هل التهاب المعدة يسبب رعشة في الجسم؟ معرفة الأسباب، وأبرز 6 علاجات
هل تعاني قشعريرة غريبة، أو رعشة في جسدك مصاحبة لآلام المعدة أو مشاكل في الجهاز الهضمي؟ كثيرًا ما يتساءل الناس: “هل التهاب المعدة يسبب رعشة في الجسم؟” والإجابة تكون عادةً نعم، رغم أن العلاقة بينهما ليست دائمًا واضحة، فقد تكون الرعشة علامة على ردود فعل جسدية متنوعة ناجمة عن التهاب بطانة المعدة.
في هذا المقال الشامل، نستعرض العلاقة بين التهاب المعدة والرعشة، ونبحث في الأسباب المحتملة وراء هذه الظاهرة، مع التأكيد على أهمية التشخيص الدقيق وعلاج التهاب المعدة المناسب.
ما هو التهاب المعدة؟
قبل معرفة الإجابة عن هل التهاب المعدة يسبب رعشة في الجسم؟ لا بد من معرفة ما هو التهاب المعدة؟
يُعتبر التهاب المعدة بمثابة التهاب يُصيب بطانة المعدة، مما يؤدي إلى تهيجها، كما يمكن أن تنجم هذه الحالة عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك العدوى، والإفراط في تناول الكحول، واستخدام بعض الأدوية، فضلاً عن بعض الحالات التحسسية والمناعية.
كذلك، يظهر التهاب المعدة في صوره المختلفة، فقد يكون حادًا، حيث تظهر نوبات شديدة تستمر ليوم أو يومين، أو مزمنًا، حيث يعاني الشخص من فقدان الشهية والغثيان لفترة طويلة، وفي العديد من الحالات، قد لا تكون هناك أعراض واضحة تشير إلى وجود التهاب المعدة.
كما تجدر الإشارة إلى أن بعض أنواعه، مثل التهاب المعدة الضموري المزمن، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، وتشمل خيارات العلاج الرئيسية تجنب المهيجات المعروفة، بالإضافة إلى تناول أدوية تهدف إلى تقليل إفراز العصارات المعدية.
أسباب التهاب المعدة
تقوم المعدة عادةً بإنتاج حمض يساهم في هضم الطعام داخل الجهاز الهضمي، ويعمل على القضاء على البكتيريا الضارة، هذا الحمض، ورغم أهميته، إلا أنه يسبب التآكل، لذا تقوم بعض خلايا بطانة المعدة الداخلية بإنتاج حاجز مخاطي طبيعي يُساعد على حماية بطانة المعدة، والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة المعروف بالاثني عشر.
في الوضع الطبيعي، يسود توازن دقيق بين كمية الحمض المُنتَجة، وحاجز الدفاع المخاطي، لكن قد يتعرض المرء لالتهاب المعدة إذا اختل هذا التوازن، مما يؤدي إلى تعرض بطانة المعدة لأضرار جسيمة بسبب الحمض، مما يؤدي إلى التهابها.
هل التهاب المعدة يسبب رعشة في الجسم؟ قد يكون ذلك مؤشرًا على تطور الالتهاب نتيجة لهذه الأسباب:
-
العدوى ببكتيريا الملوية البوابية
تُعتبر بكتيريا الملوية البوابية (جرثومة المعدة) من الأعداء الخفية، التي تصيب حوالي 6 من كل 10 حالات من التهاب المعدة المزمن، ويكفي إجراء اختبار بسيط عبر فحص البراز لكشف هذه البكتيريا، إذ يُصاب أكثر من ثلثي سكان العالم بهذه الكائنات الدقيقة.
-
الأدوية المضادة للالتهابات
تُعرف الأدوية المضادة للالتهابات أحيانًا بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، يستخدم الكثيرون هذه الأدوية في رحلة علاجهم لآلام التهاب المفاصل والعضلات وغيرها من العلل، ولكن، قد تؤثر هذه الأدوية في بعض الأحيان على الحاجز المخاطي للمعدة، مما يتيح للحمض فرصة التسبب في الالتهاب أو القرحة.
-
التدخين
يُعتبر التدخين سببًا شائعًا لالتهاب المعدة، حيث يرفع من خطر الإصابة بسرطان المعدة بشكل كبير.
-
أسباب أخرى لالتهاب المعدة
تتعدد الأسباب الأخرى الأقل شيوعًا التي تؤدي إلى التهاب المعدة، ومنها:
- وقوع حادث مؤلم، مثل تعرض الشخص لإصابة خطيرة أو مرض فتاك، أو إجراء عملية جراحية كبرى.
- استجابة مناعية ذاتية، حيث يقوم الجهاز المناعي بالهجوم على خلايا وأنسجة الجسم عن طريق الخطأ، (قد يحدث هذا في ظل وجود حالة مناعة ذاتية أخرى، مثل مرض هاشيموتو في الغدة الدرقية، أو داء السكري من النوع الأول).
- تعاطي الكوكايين.
- الإفراط في تناول الكحول.
- الإصابة بالفيروسات والطفيليات والفطريات والبكتيريا غير الجرثومية، مثل الملوية البوابية.
أعراض التهاب المعدة
في العديد من الحالات، قد تنعدم الأعراض المؤشرة على التهاب المعدة. لكن، قد تظهر بعض العلامات الشائعة التي تشمل ما يلي:
- فقدان الرغبة في تناول الطعام.
- ألم حاد في الجزء العلوي من البطن، مباشرة تحت الأضلاع.
- الغثيان أو عسر الهضم.
- الفواق المتكرر.
- القيء.
- وجود دم في القيء.
- ظهور دم في الأمعاء، في حال كانت بطانة المعدة مصابة بتقرحات (مما يؤدي إلى تحول لون البراز إلى الأسود، والذي يعرف بالبراز الأسود).
- فقدان الوزن.
هل التهاب المعدة يسبب رعشة في الجسم؟
بالطبع نعم، في بعض الحالات، قد يتسبب التهاب المعدة في حدوث رعشة في الجسم، ولا سيما عندما يكون الالتهاب حادًا، أو مصحوبًا بحمى، أو جفاف، مما يخلق تجربة جسدية مؤلمة، كما تتنوع الأسباب التي تثير هذه الرعشة، وتوضح النقاط التالية الكيفية، التي يؤثر بها التهاب المعدة على الجسم ليحدث هذا العرض المزعج:
-
الحمى والاستجابة الالتهابية للجسم
عندما يتسبب التهاب المعدة في عدوى، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية، فإن الجسم ينشط دفاعاته بارتفاع درجة الحرارة، مما يؤدي إلى ظهور الحمى. وفي هذه الحالة، تعتبر الرعشة استجابة طبيعية، حيث يعمل الجسم على توليد الحرارة ورفع درجة حرارته كوسيلة لمواجهة العدوى والتغلب عليها.
-
الجفاف ونقص السوائل
إن القيء والإسهال المتكررين والشديدين، اللذين يُعتبران من الأعراض الشائعة لالتهاب المعدة الحاد أو التسمم الغذائي، يمكن أن ينتج عنهما فقدان هائل للسوائل والكهارل الضرورية لتوازن الجسم.
إذ يتسبب الجفاف في إحداث ضعف عام، دوار، واضطراب في توازن الأملاح، مما قد يظهر في شكل ارتعاش، أو اهتزاز في العضلات، مما يزيد حدة المعاناة، ويعكس عمق التأثير السلبي على الصحة العامة.
-
الاستجابة للتوتر والقلق (التهاب المعدة العصبي)
إن المحور العصبي المعوي (Gut-Brain Axis) يمثل حلقة وصل حيوية في منظومة الصحة الهضمية، حيث يمكن أن يسهم التوتر والقلق الشديدين في تفاقم أعراض التهاب المعدة، وفي بعض الأحيان، قد يتسلل تأثيرهما ليطال الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يثير استجابات جسدية تتمثل في تشنجات العضلات، وزيادة في معدل ضربات القلب، وقد تظهر هذه الاستجابات في هيئة رعشة، أو ارتعاش يكتنف الجسم.
-
نقص العناصر الغذائية
تُعتبر نقص العناصر الغذائية في الحالات المزمنة من القضايا الصحية الخطيرة، ففي التهاب المعدة المزمن، وبالأخص في حال التهاب المعدة الضموري الذي يؤثر سلبًا على خلايا المعدة المسؤولة عن إنتاج العامل الداخلي، يمكن أن يحدث سوء امتصاص لبعض الفيتامينات الحيوية، مثل فيتامين B12.
هل التهاب المعدة يسبب رعشة في الجسم؟ إن نقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى فقر الدم الوبيل، الذي تظهر أعراضه في شعورٍ بالإرهاق الشديد، وضعف في العضلات، بالإضافة إلى تأثيراته السلبية على الجهاز العصبي، مما قد يسبب شعورًا بالخدر، أو وخزًا، أو حتى رعشة خفيفة، لاسيما في الأطراف.
-
التسمم الغذائي الحاد
عندما يحدث التهاب المعدة نتيجة تعرض الجسم لتسمم غذائي حاد، فإن السموم البكتيرية تُؤدي إلى حدوث استجابة جسدية قوية، مما يؤدي إلى ظهور حمى مفاجئة، وغثيان متصاعد، وقيء متواصل، وإسهال حاد، وغالبًا ما يرافق ذلك قشعريرة، ورعشة عنيفة كجزء من محاولة الجسم للتخلص من تلك المواد السامة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
بعد معرفة هل التهاب المعدة يسبب رعشة في الجسم؟ من المهم أن تعرف متى يجب عليك طلب الرعاية الطبية؟، بالرغم من أن الرعشة قد تكون استجابة طبيعية للجسم، إلا أنها قد تشير أحيانًا إلى حالة أكثر خطورة تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلاً، كما يتعين عليك استشارة الطبيب فورًا إذا كنت تعاني:
- رعشة شديدة أو متواصلة: لا تتحسن حتى بعد شرب السوائل، أو الحصول على قسط من الراحة.
- حمى مرتفعة للغاية: تتجاوز 39 درجة مئوية (102.2 فهرنهايت).
- علامات جفاف شديد: مثل جفاف الفم الشديد، قلة التبول أو لون البول الداكن، شعور بالعطش، دوخة عند الوقوف، أو خمول غير مفسر.
- ألم حاد لا يحتمل في البطن: يزداد سوءًا، أو يمتد إلى مناطق أخرى.
- قيء دموي، أو براز ذو لون أسود لامع: مما يدل على وجود نزيف داخلي.
- صعوبة في التنفس، أو شعور بضيق في الصدر.
- ارتباك، تشوش ذهني، أو فقدان للوعي.
طرق تشخيص التهاب المعدة
يمكن للطبيب العام عادةً أن يحدد هل التهاب المعدة يسبب رعشة في الجسم؟ أم لا، وذلك من خلال دراسة تاريخ الأعراض، وإجراء فحص دقيق للبطن، وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات الضرورية. قد تشمل هذه الفحوصات:
- فحوصات الدم: بما في ذلك اختبار فقر الدم، حيث إن التهاب المعدة قد يؤدي أحيانًا إلى نزيف من بطانة المعدة.
- فحص جرثومة المعدة: والتي يمكن الكشف عنها من خلال فحص البراز، أو عبر خزعة تُؤخذ أثناء إجراء التنظير الداخلي، أو من خلال فحص جرثومة المعدة بالتنفس.
- التنظير الداخلي للمعدة: يعد هذا الفحص تأكيدًا لوجود التهاب في المعدة، حيث يقوم الطبيب باستكشاف أعماق المعدة من خلال إدخال منظار رفيع ومرن عبر المريء، كأنه يستكشف عالمًا خفيًا، وغالبًا ما تُجمع عينات صغيرة (خزعات) من بطانة المعدة أثناء هذا التنظير، ثم تُرسل هذه العينات إلى المختبر لتُفحص بدقة تحت المجهر، مما يسهم في الكشف عن أي علامات تدل على وجود سرطان المعدة.
أبرز 6 علاجات لالتهاب المعدة
يعتمد العلاج بصورة أساسية على تحديد السبب الجذري وراء التهاب المعدة، ويشمل ذلك:
- استخدام المضادات الحيوية في حال كانت العدوى ناتجة عن بكتيريا H. pylori.
- اللجوء إلى مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، ومضادات مستقبلات H2، التي تعمل على تقليل إنتاج حمض المعدة، مما يسهم في شفاء البطانة، وتخفيف الأعراض بشكل ملحوظ.
- الاستعانة بمضادات الحموضة للحصول على راحة سريعة من حرقة المعدة وعسر الهضم.
- تعويض السوائل والكهارل، ففي حالات الجفاف الشديد، قد تتطلب الحالة استخدام محاليل وريدية.
- تناول مكملات فيتامين B12 في حالات النقص الناجم عن التهاب المعدة المزمن.
- إجراء تغييرات جذرية في نمط الحياة والنظام الغذائي، تتمثل في:
- الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي تثير تهيج المعدة، مثل الكحول، الكافيين، الأطعمة الحارة، والأطعمة الدهنية.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من وجبات كبيرة، مما يساعد على تحسين عملية الهضم.
- تقليل التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو اليوجا.
نصائح للحفاظ على صحة المعدة والجهاز الهضمي
بعد تناول سؤال هل التهاب المعدة يسبب رعشة في الجسم؟ إليك أبرز الطرق التي يمكن أن تسهم في تقليل خطر الإصابة بهذا الالتهاب، وبالتالي التخفيف من الأعراض المزعجة المرتبطة به، مثل الرعشة. يمكن اتباع الإرشادات الوقائية التالية:
- الحرص على نظافة اليدين: خصوصًا قبل تناول الوجبات، وبعد استخدام الحمام، للحماية من العدوى.
- طهي الأطعمة بشكل جيد وتخزينها بصورة صحيحة، لتفادي التسمم الغذائي.
- تجنب الاستخدام المفرط لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): وإذا كنت بحاجة إليها، يُفضل استشارة طبيبك حول البدائل، أو كيفية حماية معدتك.
- التقليل من استهلاك الكحول.
- إدارة التوتر والقلق بطرق فعّالة: من خلال ممارسة الرياضة، الانغماس في الهوايات، أو طلب الدعم النفسي.
- الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن: مليء بالألياف والفيتامينات، وتقليل الأطعمة المصنعة والدهنية.
الخلاصة
هل التهاب المعدة يسبب رعشة في الجسم؟ يمكن لالتهاب المعدة أن يسبب رعشة في الجسم، وغالبًا ما تكون هذه الرعشة نتيجة للحمى، أو الجفاف، أو استجابة الجسم للالتهاب الشديد، أو حتى نتيجة للتوتر المرتبط بالحالة.
من الضروري عدم تجاهل هذه الأعراض، خاصة إذا كانت شديدة، أو مصحوبة بعلامات تحذير أخرى، كما أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب من قبل الطبيب المختص هما المفتاح للتعافي وتجنب المضاعفات، مما يضمن لك العيش بصحة أفضل وراحة أكبر.