باقة الفحص الشامل - عروض شهر رمضان - مختبرات دلتا

أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة: لمعرفة أشهر 10 عوامل

في إحدى عيادات الباطنة، تُعَبِر سيدة عن معاناتها قائلة: “أنا امرأة متزوجة، في ربيع أربعينياتي، أم لطفلين، وقد تم تشخيصي منذ نحو خمس سنوات بجرثومة المعدة، لقد تناولت كل ما يمكن أن يخطر على البال من المضادات الحيوية، حيث بلغت الجرعات حوالي 8 في المجموع.

ومع ذلك، يستمر مستوى اليوريا في الارتفاع في كل مرة أعود فيها لإجراء فحص التنفس للكشف عن الجرثومة، ولا أفهم ما هي أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة التي تؤرقني؟، إن تأثير هذا الأمر يرافقني في كل لحظة، وقد سئمت من هذه المعاناة، وفكرت حتى في إمكانية زراعة معدة جديدة!”

لماذا لا تختفي جرثومة المعدة؟ أهم 10 أسباب

قصة هذه السيدة التي ذكرناها ليست استثنائية، فالكثيرون يعانون نفس المشكلة، ويتساءلون عن أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة (H. pylori) رغم المحاولات العديدة للعلاج، وفيما يلي  نستعرض الأسباب الرئيسية وراء هذا التحدي:

  • مقاومة المضادات الحيوية

تُعَدُّ مقاومة المضادات الحيوية أحد أبرز أسباب فشل علاج جرثومة المعدة، فمع الاستخدام المتكرر، وغير المنضبط لهذه الأدوية، قامت البكتيريا بتطوير آليات دفاعية تجعلها بعيدة عن التأثر بالعلاجات المعتادة.

وهذا يعني أن العلاجات التقليدية، التي كانت تُظهر فعالية قد لا تنجح الآن أمام سلالات الجرثومة المقاومة، وفي بعض الحالات، قد تكون الجرثومة قد اكتسبت مقاومة متعددة للأدوية (MDR)، مما يُشير إلى قدرتها على مقاومة أكثر من نوع واحد من المضادات الحيوية المستخدمة في العلاجات المركبة، مما يُعقد عملية القضاء عليها.

لذلك، قد يُوصي الأطباء بإجراء اختبار حساسية للمضادات الحيوية لتحديد الدواء الأنسب، والأكثر فعالية ضد السلالة الموجودة لديك.

  • التأخر في بدء علاج جرثومة المعدة

إن التهاون في علاج جرثومة المعدة، أو التفريط في التعامل مع الأعراض قد يقود إلى تفاقم المشكلات، وتعقيد فرص الشفاء في المستقبل، أو يكون الأساس في أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة.

فهذه الجرثومة، إذا تُركت بلا علاج، قد تؤدي إلى التهاب مزمن في بطانة المعدة (التهاب المعدة المزمن)، مما يزيد إمكانية التعرض لقرحة المعدة، وفي حالات نادرة، قد ترفع من مخاطر الإصابة بسرطان المعدة.

إن الإهمال لا يقتصر فقط على عدم بدء العلاج، بل يتعدى؛ ذلك ليشمل عدم متابعة الحالة بعد العلاج الأولي، مما يتيح للجرثومة فرصًا أكبر للانتشار، والتشبث في الجهاز الهضمي.

  • عدم الالتزام الدقيق بالعلاج

يُعتبر الالتزام الدقيق والمخلص بالخطة العلاجية، التي يضعها الطبيب أمرًا أساسيًا لاستعادة الصحة، والتخلص من جرثومة المعدة.

إذ يتضمن العلاج عادةً مجموعة من الأدوية المتنوعة، مثل المضادات الحيوية، ومثبطات الحموضة، وتستمر فترة العلاج من 10 إلى 14 يومًا. 

من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون هو التوقف عن تناول الأدوية بمجرد الإحساس بتحسن، أو بسبب الآثار الجانبية المزعجة، مثل الغثيان أو الإسهال، أو الطعم المعدني الكريه في الفم.

يُعطي هذا التوقف المبكر الجرثومة فرصة للشفاء وإعادة التكاثر، وقد تصبح السلالة المتبقية أكثر مقاومة للعلاج في المستقبل، لذا، من الضروري إتمام العلاج بالكامل، حتى في حال شعورك بتحسن كامل، لضمان القضاء التام على هذه البكتيريا المزعجة.

  • التشخيص الخاطئ أو غير الدقيق

في بعض الأحيان، قد تكون النتيجة الأولية لتشخيص جرثومة المعدة غير صحيحة، أو قد تشير الأعراض إلى مشكلة أخرى لا علاقة لها بـ H. pylori، مما يؤدي إلى علاج غير مجد يحيد عن المشكلة الحقيقية. لذا، من الضروري التأكد من صحة التشخيص من خلال إجراء اختبارات دقيقة، مثل اختبار التنفس باليوريا، أو اختبار مستضد البراز، أو القيام بالتنظير مع أخذ خزعة لضمان الوصول إلى الحقيقة.

  • وجود مشكلات صحية

توجد بعض الحالات الطبية الأخرى التي قد تكون أحد أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة، مثل:

  • صعوبات في امتصاص المواد الغذائية عبر الأمعاء.
  • الاضطرابات المناعية الذاتية التي تهاجم جسم الإنسان.
  • تناول أدوية معينة قد تتداخل مع العلاجات المخصصة لجرثومة المعدة.

أسباب أخرى

بالإضافة إلى أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة الرئيسية، هناك عوامل فسيولوجية خاصة بالمريض، يُمكن أن تُؤثر في فعالية العلاج، تتمثل في:

  1. درجة حموضة المعدة PH: يُعتبر مستوى حموضة المعدة (pH) من العناصر الأساسية التي تحدد فعالية بعض المضادات الحيوية. فإذا كانت الحموضة مرتفعة بشكل مفرط، فقد تفقد الأدوية فعاليتها، وتصبح عاجزة عن أداء دورها، ومن الجدير بالذكر أن هذا المستوى يتأثر بشكل ملحوظ بالتركيب الجيني للفرد، مما يضيف بُعدًا جديد لفهم كيفية استجابة الجسم للعلاج.
  2. الحمل البكتيري: يتأثر مستوى صعوبة القضاء على الجرثومة في المعدة بكمية وجودها عند بدء العلاج، وهذا يعني أنه كلما زادت أعداد البكتيريا، تصبح المعركة ضدها أكثر شراسة وتعقيدًا.
  3. آفات الغشاء المخاطي للمعدة: تُعد من أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة، إذ يمكن أن تؤدي الالتهابات الحادة، أو القرح العميقة في بطانة المعدة إلى عرقلة فعالية وصول المضادات الحيوية إلى كافة بؤر العدوى، مما يعيق عملية الشفاء، ويزيد تعقيد الحالة الصحية.
  4. تعدد الأشكال الجينية للمريض: تُعَدّ بعض الفروقات الجينية الفريدة بين الأفراد من المرضى عوامل حاسمة تؤثر في كيفية تعامل أجسامهم مع الأدوية، واستجابتهم للعلاجات، وهذا الأمر قد يُؤدي إلى أن تكون بعض الأدوية أقل فعالية بالنسبة لهم، مما يعكس التنوع البيولوجي، الذي يميز كل شخص.
  5. اتباع نمط حياة غير صحي: إن عناصر، مثل التدخين، والإفراط في شرب الكحول، والإجهاد المستمر، وسوء التغذية يمكن أن تترك آثارًا سلبية عميقة على صحة الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى خفض فعالية العلاج، وزيادة تفاقم الأعراض.

متى يجب عليك زيارة الطبيب؟

يُعتبر استشارة الطبيب أمرًا حيويًا في الحالات التالية:

  • إذا كنت تواجه أعراضًا مستمرة،  أو متزايدة، مثل آلام حادة في البطن، والغثيان، والقيء، والانتفاخ، أو فقدان الوزن دون سبب واضح.
  • عندما تظهر عليك أعراض جديدة أو حادة، كوجود قيء مدمى، أو براز أسود يشبه القطران، مما قد يدل على وجود نزيف داخلي.
  • إذا شُخِّصْت بجرثومة المعدة وبدأت العلاج، ولكن لم تُلاحظ تحسنًا بعد انتهاء دورة العلاج، أو عادت الأعراض بعد فترة قصيرة.
  • لتأكيد الفحص بعد العلاج، لضمان القضاء الكامل على البكتيريا.
  • في حالة وجود تاريخ عائلي للقرحة أو سرطان المعدة، قد تحتاج إلى إجراء فحوصات دورية.

6 نصائح ضرورية أثناء علاج جرثومة المعدة

لتحقيق أقصى استفادة من العلاج وزيادة فرص الشفاء، يُنصح باتباع هذه الإرشادات القيمة، التي تساهم في التغلب على أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة:

  1. الالتزام الدقيق بالجرعات والمواعيد: احرص على تناول جميع الأدوية، التي وصفها لك الطبيب وفق الجرعات المحددة، وفي الأوقات الموصى بها، ولا تتردد في مواصلة العلاج حتى وإن شعرت بتحسن قبل انقضاء المدة المقررة.
  2. تجنب العوامل المهيجة: قلل من تناول الأطعمة الحارة، الدهنية، المقلية، والمشروبات الغازية والكافيين، إذ يمكن أن تؤدي هذه الأطعمة إلى تفاقم تهيج المعدة.
  3. الابتعاد عن التدخين والكحول: فكلاهما له تأثيرات سلبية على بطانة المعدة، ويقلل من فعالية العلاج.
  4. إدارة التوتر: التوتر والقلق يمكن أن يفاقم من أعراض الجهاز الهضمي، لذا، حاول ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل اليوغا، التأمل، أو تمارين التنفس.
  5. النظافة الشخصية: اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون بانتظام، خاصة قبل تناول الطعام، وبعد استخدام المرحاض، لتفادي إعادة العدوى.
  6. الاستشارة المستمرة مع الطبيب: لا تتردد في التواصل مع طبيبك إذا واجهت أي آثار جانبية خطيرة، أو كانت لديك أية استفسارات حول العلاج.

ما هي علامات الشفاء من جرثومة المعدة؟

الشفاء من جرثومة المعدة لا يقتصر على زوال الأعراض فحسب، بل يتطلب أيضًا القضاء الكامل على البكتيريا من الجسم، هذه العلامات تنفي أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة، وتؤكد نجاح العلاج:

  • زوال الأعراض: بعد انقضاء فترة العلاج، ينبغي أن تلمس تحسنًا ملحوظًا أو حتى اختفاءً تام للأعراض التي كنت تعاني منها، مثل آلام المعدة، الانتفاخ، الشعور بالغثيان، والحرقة التي كانت تُثقل كاهلك.
  • نتائج فحص جرثومة المعدة سلبية: تعتبر نتائج الفحص التأكيدي السلبية من أبرز العلامات الدالة على الشفاء، إذ تشكل قمة الدقة والموثوقية، كما أنها دليل قاطع على تجاوز أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة.

وذاك، عقب انقضاء فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع من انتهاء العلاج، ولا بد من التوقف عن تناول مثبطات مضخة البروتون (PPIs) لمدة أسبوعين على الأقل، يجب الخضوع لأحد الاختبارات التالية لضمان خلو الجسم من البكتيريا:

  • اختبار التنفس باليوريا (Urea Breath Test): الذي يعد الأكثر شيوعًا وموثوقية.
  • اختبار مستضد البراز (Stool Antigen Test): والذي يكشف عن وجود البكتيريا في عينة البراز.
  • التنظير مع أخذ خزعة: وفي بعض الحالات، خصوصًا في حال وجود قرحة، أو الشك في مشاكل صحية أخرى.

إذا أسفرت نتائج هذه الاختبارات عن سلبية، فإن ذلك يعد بمثابة تأكيد قاطع على نجاح العلاج، والتخلص من جرثومة المعدة.

  • تحسن الصحة العامة: إحساسك بانتعاش شامل في مستوى الطاقة وزيادة الشهيّة، وعودة رتابة حياتك اليومية بعيدًا عن هواجس أعراض الجهاز الهضمي.

ومن الجدير بالذكر؛ أن الأعراض قد تشهد تحسنًا حتى في حال عدم القضاء التام على البكتيريا، لذا فإن الفحص التأكيدي يُعَد الخطوة الحاسمة لإثبات الشفاء الحقيقي.

الخلاصة

يمكن أن يكون الشفاء من جرثومة المعدة ممكنًا وناجحًا في أغلب الحالات، ولكن قد يكون الفشل في العلاج مصدر إحباط كبير، إن فهم أسباب عدم الشفاء من جرثومة المعدة، مثل مقاومة المضادات الحيوية، والافتقار إلى الالتزام بالعلاج، يُعتبر الخطوة الأولى للانتصار على هذه المشكلة.

من خلال التعاون مع طبيبك، والتمسك بالتوجيهات الطبية، وتعديل بعض العادات السلوكية، يمكنك التغلب على هذه العدوى واستعادة عافية جهازك الهضمي.

المصادر

اذهب إلى الأعلى