الكشف المبكر عن سرطان الثدي: دليلك الشامل لزيادة فرص الشفاء إلى 98%

تشخيص سرطان الثدي في مراحله المبكرة قد يكون تحديًا، حيث أن الأعراض الملحوظة عادةً ما تتأخر في الظهور، وتختلف من شخص لآخر، لكن الخبر السار؛ هو أن مفتاح النجاة لا يعتمد فقط على الفحوصات، بل يبدأ بقرارك الواعي.

سواء كنت امرأة أو رجلًا (نعم، الرجال أيضًا معرضون للإصابة)، من المهم أن تتعرف على ثدييك، وتراقب أي تغييرات تحدث لهما لضمان الحصول على العلاج في الوقت المناسب، تابع معنا لتتعرف على طُرق الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ومتى يجب زيارة الطبيب فورًا؟

أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي

يُعتبر الكشف المبكر عن سرطان الثدي حجر الزاوية في تعزيز نتائج العلاج، وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة، إليك بعض جوانب أهميته:

  • تحسين التشخيص: يتيح الكشف المبكر للسرطان التوصل إلى تشخيص أدق، حيث غالبًا ما يعني عدم انتشار المرض، مما يسهم في رفع فرص نجاح العلاجات المتاحة.
  • خيارات علاجية أكثر: يمهد الكشف المبكر الطريق لتوسيع خيارات العلاج، بما في ذلك الإجراءات الأقل تدخلاً، مما يمكن أن يؤدي إلى خطط علاجية أكثر تخصيصًا، وفاعلية لمواجهة سرطان الثدي.
  • تقليل شدة العلاج: يمكن أن تكون جلسات العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أقل قسوة، مما يساهم في تقليل الآثار الجانبية، ويحسن من جودة الحياة للمرضى.
  • انخفاض خطر النقائل: يساهم الكشف المبكر عن سرطان الثدي في الحد من خطر انتشار المرض، مما يعقد العلاج أحيانًا ويؤثر سلبًا على معدلات البقاء.
  • زيادة معدلات النجاة: يتسم السرطان في مراحله المبكرة بمعدلات نجاة أعلى بشكل ملحوظ، خاصةً مقارنة بالمراحل المتقدمة، كما أن الفحوصات الدورية لأعراض سرطان الثدي تعزز من فرص التشخيص المبكر وتحقق نتائج أفضل.

أدواتك الـ 3 في الكشف المبكر عن سرطان الثدي

عادةً ما يتضمن الفحص الكشف عن سرطان الثدي قبل أن تظهر أي علامات أو أعراض، ورغم أن الفحص لا يمنع الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنه يمكن أن يسهم في اكتشافه مبكرًا، مما يتيح الفرصة لعلاجه في مراحله الأولى.

لذا، يُنصح بالتشاور مع طبيبكِ حول الفحوصات المناسبة وموعد إجرائها، تشمل الفحوصات عادةً ما يلي:

  • الفحص الذاتي الشهري: فحص سرطان الثدى فى المنزل

عودي نفسكِ على القيام بفحص ذاتي للثدي شهريًا، إن الشعور بتكتلات في أنسجة الثدي السليمة يعتبر أمرًا طبيعيًا، ولكن الفحص الذاتي يساعدكِ على متابعة أي تغييرات جديدة، إذ تُكتشف نسبة كبيرة من حالات سرطان الثدي من قِبل النساء خلال الفحص الذاتي.

هذا الفحص يُمكنكِ من التعرف على شكل ثدييكِ وملمسهما، مما يمكّنكِ من اكتشاف أي تغيير بسرعة وإبلاغ طبيبكِ، إليكِ بعض النصائح المفيدة في الكشف المبكر عن سرطان الثدي في المنزل:

  • أثناء الاستحمام، استخدمي أطراف أصابعكِ لفحص الثدي والمناطق المحيطة به بحثًا عن كتل أو عقد.
  • قفي أمام المرآة وافحصي ثدييكِ بعد رفع ذراعيكِ إلى جانبيكِ، بحثًا عن أي تغييرات أو تشوهات.
  • كرري الفحص مع رفع ذراعيكِ، مع الانتباه لأي تورم، أو تغيرات أخرى في الحلمات.
  • استلقي الآن واستخدمي أطراف أصابعكِ للضغط بلطف وثبات على الحلمتين، وتحققي من وجود أي إفرازات أو كتل.
  • الفحص السريري: متى يجب زيارة الطبيب لفحص الثدى؟

يقوم طبيب مُدرّب بإجراء فحص سريري دقيق قادر على كشف أي خلل، أو إشارات مبكرة تدل على وجود سرطان الثدي، خلال هذا الفحص، يفحص الطبيب الثديين بعناية بحثًا عن أي تباينات في الحجم أو الشكل، مُراقبًا الجلد عن كثب بحثًا عن علامات غير مألوفة مثل الطفح الجلدي، كما يتفحص الحلمات بدقة بحثًا عن أي إفرازات قد تظهر.

بعد ذلك، يخضع الثديان والمناطق المحيطة لهما لفحص شامل للكشف عن أي كتل أو نمو غير طبيعي، بالإضافة إلى ذلك، يتم فحص الغدد الليمفاوية القريبة من الثدي للتحقق من أي تضخم، أو تغيرات قد تستدعي القلق.

ينبغي على المرأة أن تخضع لفحص سريري للثدي على يد طبيب متخصص، ومؤهل كل ثلاث سنوات كحد أدنى، ابتداءً من بلوغها الخامسة والعشرين، بينما يصبح هذا الفحص سنويًا بعد تجاوز الأربعين عامًا.

  • الكشف المبكر عن سرطان الثدى بالماموغرام: تصوير الثدي بالأشعة السينية

سرطان الثدي يُعتبر مشكلة خطيرة، لكن اكتشافه مبكرًا يمكن أن يُحسن النتائج بشكل كبير، وقد يكون القيام بفحص سرطان الثدي بالماموغرام له تأثير إيجابي على حياتكِ، أو على الأقل يتيح لك الشعور بالاطمئنان عندما تعرفين أن الأمور تسير بشكل جيد.

إذ يعد التصوير الشعاعي للثدي (الماموغرام) وسيلة هامة للكشف عن سرطان الثدي، إذ يعتمد هذا الاختبار على استخدام الأشعة السينية منخفضة الطاقة لفحص الثديين بحثًا عن أية تشوهات، ويعد أداة حاسمة للكشف المبكر عن المرض قبل ظهور الأعراض.

كما يُفضل إجراء هذا النوع من التصوير للنساء فوق سن الأربعين، وقد يُوصي الطبيب بالبدء فيه في وقت مبكر بناءً على عوامل الخطر الفردية، يتضمن الفحص وضع الثديين بين لوحين، وضغطهما للحصول على صورة واضحة، على الرغم من أن بعض النساء قد يشعرن بعدم الراحة أثناء الإجراء، إلا أنه يتميز بسرعة تنفيذه، وكونه غير مؤلم بشكل عام.

يساعد التصوير الشعاعي المنتظم للثدي في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، مما يزيد من فرص الشفاء، كما يمكنه اكتشاف الأورام الصغيرة، أو التكلسات التي قد لا تُلاحظ خلال الفحص الذاتي، لذلك، يُنصح بإجراء التصوير كل سنة إلى سنتين وفقًا لتوصيات الطبيب.

  • فحوصات أخرى

تتمثل فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الثدي الأخرى في:

  • فحص الموجات فوق الصوتية

يعتبر فحص الموجات فوق الصوتية إجراءً إضافيًا للنساء اللاتي لديهن ثدي كثيف جدًا، حيث يصعب على تصوير الثدي بالأشعة السينية اكتشاف أي تشوهات صغيرة، يتيح هذا الفحص التمييز بين الكتل الصلبة (التي قد تكون سرطانية)، والأكياس المملوءة بالسوائل (التي غالبًا ما تكون غير سرطانية).

عند استخدامه مع تصوير الثدي بالأشعة السينية والفحص الذاتي، يمكن أن يساعد الطبيب في تحديد الحاجة لفحوصات إضافية مثل الخزعة، ورغم أن فحص الموجات فوق الصوتية قد يكون أقل إيلامًا من تصوير الثدي بالأشعة السينية، فإنه لا ينبغي اعتباره بديلاً عنهما.

تستخدم فحوصات الموجات فوق الصوتية موجات صوتية عالية التردد بدلاً من الأشعة السينية، مما يجعلها آمنة للحوامل والمرضعات، حيث يتم وضع جل على جلد الثدي، ثم يُستخدم مسبار صغير محمول باليد لتمريره عبر الثديين لإنتاج صور دقيقة لداخلهما، عادةً ما تستغرق عملية الفحص ما بين 10 إلى 30 دقيقة.

  • فحص الرنين المغناطيسي

تصوير الثدي باستخدام الرنين المغناطيسي هو إجراء يستخدم غالبًا لتقييم حالات النساء المصابات بسرطان الثدي، يُنصح بعض النساء اللاتي لديهن مخاطر مرتفعة للإصابة بسرطان الثدي، سواء بسبب تاريخ عائلي قوي أو وجود خلل جيني، بإجراء هذا الفحص بالتزامن مع تصوير الثدي بالأشعة السينية سنويًا.

فيما يتعلق بالإجراء، يعتمد التصوير بالرنين المغناطيسي على استخدام موجات الراديو ومغناطيسات قوية للحصول على صور مفصلة للثدي، يتطلب الأمر الاستلقاء على البطن على طاولة مزودة بفتحات مخصصة لثدييك، حيث تُحيط كل فتحة ملف ثدي لجمع الإشارات اللازمة لالتقاط الصور، قد يستغرق الفحص من 30 إلى 45 دقيقة، وقد تلاحظين وجود صوت عالي أثناء الفحص، مما قد يكون مزعجًا إذا كنتِ تعانين من رهاب الأماكن المغلقة.

من الجدير بالذكر؛ أنه لا يُفضل القيام بتصوير الثدي بالرنين المغناطيسي إلا بعد تقييم مدى تعرض المرأة لخطر الإصابة بسرطان الثدي، ولا يُعتبر فحصًا مناسبًا للنساء المعرضات لمخاطر متوسطة.

  • الفحوصات المعملية

تشمل الفحوصات المعملية التي تُستخدم في الكشف المبكر عن سرطان الثدي ما يلي: الفحوصات الجينية، تحليل تعداد الدم الكامل CBC.

الكشف المبكر عن سرطان الثدى من عمر كم؟

تتسائلين متى ينبغي لي أن أبدأ بفحص سرطان الثدي؟، يُعد اختيار التوقيت الملائم من أبرز العوامل التي تعزز من فرص البقاء والنجاة، إذ توصي الجمعية الأمريكية للسرطان بأنه يجب على كل سيدة تبلغ من العمر 45 عامًا أو أكثر أن تخضع سنويًا لتصوير الثدي بالأشعة السينية، للكشف عن أي إشارات قد تشير إلى وجود سرطان الثدي.

أما بالنسبة للسيدات اللاتي يُعتبرن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، فيجب عليهن الشروع في الفحوصات بموجب خطة يضعها الطبيب، وقد تبدأ اعتبارًا من سن الثلاثين، تتضمن عوامل الخطورة العالية التي تزيد من احتمالية الإصابة ما يلي:

​1. عوامل الخطر غير القابلة للتعديل:

  • ​التقدم في العمر.
  • ​الطفرات الجينية الموروثة مثل BRCA1 و BRCA2.
  • ​وجود تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض.
  • ​التاريخ الشخصي للإصابة بسرطان الثدي.
  • ​بدء الدورة الشهرية قبل سن 12 عامًا، أو انقطاع الطمث بعد سن 55 عامًا.

​2. عوامل نمط الحياة (القابلة للتعديل جزئيًا):

  • ​قلة النشاط البدني وزيادة الوزن أو السمنة.
  • ​استهلاك الكحول بشكل مفرط.
  • ​عدم الإنجاب على الإطلاق، أو الولادة لأول مرة بعد سن 35.

أبرز 5 أعراض وعلامات قد تستدعي زيارة الطبيب فورًا

على الرغم من أن الغاية من الكشف المبكر تتمثل في اكتشاف المرض قبل أن يبسط ظلاله، فإنه يتوجب عليكِ أن تكوني يقظة لأي تغييرات غير معتادة قد تطرأ على ثدييكِ، فبعض الأعراض تستدعي التوجه إلى الطبيب دون أي إبطاء.

لا تعكس هذه الأعراض بالضرورة وجود السرطان، لكنها تستدعي تقييمًا طبيًا دقيقًا، ومن أبرز العلامات التي ينبغي مراقبتها هي:

  1. كتلة جديدة أو تضخم: الإحساس بوجود كتلة في الثدي، أو تصلب أو تحت الإبط، حتى وإن كانت هذه الحالة خالية من الألم.  
  2. تغير في شكل أو حجم الثدي: ملاحظة أي تورم أو انكماش غير مبرر في جزء من الثدي أو في كامل الثدي.  
  3. تغيرات الجلد: احمرار أو حرارة أو حكة غير مفسرة في جلد الثدي، أو ظهور جلد يشبه قشر البرتقال (تنقير أو تغضن)، أو تَقَشُّر أو تساقط جلد منطقة الحلمة أو الثدي.  
  4. تغيرات الحلمة: انقلاب الحلمة إلى الداخل (انكماش الحلمة) بشكل حديث، أو خروج إفرازات غير الحليب من الحلمة، خصوصًا إذا كانت دموية، أو تخرج من ثدي واحد فقط، أو عند الشعور بألم أو تقرح في الحلمة يستمر دون زوال.  
  5. ألم مستمر: الإحساس بآلام في منطقة الثدي، أو الحلمة لا تنقضي بعد انتهاء الدورة الشهرية.

الكشف المبكر عن سرطان الثدي مجاناً الرياض

لا يوجد أي مبرر لتأخير الكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث تدرك الجهات الصحية في المنطقة تمامًا أهمية الكشف المبكر، ومن هنا تأتي مبادرات المملكة العربية السعودية، ممثلة في وزارة الصحة والجمعيات الخيرية، التي تطلق حملات دورية مستمرة لتوفير الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالمجان في الرياض وباقي المدن.

إن هذه المبادرات متاحة غالبًا للسيدات في الفئة العمرية المستهدفة، لذا يُوصى بالتحقق من إعلانات وزارة الصحة، أو زيارة أقرب مستشفى، أو مركز رعاية أولية في منطقتك للحجز، والاستفادة من هذه الخدمة التي قد تنقذ حياة الكثيرات.

الخلاصة

يعتبر الكشف المبكر عن سرطان الثدي أكثر من مجرد إجراء روتيني؛ إنه استثمار حقيقي في صحتك وحياتك، تذكري دومًا أن أدوات الكشف الثلاثة: الفحص الذاتي، الفحص السريري، والماموجرام، تشكل درعك الحصين في مواجهة هذا المرض.

لا تؤخري زيارة الطبيب، ولا تهملي فحص نفسك شهريًا، وتحدثي مع طبيبك اليوم لوضع خطة فحص ملائمة لسنك وعوامل الخطورة الخاصة بكِ، واعملي على جعل الوعي الصحي نمطاً لحياتك اليومية.

المصادر

اذهب إلى الأعلى