تغذية مرضى الكوليسترول: ماذا تأكل وماذا تتجنب؟

تُعد تغذية مرضى الكوليسترول من أهم الخطوات التي تساعد في تقليل نسبته في الدم، والوقاية من المضاعفات الخطيرة المرتبطة به، ويعتقد البعض أن هذه التغذية ليست مهمة بالشكل الكافي، ويُمكن فقط الاعتماد على العلاج؛ إلا أن الإلتزام بنظام غذائي سليم،؛ يُساعد في الحد من الحاجة إلى تناول الأدوية العلاجية.

 وفي هذا المقال، حرصت مختبرات دلتا الطبية على تقديم دليل شامل بدايةً من التعرف على الكوليسترول وأنواعه واسباب ارتفاع كلاً منهما، وصولاً إلى أفضل الأطعمة التي يجب تناولها والأخرى التي يجب الأبتعاد عنها.

ما هو الكوليسترول وأنواعه؟

قبل أن نتعرف على تغذية مرضى الكوليسترول، لابد من أن نتعرف على ماهية ابرز أنواع مكونات الدهون وأخطرها، والتي تتطلب مُتابعة منتظمة لمستوايته، خاصةً عند مجموعة من الفئات مثل: 

  • من لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب: إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب من الدرجة الأولى مصابًا بأمراض القلب أو الأوعية الدموية، فهذا يُشير إلى احتمالية وراثية تستدعي الانتباه لمستويات البروتينات الدهنية في الدم.
  • المصابون بفرط كوليسترول الدم العائلي: وهي حالة وراثية تؤدي إلى ارتفاع كبير في معدلات الكوليسترول.
  • من أُصيبوا مبكرًا بمرض الشريان التاجي: الإصابة في سن صغير، تُعد مؤشرًا قويًا لاحتمالية وجود اختلال في الدهون يستدعي إجراء تحاليل متقدمة.
  • من تعرضوا لأزمات قلبية أو سكتات دماغية مُتكررة: هذه الحالات تتطلب تقييمًا شاملًا لمكونات الدهون، ومنها البروتين الدهني (أ)، كجزء من خطة الوقاية والعلاج.

ويُعرف الكوليسترول بأنه مادة تُشبه الشمع، يتم إنتاجها بواسطة الكبد، تعمل على بناء جدران الخلايا، وعلى الرغم من أهميتها في الجسم، إلا أنها يصعب أمتزاجها مع الدم طبيعيًا، مما يجعلها تحتاج إلى عنصر مُساعد يُمكنها من الانتقال في الشرايين، ويُعرف هذا العُنصر باسم “البروتينات الدهنية”.

وينقسم الكوليسترول إلى عدة أنواع حسب نوع البروتين الدهني، وفيما يلي نتعرف عليهم بشكل تفصيلي:

البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL):

يُعرف هذا النوع باسم “الكوليسترول الجيد“، لأنه يقوم بدور وقائي داخل الجسم؛ إذ يعمل على جمع الكوليسترول الزائد من الدم والأنسجة، ويُنقله إلى الكبد ليتخلص منه الجسم بطريقة آمنة، وتُساعد هذه العملية في تقليل تراكم الدهون الضارة في الشرايين، وبالتالي تُقلل من خطر الإصابة بالجلطات، ومشاكل القلب.

البروتين الدهني متوسط الكثافة (IDL):

 يأتي هذا النوع كمرحلة انتقالية بين البروتين الدهني شديد الانخفاض في الكثافة (VLDL)، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، و تتمثل وظيفته الأساسية في نقل الدهون من الكبد إلى خلايا الجسم؛ لاستخدامها كمصدر للطاقة أو لتكوين أغشية الخلايا، وتُساعد هذه المُهمة في منع بقاء الدهون في مجرى الدم؛ مما يقلل من فرص تحوّلها إلى كوليسترول ضار.

البروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا (VLDL):

يُنتجه الكبد بشكل طبيعي بهدف نقل الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون التي يستخدمها الجسم كمصدر للطاقة، ومع مرور الوقت، يفقد هذا البروتين جزءًا من الدهون التي يحملها، ويتحول تدريجيًا إلى البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، وهو ما قد يسبب مشاكل صحية إذا ارتفعت نسبته.

البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL):

 يُطلق عليه “الكوليسترول الضار” لأنه يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، فعندما ترتفع نسبته في الدم، يبدأ بالتراكم على جدران الأوعية الدموية؛ مما يُعيق تدفق الدم ويزيد من فرص حدوث انسدادات، قد تؤدي إلى أزمات قلبية أو سكتات دماغية.

ما هي أهمية تغذية مرضى الكوليسترول؟

تلعب تغذية مرضى الكوليسترول دورًا جوهريًا في السيطرة على مستويات الكوليسترول في الدم، خاصةً لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب.

فاختيار الأطعمة المُناسبة، يُساعد في خفض الكوليسترول الضار (LDL)، وزيادة الكوليسترول النافع (HDL)، مما يُقلل احتمالية تراكم الدهون في الشرايين، ولهذا السبب، تُعد تغذية مرضى الكوليسترول حجر الأساس في خطة العلاج والوقاية، إلى جانب الأدوية وتغيير نمط الحياة، وفيما يلي سوف نتعرف أهمية الالتزام بالتغذية الصحية لمرضى الكوليسترول:

  • الوقاية من أمراض القلب وتصلب الشرايين.
  • تقليل الاعتماد على أدوية الكوليسترول.
  • المساعدة في ضبط الوزن الذي عادةً ما يرتبط بارتفاع مستويات الكوليسترول.
  • تحسين الصحة العامة.
  • التحكم في عوامل الخطر الأخرى مثل: (خفض ضغط الدم، وتنظيم السكر في الدم).

ما هي تغذية مرضى الكوليسترول؟

تُعرف تغذية مرضى الكوليسترول بأنها نمط غذائي مُصمم خصيصًا لمساعدة المرضى على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) ورفع مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) في الدم، وذلك للوقاية من أمراض القلب وتصلب الشرايين، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم الأطعمة التي يجب تناولها لخفض مستويات الكوليسترول:

  • الأسماك الدهنية

يوصي أطباء القلب بضرورة تناول حصتين أسبوعين من الأسماك، نظرًا لإحتوائها على مستويات مرتفعة من أحماض الأوميجا 3، التي تلعب دورًا هامًا في صحة القلب؛ حيث تعمل على خفض الدهون الثلاثية، بالإضافة إلى زيادة مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة؛ مما يترتب عليه خفض مستويات الكوليسترول الضار المعروف باسم “البروتين الدهني منخفض الكثافة”.

وتُساعد الأسماك التالية (الماكريل، التونة، الرنجة، السلمون)، على خفض معدل الإصابة بالجلطات الدموية، والتعرض إلى النوبات القلبية المُفاجئة.

  • الخضروات 

يُعد تواجد الخضروات في النظام الغذائي لمرضى القلب، أمرًا لا غنى عنه، حيث أنها تحتوي على مجموعة من الألياف ومضادات الأكسدة، إلى جانب سعرتها الحرارية المُنخفضة، التي تُساعد في الحفاظ على الوزن ومنع زيادته، وبالتالي منع زيادة مستويات الكوليسترول في الدم، ومن ابرز الخضروات التي تُساعد في ذلك: (البامية، والسبانخ، والباذنجان، الجزر، البطاطس، وغيرها).

  • الفواكه

لا تقل الفواكه أي أهمية عن الخضروات، فهي أطعمة غنية بالألياف القابلة للذوبان، والتي تُساعد في خفض مستويات الكوليسترول، عن طريق تشجيع الجسم من التخلص منه ووقف إنتاجه بواسطة الكبد.

وتحتوي الفواكه على نوع من الألياف يُعرف باسم “البكتين”، والذي يعمل على خفض نسبة الكوليسترول بنسبة تصل إلى 10٪، ومن أبرز الفواكهة التي تحتوي عليه: (التفاح، والعنب، والحمضيات، والفراولة، وغيرهم).

  • زيت الزيتون 

على الرغم من أنه لا يُصنف كطعام، بل يُمكن استخدامه أثناء طهي الطعام، إلا أن يتميز بأنه أقل ضررًا من زيوت الطعام الأخرى، ويُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30%.

فهو من الزيوت الغنية بالأحماض الدهنية الأحادية غير المُشبعة، التي تُساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار من خلال رفع مستويات الكوليسترول الجيد.

ما هو الأكل الممنوع للكوليسترول؟

على الرغم من وجود مجموعة واسعة من الأطعمة المفيدة، التي تُساهم في خفض مستويات الكوليسترول وتعزيز صحة القلب، إلا أن تأثير هذه الأطعمة قد لا يكون كافيًا، إذا لم يُرافقه تجنّب واضح للأطعمة الضارة، التي تُتسبب في رفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية في الدم، وفيما يلي سوف نتعرف على هذه الاطعمة الضارة:

  • الأطعمة المقلية

تأتي على رأس قائمة الأطعمة الممنوعة في تغذية مرضى الكوليسترول، نظرًا لإحتوائها على نسبة عالية السعرات الحرارية والتي تحتوي على دهون متحولة؛ مما يتسبب في زيادة مستويات الكوليسترول الضار سريعًا، ومن ثم زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

ولا يقتصر تاثير هذه الأطعمة فقط على مستويات الكوليسترول والقلب، بل تؤثر أيضًا في زيادة مستويات السكر في الدم، إلى جانب رفع خطر الإصابة بالسمنة، التي تؤثر فيما بعد على القلب والشرايين.

  • الوجبات السريعة والدهنية

تحتوي هذه الأطعمة على كمية عالية من الدهون والزيوت، التي تتسبب في زيادة نسبة الكوليسترول في الدم، كما أنها تؤثر أيضًا على أداء الجهاز الهضمي، نظرًا لإحتوائها على مكونات يصعب هضمها.

  • السكريات

قد تبدو الحلويات خيارًا بسيطًا لتلبية الرغبة في السكر، لكنها تحمل آثارًا خفية على صحة القلب والكوليسترول فيما بعد، حيث تحتوي معظم الحلويات التجارية على كميات كبيرة من السكريات المُكررة والدهون المُشبعة أو المهدرجة، وهي مكونات ترتبط بزيادة مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وخفض الكوليسترول الجيد (HDL) في الدم.

كما أن الإفراط في تناول الحلويات يُسهم في رفع نسبة الدهون الثلاثية (Triglycerides)، وهو عامل خطر آخر للإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب، وعلى المدى الطويل، تؤدي هذه العادات الغذائية إلى زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم؛ مما يُضاعف من عبء القلب.

نصائح غذائية هامة لمرضى الكوليسترول

يُعد ارتفاع الكوليسترول مشكلة صحية منتشرة تؤثر بشكل مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية، لكن الخبر الجيد أن التحكم فيه يبدأ من طبقك اليومي، فاختياراتك الغذائية تلعب دورًا كبيرًا في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) ورفع الكوليسترول الجيد (HDL).

لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على تقديم مجموعة من النصائح الهامة، التي تُساعدك على تنظيم مستويات الكوليسترول بكل سهولة:

  • الحرص على تناول وجبات منتظمة ومتوازنة على مدار اليوم.
  • تقليل حجم الوجبة الواحدة لتقليل السعرات والدهون.
  • تناول اللحوم الحمراء الخالية من الدهون.
  • شرب كميات كافية من الماء يوميًا.
  • ممارسة النشاط البدني المنتظم، مثل: (المشي أو السباحة)، لدعم فقدان الوزن وتقليل الدهون الضارة.
  • تقليل الاعتماد على المنتجات المصنعة أو الأطعمة الجاهزة.
  • مراقبة الوزن ومستوى الكوليسترول بشكل دوري.

اسئلة شائعة عن الكوليسترول

يُعد ارتفاع الكوليسترول من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العالم، ومع ذلك لا تزال تحيط به الكثير من التساؤلات؛ لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية، على جمع ابرز هذه الأسئلة والإجابة عنها بشكل واضح وبسيط، من قبل فريقنا الطبي فيما يلي:

متى تكون نسبة الكوليسترول خطيرة؟

  • بداية الخطر: 160 – 189 ملغ/ديسيليتر.
  • خطيرة: ما فوق 190 ملغ/ديسيليتر.

ولكن لابد من الإشارة إلى أن هذه النسبة يُمكن أن تختلف قليلًا، نظرًا لتأثرها بعدة عوامل مثل: (السن، والحالة الصحية العامة، والأستجابة العلاجية)، كما أن اختلاف أجهزة الفحص من مختبر إلى مختبر يُمكن أن تؤثر على هذا المعدل، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب المختص فور استلام النتائج.

هل يُمكن التعايش مع ارتفاع الكوليسترول؟

(نعم) يُمكن التعايش مع ارتفاع الكوليسترول، من خلال تناول الأدوية العلاجية التي تعمل على خفض مستوياته ومنع ارتفاعها، بالإضافة إلى إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة يُمكن أن يُساهم في خفضه والتمتع بصحة جيدة.

في الختام؛ التحكم في الكوليسترول لا يعتمد فقط على الأدوية، بل يبدأ من نمط حياة صحي، وعلى رأسه التغذية السليمة، فكل وجبة صحية تتناولها، وكل عادة غذائية تتبناها، تُحدث فرقًا حقيقيًا في حماية قلبك وشرايينك.

المصادر

اذهب إلى الأعلى