأ طفلكِ في تشكيل أعضائه الأساسية ومساراته العصبية، تُؤثر المنشطات من خلال تأثيراتها على الدوبامين والنورإبينفرين، سلبًا على تكوين الأعضاء، وتعيق تطور الدماغ، كما أن الاستمرار في استخدام المنشطات دون إشراف طبي يزيد من احتمالية حدوث عيوب خلقية، ومضاعفات أثناء الحمل.
الخلاصة
تحدث غالبية حالات الإجهاض في الأشهر الأولى نتيجة للتشوهات الكروموسومية، التي لا يمكن تجنبها. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض من الأشياء التي تسبب الإجهاض في الشهور الأولى، مثل مشاكل الرحم، والاختلالات الهرمونية، وبعض الأمراض.
من المهم تجنب العادات السيئة مثل التدخين، وتناول الكحول، والابتعاد عن الأطعمة غير المطهية بشكل جيد. تظل المتابعة مع الطبيب، ومراقبة أي أعراض غير طبيعية من أفضل الطرق للحفاظ على حمل صحي.