الورم الحميد في الثدي: ما هي أعراضه ومتى يحتاج إلى الاستئصال؟ 

يثير الورم الحميد في الثدي، مخاوف وتساؤلات المرضى، على الرغم من أنه لا يُمثل خطورة كبيرة على صحتهم كما يفعل النوع الخبيث، إلا أن بمجرد سماع كلمة “ورم”، يجعلهم يشعرون بحالة من القلق والارتباك.

ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك، حيث تأتي هذه المخاوف نتيجة عدم المعرفة بماهية الورم الحميد، والفرق بينه وبين الخبيث من حيث الأعراض وطرق العلاج، وما مدى خطورته؟ وغيرها من تساؤلات سوف تُجيب عنها مختبرات دلتا الطبية في هذا المقال الشامل.

ما هو الورم الحميد في الثدي؟

عند سماع مصطلح الورم الحميد في الثدي، سرعان ما يتبادر إلى الذهن سرطان الثدي، ولكن لابد أولاً من أن نُشير إلى نقطة هامة قبل التعرف على ماهية الورم، وهي أن ليس كل ورم يعني بالضرورة سرطانًا، حيث أن الأورام تنقسم إلى نوعين وهما:

  • أورام حميدة: وهي غير سرطانية.
  • أورام خبيثة: وهي سرطانية.

ويُعرف ورم الثدي الحميد بأنه نمو غير طبيعي في خلايا وأنسجة الثدي، ولكن لحسن الحظ، أنه يظل محدودًا في مكانه دون أن ينتشر إلى الأنسجة أو الأعضاء المجاورة، ويُطلق عليه مجموعة من الأسماء مثل:

  • الورم الليفي.
  • تكيسات الثدي
  • الورم الغدي الليفي.
  • سرطان الثدي الحميد.
  • كلتة الثدي الحميدة.

ويتميز هذا النوع من الورم في أنه بطيئ النمو، ولا يُشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، ولكن رغم انخفاض معدل الخطورة نحوه، إلا أنه يتطلب المتابعة الطبية المنتظمة للتأكد من ثبات حجمه وطبيعته مع مرور الوقت.

الجدير بالذكر، تُعد النساء أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الثدي بنوعيه الحميد والخبيث، حيث بلغت نسبة الإصابة به وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية خلال عام 2022، 2 مليون و300 ألف سيدة حول العالم.

أنواع سرطان الثدي الحميد 

يستخدم الكثيرون مصطلح سرطان الثدي الحميد، على الرغم من أنه غير صحيًا طبيًا، ولكن الأمر الأهم هو أن هذه الاورام الحميدة تنقسم إلى عدة أقسام بحسب موقعها، كالآتي:

تكيسات الثدي (Breast Cysts)

  • تُعد من أكثر الحالات شيوعًا، إذ تُشكل ما يقارب 25٪ من كتل الثدي.
  • وهي عبارة عن أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل داخل نسيج الثدي.
  • قد تُسبب شعورًا بالألم أو بالامتلاء، خصوصًا قبل الدورة الشهرية.
  • لا تُزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وغالبًا ما تختفي تلقائيًا دون علاج.

 الأورام الليفية الغدية 

  • تُعد أكثر أنواع أورام الثدي الصلبة الحميدة شيوعًا.
  • تظهر عادةً لدى الفتيات والسيدات بين سن 15 و35 عامًا.
  • تتميز بأنها كتل متحركة، ناعمة الملمس وغير مؤلمة في أغلب الأحيان.
  • لا تُشكل خطرًا على الصحة، وغالبًا تزول من تلقاء نفسها مع الوقت.

تغيرات الثدي الكيسية الليفية

  • تنتج بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الدورة الشهرية.
  • تُسبب شعورًا بـ تكتلات أو ألم أو ثقل في الثدي، خاصةً قبل الحيض مباشرة.
  • تُعد أكثر شيوعًا لدى النساء بين 30 و50 عامًا.
  • تزول عادةً من تلقاء نفسها ولا تتطلب علاجًا خاصًا.

فرط التنسج (Hyperplasia)

  • هو نمو زائد في خلايا قنوات الثدي أو الغدد اللبنية، وينقسم إلى نوعين:
    • فرط تنسج طبيعي: لا يحتاج إلى جراحة، لكنه قد يرفع خطر السرطان بشكل طفيف.
    • فرط تنسج غير طبيعي: يُوصى فيه الطبيب عادةً بـ إزالة الأنسجة المصابة جراحيًا، لتقليل احتمالية تطوّره إلى ورم خبيث.

الورم الحليمي داخل القناة 

  • أورام صغيرة تُشبه الثآليل، تتكوّن داخل القنوات اللبنية بالقرب من الحلمة.
  • قد تُسبب إفرازات شفافة أو دموية من الحلمة.
  • تظهر غالبًا لدى السيدات بين 30 و50 عامًا.
  • تزداد خطورة الحالة في حال وُجد أكثر من ورم حليمي واحد، وهنا يُفضل استئصالها جراحيًا لتقليل خطر السرطان.

 توسع القنوات الثديية

  • يُصيب النساء عادةً بعد سن اليأس.
  • ينتج عن تورم أو انسداد القنوات اللبنية تحت الحلمة، مما يؤدي أحيانًا إلى
    • تراجع الحلمة للداخل.
    • أو ظهور إفرازات بسيطة.
  • لا يرتبط بزيادة خطر السرطان، لكن قد يتطلب علاجًا بالمضادات الحيوية إذا حدث التهاب بكتيري.

نخر الدهون 

  • ينشأ نتيجة تلف أنسجة الثدي بسبب إصابة مباشرة، أو جراحة، أو علاج إشعاعي سابق.
  • يتكوّن في مكان الإصابة نسيج ندبي صلب يشبه الورم.
  • لا يُمثل خطرًا ولا يحتاج عادة إلى علاج، ولكن يُنصح بمتابعته طبيًا للتأكد من طبيعته.

تضخم الغدد

  • حالة يحدث فيها تضخم في الفصيصات المسؤولة عن إنتاج الحليب داخل الثدي.
  • قد تظهر على شكل كتلة صغيرة أو تكتلات متعددة عند الفحص.
  • لا تُعد خطيرة، ولكن يُنصح بمراقبتها دوريًا للتأكد من عدم حدوث أي تغيرات في طبيعتها.

ما هو الفرق بين أورام الثدي الحميدة والخبيثة؟

يسود اعتقاد خاطئ بأن سرطان الثدي عادةً ما يكون خبيث، وهذا الاعتقاد يرجع إلى عدم ادراك الفرق بين النوع الحميد والأخر الخبيث، وهو ما سوف نتعرف عليه فيما يلي بشكل تفصيلي:

وجه المقارنة الورم الحميد الورم الخبيث
طبيعة النمو ينمو ببطء سريع النمو
الانتشار لا ينتشر خارج الثدي ينتشر إلى الأعضاء المجاورة
الملمس لين ومتحرك ثابت وصلب
الخطورة عادة لا يُشكل خطورة يُشكل خطورة كبيرة
العلاج يحتاج إلى مراقبة طبية لتحديد حجمه يتطلب التدخل العلاجي حسب نوعه ومرحلته بشكل سريع

وبعد أن تعرفنا على الفروق الأساسية بين الأورام الحميدة والخبيثة، قد يتساءل البعض:كيف أعرف أن كتل الثدي حميدة؟ والجواب على هذا السؤال لا يقل إي أهمية عما سبق، لذا سوف نُجيب عنه فيما يلي بشكل تفصيلي.

أعراض الورم الحميد في الثدي

عادةً ما يتم ملاحظة الورم الحميد في الثدي عند طريق الصدفة، وذلك نظرًا لصغر حجمه، أو صعوبة التفرقة بينه وبين ملمس الثدي الطبيعي، ولكن هُناك مجموعة من العلامات التي تساعدك على أكتشاف العلامات الأولية لسرطان الثدي الحميد:

  • ملاحظة كتلة في أي جزء من الثدي أو تحت الابط.
  • اختلاف حجم ثدي عن الآخر.
  • زيادة سماكة جلد الثدي.
  • ظهور مجموعة من التغيرات في الحلمة مثل: (اللون والشكل والحجم).
  • الشعور بوخز وألم في الثدي عند مكان الكتلة.
  • سهولة تحريك الكتلة وملاحظة ملامسها اللين وشكلها الدائري.

كل هذه الأعراض إذا شعرتي بها فهي علامة مطمئنة، على عدم إصابتك بسرطان الثدي الخبيث، ولكن تُشدد مختبرات دلتا الطبية على ضرورة استشارة الطبيب المختص للتأكد من سلامة هذه العلامات ووضع خطة علاجية لها إذا لزم الأمر.

أكتوبر الوردي.. كيف تقومين بالكشف المبكر عن السرطان؟

يأتي شهر أكتوبر من كل عام، ليذكرنا بأهمية القيام بالفحص الذاتي للثدي، للتعرف على أي أمور غير طبيعية، تتطلب المُتابعة الطبية، للكشف عنها والحد من حدوث مُضاعفات.

وهي حملة عالمية تم إطللاقها عام 2006، تحت شعار أكتوبر الوردي، وتهدف المبادرة إلى تعزيز صحة النساء بمختلف الفئات العمرية بداية من سن البلوغ وحتى التقدم في العمر، حيث أن السرطان بجميع أنواعه لا يقتصر على فئة عمرية محددة.

وفيما يلي تُقدم مختبرات دلتا الطبية دليل شامل للتعرف للقيام بفحص ذاتي للثدي في المنزل، من خلال الخطوات التالية:

  1. الفحص أمام المرآة:
    قفي أمام المرآة وذراعاكِ إلى جانبيك، ثم تفحصي بدقة شكل الثديين، وراقبي إذا كان هناك أي تغيّر في الحجم أو الشكل أو لون الجلد، مثل: (الاحمرار أو التجعيد أو تغير في الحلمة). 
  2. الفحص أثناء رفع الذراعين:
    قومي برفع ذراعيكِ إلى الأعلى، وانظري جيدًا في المرأة على شكل الثديين مرة أخرى، ولاحظي إن كان هناك أي تغيّرات أو إفرازات من الحلمة. 
  3. الفحص أثناء الوقوف أو أثناء الاستحمام:
    نصح بأن تكون البشرة مُبللة، وقومي باستخدام أطراف أصابعك حركيها بحركات دائرية صغيرة على كامل الثدي من الخارج إلى الداخل، مع الضغط الخفيف والمتوسط، حيث تُساعد هذه الطريقة في الكشف عن أي تكتلات أو مناطق مختلفة الملمس. 
  4. الفحص في وضع الاستلقاء:
    استلقي على ظهركِ وضعي وسادة صغيرة تحت الكتف الأيمن عند فحص الثدي الأيمن (والعكس)، استخدمي اليد المقابلة لتحريك الأصابع برفق على الثدي بالكامل، من عظمة الترقوة وحتى أسفل الإبط، للتأكد من عدم وجود أي كتل أو تصلب.

الأسئلة الشائعة عن الورم الحميد في الثدي

على الرغم من أن تشخيص الورم الحميد في الثدي يُعد مصدر أمانًا بعض الشئ لدى المُصابات وأسرهم، إلا أنه لا يزال يثير التساؤلات لديهن بشأن طبيعته وتأثيراته على الصحة الإنجابية، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع أبرز هذه التساؤلات والإجابة عنها فيما يلي:

هل الورم الحميد في الثدي يمنع الحمل؟

  • لم يثبت طبيًا حتى الآن؛ أي تأثيرات للأورام الحميدة في الثدي أنها تمنع الحمل، كما أنها عادةً لا تؤثر على الرضاعة إلا في إذا كان الورم يؤثر على قنوات الحليب.

متى يتم استئصال الورم الحميد في الثدي؟

  • عادةً لا يتم اللجوء إلى عملية استئصال الورم الحميد إلا إذا كان هحجمه كبيرًا او ينمو بشكل سريعًا، حينها قد يقوم الطبيب المختص بإزالته للتأكد من أنه حميدًا وليس خبيثًا.

هل الورم الحميد مؤلم في الثدي؟

  • بنسبة كبيرة قد يكون الورم الحميد مؤلمًا خاصةً إذا كان يضغط على أنسجة الثدي.

هل الورم الحميد في الثدي خطير؟

  • لا يشكل الورم الحميد أي خطورة على عكس النوع الخبيث، ولكن لابد من متابعته بشكل منتظم للتأكد من عدم زيادة حجمه أو نموه.

في الختام؛ تؤكد مختبرات دلتا الطبية على أن الورم الحميد ليس نهاية القصة، بل بداية وعي صحي جديد؛  فكل خطوة نحو الكشف المبكر، تمنحكِ طمأنينة أكبر وثقة بصحتك.

المصادر

اذهب إلى الأعلى