طريقة فحص سرطان الثدي: أيهما أدق الفحوصات الذاتية أم التصويرية؟
تُمثل طريقة فحص سرطان الثدي حجر الأساس في مواجهة هذا المرض الشائع بين النساء، سواء كان الهدف من إجراء الفحص تشخيصيًا أو وقائيًا، فكلً منهما يلعب دورًا لا غنى.
ومع تعدد طرق الفحص، قد تتساءل المريضة أو المرأة التي ترغب في الاطمئنان على صحتها، أيهما أفضل وأدق الفحص الذاتي للثدي أم التصويري؟ ومتى يجب أن أقوم بهذه الفحوصات؟ وغيرها من تساؤلات تثير الحيرة والقلق لديهن.
لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية أن يكون هذا المقال دليل شامل لكل ما تحتاجين إلى معرفته، بشأن فحوصات سرطان الثدي، وتوقيت إجراءها والعلامات الدالة على الإصابة وغيرها من معلومات سوف نتعرف عليها فيما بعد.
ما هو سرطان الثدي؟
قبل ان نتعرف عن طريقة فحص سرطان الثدي، لابد أولاًً من أن نتعرف على بعض المعلومات التي تُساعدك على تكوين صورة واضحة بشأن هذا المرض، تُمكنك من ملاحظة أي تغيرات في الثدي، وتُساعدك على اتخاذ القرارات الصحية اللازمة في التوقيت المُناسب.
يُعرف سرطان الثدي بأنه أحد أنواع السرطان التي تنشأ نتيجة نمو غير طبيعي في خلايا وأنسجة الجسم، والتي يترتب عليه ظهور مجموعة من الأعراض التي قد تكون مؤلمة وتؤثر على الصحة العامة، إذا لم تقومي باستشارة الطبيب فورًا.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية سابقًا، أن سرطان الثدي يُعد ثاني أنواع السرطان انتشارًا حول العالم خاصةً عند النساء، وفي عام 2022، بلغت نسبة الإصابة عالميا ما يقرب من 2 مليون و300 ألف سيدة، بينما سجلت نسبة الوفيات نحو 670 امرأة.
ولكن يبقى السؤال الأهم: هل كل تغير في مظهر الثدي يعني سرطان؟ وفي الحقيقة الجواب على هذا السؤال سوف نتعرف عليه فيما يلي بشكل تفصيلي.
ما هو مظهر الثدي الطبيعي؟
يسود اعتقاد خاطئ بين النساء ولا زال راسخًأ في أذهانهن، أن كل تغير في الثدي يعني سرطانًا، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك، فهُناك أسبابًا كثيرة تؤدى إلى تغير في مظهر الثدي، مثل: العدوى، أو انسداد القنوات اللبنية، وغيرها من أسباب.
ويأتي هذا الاعتقاد نتيجة عدم وعي النساء بطبيعة وملمس الثدي، الذي يتكون من مجموعة من الأنسجة الليفية والدهنية والغدية، والتي تُشبه في ملمسها شبكة العنكبوت، حيث تتداخل هذه الأنسجة مع بعضها البعض، ولكن قد يبدو الملمس غير مُتماثل وهذا أمرًا طبيعيًا، فبعض الأماكن قد تبدو أكثر ليونة، وآخرى أكثر صلابة قليلًا.
وهو ما يأخذنا لسؤال آخر: ما هي العلامات الأولى لسرطان الثدي؟ فالتعرف على طبيعة الثدي التي سبق و قمنا بتعريفها، يُساعد في ملاحظة العلامات التي تستدعي القيام بفحص الثدي.
أعراض سرطان الثدي المبكر
يبحث الكثيرون عن طريقة فحص سرطان الثدي، وهما غير مدركين الأعراض الغير طبيعية التي تدل على الإصابة، فالبعض يظن أن أعراض السرطان تكمن في ظهور كتلة في الثدي، ولكن هذا غير صحيح، وفيما يلي نتعرف على أبرز هذه الأعراض:
-
- تورم الغدد الليمفاوية أسفل الإبط: قد يدل على استجابة الجسم لوجود خلايا غير طبيعية.
- ظهور كتلة أو تصلّب داخل الثدي: غالبًا ما تكون غير مؤلم في البداية، لكنه يُعد من أكثر العلامات شيوعًا
- تغيّر في حجم أو شكل الثدي: ملاحظة تضخم، أو تورم غير مبرر، أو اختلاف في الانحناءات الطبيعية لأحد الثديين.
- إفرازات غير طبيعية من الحلمة: خاصة إذا كانت شفافة أو مائلة للدم، دون وجود حمل أو رضاعة.
- احمرار أو حكة مستمرة في الثدي: أو تقشّر في جلد الحلمة والهالة المحيطة بها.
- انكماش الحلمة إلى الداخل أو تغيّر شكلها الطبيعي.
- ألم مستمر في الثدي أو الحلمة: حتى وإن لم يكن شديدًا، يجب عدم تجاهله واستشارة الطبيب فورًا.
ما الفرق بين سرطان الثدي الخبيث والحميد؟
يُساعد التعرف على الفرق بين نوعي الأورام، في طريقة فحص سرطان الثدي، وقد تتساءل كيف ذلك؟ وفي الحقيقة هو أنه في حالة عدم ظهور أي أعراض مُقلقة فيُمكن الاكتفاء بالفحص الذاتي الذي سوف نتعرف عليه فيما بعد، أما في حالة الشعور بكتلة في الثدي أو تحت الأبط فهو أمر يستدعي إجراء الفحوصات التصويرية.
وعلى الرغم من اشتراك الورم الخبيث مع الورم الحميد في كثير من الاعراض، إلا أن هُناك نقاط فرق جوهرية بينهما، تتمثل في الآتي:
- سمات الورم الخبيث: من أبرزها الشعور بكتلة صلبة غير منتظمة الشكل وغير قابلة للتحرك، إلى جانب الأعراض السابقة.
- سمات الورم الحميد: تتمثل في مجموعة من الأعراض التي تشمل:
- كتلة ناعمة أو مطاطية الملمس، يمكن أن تتحرك بسهولة عند الضغط عليها.
- عدم وجود ألم عادةً إلا في بعض الحالات أثناء الدورة الشهرية أو مع تغيّرات هرمونية.
- لا يسبب تغيّرًا في شكل الجلد أو الحلمة.
- نموّ بطيء للكتلة دون انتشار أو تورم في الإبط.
- يختفي الألم أو يقل بمرور الوقت أو بعد تنظيم الهرمونات.
ويبقى السؤال الأهم: متى يجب زيارة الطبيب المختص؟ والجواب هو في حالة مُلاحظة أي تغيير من التغيرات السابقة التي تُشير إلى الورم الحميد أو الخبيث، فيحب مراجعة الطبيب للتعرف على أسباب حدوث ذلك، ووضع خطة علاجية إذا تطلب الأمر.
ما هي طريقة فحص سرطان الثدي؟
بعد أن تعرفنا على كافة المعلومات المُتعلقة بأبرز أنواع السرطان، يبقى من الضروري الحين التعرف على طريقة فحص سرطان الثدي والتي تنقسم إلى الفحص الذاتي، والفحوصات الطبية الأخرى التي تشمل: (التحاليل والأشعة)، وفيما يلي سوف نتعرف على كلً منها:
-
طريقة الفحص الذاتي للثدي
تتم طريقة فحص سرطان الثدي ذاتيًا من خلال مجموعة من الخطوات التالية:
أمام المرآة:
- ابدئي الفحص بالوقوف أمام المرآة وذراعاكِ في وضعٍ مريح إلى جانبيك.
- انظري جيدًا إلى شكل الثديين ولاحظي أي اختلاف في اللون أو الحجم أو مظهر الجلد أو الحلمة.
- بعد ذلك، ارفعي ذراعيكِ إلى الأعلى وتأكدي من أن شكل الثديين طبيعي، ولا توجد أي تغيّرات غير معتادة.
أثناء الاستحمام:
- يُعد وقت الاستحمام من أنسب الأوقات لإجراء الفحص الذاتي، لأن الماء يُساعد على سهولة انزلاق الأصابع فوق الجلد.
- مرري أطراف أصابعكِ بلطف بحركات دائرية صغيرة، وابدئي من الأطراف الخارجية للثدي متجهة نحو الحلمة.
- غيري ضغط الأصابع بين الخفيف والمتوسط، لتتمكّني من ملاحظة أي كتلة صغيرة أو منطقة صلبة غير مألوفة.
أثناء الاستلقاء:
- استلقي على ظهركِ وضعي وسادة صغيرة تحت الكتف الأيمن عند فحص الثدي الأيمن (ثم بدّلي الجهة للفحص الآخر).
- باستخدام يدكِ المقابلة، حرّكي أصابعكِ برفق من عظمة الترقوة حتى منطقة الإبط، لتتأكدي من فحص كامل الثدي بدقة.
- كرري الخطوات نفسها للثدي الآخر، ولاحظي أي تغيّر أو كتلة غير طبيعية.
وتنصح مختبرات دلتا الطبية بعدم القيام بهذا الفحص، إلا بعد عدة أيام من انتهاء أيام الحيض، وذلك حتى يكون الثدي عاد إلى طبيعته.
-
فحوصات السرطان الأخرى
يُعد الفحص الذاتي إجراء طبيًا أوليًا للكشف المُبكر عن سرطان الثدي، ولكن هُناك مجموعة من الفحوصات الطبية التي تُعد أكثر دقة في الكشف عنه، والتي تتمثل في الآتي:
-
اختبارات الدم
عادةً ما تكون الإجراء الطبي الأولي للكشف والتشخيص عن سرطان الثدي، وذلك من خلال القيام ببعض التحاليل الطبية التي تبحث عن وجود مؤشرات السرطان في الدم، مثل:
- اختبارات مستقبلات الهرمونات: لتحديد ما إذا كانت خلايا الورم تعتمد على الهرمونات في النمو.
- اختبار HER2: للكشف عن وجود بروتين HER2 الزائد الذي يُعد مؤشرًا على نوع أكثر عدوانية من سرطان الثدي.
ويُمكن إجراء هذه الفحوصات من خلال مختبرات دلتا الطبية التي توفر باقة خاصة بمؤشرات الأورام، تتضمن مجموعة الفحوصات الاستكشافية للسرطان، ولمزيد من المعلومات يُمكنكم الضغط هنا، أو التواصل مع خدمة العملاء عبر الجوال أو تطبيق الواتساب على الرقم التالي: 920022723.
-
الفحوصات التصويرية
تتعدد أنواع الفحوصات التصويرية للكشف وتشخيص السرطان، والتي تتمثل في الآتي:
-
تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموجرام)
يُعتبر الماموجرام الفحص الأساسي، والأكثر شيوعًا في الكشف المبكر عن أورام الثدي، يُظهر صورًا دقيقة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد لأنسجة الثدي؛ وهو ما يُساعد على اكتشاف الكتل الصغيرة أو التكلسات الدقيقة التي يصعب ملاحظتها بالفحص اليدوي.
ورغم أنه الفحص الأولي للكشف عن السرطان، إلا أن بعض النساء قد يحتجن إلى فحوصات إضافية مثل: (الموجات فوق الصوتية)، خاصةً في الحالات التي تكون فيها أنسجة الثدي كثيفة؛ مما يجعل الصور أقل وضوحًا.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
تُستخدم الموجات فوق الصوتية عادة كفحص مكمل للماموجرام، وتتميز بأنها آمنة وغير مؤلمة، ويساعد هذا الفحص الطبيب على تحديد موقع الورم بدقة وقياس أبعاده، كما يُساهم في التمييز بين الأورام الصلبة والأكياس المملوءة بالسوائل، وهي خطوة مهمة لتحديد نوع المشكلة وطبيعتها.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يُعد الرنين المغناطيسي للثدي من أدق الوسائل في تقييم أورام الثدي الخبيثة، إذ يعتمد على الموجات المغناطيسية وصبغة خاصة تُظهر تفاصيل دقيقة للأنسجة الداخلية، ويُستخدم عادة في الحالات التي يصعب تفسير نتائج الأشعة الأخرى فيها، أو عندما يُراد تقييم:
- الأورام الصغيرة جدًا غير الظاهرة في الفحوصات السابقة.
- مدى انتشار الورم داخل أنسجة الثدي أو إلى الثدي المقابل.
الخزعة (Biopsy)
تمثل الخزعة المرحلة النهائية لتأكيد التشخيص، إذ يقوم الطبيب بأخذ عينة صغيرة من أنسجة الثدي، وفحصها تحت المجهر لتحديد نوع الخلايا ودرجة نشاطها، ومن خلال نتائج الخزعة، يمكن تحديد نوع الورم (حميد أو خبيث) ووضع خطة علاجية دقيقة ومناسبة لكل مريضة.
في الختام؛ في النهاية، طريقة فحص سرطان الثدي ليست مجرد وسيلة للكشف عن المرض، بل هي خطوة أساسية للحفاظ على صحة كل سيدة، للوقاية من المرض والاطمئنان المُبكر.








