علاج إمساك الأطفال: طرق طبيعية وأدوية آمنة حسب العمر
تُعد صعوبة التبرز لدى الأطفال من أبرز التحديات الصحية التي يتعرضون إليها، مُنذُ اليوم الأول من الولادة، وهو الأمر الذي يثير قلق الأمهات، ويدفعهن إلى البحث عن كيفية علاج إمساك الأطفال؟
وتعتبر مشكلة الإمساك أكثر تعقيدًأ خاصةً عند حديثي الولادة، والرضع في مرحلة ما قبل إدخال الطعام الصلب، ومن هذا المنطلق، حرصت مختبرات دلتا الطبية أن يكون هذا المقال دليل شامل للتعرف على ماهية الإمساك وأسبابه وسُبل علاجه بالطرق الطبيعية والدوائية حسب عمر الطفل.
ما هو الإمساك عند الأطفال؟
قبل أن نتعرف على علاج إمساك الأطفال، لابد أولا من التعرف على ماهية هذه الحالة الصحية الشائعة عند صغار السن، ويُعرف الإمساك بأنه: (تراجع غير طبيعي في عدد مرات الإخراج عند الطفل على غير المعتاد، أو تحول البراز إلى صلب؛ مما يجعل الطفل يواجه صعوبة في خروجه).
وتواجه أمعاء الأطفال مجموعة من التغيرات على حسب عمر الطفل، ابتدأ من سن الرضاعة، ووصولا لمرحلة إدخال الطعام، فبعد الولادة من الطبيعي أن تصل عملية التبرز عند الرضيع نحو 4 مرات يوميًا، وقد تكون أزيد حسب عدد الرضعات.
ومع تقدم العمر تبدأ مرات الإخراج بالتناقص، فخلال عمر السنتين إلى 4 سنوات، قد يتراوح معدل التبرز من مرة إلى مرتين يوميًا، وكلما زاد العمر كلما تقل مرات الإخراج لتصل إلى مرة واحدة كل يوم أو يوم بعد يوم حسب طبيعة الجهاز الهضمي.
ولابد من الإشارة إلى أن الإمساك عند الأطفال لا يعتبر مرضًا، بل عادةً ما يكون عرضًا أو مؤشرًا على وجود مشكلة صحية لدى الطفل، تتطلب الأهتمام والمراجعة الطبية، للتعرف على سبب حدوثها.
أنواع إمساك الأطفال
يعتمد علاج إمساك الأطفال على تحديد مجموعة من العوامل مثل: (نوعه، وسببه)، حيث يُساعد ذلك في وضع خطة علاجية محكمة تُساعد على التخلص من مشكلة صعوبة الإخراج، وفيما يلي نتعرف على الأنواع الرئيسية للإمساك عند الأطفال:
أولا نوع الإمساك حسب المدة
ينقسم إمساك الأطفال حسب النوع، إلى قسمين وهما:
- الإمساك الحاد: تتراوح مدته من أيام إلى أسبوع بحد أقصى.
- الإمساك المزمن: تستمر مدته من أسابيع إلى بضعة أشهر.
ثانيًا نوع الإمساك حسب سبب حدوثه
ينقسم أيضًا إلى نوعين ولا يقل أي أهمية عن نوع الإمساك حسب المدة، بل أن كلاهما مُكمل لبعضهم البعض، وفيما يلي نتعرف على أنواعه:
الإمساك الوظيفي: يُعد النوع الأكثر شيوعًا لصعوبة التبرز، حيث يحدث عادةً نتيجة إصابة الطفل بعدوى هضمية أو اضطراب حركة الأمعاء.
الإمساك العضوي: يُعرف باسم (الإمساك الثانوي)، وهو نوع يحدث نتيجة مشكلة في أحدى أعضاء الجسم، مثل: (الغدة الدرقية)، أو الآثار الجانبية لأحدى الأدوية.
وبعد أن تعرفنا على أنواع إمساك الأطفال قد يتبادر سؤال في ذهن الأمهات: ما هي المدة الطبيعية لعدم التبرز عند الأطفال؟ وفي الحقيقة الجواب على هذا السؤال يعتمد على عمر الطفل ونظامه الغذائي، ولكن عادةً ما تتراوح بين يومين إلى أسبوع بحد أقصى.
كيف أعرف أن طفلي مُصاب بالإمساك؟
تختلف أعراض الإمساك من طفل إلى آخر، كما يُمكن أن تلاحظِ إصابته بصعوبة في التبرز إذا كان حديثي الولادة، ولكن مع التقدم في العمر قد يكون الأمر ليس واضحًا بشكل كبير، ولكن قد تظهر بعض العلامات على الطفل تدل على وجود مشكلة في الإخراج مثل:
- قلة عدد مرات التبرز: عادةً ما يظهر الإمساك عند تبرز الطفل أقل من ثلاث مرات في الأسبوع.
- البراز الصلب والجاف: قد يكون البراز شديد الصلابة والجفاف؛ مما يجعل مروره صعبًا ومؤلمًا.
- الألم أثناء التبرز: يشكو بعض الأطفال من صعوبة أو ألم عند محاولتهم إخراج البراز.
- انخفاض الشهية: يفقد الطفل رغبته في تناول الطعام؛ نتيجة تراكم البراز والشعور بالامتلاء.
- انتفاخ البطن وتشنجات: قد يعاني الطفل من انتفاخ أو مغص متكرر، وأحيانًا يعبّر عن ذلك بالقول إنه يشعر بألم في بطنه.
- آلام المعدة مع غثيان: يشعر الطفل أحيانًا بالغثيان أو بألم في المعدة، وغالبًا ما تتحسن هذه الأعراض بعد التبرز.
- تشقق الشرج أو وجود دم في البراز: يمكن أن يؤدي الإمساك المزمن إلى حدوث شقوق صغيرة في منطقة الشرج، ما يسبب نزول دم مع البراز.
- بقايا براز على الملابس الداخلية (سلس البراز الفائض): في بعض الحالات، قد يظهر أثر لبراز سائل أو طري في الملابس الداخلية للطفل؛ نتيجة تسربه حول البراز الصلب المتراكم في المستقيم.
- محاولة حبس البراز: قد يحاول الطفل مقاومة التبرز، وتظهر دلائل ذلك من خلال شد الأسنان، احمرار الوجه أو تقاطع الساقين.
إذا لاحظتِ أي من هذه العلامات على طفلك، فلا تترددي في استشارة الطبيب المختص، لكي يُساعدك في وصف الأدوية المُناسبة لعلاج إمساك الأطفال.
أسباب الإمساك عند الأطفال
لكي يستطيع الطبيب وصف علاج إمساك الأطفال، لابد أولاً من التعرف على أسباب حدوث ذلك، وتحديد الأدوية أو الطرق العلاجية المُناسبة لمنع تكراره، ومن أبرز أسباب صعوبة التبرز عند الأطفال:
النظام الغذائي
التغذية تلعب دورًا أساسيًا في صحة الأمعاء، ومن أهم العوامل الغذائية المسببة للإمساك:
- الانتقال من الرضاعة الطبيعية إلى الحليب الصناعي.
- إدخال الأطعمة الصلبة مبكرًا.
- قلة تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل: (الخضروات والفواكه).
- قلة شرب الماء أو السوائل بشكل عام.
- الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو الوجبات السريعة.
تجنب الذهاب إلى الحمام
قد يتعمد الطفل حبس البراز أو تجاهل رغبته في التبرز لأسباب متعددة، مثل:
- الانشغال باللعب أو مشاهدة التلفاز.
- الشعور بالحرج من استخدام الحمام خارج المنزل أو في المدرسة.
- الخوف من الألم الناتج عن إخراج براز صلب.
قلة النشاط البدني
رغم أن الأطفال غالبًا يتميزون بالحركة والنشاط، إلا أن بعضهم قد يقضي وقتًا طويلاً أمام الشاشات أو ألعاب الفيديو دون حركة، ما يؤدي إلى ضعف تحفيز حركة الأمعاء وزيادة احتمالية الإمساك.
صعوبات التدريب على الحمام
التدريب المبكر على استخدام الحمام أو الضغط النفسي من الأهل، قد يدفع الطفل لرفض التبرز أو كتم رغبته في دخول الحمام)، وهو ما يُساهم في تفاقم الإمساك.
التغيرات في الروتين اليومي
أي تغيير في حياة الطفل قد ينعكس على حركة أمعائه، مثل: (السفر، بدء الدراسة، تغير الطقس أو حتى التوتر الناتج عن مواقف جديدة كقدوم مولود جديد للأسرة.
الأسباب المرضية
في بعض الحالات يكون الإمساك عرضًا لمشكلة صحية كامنة، تتطلب المتابعة الصحية مثل:
- قصور الغدة الدرقية.
- تشوهات خلقية في الجهاز الهضمي.
- حساسية حليب الأبقار أو بعض الأطعمة.
- أمراض التمثيل الغذائي مثل السكري.
- مرض السيلياك (حساسية القمح).
- مشكلات في الجهاز العصبي مثل: (الشلل الدماغي).
- تناول بعض الأدوية كالمكملات الحديدية، مضادات الحموضة المحتوية على الكالسيوم أو أدوية الصرع والاكتئاب.
علاج إمساك الأطفال
تطرح الكثير من الأمهات العديد من التساؤلات مثل: كيف اساعد أبني على خروج البراز؟ ما هو أسرع ملين للإمساك عند الأطفال؟ وغيرها من تساؤلات، ولكن يعتمد علاج إمساك الأطفال على تحديد عدة عناصر أولية قبل وصف اي علاج، مثل:
- السن.
- سبب الإمساك.
وبعد التعرف على هذه العناصر يتم تحديد العلاج المُناسب ولكن عادةً لا يحتاج الأطفال إلى الأدوية العلاجية، إلا في حالات الإمساك المزمن، وفيما يلي نتعرف على أهم طرق علاج الإمساك لدى الأطفال بشكل آمن:
علاج إمساك الأطفال في المنزل
لا يُشكل الإمساك أي خطورة إذا كان غير مزمن، أي مؤقتًا؛ مما يعني أنه يُمكن علاجه في المنزل بطرق طبيعية وآمنة، ولكن لابد من الإشارة إلى أن الطرق التالية تعتمد على عمر الطفل، ويمتنع استخدامها لدى حديثي الولادة:
- الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية: مثل: الخضروات الطازجة، الفواكه مثل (التفاح، الكمثرى، البرقوق)، والحبوب الكاملة كالخبز الأسمر والشوفان.
- الإكثار من شرب الماء والسوائل: حيث تسُاعد على تليين البراز مما يُساهم في سهولة خروجه.
- قيام الطفل بنشاط بدني: يُساعد على تحريك الأمعاء ودفعها للتخلص من فضلات الطعام.
- التدليك والتمارين البسيطة للرضع: في حالة الرضع، يمكن للأم القيام بتدليك البطن بحركات دائرية لطيفة أو تحريك ساقي الطفل بطريقة تشبه ركوب الدراجة؛ مما يُساهم في تنشيط الأمعاء وتخفيف الإمساك.
كما يُمكن إعطاء الطفل بعض مشروبات الأعشاب التي تُساعد على ضبط حركة الأمعاء وتنظيم عملية الإخراج، ومن أبرز الأعشاب التي تستخدم لعلاج الإمساك:
- البابونج.
- الحلبة.
- الشمر.
- اليانسون.
- الكراوية.
علاج إمساك الأطفال بالأدوية
في حالة عدم حدوث أي تحسن في الإمساك، خاصةً المزمن، قد يصف الطبيب المختص بعض الأدوية العلاجية المعروفة باسم المليانات، لكي تُحفظ الأمعاء على التخلص من الفضلات، مثل:
- ميتاميوسيل.
- سيتروسيل.
- تحاميل الجليسيرين.
- الحقنة الشرجية: قد يصفها الطبيب للأطفال في كخيار علاجي أخير.
علاج إمساك الأطفال الرضع
عند تعرض الرضيع لأي مشكلة صحية، يكون من الصعب التعامل معها، نظرًا لصعوبة استخدام الأساليب العلاجية المعتادة معه، وذلك لصغر سنه، ولكن إذا كان يُعاني من الإمساك، فيُمكن علاجه باستخدام بعض الخطوات مثل:
- زيادة عدد الرضعات الطبيعية: إذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية بشكل أساسي، يُفضل إرضاعه بمعدل أكبر، حيث يساعد حليب الأم على ترطيب جسم الرضيع وتليين الأمعاء.
- التحضير السليم للحليب الصناعي: في حال كان الطفل يتغذى على الحليب الصناعي، يجب التأكد من تحضيره وفق التعليمات الصحيحة، إذ إن تقليل كمية الماء مقارنة بالمسحوق قد يؤدي إلى صلابة البراز، وزيادة احتمالية حدوث الإمساك.
- تمارين الساقين: تحريك ساقي الرضيع بلطف في وضعية تشبه “ركوب الدراجة” يساعد على تنشيط حركة الأمعاء وتحفيز الإخراج.
- تدليك البطن: يُنصح بتدليك بطن الرضيع بحركات دائرية لطيفة؛ مما يساهم في تخفيف التشنجات، وتحفيز حركة الجهاز الهضمي.
- الحمام الدافئ: يمكن أن يساعد الاستحمام بماء دافئ على استرخاء عضلات البطن لدى الرضيع، وبالتالي تسهيل عملية الإخراج.
في الختام؛ يُمكن القول إن علاج إمساك الأطفال يعتمد بالدرجة الأولى على تحديد السبب المؤدي إلى هذه المشكلة، لذا من الضروري الانتباه إلى أن استمرار الإمساك لفترة طويلة أو ظهور أعراض مقلقة، يستدعي استشارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة بدقة وتحديد العلاج الأنسب.
المصادر
الإمساك عند الأطفال | Constipation in Children