تحليل (LP(A: ما هو وكيف يساعد في اكتشاف أمراض القلب الخطيرة؟
هل سمعت يومًا عن تحليل (LP(A؟ قد يبدو هذا التحليل غير مألوف للبعض، نظرًا لأنه ليس من الفحوصات الطبية الروتينية، إلا أنه يحمل أهمية كبيرة مقارنة بالفحوصات التقليدية المتعلقة بأمراض القلب والكوليسترول؛ وهو ما جعل عدد كبير من الأطباء يستخدمونه كأحد أدوات التشخيص.
ونظرًا أنه من الفحوصات الطبية الحديثة، التي قد يجهلها البعض، تقدم مختبرات دلتا الطبية دليلًا شاملًا في هذا المقال، لكل ما تحتاج أن تعرفه حول هذا التحليل، بدءًا من التعرف على ماهيته، ووصولاً إلى خطوات إجراؤه ودلالة النتائج.
ما هو تحليل (LP(A؟
يُعرف تحليل (LP(A بأنه إجراء طبي يُستخدم للكشف عن مستويات أحد أنواع البروتينات الدهنية، وهو البروتين الدهني (أ) في الدم، والذي يُعد نوع من أنواع البروتين الدهني منخفض الكثافة، والمعروف باسم الكوليسترول الضار (LDL)، وعلى الرغم من أن الأخير خطير وأكثر شيوعًا، إلا أن النوع (LP(A أشد خطورة، نظرًا لأسباب التالية:
- صغر الحجم: يتميز هذا البروتين بأن حجمه أصغر مقارنة بالكوليسترول الضار التقليدي.
- احتوائه على بروتين إضافي: يحمل بروتينًا إضافيًا يُعرف باسم ApoA، إلى جانب بروتين ApoB الموجود في LDL.
- زيادة خطر التجلط: هذا التركيب الخاص يجعله أكثر قدرة على تسريع تجلط الدم وتكوّن الجلطات المفاجئة.
ما الذي يُميز تحليل (LP(A عن التحاليل الأخرى
تزايدت نسبة إجراء هذا التحليل مُقارنة بتحاليل الدهون (lipid profile) التقليدية؛ ويأتي ذلك نظرًا إلى أنه يُساعد على اكتشاف أنواع أخرى من البروتينات الدهنية لا تُظهرها تحاليل الدهون التقليدية، التي تكتفي فقط بتوفر معلومات عن كميات الدهون الموجودة في الدم دون تحديد حجمها أو طبيعتها بشكل دقيق.
ويُشجع التوجه الطبي الحديث على وضع تحليل (LP(A، ضمن فحوصات الوقاية الأولية، حتى عند عدم وجود أعراض أو تاريخ مرضي سابق.
دواعي إجراء تحليل (LP(A
على الرغم من أنه من ضمن أدوات التشخيص التي يعتمد عليها أطباء القلب والأوعية الدموية، إلا أن لا يُستخدم كإجراء طبي روتيني، بل يُجرى في بعض الحالات، التي تتمثل في الآتي:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب: إذا كان لديك أحد الأقارب المصابين بمشكلات قلبية، فقد يزيد ذلك من احتمالية ارتفاع مستوى البروتين الدهني (أ) لديك.
- الإصابة بفرط كوليسترول الدم العائلي: وهي حالة وراثية، تُسبب ارتفاعًا شديدًا في مستويات الكوليسترول، ويُلاحظ أن أكثر من 30% من المرضى بها لديهم أيضًا زيادة في البروتين الدهني (أ).
- ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL): إذا أظهرت نتائج تحاليل الدهون الأخيرة لديك معدلات مرتفعة من LDL، قد يوصي الطبيب بإجراء هذا التحليل لتقييم عوامل الخطورة بشكل أدق.
- تاريخ للإصابة المبكرة بمرض الشريان التاجي: سواء أُصبتَ أنت أو أحد أفراد عائلتك بمرض الشريان التاجي في سن مبكرة، يعتبر ذلك سببًا وجيهًا لفحص مستوى البروتين الدهني (أ).
- التعرض لأزمات قلبية متكررة: مثل حدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية متكررة.
- ارتفاع مستوى البروتين الدهني (أ) لدى أحد أفراد الأسرة: في هذه الحالة، قد يقترح الطبيب إجراء التحليل لتحديد ما إذا كنت معرضًا لخطر مماثل.
الجدير بالذكر؛ تشدد مختبرات دلتا الطبية، على ضرورة إجراء تحليل (LP(A للنساء في مرحلة سن اليأس، نظرًا لأن هذه الفترة يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المختلفة مثل: (أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، و أمراض الأوعية الدموية، أو السكري).
قراءة تحليل البروتين الدهني أ
تُعد قراءة نتائج تحليل البروتين الدهني (أ) خطوة مهمة لفهم مستوى هذا النوع من الدهون في الدم، ومدى ارتباطه بخطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، حيث يوضّح التقرير النسبة الدقيقة لجزيئات البروتين، ويقارنها بالقيم المرجعية الطبيعية؛ مما يُساعد الطبيب على تقييم مستوى الخطورة لدى كل مريض بشكل فردي.
وفيما يلي سوف تُجيب مختبرات دلتا الطبية على أكثر الأسئلة الشائعة وهو: ما هي المستويات الطبيعية لـ (LP(A؟:
- النسبة الطبيعية لتحليل (LP(A: يجب أن تكون أقل من 30 مليجرام لكل ديسيلتر (مجم/ديسيلتر) من الدم.
ولكن لابد من الإشارة إلى أن هذه النسبة قد تختلف من مختبر إلى مختبر أخر، وفقًا لأجهزة الفحص المستخدمة، كما أن هُناك عوامل أخرى تؤثر على النتيجة مثل: (العمر، النوع، الحالة الصحية العامة)؛ لذا يجب مراجعة النتيجة مع الطبيب المختص، لتحديد ما إذا كانت تستدعي تدخّلًا علاجيًا أو تعديلًا في نمط الحياة.
ماذا تعني قراءة (LP(A المرتفعة؟
عادةً ما يُجرى تحليل (LP(A في حالة الاشتباه في ارتفاع مستويات البروتين الدهني أ؛ مما يعني ضرورة العلم بالمستويات الغير طبيعية لـ(LP(A، والتي تتمثل في الآتي:
- المستوى عالي الخطورة: تكون النسبة أكبر من 31 وحتى أقل من 50 ملغ/ديسيلتر.
- المستوى الأعلى خطورة: تزيد القراءة عن 50 ملغ/ديسيلتر.
وتتطلب المستويات الغير طبيعية ضرورة التدخل الطبي العاجل، لمنع حدوث مُضاعفات خطيرة مثل:
- أمراض القلب: مثل: (مرض القلب التاجي وتضيق الصمام الأبهري).
- النوبات القلبية: زيادة احتمالية التعرض للنوبة القلبية؛ نتيجة انسداد الشرايين.
- السكتة الدماغية: ارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب التجلطات.
- السكتة القلبية: توقف مفاجئ لوظيفة القلب.
- مرض الشرايين الطرفية (PAD): تضيق أو انسداد الشرايين في الأطراف، خاصة الساقين.
هل يُمكن علاج ارتفاع (LP(A؟
تم اكتشاف دواء جديد لعلاج Lp(a)، حيث يعمل هذا الدواء على المستوى الجيني، ويقوم بـ “إيقاف الجين” الذي يُصنّع هذا البروتين، ويُعد هذا الاكتشاف حديثًا، ويتم تداوله الآن في دول مثل إنجلترا.
كيفية إجراء تحليل (LP(A؟
قبل إجراء تحليل (LP(A من المهم أن تكون على دراية بأن هذا الفحص يتبع إجراءات مُحددة تضمن دقة النتائج وسهولة التنفيذ، تتمثل في الآتي:
- يُجرى من خلال سحب عينة دم من وريد المريض.
- يحتاج إلى الصيام لعدة ساعات تتراوح من 7 إلى 10 ساعات.
- يجب إخبار الطبيب المختص بكافة الادوية العلاجية التي تتناولها، حرصًا على دقة النتيجة.
هل يتوفر تحليل (LP(A في مختبرات دلتا الطبية؟
تحرص مختبرات دلتا الطبية على توفير أفضل رعاية طبية شاملة للمواطنين في المملكة العربية السعودية، ومن هذا المنطلق، يُجري العمل حاليًا على دراسة إمكانية توفير تحليل (LP(A ضمن خدمات المختبر في الفترة المقبلة، لضمان إتاحة أحدث وسائل التشخيص لعملائنا الكرام، وسوف يتم الإعلان عن ذلك قريبًا.
اسئلة شائعة عن تحليل (LP(A
يُثير تحليل البروتين الدهني (أ) الكثير من التساؤلات لدى المرضى والأشخاص المهتمين بصحة القلب؛ لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع أهم الأسئلة التي تتكرر حول هذا التحليل، وسوف يقوم الفريق الطبي للمختبر، بالرد عليها فيما يلي، بشكل مبسط و واضح:
هل البروتين الدهني (أ) وراثيًا؟
(نعم)، تلعب الجينات التي ترثها من والديك دورًا رئيسيًا في تحديد مستوى البروتين الدهني (أ) في دمك، وغالبًا ما تبقى كمية هذا البروتين مستقرة منذ الطفولة، وتمتد لفترة طويلة من حياتك.
ما هو سعر تحليل (LP(A؟
- يختلف سعر تحليل البروتين الدهني أ حسب المكان الذي يُجرى فيه.
كم تستغرق نتيجة تحليل (LP(Aحتى تظهر؟
- يتوقف ذلك على المختبر الذي يُجرى فيه الفحص، ولكن عادة ما تظهر النتيجة خلال يوم من تاريخ إجرائه.
في الختام، يعد تحليل البروتين الدهني (أ) أداة مهمة تُساعد في تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يحملون استعدادًا وراثيًا، فلا تهمل صحتك واستشر الطبيب فور الشعور بأي أعراض لمنع تطورها، ولا تتغافل عن إجراء الفحوصات الطبية اللازمة.