تشخيص التوحد: تعرف على أهم الاختبارات وخطوات كل فحص
يُشكل تشخيص التوحد خطوة محورية، في تعزيز التواصل الاجتماعي عند طفل التوحد، إلى جانب تعديل سلوكه وتطوير مهارته، فهو بوابة الأمل والفهم لدى الأهل.
وفي هذا المقال؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على أن يكون هذا المقال دليل شاملاً، لكل ما تحتاجون إلى معرفته بشأن أهم المعلومات الخاصة باختبارات وفحوصات تشخيص التوحد.
ما هو التوحد؟
قبل ان نتعرف على كيفية تشخيص التوحد؟ لابد أولا من أن نتعرف على طبيعة هذا الاضطراب العصبي، والذي يُعرف باسم اضطراب طيف التوحد، وهو حالة طبية تؤثر على آلية عمل الدماغ؛ وينتج عنه صعوبة في التواصل الاجتماعي لدى الطفل، كما يتسبب في ظهور أنماط سلوكية مُتكررة أو اهتمامات محدودة وغير مألوفة.
ويُعد التوحد أحد أشهر الاضطرابات النمائية، والتي تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة، ولكن تختلف شدته وأعراضه من طفل لآخر.
وصنف العلماء التوحد إلى 3 مراحل، حتى يسهل التعامل مع كل مرحلة، وفيما يلي نتعرف عليهم:
المستوى الأول (التوحد الخفيف):
- يستطيع الطفل التحدث والتعبير عن احتياجاته بشكل جيد نسبيًا.
- يواجه صعوبة في بدء الحديث مع الآخرين أو في مواصلة الحوار لفترة طويلة.
- لا ينتبه بسهولة إلى تعبيرات الوجه أو نبرات الصوت أثناء التفاعل.
المستوى الثاني (التوحد المتوسط):
- يتحدث الطفل باستخدام جمل قصيرة أو كلمات محدودة.
- يُكرر بعض الكلمات أو العبارات أكثر من مرة دون وعي.
- تظهر عليه سلوكيات متكررة وروتينية بشكل واضح.
المستوى الثالث (التوحد الشديد):
- يعاني الطفل من ضعف شديد في التواصل مع الآخرين.
- لا يتمكن من الكلام إطلاقًا، أو يستخدم إشارات بسيطة للتعبير.
- تكون استجابته للتفاعل محدودة جدًا.
- يجد صعوبة كبيرة في التعبير عن مشاعره أو احتياجاته.
متى يجب إجراء تشخيص التوحد؟
عادةُ ما تبدأ أعراض التوحد في الظهور خلال السنة الأولى من عمر الطفل، وتكون واضحة بشكل يُمكن ملاحظته عند عمر 3 سنوات، وحينها يجب استشارة الطبيب المختص، للقيام بعدد من الاختبارات التشخيصية للتوحد.
وتنقسم أعراض التوحد إلى أعراض مبكرة وآخرى مُتاخرة، وكلاهما يختلف من طفل إلى آخر:
الأعراض المبكرة للتوحد
تتنوع أعراض التوحد المبكرة عند الأطفال لتشمل ما يلي:
-
علامات مرتبطة بالبصر والتفاعل البصري
- قد تُلاحظون أن الطفل لا ينظر في عيون من يتحدث إليه، أو يتجنب التواصل البصري تمامًا.
- نادرًا ما يبتسم للآخرين أو يبادلهم تعابير الوجه الطبيعية أثناء التفاعل.
- لا ينتبه للإيماءات أو حركات اليد أثناء الحديث، وكأنه لا يلاحظها.
- أحيانًا يُظهر انزعاجًا من الضوء الساطع أو يتجنب الأماكن ذات الإضاءة القوية.
- علامات مرتبطة بالإدراك والتفاعل الحسي
- لا يستجيب عندما يُنادى باسمه، مما يجعل الأهل يظنون في البداية أنه لا يسمع جيدًا.
- قد يكون حساسًا بشكل مفرط تجاه الأصوات العالية أو المفاجئة.
- يرفض العناق أو اللمس الجسدي، حتى من المقربين، وكأنه يشعر بعدم الراحة من ذلك.
- يفضل اللعب بمفرده والعزلة لفترات طويلة، دون رغبة في مشاركة الآخرين.
- علامات مرتبطة بالتواصل والكلام
- يظهر عليه تأخر في الكلام مقارنة بأقرانه في نفس العمر.
- قد يستخدم كلمات قليلة فقط أو يجد صعوبة في تكوين جمل كاملة.
- يتحدث أحيانًا بطريقة غريبة أو بنغمة آلية تخلو من العاطفة.
- يُكرر بعض الكلمات أو الأصوات دون ارتباط بالموقف أو سياق الحديث.
علامات آخرى للتوحد عند الأطفال
من المهم أن نعرف أن علامات التوحد المبكرة لا تتوقف على المظاهر السابقة فقط، بل تمتد لتشمل جوانب سلوكية واجتماعية أخرى قد تكون أكثر وضوحًا مع مرور الوقت، وتتمثل في الآتي:
علامات التوحد المتعلقة بالسلوك
- إيذاء النفس: مثل: (العض أو ضرب الرأس)، حيث يقوم الطفل بهذه الأفعال دون وعي بالألم.
- تكرار الحركات: كالتأرجح أو رفرفة اليدين أو الدوران بشكل متكرر.
- التركيز على التفاصيل الصغيرة: كأن ينشغل بعجلات السيارة بدلًا من اللعبة نفسها.
- الحساسية المفرطة: تجاه الأصوات أو الأضواء أو اللمس، مما يسبب له انزعاجًا واضحًا.
- تفضيل أنواع معينة من الأطعمة: أو رفض أطعمة أخرى بسبب ملمسها أو رائحتها.
- رفض التغيير: حيث يشعر بالتوتر أو القلق عند أي تعديل في الروتين اليومي.
- المشي بطريقة غير معتادة: مثل: (المشي) على أطراف الأصابع لفترات طويلة.
علامات التوحد المبكرة المتعلقة بالتواصل مع الآخرين
- رفض العناق أو اللمس الجسدي: يشعر الطفل بالانزعاج عند محاولة احتضانه حتى من والديه.
- تفضيل العزلة: يميل إلى الجلوس أو اللعب بمفرده دون رغبة في التواصل مع أقرانه.
- صعوبة في التعبير عن المشاعر: يجد صعوبة في توصيل مشاعره، أو فهم مشاعر الآخرين من خلال تعابير الوجه.
- تأخر في الكلام: قد يستخدم كلمات محدودة ولا يتمكن من تكوين جمل متكاملة.
- صعوبة في بدء الحديث أو استمراره: حيث تكون ردوده قصيرة أو غير مترابطة؛ مما يجعل التواصل معه محدودًا.
ما هو تخصص تشخيص اضطراب التوحد؟
يُعد هذا السؤال من أكثر التساؤلات التي تراود أذهان الآباء، والتي تتصدر محركات البحث، وفي الحقيقة يُمكن اللجوء إلى طبيب المخ والأعصاب، وفي بعض الحالات قد تحتاج إلى طبيب نفسي.
ما هي الأداة المستخدمة في تشخيص اضطراب طيف التوحد؟
يعتقد البعض أن التوحد مرضًا عضويًا يُمكن تشخيصه من خلال الفحوصات الطبية التقليدية، ولكن في الحقيقة هذا اعتقاد خاطئ فالتوحد ليس مرضًا عضويًا كما أنه لا توجد تحاليل مخبرية، أو مؤشرات محددة في الدم أو البول يمكن الاعتماد عليها لتأكيد الإصابة.
ولكن قد يوصى الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات المخبرية الجينية، وذلك بهدف الكشف عن الطفرات أو الاختلافات الوراثية التي قد تكون مرتبطة باضطراب طيف التوحد.
الجدير بالذكر أن هذه الفحوصات لا تُشخص التوحد بشكل مباشر، لكنها قد تُساعد في تحديد الأسباب المحتملة، أو العوامل الجينية المؤثرة في تطور الحالة.
خطوات تشخيص التوحد عند الأطفال
تتم عملية التعرف على التوحد وتشخيصه من خلال مجموعة من الخطوات التي تتمثل في الآتي:
الخطوة الأولى لتشخيص التوحد:
تبدأ أولى خطوات التشخيص، بزيارة طبيب الأطفال بشكل دوري، والذي يبدأ في طرح مجموعة الأسئلة على كلا الأبوين، لكي يتعرف على تصرفات الطفل، وطريقة تواصله، وتعبيره عن مشاعره، وفي حالة ملاحظته أي علامات غير طبيعية، يوصى الأباء بزيارة طبيب أطفال متخصص في النمو والسلوك.
الخطوة الثانية لتشخيص التوحد:
يقوم أخصائي النمو والسلوك لدي الأطفال بمراقبة الطفل والتفاعل معه مباشرة، بهدف التعرف على السمات والسلوكيات المميزة للتوحد، مثل: (صعوبات التواصل الاجتماعي أو الأنماط السلوكية المتكررة، ويتم ذلك من خلال اختبار ADOS، الذي يُعد أداة تقييم معيارية، تعتمد على ملاحظة سلوك الطفل، وتفاعله مع الآخرين في مواقف محددة داخل العيادة،
كما يعتمد الأطباء في التشخيص على المعايير المحددة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5-TR)، والذي يُقسم الأعراض إلى مجموعتين رئيسيتين وهما:
- القدرة على التفاعل والتواصل الاجتماعي.
- الأنماط السلوكية المقيدة أو المتكررة.
هل يشفى الطفل من طيف التوحد؟
الشفاء يحدث في الأمراض العضوية فقط، أما التوحد فلا يُعد من الحالات التي تُشفى تمامًا، بل هو حالة مزمنة، تعتمد على طرق خاصة للتعامل معه، وتحسين مهارات الطفل، وتعزيز قدرته على التواصل والسلوك الإيجابي، ومن أبرزها:
- تحليل السلوك التطبيقي (ABA).
- تدخل تطوير العلاقات.
- نموذج دنفر المبكر.
- العلاج المهني.
- علاج النطق والتخاطب.
- برنامج تيتش (TEACCH).
في الختام؛ يُمكن القول إن تشخيص التوحد هو خطوة أساسية نحو فهم الطفل، ودعمه بالطريقة الصحيحة، فكل طفل مُصاب بالتوحد يمتلك قدرات فريدة يمكن تنميتها بالتوجيه والعلاج المناسبين.







