تحليل مكونات الدهون: أيهما أفضل الفحوصات التقليدية أم الحديثة؟
أصبح تحليل مكونات الدهون من التحاليل الطبية الأساسية، التي يلجأ إليها الأطباء في بداية تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تُساعد في إلقاء نظرة شاملة تُساعدهم في تحديد المشكلة الصحية الحالية، أو التنبأ بحدوثها في المستقبل.
ومع تطور الوسائل الطبية والتقنيات الحديثة، اكتشف العلماء أنواعًا جديدة من الفحوصات الدقيقة التي تُقدّم معلومات أعمق عن الدهون في الدم، مُقارنةً بالتحاليل التقليدية المعروفة.
وفي هذا المقال سوف نتعرف على مكونات الدهون بشكل تفصيلي، وما هي التحاليل المستخدمة في الكشف عنها؟ وأيهما أفضل؟ كما سنوضح الحالات التي تستدعي استخدام هذه الوسائل والتحاليل الحديثة، وغيرها من معلومات هامة في هذا الشأن.
ما هي مكونات الدهون؟
قبل أن نتعرف على تحليل مكونات الدهون، لابد أولاً من أن نتعرف على مكونات الدهون، وماهيتها، واهمية كل مكون منهما وتأثيره على القلب والصحة العامة.
-
الدهون الثلاثية:
تُعرف بأنها مواد شحمية، تتكون عن طريق تحويل الجسم لأي سعرات حرارية لا يحتاج إلى استعمالها فورًا إلى دهون ثلاثية، وتلعب دورًا هامًا في مد الجسم بالطاقة.
-
الكوليسترول:
يُعرف الكوليسترول بأنه مادة تُشبه الشمع، يقوم الكبد بإنتجها واستعمالها في بناء جدران الخلايا، إلا أنه لا يُمكن أن يمتزج مع الدم طبيعيًا بل يحتاج إلى مواد تساعده على الانتقال في الشرايين، والتي تُعرف بس “البروتينات الدهنية”.
-
البروتينات الدهنية:
تلعب البروتينات الدهنية في جسم الإنسان، حيث تعمل على نقل الدهون إلى جميع إجزاء الجسم، وتتكوّن من مزيج من العناصر وهي:
- الدهون (الليبيدات): هي مواد دهنية مثل: (الكوليسترول والدهون الثلاثية)، لا تستطيع الذوبان في الدم بمفردها.
- البروتينات: تعمل كغلاف يحيط بهذه الدهون، لتسمح لها بالتحرك بسهولة داخل مجرى الدم دون أن تترسب أو تسبب انسداد الأوعية الدموية.
- الشكل الدائري: يُساهم هذا في حماية الدهون أثناء انتقالها، ويساعدها على الوصول إلى الخلايا التي تحتاجها للقيام بوظائفها المختلفة.
أنواع البروتينات الدهنية:
تختلف هذه البروتينات في تركيبها ودورها الصحي، فبعضها مفيد ويساعد على حماية القلب والشرايين، بينما يرتبط البعض الآخر بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين؛ مما يستدعي إجراء تحليل مكونات الدهون، للتعرف على معدل الخطورة والتعامل معه، وفيما يلي نتعرف على أبرز هذه الأنواع:
البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL):
يُطلق عليه اسم الكوليسترول النافع، لأنه يعمل على جمع الكوليسترول الزائد من الدم والأنسجة، ثم ينقله إلى الكبد ليتم التخلص منه، وتُساهم هذه العملية في تقليل تراكم الكوليسترول داخل الجسم، خاصةً على جدران الشرايين، مما يقلل من خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
البروتين الدهني متوسط الكثافة (IDL):
يُعد من البروتينات التي تلعب دورًا لا غني عنه، حيث يقع بين البروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا (VLDL)، وبين البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، ويقوم بتوزيع الدهون اللازمة إلى خلايا الجسم؛ مما يُساعد في منع بقائها في الدم، وتحولها إلى الكوليسترول الضار LDL.
البروتين الدهني منخفض الكثافة جدا (VLDL):
يُعرف بأنه نوع من أنواع الكوليسترول الضار، الذي يقوم الكبد بإنتاجه لنقل الدهون الثلاثية بشكل أساسي، بالإضافة نسبة قليلة من الكوليسترول، إلى أنسجة وخلايا الجسم المختلفة.
ولكن مع مرور الوقت، يفقد جزء من محتوى الدهون الثلاثية، ومن ثم تتحوّل هذه البروتينات تدريجيًا إلى البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL)، والتي ترفع من خطر تراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية، ومن ثم الإصابة بتصلب الشرايين.
البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL):
يُطلق عليه الكوليسترول الضار، ويُعتبر من أكثر أنواع البروتينات الدهنية خطورة، بسبب ارتباطه بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، فعند ارتفاع مستوياته في الدم، قد يتراكم داخل الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تضييقها وإعاقة تدفق الدم بشكل طبيعي إلى مختلف أجزاء الجسم.
البروتين الدهني أ (LP a):
يُعرف البروتين الدهني أ بأنه نوع من أنواع الكوليسترول الضار، وعلى الرغم من أنه من أنواعه، إلا أن LP a أشد خطورة من LDL، نظرًا لتوافر عدة عوامل به، وهي كالآتي:
- صغير الحجم: تتميز جزيئاته بأنه أصغر حجمًا من الكوليسترول الضار التقليدي؛ مما يجعله أكثر قابلية للترسب داخل الأوعية الدموية.
- بروتينات إضافية: يحتوي على نوعين من البروتينات التي تُعزز من خطورته، وهما ( ApoA، و ApoB)؛ وكلاهما يلعب دورًا في زيادة تسريع عملية التجلط ومن ثم تكوين الجلطات بسرعة وبشكل مفاجئ.
البروتين الدهني ب (APO B):
يُعد البروتين الدهني ب Apo B، من البروتينات الأساسية، التي تدخل في تركيب نوعين رئيسيين من البروتينات الدهنية، وهما:
- البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL).
- البروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا (VLDL).
وتكمن أهميته في أنه المكوّن الأساسي الذي يساعد هذه البروتينات، على حمل الكوليسترول والدهون المختلفة داخل مجرى الدم ونقلها إلى أنسجة الجسم.
تحليل مكونات الدهون
بعد أن تعرفنا على ماهية المكونات وأنواعها، يبقى الإجابة على السؤال الأهم الذي يشغل الكثيرون، وهو (ما هو تحليل مكونات الدهون؟
يظن البعض أن تحليل مكونات الدهون هو إجراء طبي مخبري واحد، إلا أنه عبارة عن مجموعة من التحاليل، التي تُساعد في التعرف على مستويات مكونات الدهون بشكل دقيق، وبشكل خاص الكوليسترول الضار، ويحدد الطبيب المختص التحليل المُناسب مع الحالة المرضية، هل هو تحليل يجمع كل المكونات، أم يرغب الطبيب في التعرف على مستوى مكون واحد.
ما هي الطرق المتاحة لإجراء تحليل مكونات الدهون؟
يُمكن إجراء تحليل مكونات الدهون، إذا كانت الحالة المرضية تستدعي الكشف عن جميع المكونات من خلال طريقتين وهما:
- NMR (الرنين المغناطيسي النووي).
- IMS (مطيافية الحركة الأيونية)، وهي الطريقة التي تعمل بها مختبرات دلتا الطبية في فحص العينات.
ما هي أهمية تحليل مكونات الدهون؟
تلعب الدهون دورًا مهمًا في الجسم، لكنها قد تتحول إلى عامل خطر صامت إذا ارتفعت مستوياتها عن المعدلات الطبيعية، ومن هُنا تأتي أهمية تحليل مكونات الدهون، الذي يُعد أداة أساسية تساعد الأطباء على تقييم صحة القلب والأوعية الدموية، واكتشاف أي خلل في نسب الدهون مُبكرًا قبل أن يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة.
وتتمثل أهمية تحليل مكونات الدهون في الآتي:
- الكشف المبكر عن أمراض القلب: يُساعد هذا التحليل في رصد التغيّرات الدقيقة في حجم، وعدد جزيئات البروتينات الدهنية المرتبطة بالكوليسترول الضار (LDL-C)؛ مما يُساهم في اكتشاف المشاكل القلبية قبل تطورها.
- تحديد المخاطر القلبية بدقة: يُوفر نتائج تفصيلية تُسهّل على الطبيب تقييم درجة الخطورة بشكل مبكر ودقيق.
- وضع خطط علاجية مصممة خصيصًا: يُتيح هذا الفحص إمكانية إعداد خطة علاج مناسبة لكل حالة بناءً على معلومات دقيقة وموثوقة.
- الاعتماد على تقنيات تشخيصية متطورة: يعتمد هذا التحليل على تكنولوجيا حديثة، تمنحه دقة أعلى من الفحوصات التقليدية.
- تقييم خطر مقاومة الإنسولين: يُساعد في تحديد ما إذا كان المريض مُعرضًا لمشكلات التمثيل الغذائي، ومقاومة الإنسولين.
- التنبؤ باحتمالية الإصابة بداء السكري من النوع الثاني: يوفر مؤشرات مبكرة، قد تُساعد على الوقاية من المرض قبل ظهوره.
الفرق بين تحاليل مكونات الدهون التقليدية والحديثة
مع التطور الكبير في تقنيات الفحوصات الطبية، لم تعد تحاليل الدهون تقتصر على الطرق التقليدية، بل ظهرت أساليب حديثة توفر معلومات دقيقة عن الدهون؛ مما يساعد الأطباء على تقييم المخاطر بشكل أدق، وفيما يلي سوف نتعرف على الفرق بينهما:
-
الفحوصات التقليدية
كانت ومازالت التحاليل التقليدية للدهون، أحد أدوات التشخيص الذي يستعملها الأطباء في الكشف عن مُسببات مشاكل القلب والأوعية الدموية، وعلى الرغم من أنها شائعة، إلا أنها غير كافية، حيث أنها تكتفي بتوضيح كمية الكوليسترول فقط دون إعطاء أي معلومات أخرى عنه.
-
الفحوصات الحديثة
تُعد أكثر دقة وكفاءة في التشخيص عن التحاليل التقليدية، نظرًا لإعطاءها معلومات وفيرة عن مكونات الدهون، مثل: (عددها، أحجامها، كميتها)، وعلى الرغم من أهميتها، إلا أنها أقل استخدمًا من التقليدية، حيث يلجأ إليها الطبيب في بعض الحالات، مثل:
- وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب.
- مرضى القلب والأوعية الدموية.
- مرضى السكري.
قراءة نتائج تحليل مكونات الدهون
تكشف نتائج فحص مكونات الدهون، مجموعة من المستويات المُتعلقة بالكوليسترول والبروتين الدهني:
- عدد جسيمات (LDL).
- كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL).
- كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL).
- الدهون الثلاثية (TC).
- إجمالي الكوليسترول (Total cholesterol).
- عدد جسيمات البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL).
- عدد جزيئات LDL الصغيرة.
- حجم LDL.
تُظهر نتائج التحليل بشكل واضح ما إذا كانت الجزيئات صغيرة الحجم، وهي الأكثر تسببًا في انسداد الشرايين، أم كبيرة الحجم التي تُعد أقل خطورة، مع توضيح نسبتها الكلية في الدم.
وبسبب اختلاف القيم الطبيعية من مختبر لآخر وحسب حالة كل شخص، من الأفضل دائمًا عرض النتيجة على الطبيب، وسوف يساعدك في فهم الأرقام، وشرح ما تعنيه بالنسبة لصحتك، ويوضح إذا كنتِ بحاجة إلى أي تغييرات في الطعام أو العلاج.
اسئلة شائعة عن تحليل مكونات الدهون
يتساءل الكثيرون عن تفاصيل تحليل مكونات الدهون، وكيفية الاستعداد له وتكلفته، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على الإجابة على كافة الاسئلة الشائعة في هذا الشأن، من قبل الفريق الطبي الخاص بالمختبر:
ما تكلفة تحليل الدهون؟
- تختلف تكلفة التحليل من مختبر إلى آخر، حيث تتوقف التكلفة حسب نوع الفحص سواء كان تقليديًا، أو بتقنيات حديثة أكثر دقة، لذلك يُفضل التواصل مع المختبر مُباشرة لمعرفة السعر المحدد والاطلاع على أي عروض أو باقات متاحة.
هل تحليل الدهون يحتاج إلى الصيام؟
(نعم)، يحتاج إلى الصيام لعدة ساعات تتراوح من 7 إلى 12 ساعة.
في الختام، يُعد تحليل مكونات الدهون أداة طبية مهمة تساعد على فهم أدق لتوازن الدهون في الجسم، وتقييم مدى خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ومع توفر تقنيات تحليل حديثة، أصبح بالإمكان الحصول على نتائج أكثر دقة تساعد الطبيب في اتخاذ قرارات علاجية أفضل.