تغذية مرضى النقرس: نظام غذائي يخفف الألم والالتهاب
تلعب تغذية مرضى النقرس دورًا بارزًا في تخفيف الأعراض والحد من حدوثها، حيث يعتقد البعض أنها أمرًا غير ضروريًا ويمكن الاستغناء عنها بالعلاج، وفي الحقيقة يُمكن أن يقوم العلاج بتخفيف الأعراض، ولكن يُمكن أن تتناول بعض الأطعمة والمشروبات التي تجعل أعراض النقرس تتفاقم بشكل سريع ومفاجئ.
وفي هذا المقال، حرصت مختبرات دلتا الطبية على تقديم دليل شامل بدايةً من التعرف على النقرس أسبابه وأعراضه، ووصولاً إلى تغذية مرضى النقرس، إلى جانب الإجابة عن أبرز الأسئلة الشائعة في هذا النحو.
ما هو النقرس؟
قبل أن نتعرف على تغذية مرضى النقرس، لابد أولاً من أن نتعرف على ماهية هذا المرض، الذي يُعد من الأمراض الشائعة لدى الرجال، كما يُعاني منه النساء عند بلوغهن سن اليأس.
ويُعرف النقرس بأنه أحد أنواع التهاب المفاصل، التي تحدث نتيجة ارتفاع حمض اليوريك في الدم، والتي يترتب عليها تخزين الحمض بين المفاصل؛ مما قد يؤدي إلى الشعور بمجموعة من الأعراض التي تؤثر على جودة الحياة، وتفقد البعض القدرة على الوقوف أو الحركة بصورة طبيعية.
وعادةً ما يظهر النقرس بشكل واضح في الإصبع الكبير للقدم، ولكن مع تطوّر الحالة، قد يمتد ليؤثر على مناطق أخرى في الجسم، مثل: (الركبتين، والكاحلين، وكعب القدم، وغيرها من المفاصل).
أسباب النقرس
يُعد الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالبيورين، أحد الأسباب الرئيسية لزيادة حمض اليوريك في الدم؛ مما يؤكد على أهمية تغذية مرضى النقرس بشكل صحيح، وذلك لتجنب المشاكل الصحية، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز هذه الأسباب:
- الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالبيورين: وهو مُركّب طبيعي موجود في خلايا الجسم وبعض الأطعمة، مثل: (اللحوم الحمراء وبعض أنواع الأسماك كالسردين والأنشوجة.
وعند تناول كميات كبيرة من هذه الأطعمة، يقوم الجسم بتكسير البيورين، وتحويله إلى حمض اليوريك، والذي قد يرتفع مستواه في الدم، ويتراكم لاحقًا في المفاصل على هيئة بلورات مُسببة الالتهاب والألم.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالنقرس: إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى (مثل الوالدين أو الإخوة) مصابًا بالنقرس، فهذا قد يزيد من احتمال تطور المرض لديك، وتُشير الدراسات إلى أن العوامل الوراثية، قد تُسهم في زيادة خطر الإصابة.
- استخدام مدرّات البول لفترات طويلة: مُدرّات البول تُستخدم عادةً لعلاج حالات مرضية، مثل: (ارتفاع ضغط الدم)، لكنها قد تؤثر على قدرة الكلى على طرد حمض اليوريك بشكل طبيعي، خاصةً عند استخدامها لفترات مطوّلة.
- بعض الأورام السرطانية وعلاجها: في بعض الحالات، قد تؤدي العلاجات التي تستهدف الأورام إلى تكسير عدد كبير من الخلايا بسرعة؛ مما يُسبب ارتفاعًا مُفاجئًا في مستويات حمض اليوريك في الدم.
- التسمم بالرصاص: رغم ندرة حدوثه، إلا أن التعرض المزمن للرصاص؛ يُمكن أن يُسبب ضعفًا في وظائف الكلى؛ مما يُقلل من قدرتها على التخلص من حمض اليوريك، ويزيد من فرص الإصابة بالنقرس.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن: يعتقد الكثيرون أن ارتفاع ضغط الدم يقتصر تأثيره على القلب والأوعية الدموية، إلا أن استمرار الضغط المرتفع قد يضعف عمل الكلى، فيعيق قدرتها على التخلص من اليوريك أسيد بشكل سليم.
- داء السكري: يمكن للتغيرات الأيضية الناتجة عن مرض السكري، أن تؤثر سلبًا على الكلى؛ مما يُبطئ قدرتها على تنقية الجسم من حمض اليوريك، ويمهد الطريق لتراكمه.
- زيادة الوزن والسمنة: السمنة تُساهم في زيادة إنتاج حمض اليوريك داخل الجسم، وفي نفس الوقت تُقلل من كفاءة الكلى في التخلص منه، مما يُضاعف احتمالية الإصابة بالنقرس.
- أمراض الكلى المزمنة: حين تُصاب الكلى بخلل، مثل: (القصور أو الفشل الكلوي)، فإنها تفقد قدرتها على تصفية الدم من حمض اليوريك، مما يؤدي إلى تراكمه بكميات كبيرة، وحدوث مضاعفات، مثل: (تكوّن حصوات الكلى).
- بعض أنواع الأنيميا المزمنة: في حالات معيّنة من فقر الدم المزمن، قد تتأثر وظائف الجسم عمومًا، بما في ذلك قدرة الكلى على التخلص من حمض اليوريك؛ مما يؤدي إلى ارتفاعه تدريجيًا في الدم.
لذا؛ تُعتبر تغذية مرضى النقرس من أهم الخطوات التي تُساعد في الوقاية من العوامل المُسببة لارتفاع حمض اليوريك في الدم، وتحد من خطر تكرار النوبات المؤلمة.
أعراض مرض النقرس
تُساهم تغذية مرضى النقرس بشكل صحيح وتحت إشراف طبي، في الحد من ظهور الأعراض التالية:
- الإحساس بألم حاد جدًا في المفصل المُصاب، غالبًا ما يكون مصحوبًا بالتهاب، وانتفاخ ملحوظ، واحمرار في الجلد المحيط.
- صعوبة في تحريك المفصل بشكل طبيعي؛ بسبب شدة التورم والالتهاب.
- حدوث ألم وتورم في مفصل الركبة، مع ظهور احمرار حول المنطقة المصابة.
- وفي بعض الحالات، قد ينتشر الألم ليصل إلى أسفل الظهر، أو مناطق أخرى من الجسم.
في حالة الشعور بأي من الأعراض السابقة، فتنصح مختبرات دلتا الطبية، ضرورة استشارة الطبيب المختص على الفور، للوقوف على أسباب هذه الأعراض، والذي عادةً ما يطلب إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية، التي تُساعده في التشخيص لوضع خطة علاجية مُتكاملة.
ما هو الأكل الذي يخفض النقرس؟
يبحث الكثير من المرضى عن إجابة واضحة لسؤالهم المتكرر: ما هو الأكل الذي يخفض النقرس؟ في الواقع، يعتمد تخفيف أعراض النقرس بشكل كبير على اختيار نظام غذائي مناسب، يساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم، وفيما يلي نوضح أهم الأطعمة المسموحة التي يُنصح بها لمرضى النقرس:
-
النشويات
تتميز الكربوهيدرات النشوية، بإحتواءها على كمية قليلة من البيورين الذي يُسبب ارتفاع حمض اليوريك في الدم، ومن أبرز الأطعمة التي تحتوي عليه:
-
- البطاطس.
- الأرز.
- المعكرونة.
- الشوفان.
- الشعير.
-
الفواكه والخضراوات
من المعروف أهمية الفواكه والخضروات في أي نظام غذائي، إلا أن هذه الأهمية تتضاعف في تغذية مرضى النقرس، حيث يوصي بتناول خمس حصص يوميًا مِنهُما، ولكن يجب الإشارة إلى تناول كمية قليلة جدا من الفواكة المالحة، مثل (اليوسفي، البرتقال، والجريب فروت، وغيرهم)، لأنها تحتوي على فيتامين سي الذي يُساعد في زيادة حمض اليوريك في الدم.
-
مشتقات الحليب والالبان
قد يُساهم إدخال بعض منتجات الألبان قليلة الدسم، أو منزوعة الدسم إلى نظام تغذية مرضى النقرس، على خفض مستويات حمض اليوريك في الدم، كما تُعد هذه الاطعمة مصدر مُُهمًا للبروتين، الذي يعوض تجنب الأطعمة التي تحتوي على البيورين.
الجدير بالذكر؛ يُمكن إدخال بعض العناصر الغذائية التالية أيضًا، ضمن نظام التغذية لمرضى النقرس:
- العصائر الطبيعية: مثل: (عصير الكركديه، عصير الكرفس، منقوع الجرجير، ومنقوع الزنجبيل).
- المشروبات الساخنة: الشاي بأنواعه، الشاي الأخضر، والقهوة باعتدال.
- المكسرات والبذور: يمكن تناولها كوجبات خفيفة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة.
- الزيوت النباتية الصحية: مثل: (زيت جوز الهند وزيت الأفوكادو)، يُمكن استخدامهم للطهي أوالسلطات.
- الأعشاب والتوابل: جميع أنواع الأعشاب الطازجة والتوابل الطبيعية مسموحة لدعم النكهة دون التأثير على مستوى حمض اليوريك.
ما هي الأطعمة الممنوعة عن مرضى النقرس؟
ينصح اللأطباء بمجموعة من الأطعمة التي يلزم تجنبها من قبل مرضى النقرس، نظرًا لتأثيرها في زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم، والتي تتمثل في:
الأطعمة الغنية بالدهون والبروتينات الحيوانية: مثل: (اللحوم الدهنية ومشتقاتها).
المشروبات المُحلاة صناعيًا: وتشمل العصائر الجاهزة، والمشروبات الغازية بأنواعها.
الأطعمة التي تحتوي على السكريات المكررة: مثل: (الحلويات التجارية، والمعجنات الجاهزة).
المشروبات الكحولية: ينصح بالامتناع عنها تمامًا.
أعضاء الحيوانات: مثل: (الكبد والكلى)، لاحتوائها على نسب مرتفعة من البيورين.
أسئلة شائعة عن النقرس
يُعد النقرس من الأمراض الشائعة، التي تُثير الكثير من التساؤلات لدى المصابين به ومن حولهم، لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع أبرز هذه الأسئلة والرد عليها فيما يلي، من قبل فريقنا الطبي بكل سهولة وبشكل بسيط:
هل مرض النقرس خطرًا على الصحة؟
في أغلب الحالات، لا يُعتبر مرض النقرس من الأمراض الخطيرة، خاصةً عند اكتشافه مُبكرًا، والالتزام بالعلاج المناسب تحت إشراف الطبيب، ومع ذلك، فإن تجاهل الأعراض، أو إهمال العلاج؛ قد يؤدي إلى مُضاعفات صحية تستدعي الانتباه، من أبرزها:
- تكوّن حصوات بالكلى: عند ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم، قد تتكوّن بلورات تُسمى “اليورات” داخل الكلى، ومع الوقت تتحول إلى حصى بولية مؤلمة.
- ضعف وظائف الكلى: إذا استمر تراكم حمض اليوريك دون تدخل علاجي، فقد يؤثر ذلك على كفاءة الكلى في أداء وظيفتها، ما يزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي.
هل النقرس معدي؟
- (لا) يُصنف النقرس أنه من ضمن الأمراض المعدية.
هل البيض ممنوع لمرضى النقرس؟
- (لا) ليس من ضمن الأطعمة الممنوعة لمرضى النقرس، ولكن يُنصح بتناوله بإعتدال.
في الختام، تذكّر أن لا تقتصر على الامتناع عن بعض الأطعمة فحسب، بل هي أسلوب حياة يساعدك على التحكم في الأعراض والوقاية من المضاعفات الخطيرة، فكلما التزمت بالإرشادات الغذائية السليمة، وحرصت على المتابعة مع الطبيب بانتظام، زادت فرصك في التمتع بحياة أكثر راحة وصحة.