ثبات الوزن: ماذا يعني؟ دليلك الشامل لتجاوزه
يُعد ثبات الوزن من المشاكل الشائعة، التي يواجهها الكثيرون حول العالم، سواء خلال رحلة فقدان الوزن أو حتى أثناء محاولات زيادته؛ مما يُشكل عائقًا نفسيًا وجسديًا، خاصةً مع الالتزام التام بالنظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية.
كل هذا يدفع الكثيرون إلى التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، وكيفية التعامل معها بطرق صحية وآمنة، وفي هذا المقال، سوف نُقدم لكم دليل شامل لكل ما تحتاجون إلى معرفته.
ما هو ثبات الوزن؟
يُعرف ثبات الوزن بأنه مرحلة يتوقف فيها الجسم عن فقدان أو اكتساب الوزن، رغم الالتزام بالعادات الصحية، وعادةً ما يحدث ذلك بعد فترة من الالتزام بالنظام الغذائي أو التمارين المُختلفة، ويكون نتيجة لتكيف الجسم مع التغييرات؛ مما يتسبب في أبطئ عملية الأيض، بالإضافة إلى خفض فعالية النظام المُتبع.
من هم الأكثر عرضة لثبات الوزن؟
رغم أن ثبات الوزن يمكن أن يصيب الجميع، إلا أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة له، خاصةً:
- النساء: نظرًا لامتلاكهن عدة عوامل تُساعد في ذلك، مثل: (التقلبات الهرمونية، والحمل، ومتلازمة تكيس المبايض).
- من يعانون من اضطرابات الغدة الدرقية (القصور أو النشاط).
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية تؤثر على عملية الأيض.
- من لديهم مقاومة للأنسولين، أو خلل هرموني عام.
ما هي أسباب ثبات الوزن الشائعة؟
تختلف أسباب ثبات الوزن من شخص لآخر، وعادةً ما تكون مزيجًا من العوامل الجسدية والهرمونية، وفيما يلي سوف نتعرف على أهم هذه الأسباب:
1. ثبات الوزن مع الكيتو دايت
يُعد الكيتو دايت أحد أنواع الحميات الغذائية الشائعة، التي يحرص الكثيرون على الالتزام بها، لخفض أوزانهم، وعلى الرغم من فاعليته في تحقيق ذلك، إلا أن البعض قد يُلاحظ توقف النزول في الوزن بعد فترة، وعادةً ما يحدث ذلك بسبب:
- تجاوز كمية الكربوهيدرات المسموح بها (أكثر من 50 جم يوميًا).
- قلة البروتين أو زيادة الدهون بشكل مفرط.
- عدم التوازن في العناصر الغذائية.
ولتجنب حدوث مشكلة الثبات، يُنصح بإجراء فحوصات ما قبل الكيتو، التي تشمل مجموعة من التحاليل الطبية الضرورية، مثل: (تحاليل الغدة الدرقية، ومقاومة الإنسولين)، وذلك للتأكد من مناسبة النظام للجسم، والوقاية من حدوث أي تغيرات مُفاجئة خلال اتباعه، كما أن المُتابعة المُنتظمة مع اخصائي التغذية، تُعد من الأمور الهامة.
2. ثبات الوزن أثناء الصيام المتقطع
رغم ثبوت فعالية الصيام المتقطع في إنقاص الوزن، إلا أن هُناك بعض الأخطاء التي قد تُؤدي لمشكلة الثبات، مثل:
- الإفراط في تناول الطعام في ساعات الإفطار.
- اختيار أطعمة غنية بالسكريات أو الدهون الضارة.
- قلة النوم؛ مما يرفع مستويات الكورتيزول ويُقلل الحرق.
- عدم ممارسة الرياضة.
لذا يُنصح بمتابعة النظام مع اختصاصي، وإجراء فحوصات دورية لضمان عدم وجود خلل داخلي يُبطئ من فقدان الوزن.
3. ثبات الوزن مع الرجيم
يُعد من أكثر التحديات التي تُواجه الكثير من الأشخاص خلال رحلة فقدان الوزن، خاصةً مع الالتزام بنظام غذائي لفترة طويلة دون ملاحظة أي تغيير على الميزان، على الرغم من الجهود المبذولة، ومن أبرز الأسباب التي تُساهم في حدوث ذلك:
- انخفاض تناول البروتين؛ مما يُبطئ الأيض.
- قلة شرب المياه: ما يؤدي للجفاف ويُضعف عملية الحرق.
- تناول الطعام أثناء الانشغال (مثل مشاهدة التلفاز).
- قلة النوم أو مواعيد النوم غير المنتظمة.
- عدم ممارسة أي نشاط بدني منتظم.
- الإكثار من الأطعمة الدايت المعالجة.
- ارتفاع استهلاك السكريات والنشويات.
علاقة مقاومة الإنسولين بثبات الوزن
تُُعد مقاومة الإنسولين من الأمراض الصحية الشائعة، التي يُعاني منها الكثيرين، وتتسبب في العديد من المُضاعفات الصحية، إلا أن رغم ذلك لا توجد أي علاقة بينها وبين ثبات الوزن، بل أنها ترتبط أكثر بزيادة الوزن؛ نتيجة قيام الجسم بتخزين الدهون بدلًا من حرقها، بالإضافة إلى زيادة من الشهية؛ مما يُؤثر على نتائج الحمية الغذائية.
ومن الضروري التحكم في مقاومة الإنسولين، سواء عن طريق (النظام الغذائي، أوالنشاط البدني، أوالعلاج إذا لزم الأمر)، وذلك لتجنب مُضاعفاتها المُزعجة.
هل تؤثر الهرمونات على ثبات الوزن؟
(نعم)، تلعب الهرمونات دورًا محوريًا في تنظيم وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك الشهية، ومعدل الأيض، وتخزين الدهون، حدوث أي خلل في توازن بعض الهرمونات، قد يؤدي بشكل مباشر إلى ثبات الوزن أو حتى زيادته، ومن أبرز هذه الهرمونات:
- هرمونات الغدة الدرقية.
- الكورتيزول.
- الإستروجين والتستوستيرون.
- الإنسولين.
لذا، توصى مُختبرات دلتا الطبية، بضرورة إجراء تحليل شامل للهرمونات، للكشف المُبكر عن أي اضطراب في مستوياتها؛ مما يُسهم في تحديد السبب الدقيق وراء ثبات الوزن، ووضع خطة علاجية فعّالة تُناسب حالة كل فرد، تحت إشراف طبي متخصص.
كيف يتم التعامل مع ثبات الوزن طبيًا؟
تُعد الخطوة الأولى لتجاوز ثبات الوزن، والكشف عن أسبابه بشكل دقيق، هي إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية الشاملة، التي تُساعد على تقييم الحالة الصحية العامة، واكتشاف أي خلل في الهرمونات أو نسب العناصر الغذائية، ومن أبرز هذه الفحوصات:
- تحليل الغدة الدرقية (TSH – T3 – T4).
- تحليل الإنسولين الصائم ومؤشر HOMA-IR.
- فحوصات الهرمونات التناسلية والكورتيزول.
- تحليل فيتامين D، B12، والحديد.
توفر مختبرات دلتا الطبية هذه الفحوصات بدقة وسرعة، للمساعدة في بناء خطة علاجية غذائية متكاملة تُناسب الحالة الفردية.
خطوات علاج ثبات الوزن
يُعد الوصول إلى مرحلة ثبات الوزن خلال الرجيم أمرًا شائعًا، وقد يكون مُحبطًا للبعض، لكنه لا يعني نهاية الطريق، بل هو إشارة تدعو للتوقف قليلًا، ومراجعة الأسلوب المُتبع، وربما يحتاج الأمر إجراء بعض التعديلات الصحية، كالآتي:
- مراقبة السعرات الحرارية بدقة: والتعديل عند الحاجة.
- زيادة النشاط البدني: ودمج الكارديو مع تمارين المقاومة.
- تنويع النظام الغذائي: أو التبديل المؤقت لنمط جديد.
- تناول مشروبات تُعزز الحرق: مثل: (الشاي الأخضر، الزنجبيل، القرفة).
- زيادة البروتين والخضروات: لدعم الشبع وتحفيز الأيض.
- الاهتمام بترطيب الجسم: عبر شرب 2–3 لتر من الماء يوميًا.
- تنظيم النوم وتقليل التوتر: لدعم توازن الهرمونات.
- تقليل السكريات والوجبات المصنعة.
- مراجعة الطبيب بانتظام لتقييم التقدم.
- الصبر والتدرج: فالجسم يحتاج وقتًا للتكيّف مع التغييرات.
متى يجب زيارة الطبيب عند ثبات الوزن؟
في حال استمرار الثبات لأكثر من 4 أسابيع دون سبب واضح، أو عند ملاحظة أعراض مُرافقة، مثل: (التعب، اضطرابات الدورة الشهرية، أو تقلبات المزاج)، وفي هذه الحالة، يُنصح بإجراء فحوصات طبية شاملة للكشف عن أي أسباب هرمونية، أو صحية كامنة.
أسئلة شائعة عن ثبات الوزن
ولأن الثبات في الوزن، مُشكلة تُثير الحيرة والقلق لدى الكثير من الأشخاص، خاصةً مع الالتزام بنظام غذائي صارم دون نتائج ملحوظة، تظهر العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى توضيح دقيق، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية، فيما يلي على الإجابة على كافة الاسئلة الشائعة المُتعلقة بهذه المشُكلة، من قبل فريقنا الطبي:
هل ثبات الوزن يعني توقف حرق الدهون نهائيًا؟
- (لا)، فقد يستمر الجسم في حرق الدهون ولكن بمعدل أبطأ بكثير من الطبيعي، أو قد يكون هناك اضطراب مؤقت بين ما تستهلكه من سعرات وما تحرقه؛ ما يؤدي إلى ثبات الرقم على الميزان.
كم تستمر مدة ثبات الوزن عادة؟
- لا توجد مدة مُحددة للثبات، حيث أن الأمر مُختلف من شخص لآخر، لكنها عادةً ما تستمر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وقد تطول في حال وجود أسباب صحية أو أخطاء غذائية غير مُلاحظة.
هل قلة الأكل تُساعد في نزول الوزن بعد الثبات؟
- يختلف الأمر من شخص إلى آخر، حيث أن تقليل السعرات بشكل مفرط قد يؤدي بنتائج عكسية؛ مما يُبطئ الجسم من معدل الأيض كوسيلة للحفاظ على الطاقة، وهو ما قد يؤدي إلى استمرار ثبات الوزن أو حتى زيادته.
هل من الطبيعي تكرار الثبات في الوزن أكثر من مرة؟
- (نعم)، من الشائع أن تحدث أكثر من مرحلة ثبات، خلال برنامج فقدان الوزن، خاصةً مع انخفاض الوزن الإجمالي، ويُعتبر ذلك جزءًا طبيعيًا من رحلة التغيير.
في الختام، مشكلة الثبات في الوزن ليس علامة على الفشل، بل هو إشارة من الجسم، تحتاج إلى فهم دقيق، بإتباع خطة غذائية صحية، ونمط حياة نشط، وتقييم طبي شامل؛ ويمكن تجاوز هذه المرحلة بأمان، واستعادة رحلة التقدم بخطى ثابتة.