تحليل NMR: ما دوره في قياس مكونات الدهون؟
يعتقد كثيرون أن تحليل NMR هو نوع مستقل من تحليل مكونات الدهون، نظرًا لشيوع استخدامه في تقارير معامل التحاليل وارتباطه الوثيق بتقييم هذه المكونات بالتفصيل، إلا أن الأمر ليس كذلك، وفي هذا المقال سوف نوضح لك كل ما تحتاج أن تعرفه في هذا الشأن.
ما هو تحليل NMR؟
يُعرف تحليل NMR بأنه أحد أبرز التنقيات الطبية المستخدمة في إجراء تحليل مكونات الدهون، والتي تُستخدم للكشف الدقيق عن مستويات الكوليسترول الضار (LDL-C)، ويُعد هذا النوع من الكوليسترول أحد أنواع البروتينات الدهنية، التي تستلزم المتابعة المستمرة؛ بهدف الوقاية من المضاعفات الخطيرة التي قد تصل في بعض الحالات إلى تهديد حياة المريض، إذا لم يتم مراقبتها بشكل منتظم.
وقد أصبحت هذه التقنية، المعروفة علميًا باسم الرنين المغناطيسي النووي (Nuclear Magnetic Resonance)، مشهورة بين الناس باسم تحليل NMR، نظرًا لأنها تُستخدم لتحليل عينة دم للكشف عن مكونات الدهون بدقة عالية، وهو ما جعل العديد من الأطباء يعتمدون عليها مؤخرًا كخيار أول للحصول على معلومات أكثر تفصيلًا وشمولية مقارنةً بالتحاليل التقليدية الأخرى.
الفرق بين تحليل NMR والتحاليل التقليدية للدهون؟
أثار تحليل NMR مجموعة من التساؤلات سواء عند الأطباء أو المرضى إذا أوصى الطبيب بإجراؤه، كان من أبرز هذه التساؤلات الفرق بينه وبين تحاليل الدهون الأخرى، وفيما يلي نتعرف على أهم هذه الفروق:
-
تحاليل الكوليسترول
يُعرف الكوليسترول بأنه مادة تُشبه الشمع، يتم إفرازها من خلال الكبد بعد تناول الأطعمة الدهنية، وتنقسم هذه الدهون إلى عدة أقسام، يلعب كلاً منهما دورًا هامًا في صحة الجسم:
- الكوليسترول الضار (LDL): هو النوع الذي يعمل تحليل NMR على قياسه، ويجب أن يكون في المستوى الطبيعي؛ لأن زيادته ترتبط بخطر أمراض القلب والشرايين.
- الكوليسترول الجيد (HDL): هو أحد انواع الكوليسترول الجيدة التي تعمل على الحماية من أمراض القلب والشرايين.
- الدهون الثلاثية (Triglycerides): لا تقل خطورة عن (LDL)، حيث تتسبب ارتفاع مستوياته في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- الكوليسترول الكلي (Total cholesterol): هو مجموع كل أنواع الكوليسترول السابقة في الدم.
يذكر أن؛ جميع الأنواع السابقة تندرج تحت اسم تحليل الكوليسترول، والتي توضح نتائجها مستويات الكوليسترول فقط، دون الكشف عن أي معلومات أخرى.
-
تحليل NMR
يُعد هذا الفحص أكثر تطورًا من الفحوصات التقليدية السابقة، حيث يقيس ثلاثة جوانب مهمة، وهما:
- حجم كرات LDL: يُحدد ما إذا كانت الكرات صغيرة أم كبيرة، وتُعتبر الكرات الصغيرة أكثر خطورة، لأنها تستطيع اختراق جدران الأوعية الدموية بسهولة أكبر؛ وفي بعض الحالات تكون نسبة كبيرة من هذه الكرات صغيرة الحجم.
- عدد كرات LDL: يوضح عدد الكرات الدهنية الموجودة في الدم، وليس فقط كمية الكوليسترول داخلها.
- كمية الكوليسترول داخل الكرات: يقيس محتوى الكوليسترول، مثل الفحص التقليدي.
وأثبتت الدرسات العلمية، أن التحاليل التقليدية ليست كافية، وأشاروا إلى أن نحو 50% من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية ويدخلون المستشفى تكون نتائج الفحوصات التقليدية لديهم طبيعية؛ مما يعني أنه لا يُفضل الاعتماد عليهم بشكل أساسي في التشخيص.
أهمية فحص الرنين المغناطيسي النووي NMR
يُعتبر فحص الرنين المغناطيسي النووي (NMR) من الوسائل التشخيصية المتقدمة التي تلعب دورًا مهمًا واستثنائيًا مقارنةً بالفحوصات الأخرى، وتنقسم أهميته إلى جزئين، وهما:
-
أهمية تحليل NMR للمرضى
يجهل كثير من المرضى أهمية هذا التحليل، ويرجع ذلك إلى أنه غير متداول بكثرة في التشخيص، إلا انه يحمل أهمية كبيرة لهم، تتمثل في الآتي:
-
- الكشف المبكر عن أمراض القلب: يساعد NMR في اكتشاف التغيرات الدقيقة في حجم، وعدد جزيئات البروتينات الدهنية المرتبطة بالكوليسترول الضار (LDL-C).
- تحديد المخاطر القلبية بدقة: يوفر بيانات تفصيلية تُمكّن الطبيب من تحديد درجة الخطورة مبكرًا.
- وضع خطط علاجية مخصصة: يسهم الفحص في تصميم خطة علاج مناسبة لكل حالة بناءً على نتائج موثوقة.
- الاعتماد على تقنيات متقدمة: يعتمد على تقنيات حديثة تُميّزه عن التحاليل التقليدية.
- الحاجة لخبرة متخصصة في التفسير: يُجرى غالبًا في مراكز مُجهزة، وتحت إشراف أطباء على دراية بكيفية قراءة النتائج.
- يُساعد في تقييم خطر مقاومة الأنسولين.
- التنبأ بإصابة المريض بداء السكري من النوع الثاني.
-
أهمية فحص NMR الأطباء
أصبح NMR أداة تشخيصية متقدمة للبروتينات الدهنية، يعتمد عليها العديد من الأطباء، خاصةً المتخصصين في أمراض القلب والدهون، لكونه يوفر معلومات لا تقدمها الفحوصات التقليدية، مثل:
- فهم أعمق لتركيبة الدهون في دم المريض.
- التفرقة بين الجزيئات الكبيرة “الأقل خطورة” والصغيرة “الأكثر اختراقًا للشرايين”.
- تحديد المرضى الأكثر عرضة لمضاعفات القلب، حتى وإن بدت نتائج التحاليل العادية طبيعية.
- تصميم خطة علاج مخصصة وفقًا لنوع وحجم الجزيئات، وليس فقط النسبة الكلية للدهون.
ولا تقف الأهمية عند ما سبق، بل تتجاوز ذلك، حيث أن الاعتماد على NMR يجعل الطبيب يحظو بمكانة طبية كبيرة، عن غيره من الأطباء؛ لان هذا التحليل يجعله على درايه واسعة بالحالة الصحية للمريض، وما سوف يتعرض له في المستقبل، على غيرها من الفحوصات الأخرى.
الحالات التي يُوصى فيها بإجراء NMR
نظرًا لأهمية ومساعدته في التشخيص الدقيق، يُنصح بإجراؤه ضمن الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص الحالة، ولكن يُمكن الاستغناء عنه في بعض الحالات، إلا أن هُناك حالات أخرى يلزم أن تقوم بإجراؤه وهم:
- وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب.
- مرضى القلب والأوعية الدموية.
- مرضى السكري.
كيفية تفسير نتائج تحليل NMR؟
تعتمد نتائج NMR على قياس عدة مؤشرات مهمة، تتمثل في:
- عدد جسيمات (LDL).
- كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL).
- كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL).
- الدهون الثلاثية (TC).
- إجمالي الكوليسترول (Total cholesterol).
- عدد جسيمات البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL).
- عدد جزيئات LDL الصغيرة.
- حجم LDL.
وتُظهر النتيجة تفاصيل دقيقة توضح ما إذا كانت الجزيئات صغيرة الحجم وهي الأكثر ارتباطًا بخطر انسداد الشرايين، أو كبيرة الحجم وهي الأقل خطورة، إلى جانب إجمالي تركيزها في الدم.
ونظرًا لاختلاف المعايير والقيم المرجعية حسب كل مختبر، وحسب حالة كل مريض، يُفضَّل دائمًا مناقشة التقرير مع الطبيب المعالج، حتى يشرح لك الأرقام ويوضح مدى الحاجة إلى أي تغييرات في النظام الغذائي أو خطة العلاج.
خطوات إجراء التحليل
- يتم إجراء التحليل من خلال سحب عينة دم من وريد المريض.
- يحتاج إلى صيام لعدة ساعات تتراوح من 7 إلى 10 ساعات.
- يجب إخبار الطبيب المختص بكافة الادوية العلاجية التي تتناولها قبل إجراء التحليل.
هل يتوفر تحليل NMR في مختبرات دلتا الطبية؟
تحرص مختبرات دلتا الطبية على توفير أفضل رعاية طبية شاملة للمواطنين في المملكة العربية السعودية، ومن هذا المنطلق، يُجري العمل حاليًا على دراسة إمكانية توفير تحليل NMR ضمن خدمات المختبر في الفترة المقبلة.
ولكن حاليًا، توفر مختبرات دلتا تحليل مكونات الدهون بواسطة تقنية IMS، التي تعتبر أحد وسائل الفحص المعتمدة علميًا والدقيقة، والتي لا تقل أي أهمية عن NMR، حيث استطاعت أن تثبت كفاءتها في تقديم نتائج شاملة حول تركيبة البروتينات الدهنية.
أسئلة شائعة حول تحليل NMR
مع تزايد الاعتماد على NMR في تقييم مخاطر أمراض القلب، قد يتبادر إلى ذهن الأطباء عدد من التساؤلات حول دقة هذا الفحص، وطريقة تفسير نتائجه، ومدى ضرورته لجميع المرضى، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع أهم الأسئلة الشائعة التي قد يطرحها الأطباء عند التفكير في استخدامه كأدة تشخيصية مع توضيح الجوانب العلمية والعملية التي تميّزه عن الفحوصات التقليدية:
هل يغني NMR عن اختبارات LDL-C التقليدية؟
(نعم) يُمكن يعني فحص الرنين المغناطيسي النووي عن الفحوصات التقليدية للكوليسترول، نظرًا لجودته ودقة معلوماته.
ما تكلفة تحليل NMR؟
على الرغم من الفوائد المتعددة لهذا التحليل، إلا أنه يتسم بعيب واحد وهو التكلفة الباهظة.