الاجهاض المنذر: بين الخوف والأمل، دليل شامل لسلامة حملك

تشعر الكثير من النساء الحوامل بمزيج من السعادة، والقلق عند تأكيد حملهن، إذا كان هذا هو حملكِ الأول، قد تكونين أكثر حساسية تجاه مصطلحات مثل “الاجهاض المنذر” و”الإجهاض”، وللأسف؛ لا يوجد حاليًا دواء يمكنه منع الإجهاض المُهدد، أو الإجهاض بشكل كامل، ولكن هناك اختبار آمن متوفر في مختبرات دلتا الطبية يسمى NIPT (فحص ما قبل الولادة غير الباضع) يمكن أن يخبركِ عن صحة طفلكِ في الرحم في وقت مبكر من الحمل  عليكِ أولاً أن تتعرفي على الإجهاض، وطرق تجنب مخاطره، وتهتمي بحمل صحي.

ما هو الاجهاض المنذر؟

الإجهاض المنذر المعروف أيضًا باسم الإجهاض المُهدد هو حالة يكون فيها الجنين حيًا ومُلتصقًا ببطانة الرحم، لكنه ينمو داخل تجويف الرحم، بينما تظهر على الأم بعض الأعراض، مثل ألم البطن والنزيف، إذا تم التعرف على هذه الحالة، ومعالجتها بشكل مبكر، فمن الممكن حماية الجنين. 

ما هي مدة الإجهاض المنذر؟

عادةً ما يحدث الاجهاض المنذر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أو في الفترة بين الشهر الرابع والسادس، في هذه المرحلة، يكون عنق الرحم ما زال مغلقًا، وقد لا يكون انغراس البويضة المخصبة آمنًا، مما يجعل الجنين عرضة للانفصال، هذه الظاهرة تقل بعد ذلك، عندما يصل عمر الجنين إلى 6 أشهر، يصبح ألم البطن المصحوب بانقباضات، دون اتساع عنق الرحم، مؤشرًا على خطر الولادة المبكرة، كما يمكن أن ينجم الإجهاض المُهدد عن عدة عوامل، ولذلك يُفضل معرفة السبب وراء حدوثه.

أهم 10 أسباب الإجهاض المنذر

إن إدراك العوامل المحتملة التي قد تؤدي إلى خطر الاجهاض المنذر يمكن أن يعين الأهل، ومقدمي الرعاية الصحية في اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الحمل، ورغم أن السبب المحدد قد لا يكون واضحًا دائمًا، إلا أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسهم في هذه الحالة.

  1. التغيرات الهرمونية: يمكن أن تؤدي تقلبات مستويات الهرمونات، خصوصًا في بداية الحمل، إلى حدوث نزيف مهبلي، هذه التغيرات قد تؤثر في بطانة الرحم، وتساعد على انغراس الجنين.
  2. نزيف الانغراس: في بعض الأحيان، يحدث النزيف نتيجة لعملية انغراس الجنين في بطانة الرحم، وعادةً ما يكون ذلك في الوقت الذي تتوقع فيه المرأة قدوم دورتها الشهرية، يكون هذا النزيف عادةً أخف، وأقصر من الدورة الشهرية المعتادة.
  3. تغيرات عنق الرحم: كما يمكن أن تسبب التغيرات في عنق الرحم، مثل الالتهابات أو التهيجات، نزيفًا مهبليًا، قد ينتج عن التهيج نتيجة الجماع، أو بعض الإجراءات المرتبطة بعنق الرحم.
  4. العدوى: أيضًا، يمكن أن تؤدي العدوى في الجهاز التناسلي، مثل العدوى المنقولة جنسياً (STIs)، أو عدوى المسالك البولية (UTIs)، إلى حدوث نزيف مهبلي أثناء الحمل.
  5. المشكلات البنيوية: يمكن أن تسهم التشوهات التشريحية، مثل الأورام الليفية في الرحم، أو سلائل عنق الرحم في حدوث نزيف أثناء الحمل. 
  6. ورم دموي تحت المشيمة: في بعض الأحيان، قد يتشكل تجمع دموي يُعرف بالورم الدموي تحت المشيمة، والذي يحدث بين المشيمة والجدار الداخلي للرحم، وقد يؤدي ذلك إلى نزيف.
  7. الحالات الصحية للأم: مثل اضطرابات الغدة الدرقية، أو مرض السكري غير المنضبط، قد تزيد من خطر النزيف أثناء الحمل.
  8. الأدوية أو المكملات الغذائية: أيضًا، قد تساهم بعض الأدوية، أو المكملات الغذائية، أو المكملات العشبية في زيادة هذا الخطر في المراحل الأولى من الحمل، لذا يُنصح بإبلاغ مقدم الرعاية الصحية عن أي أدوية أو مكملات تتناولها.
  9. الصدمة أو الإصابات: يمكن أن تتسبب الصدمات الجسدية أو الإصابات في البطن، مثل السقوط أو الحوادث، في حدوث نزيف مهبلي أثناء الحمل.
  10. أسباب غير معروفة: في بعض الحالات، يبقى السبب وراء التهديد بالإجهاض غير معروف.

أعراض الإجهاض المنذر: أبرز 6 علامات

يُعد الكشف المبكر عن علامات الاجهاض المنذر أمرًا حيويًا للحصول على الرعاية الطبية بسرعة، ومن الأعراض الأساسية التي ينبغي مراقبتها ما يلي:

  1. النزيف المهبلي: يُعتبر النزيف المهبلي أثناء الحمل من العلامات الأكثر شيوعًا التي تشير إلى خطر الإجهاض، يمكن أن يتراوح هذا النزيف من بقع خفيفة إلى نزيف غزير، وقد يختلف لون الدم بين الأحمر والوردي والبني وحتى البرتقالي الفاتح.

من الضروري التنبه إلى أن النزيف أثناء الحمل ليس “طبيعيًا”، ويجب على المرأة الحامل إبلاغ مقدم الرعاية الصحية عن أي نزيف يحدث.

  1. تقلصات البطن: تعاني العديد من النساء اللواتي يواجهن خطر الاجهاض المنذر من تقلصات، أو آلام في أسفل البطن، تتراوح حدة هذه التقلصات بين الخفيفة والمتوسطة، وقد تشبه آلام الدورة الشهرية، قد يكون هذا الألم متقطعًا.
  2. آلام الظهر: قد تشعر بعض النساء أيضًا بألم في أسفل الظهر، أو بعدم الراحة إلى جانب أعراض أخرى.
  3. ضغط الحوض: تشير بعض النساء إلى إحساسهن بضغط في منطقة الحوض، والذي قد يكون مرتبطًا بخطر الإجهاض.
  4. خروج جلطات دموية: في الحالات الأكثر خطورة، قد يحدث خروج جلطات دموية مع النزيف، ويشكل خروج جلطات دموية كبيرة مصدر قلق.
  5. انخفاض أعراض الحمل: قد تلاحظ بعض النساء تراجعًا في أعراض الحمل، مثل ألم الثدي أو الغثيان، رغم أن هذه الأعراض قد تختلف بشكل كبير من امرأة لأخرى.

أما بخصوص علامات توقف الإجهاض المنذر، فإنها تتمثل في:

  • توقف النزيف، أو البقع الدموية.
  • الشعور بالراحة عن ذي قبل، واختفاء آلام الظهر، وتقلصات البطن.
  • ويُؤكد ذلك الفحص الطبي، وتحاليل الدم، لذلك لا تغفلي عنها طوال الحمل.

أحدث 6 طُرق لتشخيص الاجهاض المنذر

إذا كانت لديكِ مخاوف بشأن احتمال حدوث إجهاض، فمن المهم أن تسعى للحصول على الرعاية الطبية على الفور، من المحتمل أن يقوم مقدم الرعاية الصحية بتشخيص حالتكِ، وتقييمها من خلال الخطوات التالية:

  • التاريخ الطبي

سيبدأ مقدم الرعاية الصحية بسؤالك عن تاريخك الطبي، بما في ذلك تفاصيل حملك الحالي، وأي حالات سابقة من الحمل، أو الإجهاض، لذلك، كوني جاهزة لتقديم معلومات حول بداية الأعراض ومدتها، وكمية ولون النزيف المهبلي، وأي ألم أو انزعاج قد تشعرين به.

  • الفحص البدني

سيتم إجراء فحص بدني يشمل فحص الحوض لتقييم حالة عنق الرحم والرحم، سيقوم مقدم الرعاية الصحية بالبحث عن أي علامات تشير إلى تغيرات، أو تشوهات في عنق الرحم.

  • فحص الموجات فوق الصوتية

يعد أداة تشخيصية هامة لتقييم صحة الحمل، وغالبًا ما يُستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية عن طريق المهبل (TVUS) في المراحل المبكرة من الحمل لرؤية الرحم وكيس الحمل والجنين النامي.

يساعد هذا الفحص في تحديد مكان الحمل داخل الرحم، وفحص نبضات قلب الجنين، وتقييم وجود أي مشاكل أو تشوهات هيكلية.

  • فحوصات الدم

قد تُطلب فحوصات الدم لقياس مستويات بعض الهرمونات، مثل هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG)، ولتقييم الحالة الصحية العامة للحمل، تُساهم قياسات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية المتسلسلة على مدار فترة زمنية في تحديد استمرار الحمل.

  • فحوصات إضافية

قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات إضافية بناءً على الظروف والأسباب المحتملة، يمكن أن تشمل هذه الفحوصات اختبارات العدوى، أو الفحوصات الجينية، أو تقييمات متخصصة أخرى.

  • المراقبة

في بعض الحالات، قد ينصح مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بمتابعة دورية، أو مستمرة لتقييم تطور الأعراض وحالة الحمل.

علاج الإجهاض المنذر: أفضل 6 خيارات علاجية

قد تتنوع خيارات العلاج المتاحة لمواجهة الاجهاض المنذر، وقد تشمل ما يلي:

  • الراحة في الفراش

إذا كنت تبحث عن كيفية نوم حالات الإجهاض المنذر، فإنه في بعض الأحيان، قد يوصي مقدمو الرعاية الصحية بالاستلقاء في الفراش، أو تقليل النشاط البدني بهدف تقليل الضغط على الرحم، مما قد يسهم في تقليل خطر النزيف والتقلصات.

  • راحة الحوض

عادةً ما ينصح مقدمو الرعاية الصحية بأهمية راحة الحوض، والتي تتضمن الامتناع عن الجماع، وتجنب استخدام السدادات القطنية، هذه الخطوات تساعد في تقليل احتمال حدوث العدوى، والإصابات الإضافية في عنق الرحم.

  • الأدوية

بناءً على الحالة، قد يصف لك مزود الرعاية الصحية أدوية لمعالجة أسباب، أو أعراض معينة مرتبطة بالاجهاض المنذر، تشمل الأدوية الشائعة ما يلي:

  • المضادات الحيوية: في حالة الاشتباه أو التأكيد بوجود عدوى، يمكن أن يتم وصف المضادات الحيوية.
  • مسكنات الألم: يمكن أن يُنصح باستخدام مسكنات الألم التي تُصرف بوصفة طبية، أو بدونها لتخفيف التقلصات والألم.
  • السوائل الوريدية: في حالات النزيف الحاد أو الجفاف، يمكن إعطاء السوائل الوريدية للحفاظ على مستوى الترطيب.
  • المراقبة الدقيقة

قد يوصي مقدمو الرعاية الصحية بالمراقبة الدقيقة من خلال مواعيد المتابعة، والموجات فوق الصوتية المتتابعة، واختبارات الدم لتقييم تطور الحمل، وحالة الإجهاض المحتمل.

  • الجراحة

في بعض الأحيان، قد تكون الحاجة للجراحة ضرورية، هذا قد يتضمن إزالة أي أنسجة متبقية من الرحم، أو معالجة قضايا أخرى تزيد من خطر الإجهاض.

  • الدعم العاطفي

تجربة الاجهاض المنذر قد تكون تحديًا عاطفيًا. لذا، من الضروري الحصول على الدعم العاطفي من الأصدقاء، أو العائلة أو مختصين في الصحة النفسية. كما يمكن للعديد من مقدمي الرعاية الصحية تقديم استشارات، أو إحالات إلى مجموعات دعم للأشخاص الذين يواجهون مضاعفات الحمل.

كيف اهتم بنفسي بعد الإجهاض المنذر؟

يمكن أن تساعدك النصائح التالية في إدارة الأعراض وتقليل خطر الاجهاض المنذر:

  • تجنبي إدخال أي شيء في مهبلكِ: لا تقومي بممارسة الجنس، أو استخدام الدش المهبلي، أو السدادات القطنية، لأن هذه الأمور قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى والإجهاض. 
  • احرصي على تناول أطعمة صحية ومتنوعة،: وتأكدي من تناول فيتامينات ما قبل الولادة وفقًا لتوصيات الطبيب، تشمل الخيارات الصحية الفواكه، الخضراوات، خبز الحبوب الكاملة، منتجات الألبان قليلة الدسم، الفاصوليا، اللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، تجنبي اللحوم والأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، واستشيري طبيبك إذا كنت بحاجة إلى نظام غذائي خاص.
  • قومي بتقليل خطر الإصابة بالعدوى: اغسلي يديك دائمًا قبل تحضير أو تناول الطعام، وتجنبي التواجد مع الأشخاص المرضى، استشيري طبيبك بشأن التطعيمات اللازمة، مثل لقاح الإنفلونزا، أو التهاب الكبد الوبائي ب، حيث يمكن أن تقلل التطعيمات من خطر الإصابة بالعدوى التي قد تؤدي إلى الإجهاض.
  • تحكمي في صحتكِ العامة: تأكدي من السيطرة على ضغط الدم ومستوى سكر الدم لديكِ، واحرصي على الحفاظ على وزن صحي خلال فترة الحمل. 
  • تجنبي تناول الكحول أو استخدام المخدرات: حيث يمكن أن تزيد من خطر الإجهاض، أو تؤثر سلبًا على صحة طفلكِ. 
  • امتنعي عن التدخين: لأن النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى في التبغ قد تسبب ضررًا لطفلكِ، بالإضافة إلى زيادة خطر الاجهاض المنذر أو الولادة المبكرة، إذا كنتِ مدخنة وتحتاجين إلى دعم للإقلاع عن التدخين، استشيري طبيبكِ، كما يجب أيضًا تجنب استخدام السجائر الإلكترونية، أو التبغ غير المُدخّن، حيث تحتوي على النيكوتين.

أسئلة شائعة حول الاجهاض المنذر

ما زال بالكِ مشغولًا بخصوص موضوع الإجهاض، لديك تساؤلات أخرى، تابعي لتتعرفي على إجابات موضحة لأشهر تساؤلاتك:

هل يستمر الحمل بعد الإجهاض المنذر؟

ربما، حيث تبلغ احتمالية تحول الإجهاض المُهدد إلى إجهاض فعلي حوالي 50%، وفي حال توقف النزيف، يُتاح للأم الحامل فرصة الاستمرار في الحمل، أما إذا استمر النزيف المتكرر مصحوبًا بألم في أسفل البطن، فإن خطر الإجهاض يتصاعد. 

نتيجة لذلك، قد يُوصي الطبيب الأمهات الحوامل بتقليل النشاطات اليومية، والابتعاد عن أي مجهودات غير ضرورية، ليتسنى لهن الحصول على الراحة الكافية.

هل الإجهاض المنذر يؤثر على الجنين؟

نعم، يزيد الاجهاض المنذر من خطر حدوث العديد من العواقب السلبية على الجنين، مثل:

  • انخفاض الوزن عند الولادة: الأطفال الذين يولدون لأمهات تعرضن للإجهاض المهدد يكون لديهم فرصة أكبر للولادة بوزن منخفض.
  • الولادة المبكرة: يزيد خطر الولادة المبكرة.
  • تقييد النمو داخل الرحم (IUGR): قد لا يتطور الجنين بالسرعة المتوقعة.
  • دخول وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة: بسبب مضاعفات مثل الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة، هناك احتمال أكبر بأن يحتاج المولود الجديد إلى رعاية في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.

ما هي علاقة الإجهاض المنذر والجماع؟

ليس هناك دليل يُثبت أن العلاقة الجنسية تؤدي إلى الإجهاض. ومع ذلك، قد يكون من الحكمة توجيه النساء المعرضات لخطر الاجهاض المنذر بتفادي الممارسة الجنسية حتى يختفي النزيف تمامًا، وذلك من أجل تجنب شعور الزوجين، إذا ما حدث الإجهاض، بأنهما ربما كانا السبب في تفاقم الحالة.

الخلاصة

الاجهاض المنذر قد يكون تجربة مخيفة، لكن معرفتك بأسبابها وأعراضها وخيارات العلاج يمكن أن تساعدك في تجاوز هذه المرحلة الصعبة، تذكري أن العديد من النساء اللواتي يواجهن الاجهاض المنذر يتمكن من الحمل مرة أخرى ورُزقن بأطفال أصحاء.

من المهم الحصول على الرعاية الطبية الفورية إذا شعرت بأي أعراض مقلقة، ولا تترددي في طلب الدعم عند الحاجة.

إذا كنتِ قد تعرضتِ لإجهاض مُهدد، أو تعانين منه حاليًا، نشجعك على مشاركة تجربتك في التعليقات أدناه، قد تسهم قصتك في منح الآخرين الطمأنينة، والأمل الذين يواجهون ظروفًا مشابهة.

المصادر

Can sex during pregnancy cause a miscarriage? A concise history of not knowing

 Symptoms of a threatened miscarriage

Threatened Miscarriage – StatPearls

Threatened Miscarriage: Causes, Symptoms & Treatment‏

اذهب إلى الأعلى