السكر عند الأطفال : متى يحتاج الطفل إلى الأنسولين؟
أصبح السكر عند الأطفال من أكثر الأمراض أنتشارًا في العصر الحالي، حيث تشهد معدلات الإصابة به ارتفاعًا ملحوظًا سنويًا على مستوى العالم، وتختلف الحالات بين النوع الأول والنوع الثاني لمرض السكري، حيث يمتلك كل منهما أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه الخاصة، لذا فإننا في هذا المقال، سنتعرف على كل ما يخص هذا المرض، من بداية أسبابه حتى سُبل تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.
ما هو سكري الأطفال؟
يُعرف السكر عند الأطفال، بأنه حالة مرضية ناتجة عن اضطراب في مستويات السكر في الدم، وينقسم إلى نوعين رئيسيين، هما:
- داء السكري من النوع الأول: يُطلق عليه اسم “سكري الأطفال”، وذلك لكون أكثر أنواع السكر شيوعًا بين الأطفال، وينتج عن أمراض المناعة الذاتية؛ ويؤدي إلى تدمير خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين؛ مما يُسبب نقصه وبالتالي ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- داء السكري من النوع الثاني: يُمكن أن يُصاب به الأطفال، ولكن نادرًا ما يحدث ذلك، وينتج بسبب عدم قدرة الجسم على التعامل مع الأنسولين بشكل طبيعي، فيما يُعرف باسم “مقاومة الأنسولين”؛ والتي تتسبب في تراكم السكر في الدم، ومن ثم ارتفاع مستوياته.
متى يحتاج الطفل إلى الأنسولين؟
يحتاج داء السكري من النوع الأول عند الأطفال، إلى إعطاء الطفل جرعات محددة من حقن الأنسولين، وذلك بهدف تعويض النقص الناتج عن عدم إفرازه بصورة طبيعية، ويحدث ذلك تحت إشراف الطبيب المختص، لتوضيح التعليمات الهامة لحالة الطفل.
أسباب السكر عند الأطفال
تختلف أسباب السكر عن الأطفال، وذلك وفقًا لنوع السكري الذي يُعاني منه الطفل، وفيما يلي سوف نتعرف على الاسباب عند كلا النوعين:
أسباب السكري من النمط الأول عند الاطفال
-
- التاريخ العائلي: تلعب العوامل الوراثية، دورًا بازرًا في إصابة الأبناء بالأمراض، خاصةً المزمنة مثل: (السكري، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها).
- أمراض الغدة الدرقية: تُعد من أكثر وأبرز أنواع الغدد تأثيرًا على الصحة العامة للإنسان، وعند حدوث أي خلل فيها وظائفها، يُمكن أن تتسبب في اضطرابات في وظائف البنكرياس.
- أمراض الحمل: من المعروف أن صحة الأم تؤثر بشكل كلي على صحة الجنين أثناء الحمل، لذا فإن إصابتها بأي مشكلات مرضية، خلال فترة الحمل، مثل: (تسمم الحمل، الأمراض المعدية، وغيرها)، قد يكون أحد الأسباب المؤدية إلى إصابة الطفل بداء السكري.
- أمراض أخرى: قد تتسبب إصابة حديثي الولادة بعدد من الأمراض مثل: (الأكزيما، واليرقان، والالتهابات المختلفة)، من زيادة خطر إصابته بالسكر.
- توقف الرضاعة الطبيعية: الانقطاع عنها قبل إتمام ستة أشهر، أو تناوله حليبًا صناعيًا غير ملائم، من العوامل المسببة للإصابة بالسكر عند الأطفال.
أسباب السكري من النمط الثاني عند الاطفال
- السمنة: تُعد من أبرز أسباب الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، حيث تُساهم في زيادة خطر الإصابة بـ”مقاومة الأنسولين”، المسببة للسكري.
- العمر: نادرًا ما يُصاب الأطفال بهذا النوع، إلا أنه يُمكن أن يحدث في الفئة العمرية من عمر 10 سنوات إلى 19 سنة.
- التاريخ العائلي: تؤثر الوراثة على صحة الأبناء، لذا فإنها قد تكون أحد أسباب الإصابة بداء السكري من النمط الثاني.
كيف تعرف أن طفلك مصاب بالسكري؟
تتعدد علامات الإصابة بالسكر عند الأطفال، وذلك حسب نوعه، وتتمثل أعراضهما في الآتي:
أعراض سكري الأطفال من النوع الأول
عادةً ما تظهر علامات الإصابة بالنوع الأول بشكل مفاجئ، والتي تتمثل في ما يلي:
- كثرة الشعور بالعطش الشديد وعدم الارتواء: ارتفاع مستويات السكر في الدم؛ يؤدي إلى سحب السوائل من الأنسجة؛ مما يجعل الطفل يشعر بالعطش المستمر.
- كثرة الرغبة في التبول المتكرر: نتيجة لزيادة تناول السوائل بسبب العطش، يزداد إنتاج البول.
- فقدان الوزن المفاجئ: بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم؛ مما يؤدي إلى استهلاك الدهون المخزنة في العضلات، للحصول على طاقة.
- زيادة الشهية بشكل مفرط: نقص الإنسولين يمنع الخلايا من الحصول على الطاقة؛ مما يرسل إشارات للجسم بالحاجة إلى المزيد من الطعام لتعويض النقص.
- الشعور بالنعاس الشديد والخمول المستمر: عدم حصول الخلايا على الطاقة اللازمة؛ يؤدي إلى الشعور بالتعب والنعاس المستمر.
- انبعاث رائحة نفس شبيهة بالفواكه أو الحلويات: عند عدم تمكن الجسم من استخدام السكر كمصدر للطاقة، يبدأ في تكسير الدهون، مما ينتج عنه مركبات الكيتونات التي تسبب رائحة نفس شبيهة بالفواكه.
- تشوش الرؤية في بعض الأحيان.
- الشعور بالتعرف الزائد أو البرودة.
- زيادة ضربات القلب.
- الشعور بفقدان التواون والدوخة.
- شحوب البشرة.
- صعوبة التنفس.
أعراض السكر عند الأطفال من النوع الثاني
تتعدد أعراض السكر من النوع الثاني، لتشمل الآتي:
- فقدان الوزن دون سبب واضح.
- العطش الشديد.
- التعب والإعياء.
- الرغبة في النوم.
- كثرة الرغبة في التبول ليلاً.
- الشعور بحكة في الأعضاء التناسلية، والتي قد يكون ناتحًا عن الإصابة بعدوى فطرية، ناتجة عن الإصابة بالسكري.
- تأخر التئام الجروح.
- انتشار بقع داكنة على جلد الطفل، عادةً ما تكون ناتجة عن “مقاومة الأنسولين”.
- تشوش الرؤية.
الجدير بالذكر، تتطلب أعراض ارتفاع السكر عند الأطفال السابقة، مراجعة الطبيب المختص في أسرع وقت، لتشخيص الحالة، وتلقي العلاج المناسب لمنع تفاقهما، وتأثيرها على جودة الحياة، والصحة العامة.
ما هي نسبة السكر الطبيعي عند الأطفال؟
تُعد مراقبة نسبة السكر في الدم عند الأطفال أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحتهم، خاصةً إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بمرض السكري، أو أنهم مُصابين بالفعل، ولكن لابد من الإشارة إلى أن مستويات السكر الطبيعية، تختلف وفقًا لعدة عوامل مثل: (العمر، وقت قياس السكر (قبل الأكل أو بعده)، والحالة الصحية العامة للطفل)، وفيما يلي سوف نتعرف على تلك النسبة:
- معدل السكر الطبيعي عند الأطفال (أثناء الصيام): يجب أن يكون أقل من 100، أي يتراوح بين 70 إلى 99.
- معدل السكر الطبيعي عند الأطفال (بدون صيام): أقل من 140، أي يتراوح بين 70 إلى 139.
متي يعتبر السكر مرتفعًا عند الأطفال؟
يُعد السكر مرتفعًا في الدم لدى الأطفال، عندما يتجاوز المعدل الطبيعي الذي ذكرناه من قبل، وهو من الحالات التي تستدعي الانتباه الفوري، خاصة إذا ظهرت عدد من الأعراض المزعجة والمستمرة، مثل: (العطش المفرط، كثرة التبول، والتعب الشديد، وغيرها من أعراض).
هل يمكن شفاء الأطفال من مرض السكري؟
حتى الآن، لا يُمكن الشفاء من مرض السكري، نظرًا لعدم وجود علاج نهائي له عند الأطفال، خاصة النوع الأول، حيث يُعتبر مرضًا مزمنًا ناتجًا عن خلل في جهاز المناعة يؤدي إلى تدمير خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، وبالتالي يحتاج الطفل إلى العلاج بالأنسولين مدى الحياة للحفاظ على مستويات السكر الطبيعية في الدم.
أما بالنسبة للنوع الثاني من السكري، فقد يكون التحكم في المرض ممكنًا من خلال اتباع نمط حياة صحي، يشمل الآتي:
- نظامًا غذائيًا متوازنًا.
- ممارسة الرياضة.
- فقدان الوزن عند الحاجة.
الجدير بالذكر أن أتباع هذه النصائح، لا يعني الشفاء التام من داء السكري عند الأطفال، ولكن يُمكن أن يُساعد في تحسين مستويات السكر في الدم؛ مما قد يُساهم في عدم الحاجة إلى الأدوية العلاجية.
مضاعفات السكري عند الأطفال
- أمراض القلب والأوعية الدموية: قد يؤدي الإصابة بالسكري في سن مبكرة، إلى زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول؛ مما يعزز فرص الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية في المستقبل.
- مشكلات العين وضعف البصر: يمكن أن يؤثر ارتفاع مستويات السكر في الدم على الأوعية الدموية في العين؛ مما يزيد من خطر الإصابة بمشكلات الرؤية، مثل: (اعتلال الشبكية السكري، وضعف البصر).
- ضعف وظائف الكلى: مع مرور الوقت، قد يؤدي السكري إلى تلف الكلى؛ نتيجة زيادة الضغط على وظائفها؛ مما قد يتسبب في الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، إذا لم يتم التحكم في نسبة السكر بانتظام.