الكوليسترول: دليلك الشامل من الأسباب والأعراض حتى التخلص منه
هل تساءلت يومًا عن أهمية الكوليسترول بالنسبة للقلب والأوعية الدموية؟ رغم وظيفته الهامة داخل الجسم، إلا أن زيادة مستوياته على المعدل الطبيعي، يُمكن أن تتسبب في مُضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة، إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع ومتابعتها بانتظام.
وفي هذا المقال سوف تُقدم مختبرات دلتا الطبية، دليل شامل يُساعدكم في تجنب أي مُضاعفات تُهدد الصحة العامة، وذلك من خلال التعرف على ماهية الكوليسترول وأنواعه، وأسباب ارتفاعه علامات الخطورة، وكيفية تشخيصها، وطرق التعامل معها من خلال المشروبات والأطعمة وسُبل العلاج المُختلفة.
ما هو الكوليسترول؟
يُعرف الكوليسترول (Cholesterol) بأنه مادة شمعية تُشبه الدهون (غير قابلة للذوبان)، وتتواجد بشكل طبيعي في جميع أنحاء الجسم، ويقوم الكبد، إلى جانب الأمعاء والجلد، بإنتاج معظم احتياجات الجسم من الكولسترول، بينما يمكن أن يُساهم النظام الغذائي في رفع مستوياته بنسبة قد تصل إلى 40 إلى 50% فوق المعدل الأساسي.
وينتقل الكولسترول في مجرى الدم من خلال ارتباطه بجزيئات خاصة تُعرف باسم البروتينات الدهنية (Lipoproteins)، والتي تُمكّنه من الوصول إلى الأنسجة المختلفة لأداء وظائفه الحيوية.
ويُعد الكوليسترول سلاحًا ذو حدين، حيث أن زيادة مستوياته تتسبب في مشاكل صحية بالغة، على الرغم من دوره الهام في جسم الإنسان والذي يتمثل في الآتي:
- بناء جدران الخلايا: يُساهم في تكوين أغشية الخلايا، والحفاظ على نفاذيتها وليونتها، ويتواجد في خلايا (المخ، والأعصاب، والعضلات، والجلد، والكبد، والأمعاء، والقلب).
- إنتاج الأحماض الصفراوية: يلعب دورًا أساسيًا في تصنيع الأحماض الصفراوية، التي تساعد على هضم وامتصاص الدهون في الأمعاء.
- تصنيع فيتامين (د): يشارك في إنتاج فيتامين د، عند تعرض الجلد لأشعة الشمس، وهو عنصر مهم لصحة العظام والمناعة.
- إنتاج الهرمونات: يدخل في تكوين عدد من الهرمونات الأساسية، التي تنظم وظائف الجسم المختلفة، مثل: (هرمونات الغدة الكظرية والهرمونات الجنسية).
-
أنواع الكوليسترول
ينقسم Cholesterol إلى عدة أنواع، يلعب كلاً منهما دورًا هامًا في الجسم، وعلى الرغم من أهميته، إلا ان هُناك بعض الانواع التي يجب مُتابعتها بشكل منتظم، حيث أن ارتفاعها يُعد علامة إنذار للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفيما يلي سوف نتعرف عليها بشكل تفصيلي:
1. البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)
يُعرف هذا النوع باسم الكوليسترول الجيد نظرًا لدوره الوقائي في الجسم؛ حيث يعمل على جمع الكمية الزائد منه من مجرى الدم، ونقله إلى الكبد حيث يتم التخلص منه بطريقة آمنة.
وتساعد هذه العملية في الحد من تراكم الدهون الضارة داخل الشرايين والأنسجة؛ مما يُقلل من خطر الإصابة بالجلطات، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
2. البروتين الدهني متوسط الكثافة (IDL)
يُعد هذا النوع مرحلة انتقالية بين البروتين الدهني شديد الانخفاض في الكثافة (VLDL) والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، وتتمثل وظيفته الأساسية في نقل الدهون من الكبد إلى خلايا الجسم لاستخدامها كمصدر للطاقة أو لتكوين أغشية الخلايا، ويساهم هذا الدور في منع بقاء الدهون لفترات طويلة في مجرى الدم، وبالتالي يقلل من فرص تحولها إلى كوليسترول ضار.
3. البروتين الدهني شديد الانخفاض في الكثافة (VLDL)
ينتج الكبد هذا النوع بشكل طبيعي بهدف نقل الدهون الثلاثية، وهي أحد أشكال الدهون التي يستخدمها الجسم كمصدر للطاقة، ومع مرور الوقت، يفقد البروتين الدهني شديد الانخفاض جزءًا من الدهون التي يحملها، ليتحول تدريجيًا إلى البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، الذي قد يشكل خطرًا صحيًا إذا ارتفعت مستوياته.
4. البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)
يُعرف باسم الكوليسترول الضار، ويرتبط ارتفاعه في الدم بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، فعند تراكمه على جدران الأوعية الدموية، يتسبب في إعاق تدفق الدم؛ مما قد يؤدي إلى حدوث انسدادات خطيرة تُسبب الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية.
5. الكوليسترول الكلي (Total cholesterol)
هو المجموع الكلي لجميع الأنواع السابقة، ويشمل (البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL، البروتين الدهني عالي الكثافة HDL، والبروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا VLDL).
ويُساعد فهم الفروق بين أنواع البروتينات الدهنية، على تفسير نتائج تحاليل Cholesterol بدقة؛ مما يُساعد في اتخاذ القرارات الطبية السليمة، خاصةً لمن يمتلكون عوامل خطر، مثل:
- مرضى القلب والأوعية الدموية.
- الأشخاص ذوو التاريخ العائلي لأمراض القلب والأوعية الدموية: حيث تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في زيادة احتمالية الإصابة.
- مرضى ارتفاع ضغط الدم: لأن الجمع بين ارتفاع الضغط والكولسترول يزيد من عبء العمل على القلب، ويضاعف المخاطر.
- الأشخاص المصابون بالسمنة: تُعد زيادة الوزن أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع مستويات الدهون الضارة في الدم.
- المدخنون: يُسهم التدخين في خفض مستويات HDL، وزيادة ترسب الدهون في الشرايين.
- النساء بعد سن اليأس: نتيجة انخفاض مستوى هرمون الإستروجين، الذي كان يلعب دورًا في حماية القلب والشرايين.
أسباب ارتفاع الكوليسترول
يُولي الأطباء اهتمامًا خاصًا بمستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، المعروف باسم الكوليسترول الضار، نظرًا لتأثيره المباشر على صحة القلب والأوعية الدموية.
وعند ارتفاع مستوياته في الدم، تبدأ الدهون فى التراكم على جدران الشرايين؛ مما يؤدي إلى فقدانها مرونتها الطبيعية، وزيادة صلابتها، ومع مرور الوقت، قد تتعرض هذه الشرايين للانسداد الجزئي أو الكامل؛ وهو الأمر الذي يُعيق تدفق الدم إلى أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة؛ مما يرفع من احتمالية الإصابة بالجلطات الدموية أو السكتات الدماغية.
ويُعد التعرف على الأسباب المؤدية لارتفاع مستوياته أمرًا بالغ الأهمية، حيث يُساهم ذلك في الوقاية من المضاعفات المرتبطة به، من خلال تجنب العوامل المُسببة، والتي تتمثل في الآتي:
- انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد (HDL): يرتبط بعلاقة عكسية مع النوع الضار، حيث أن نقص مستوياته؛ يتسبب في زيادة مستويات LDL ؛ مما يُساعد على تراكمه في جدران الأوعية الدموية، والتي ينتج عنها خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
- العوامل الوراثية: قد يرث بعض الأفراد صفات جينية تجعل أجسامهم تنتج كميات مرتفعة من الكولسترول الضار (LDL)، حتى مع الالتزام بنظام غذائي صحي ونمط حياة متوازن، وهو ما يزيد من احتمالية تراكمه في الدم والشرايين.
- النظام الغذائي غير الصحي: الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة، أو الأغذية عالية السكريات، يؤدي إلى زيادة مستويات LDL؛ مما يؤثر سلبًا على عملية استقلاب الدهون داخل الجسم.
- زيادة الوزن والسمنة: تُحفز الجسم على إنتاج المزيد من الكولسترول الضار، كما يزيد من فرص ترسبه داخل الأوعية الدموية؛ مما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب.
- قلة النشاط البدني: غياب التمارين الرياضية، يُقلل من قدرة الجسم على رفع مستوى (HDL)، ويؤثر على معدل الأيض؛ مما ينعكس سلبًا على التوازن الصحي للدهون في الدم.
- التدخين: يُلحق الضرر بجدران الأوعية الدموية، ويزيد الالتهابات الداخلية، ويضعف آلية تنظيم الدهون في الجسم؛ مما يُسهّل تراكم LDL، ويزيد من احتمالية تصلب الشرايين.
- العمر والجنس: مع التقدم في العمر يزداد خطر ارتفاع البروتينات الدهنية، وتكون النسبة أعلى لدى الرجال في سن مُبكرة؛ بينما يرتفع الخطر لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
- بعض أنواع الأدوية: بعض الأدوية مثل: (أدوية ارتفاع ضغط الدم، أو الكورتيكوستيرويدات)، وقد تؤدي إلى زيادة مستويات الكولسترول؛ مما يستدعي المتابعة الطبية الدقيقة عند استخدامها.
- أمراض وحالات صحية مزمنة: بعض المشكلات الصحية مثل: (مرض السكري، واضطرابات الغدة الدرقية، وأمراض الكبد أو الكلى)، قد تؤثر على آلية تعامل الجسم مع الدهون؛ وتؤدي إلى زيادة مستويات LDL.
أعراض ارتفاع الكوليسترول
في المراحل المبكرة، لا يتسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول في ظهور أعراض واضحة؛ مما يجعله من الأمراض الصامتة التي يصعب اكتشافها دون إجراء الفحوصات الطبية، وفي المرحلة التي تسبق الفحوصات يستمر ارتفاع مستوياته، وتراكمه في جدران الأوعية الدموية؛ مما يتسبب في ظهور بعض الأعراض؛ نتيجة تأثر تدفق الدم ووصول الأكسجين إلى الأعضاء، والتي قد ينتج عنه بعض الأعراض:
- الم في الصدر وثقل.
- تغير لون الجلد وتحوله إلى الأصفر.
- ضيق وصعوبة في التنفس.
- دوخة أو صداع مُتكرر بسبب ضعف تدفق الدم إلى الدماغ.
- تنميل أو برودة في الأطراف؛ نتيجة ضعف وصول الدم.
- ترُسبات دهنية على الجفون، أو حول العين (اللويحات الصفراء).
وقد تتشابه هذه الأعراض مع أعراض أمراض أخرى، مثل: (أمراض الرئة أو مشكلات الجهاز الهضمي)؛ مما قد يؤدي أحيانًا إلى صعوبة التشخيص المبكر.
أعراض ارتفاع الكوليسترول عند النساء
لا تختلف الأعراض باختلاف النوع، سواء كان الارتفاع في مستويات (LDL)، أو في الدهون الثلاثية أو حتى انخفاض البروتين النافع (HDL)، إذ أن جميع هذه الحالات تؤدي في النهاية إلى نفس النتيجة وهي تراكم الدهون على جدران الشرايين.
تحليل الكوليسترول: متى يُعد مُرتفعًا؟
هو إجراء طبي يُعرف طبيًا باسم Lipid Profile، ويوصى بها الأطباء حيث يُساعد على إلقاء نظرة شاملة على مكونات الدهون في الجسم، وتنقسم إلى فحوصات حديثة، وأخرى تقليدية، تتمثل في:
-
التحاليل التقليدية:
- تحليل الكوليسترول الكلي (Total Cholesterol)
- تحليل الدهون عالية الكثافة (HDL).
- تحليل الدهون منخفضة الكثافة (LDL).
تحليل الدهون الثلاثية (Triglycerides).
-
التحاليل الحديثة
ظهرت تقنيات حديثة أكثر دقة تُساهم في الكشف المبكر عن مستويات الكوليسترول والتنبؤ بارتفاعها قبل تفاقم المشكلة، مما يُتيح التدخل في الوقت المناسب؛ ومن أبرز هذه التقنيات:
- تحليل الكوليسترول الضار المباشر (LDL-C): يُعد هذا الفحص خطوة تشخيصية أولية، تُجرى في حالات معينة، بهدف تقييم حالة القلب وسلامة الأوعية الدموية، ويوفر قياسًا أدق مستوى LDL في الدم.
- قياس البروتين الشحمي (Apolipoprotein B – ApoB): يُعتبر من الفحوصات الطبية المتقدمة التي تُمكّن من قياس مستويات الكولسترول الضار في الدم بدقة، حيث يوفر تقييمًا شاملًا، يشمل عدد جزيئات الـ LDL وحجمها وكميتها؛ مما يمنح صورة أوضح عن مخاطر تراكمها في الأوعية الدموية.
- تحليل الرنين المغناطيسي النووي NMR: يُوفر هذا التحليل تقييمًا مُتكاملًا لمخاطر LDL، من خلال تحديد حجم جزيئاته لمعرفة ما إذا كانت كبيرة أو صغيرة، حيث أن الجزيئات الصغيرة تُعد أكثر خطورة لقدرتها على اختراق جدران الأوعية الدموية، بالإضافةً إلى قياس عدد هذه الجزيئات بدقة، ومقدار الكوليسترول الموجود داخل كل منها، وهو ما يُشبه القياس في التحاليل التقليدية.
الجدير بالذكر؛ توفر مختبرات دلتا الطبية إمكانية إجراء هذا التحليل من خلال الفروع المتواجدة في جميع أنحاء المملكة، والتي يبلغ عددها 55 فرع، ولمزيد من التفاصيل يمكنكم التواصل مع خدمة العملاء عبر رقم الجوال التالي: (920022723).
متى يعتبر الكوليسترول مرتفعًا؟
يختلف الحد الفاصل بين المستوى الطبيعي والمرتفع للكولسترول من شخص لآخر، تبعًا للعمر والجنس والحالة الصحية العامة، إلا أن هُناك معايير طبية مُعتمدة، تُستخدم لتحديد ما إذا كانت النسب المُكتشفة في الفحوصات تُشير إلى ارتفاع يستدعي التدخل.
ويُساعد فهم هذه المعايير على الكشف المُبكر للمشكلة، واتخاذ الخطوات اللازمة، للسيطرة عليها قبل أن تتطور إلى مضاعفات خطيرة على القلب والأوعية الدموية، وفيما يلي سوف نتعرف على المستويات المرتفعة:
- الكوليسترول الضار (LDL)
- المعدل الطبيعي: أقل من 100 ملغ/ديسيلتر.
- في حالة الإصابة بمرض الشريان التاجي: يُفضل أن يكون أقل من 70 ملغ/ديسيلتر.
- فئة الخطر: بين 130 و159 ملغ/ديسيلتر.
- مرتفع: 160 ملغ/ديسيلتر أو أكثر.
- مرتفع جدًا: 190 ملغ/ديسيلتر أو أكثر.
- الكوليسترول النافع (HDL)
- المعدل المثالي: أكثر من 60 ملغ/ديسيلتر.
- القيم المقبولة: 50 ملغ/ديسيلتر أو أكثر للنساء، و40 ملغ/ديسيلتر أو أكثر للرجال.
- منخفض: أقل من 50 ملغ/ديسيلتر للنساء، وأقل من 40 ملغ/ديسيلتر للرجال.
- الدهون الثلاثية (Triglycerides)
- المعدل الطبيعي: أقل من 149 ملغ/ديسيلتر (ويُفضل أقل من 100 ملغ/ديسيلتر).
- فئة الخطر: بين 150 و199 ملغ/ديسيلتر.
- مرتفعة: 200 ملغ/ديسيلتر أو أكثر.
- مرتفعة جدًا: 500 ملغ/ديسيلتر أو أكثر.
- الكوليسترول الكلي
- النسبة الطبيعية: أقل من 200 ملغ/ديسيلتر (ويُفضل أن تكون فوق 125 ملغ/ديسيلتر).
- فئة الخطر: بين 200 و239 ملغ/ديسيلتر.
- مرتفع: 240 ملغ/ديسيلتر أو أكثر.
- منخفض: أقل من 125 ملغ/ديسيلتر.