دليل شامل عن عسر الطمث: الأسباب والأعراض والعلاج
يُعد عسر الطمث من أكثر المشكلات الصحية الشائعة، التي تُعاني منها العديد من النساء خلال الدورة الشهرية، حيث يُصاحبه آلام وتقلصات، تختلف شدتها من خفيفة إلى شديدة، حسب كل امرأة، وعلى الرغم من أن هذه الآلام غالبًا ما تكون طبيعية، إلا أن بعض الحالات قد تتطلب استشارة طبية، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أسباب تقلصات الحيض، وكيف يمكن تخفيف الأعراض بطرق طبيعية أو دوائية؟.
ما هو عسر الطمث؟
هو مجموعة من الآلام التي تصيب المرأة بمختلف الفئات العمرية، وتحدث عادةً خلال الدورة الشهرية أو في الأيام التي تسبقها، نتيجة انقباضات الرحم أثناء التخلص من بطانته، وينقسم عسر الطمث إلى نوعين رئيسيين، وهما:
-
عسر الطمث الأولي
يُعرف باسم (تقلصات الدورة الشهرية)، وهو مجموعة من التقلصات الطبيعية التي تحدث أثناء الدورة الشهرية، والتي لا ترتبط بأي أمراض أو مشاكل صحية، وعادةً ما تبدأ قبل يوم أو يومين من بداية الحيض، وقد تستمر لمدة 3 أيام، يُرافقها عدد من الأعراض المزعجة.
-
عسر الطمث الثانوي
يحدث بسبب اضطرابات في الجهاز التناسلي، مثل: (التهاب بطانة الرحم، الأورام الليفية، أو بطانة الرحم المهاجرة)، ويتميز هذا النوع بظهور الألم في وقت مبكر من الدورة الشهرية، ويستمر لفترة أطول من التقلصات العادية، كما أنه في الأغلب لا يُرافقه أعراض مؤلمة مثل النوع الأول.
أسباب عسر الطمث
تتساءل كثير من النساء عن أسباب ألم الحيض، وتعتقدن أنها بسبب مشكلة مرضية خطيرة، إلا أن في حقيقة الأمر قد تكون هذه الآلام رد فعل طبيعي للتخلص من بطانة الرحم، وهذا هو الشائع، إلا أن في بعض الأحيان قد تكون إشارة على وجود مشكلة تتطلب مراجعة الطبيب، وفيما يلي سوف نتعرف على كلا النوعين:
أسباب عسر الطمث الأولي
يحدث هذا النوع نتيجة ارتفاع معدل إفراز هرمون البروستاجلاندين (Prostaglandin)، وهي مادة كيميائية مسؤولة عن تنظيم انقباضات الرحم، فعندما تزداد تتسبب في زيادة الانقباضات؛ مما يضغط على الأوعية الدموية وبالتالي ينتج الشعور بالألم والأعراض المزعجة.
وتزداد معدلات هذا الهرمون في اليوم الأول من الدورة الشهرية، ثم تبدأ تلك المعدلات بالانخفاض تدريجيًا مع نهاية أيام الحيض الطبيعية، ويعد هذا النوع من العسر الأشهر لدى الفتيات.
أسباب عسر الطمث الثانوي
كما ذكرنا من قبل أن هذا النوع ناتج عن مجموعة من الاضطرابات في الجهاز التناسلي، والتي تتمثل في الآتي:
- بطانة الرحم المهاجرة: هي مشكلة مرضية، تحدث بسبب نمو أنسجة بطانة الرحم خارجه في أماكن أخرى، مثل: (المبايض وقناة فالوب)، مما قد يُسبب ألمًا شديدًا، خاصةً أثناء الدورة الشهرية، وقد يؤدي إلى العقم.
- مرض التهاب الحوض (PID): هو عدوى تصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية، وعادةً ما تنتج عن عدوى بكتيرية تنتقل جنسيًا، وقد يسبب ألمًا في الحوض، وإفرازات مهبلية غير طبيعية، وحمى، وإذا لم يُعالج، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
- الأورام الليفية الرحمية: يُعرف تليف الرحم بأنه: (نمو غير سرطاني يتشكل داخل الرحم أو على جدرانه)، ويختلف في الحجم، وقد يسبب نزيفًا غير طبيعي، وألمًا في الحوض، وصعوبة في الحمل.
- الحمل خارج الرحم: يحدث عندما ينغرس الجنين خارج الرحم، وغالبًا في قناة فالوب، وهي حالة خطيرة، تُهدد الحياة إذا لم تُعالج سريعًا، إذ يمكن أن تسبب نزيفًا داخليًا شديدًا.
- العدوى أو الأورام في تجويف الحوض: تشمل العدوى البكتيرية أو الفيروسية، التي تؤثر على أعضاء الحوض، وكذلك الأورام الحميدة أو السرطانية التي قد تؤثر على الرحم أو المبايض أو المثانة؛ مما يؤدي إلى أعراض، مثل: (الألم أو النزيف غير الطبيعي).
- ضيق عنق الرحم: هو تضييق غير طبيعي في فتحة عنق الرحم؛ مما قد يؤدي إلى مشاكل في الدورة الشهرية، وصعوبة في الحمل، وألم خلال الحيض.
- تشوهات الرحم: هي عيوب خلقية في شكل أو حجم الرحم، مثل: (الرحم المزدوج أو الحاجز الرحمي)، والتي قد تؤثر على الخصوبة؛ وتزيد من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.
- أكياس المبيض: هي أكياس مليئة بالسوائل تتكون على المبيض، ومعظمها غير ضار وتختفي من تلقاء نفسها، ولكن بعضها قد يسبب ألمًا شديدًا أو يؤثر على الخصوبة.
- مرض كرون: هو مرض التهابي مزمن يصيب الجهاز الهضمي، ويمكن أن يسبب أعراضًا مؤلمة، مثل: (الإسهال المزمن، وآلام البطن، وفقدان الوزن)، وأحيانًا يؤثر على الأعضاء القريبة، مثل: (المثانة أو الأعضاء التناسلية).
- اضطرابات المسالك البولية: تشمل التهابات المسالك البولية، وحصى الكلى، واضطرابات المثانة، مثل: (فرط نشاط المثانة أو السلس البولي)، والتي قد تسبب ألمًا في الحوض أو مشكلات في التبول.
الجدير بالذكر، هُناك مجموعة من العوامل تزيد من خطر الإصابة بعسر الطمث، ومن أبرزها:
- العمر: تُعد الفتيات أقل من 20 عامًا، أكثر عرضة للمعاناة من تشنجات الطمث.
- متلازمة ما قبل الحيض PMS.
- التدخين.
- اضطرابات الدورة الشهرية.
- عدم الإنجاب مسبقًا.
- البلوغ المبكر.
أعراض عسر الطمث
تتنوع أعراض صعوبة الطمث، ما بين تغيرات جسدية ومزاجية، وتختلف شدتها من امرأة إلى أخرى، فقد تعاني بعض النساء من تقلصات خفيفة يمكن تحملها، بينما تواجه أخريات آلامًا حادة تؤثر على أنشطتهن اليومية، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز هذه الأعراض:
- تقلصات في أسفل البطن: تتراوح بين ألم خفيف وتشنجات حادة.
- ألم في أسفل الظهر: يمتد أحيانًا إلى مناطق أخرى من الجسم.
- وجع في الفخذين: بسبب انتشار الألم في الأطراف السفلية.
- الشعور بالتعب والإرهاق: نتيجة التغيرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية.
- انتفاخ البطن: مع الشعور بعدم الراحة أو الامتلاء.
- اضطرابات هضمية: مثل: (الإسهال أو الإمساك).
- الصداع: الذي قد يكون خفيفًا أو شديدًا.
- تقلبات مزاجية: تشمل التوتر، العصبية، أو الشعور بالحزن.
- الغثيان والقيء: خاصة في الأيام الأولى من الدورة.
- التعرق الزائد: بسبب التغيرات في مستويات الهرمونات.
- الدوخة أو الشعور بالدوار: نتيجة فقدان السوائل أو انخفاض ضغط الدم.
- كثرت الحاجة إلى التبول: بسبب تأثير الهرمونات على المثانة.
يُذكر أن، الأعراض السابقة تُعد طبيعية في حالة استجابتها للعلاجات البسيطة المختلفة، ولكن إذا استمرت لمدة تجاوزت يومين فلابد من استشارة الطبيب المختص، لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة والتعرف على أسباب هذه الأعراض.
كيف أعالج عسر الطمث في المنزل؟
تتعدد طرق علاج عسر الطمث، فعادةً لا تحتاج إلى زيادة المستشفى أو الطبيب المختص، بل يُمكن تخفيف الأعراض في المنزل من خلال اتباع مجموعة من الطرق الطبيعية، التي تساعد في تقليل الألم وتحسين الراحة خلال الدورة الشهرية، ومنها:
- استخدام وسادة دافئة: يُساعد وضع الوسادة على مناطق الألم ، مثل: (الحوض، الظهر، أسفل البطن)، على تهدئة التقلصات والحد من شدتها.
- تدليك البطن: يمكن أن يساعد التدليك بحركات دائرية في تخفيف التقلصات، خاصة عند استخدام الزيوت العطرية لتعزيز الاسترخاء.
- الاستحمام بالماء الدافئ: يساهم في تهدئة التشنجات وتقليل الألم، خاصة عند الشعور بعدم الراحة الشديدة.
- ممارسة الاسترخاء أو اليوغا: تُعد تقنيات التأمل واليوجا من الوسائل الفعالة في تقليل التوتر، وتخفيف آلام الطمث.
- الحد من تناول الأطعمة الدسمة: قد تؤدي الأطعمة الغنية بالدهون إلى اضطرابات هضمية؛ مما يزيد من الشعور بالانتفاخ والألم.
- الحد من تناول الكافيين والأطعمة التي تحتوى على نسبة عالية من الملح؛ لتجنب احتباس السوائل داخل الجسم، وزيادة حدة الألم.
علاج عسر الطمث بالأعشاب
تلعب مشروبات الأعشاب الطبيعية دورًا مهمًا في تخفيف آلام الدورة الشهرية، حيث تحتوي على مركبات تساعد في تهدئة التقلصات، وتحسين تدفق الدم، وتقليل الالتهابات، وذلك بفضل خصائصها المهدئة والمضادة للتشنجات، ومن أبرز هذه الأعشاب:
- البابونج.
- النعناع.
- الريحان.
- اليانسون.
- الكراوية.
- الجنزبيل.
- الشمر.
- الشاي الأخضر.
- الحلبة.
- القرفة، ولكن لابد من استشارة الطبيب قبل تناولها، خاصة لدى مرضى القلب، وأمراض الدم.
الجدير بالذكر، تُعد هذه المشروبات بديلًا طبيعيًا للأدوية المسكنة مثل: (الايبروفين، والبنادول، وغيرهم)، حيث تساعد على الاسترخاء، وتهدئة التقلصات وتعزيز الشعور بالراحة خلال فترة الحيض.