فحص إنزيم الكبد GGT : دليل شامل للنسب الطبيعية والأسباب المرضية
هل تعلم أن فحصًا بسيطًا للدم يمكن أن يكشف عن صحة كبدك حتى قبل ظهور الأعراض؟ فحص إنزيم الكبد GGT، أو جاما جلوتاميل ترانسفيراز، هو أحد المؤشرات الحيوية المهمة التي يعتمد عليها الأطباء؛ لتقييم وظائف الكبد والكشف عن أي اضطرابات في القنوات الصفراوية. في هذا المقال، سوف نستعرض جميع تفاصيل فحص إنزيم GGT: أهميته ودلالاته الطبية.
ما هو فحص إنزيم الكبد GGT ؟
يُعد فحص إنزيم الكبد GGT اختصارًا لـ Gamma Glutamyl ،Transferase وهو أحد الفحوصات الطبية التي تقيس مستويات هذا الإنزيم في الدم.
إنزيم GGT أو ناقلة الببتيد جاما جلوتاميل هو بروتين يعمل على تسريع التفاعلات الكيميائية في الجسم، ويوجد بشكل أساسي في الكبد ضمن إنزيمات الكبد، كما يتواجد بنسب أقل في أعضاء أخرى.
يؤدي تعرض الكبد أو القنوات الصفراوية لأي تلف إلى تسرب إنزيم GGT إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته؛ مما يُعد مؤشرًا على الإصابة بأمراض الكبد أو انسداد القناة الصفراوية.
متى يطلب الطبيب فحص إنزيم الكبد GGT ؟
يطلب الطبيب إجراء فحص إنزيم GGT في حالات الاشتباه بوجود مشكلات في الكبد أو القنوات الصفراوية، خاصة إذا كنت تعاني من أعراض قد تدل على أمراض الكبد، مثل:
- التعب والضعف العام: حيث يشعر الشخص بالإرهاق بدون سبب واضح.
- اليرقان: وهو اصفرار الجلد، وبياض العينين؛ نتيجة تراكم البيليروبين في الدم.
- فقدان الشهية: عادة ما يكون مصحوبًا بنقص ملحوظ في الوزن.
- ألم أو تورم في البطن: خاصة في الجزء العلوي الأيمن، حيث يوجد الكبد.
- الغثيان والقيء المتكرر.
- الحكة الشديدة: والتي تنتج عن تراكم الأحماض الصفراوية في الجسم.
علاوة على ذلك، يُستخدم هذا الفحص لمراقبة استهلاك الكحول لدى المدمنين في مرحلة التعافي؛ حيث يرتفع إنزيم GGT بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يستهلكون الكحول بكثرة.
إذا كانت نتائج اختبار الفوسفاتاز القلوي (ALP) مرتفعة، فقد يطلب الطبيب إجراء فحص إنزيم GGT للحصول على معلومات إضافية تساعد في تحديد السبب وراء هذا الارتفاع.
النسب الطبيعية لإنزيم GGT في الدم
يُمكننا اعتبار مستويات إنزيم GGT في الدم طبيعية إذا كانت أقل من 50 وحدة/ لتر، ولكن من المهم ملاحظة أن هذا الرقم ليس ثابتًا، بل قد يختلف قليلًا حسب كل المختبر؛ لذا من الضروري قراءة النسب في تقرير النتائج ومقارنتها بالقيم المرجعية للمختبر.
يجب عليك معرفة أن مستويات إنزيم GGT قد تختلف بشكل طبيعي بين الأفراد، فعادةً ما تكون أعلى قليلًا لدى الرجال مقارنة بالنساء، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتغير مستويات GGT مع التقدم في العمر، حيث تكون مرتفعة عند حديثي الولادة ثم تنخفض تدريجيًا خلال الطفولة، قبل أن تستقر عند البالغين.
يجب زيارة الطبيب إذا كانت نتائج فحص إنزيم الكبد GGT لديك خارج النطاق الطبيعي؛ لتوضيح ما تعنيه نتائج التحليل، وتحديد ما إذا كنت بحاجة لمتابعة إضافية أو خطة علاجية.
أسباب ارتفاع إنزيم GGT
عندما تكون مستويات إنزيم GGT أعلى من المعدل الطبيعي، فقد يشير ذلك إلى وجود اضطراب ما في الكبد، لكن هذا الارتفاع وحده لا يحدد السبب بدقة، لذلك؛ يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوصات إضافية لتأكيد التشخيص، كما تشمل أبرز أبرز أسباب ارتفاع قيم فحص إنزيم الكبد GGT ما يلي:
- التهاب الكبد: يشمل التهاب الكبد الفيروسي (مثل: التهاب الكبد من النوع A أو B أو C)؛ حيث يتضرر نسيج الكبد مما يؤدي إلى تسرب إنزيم GGT نحو الدم.
- تليف الكبد: وهو حالة متقدمة من أمراض الكبد تحدث عندما تتشكل ندوب في أنسجة الكبد؛ مما يؤثر على وظائفه.
- الرُّكود الصَّفراوي (cholestasis): يحدث نتيجة انسداد القنوات الصفراوية؛ ما يمنع تدفق العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء، مسببًا ارتفاع إنزيم GGT في الدم.
- مرض الكبد الكحولي: يتسبب الإفراط المزمن في شرب الكحول في تلف الكبد؛ مما يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في مستويات GGT.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD): وهو تراكم الدهون في الكبد لدى الأشخاص الذين لا يستهلكون الكحول؛ حيث يرتبط ذلك المرض بالسمنة أو كأحد مضاعفات السكري.
- عدم وصول الدم إلى الكبد: يحدث ذلك بسبب الجلطات؛ مما يؤدي إلى تلف الأنسجة وتسرب إنزيم GGT.
- أورام الكبد: تؤدي كلًا من الأورام الحميدة، والخبيثة إلى ارتفاع مستويات GGT في الدم؛ نتيجة التأثير المباشر على أنسجة الكبد أو انسداد القنوات الصفراوية.
إلى جانب أمراض الكبد، هناك عوامل أخرى قد تسبب ارتفاع مستويات فحص إنزيم الكبد GGT، مثل:
- تناول بعض الأدوية: فمثلًا (أدوية الصرع، أو المضادات الحيوية التي تؤثر على الكبد).
- الإفراط في تناول الكحول: والذي يؤثر بشكل مباشر على الكبد.
هل ارتفاع GGT خطير ؟
لا يُعد ارتفاع قيم فحص إنزيم الكبد GGT مرضًا، بل هو مؤشر بيولوجي على وجود مشكلة صحية، وغالبًا ما يرتبط باضطرابات وظائف الكبد أو أمراض القنوات الصفراوية، وتختلف معدلات الخطورة تبعًا للآتي
أولًا: الارتفاع الطفيف
قد يكون الارتفاع البسيط في مستويات GGT ناتجًا عن عوامل مؤقتة وغير خطيرة، وبزوال تلك العوامل تعود المؤشرات إلى قيمها الطبيعية.
على سبيل المثال: (التهاب الكبد الحاد من النوع A، أو تعاطي جرعة كبيرة من الكحول)
ثانيًا: الارتفاع المتوسط إلى الشديد
إذا كانت مستويات GGT مرتفعة بشكل ملحوظ، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود اضطراب أكثر خطورة، مثل:
- التهاب الكبد الكبد الفيروسي المزمن من النوع (B أو C).
- تليف الكبد.
- الركود صفراوي بسبب انسداد القنوات الصفراوية؛ مما يؤدي إلى تراكم العصارة الصفراوية في الكبد.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) في مراحله المتأخرة.
- اضطراب تعاطي الكحول؛ حيث يؤدي الإفراط في شرب الكحول على المدى الطويل إلى تلف أنسجة الكبد وارتفاع GGT.
هل فحص GGT يحتاج صيام ؟
عادةً لا يتطلب فحص إنزيم الكبد GGT (ناقلة الببتيد جاما جلوتاميل) الصيام قبل سحب عينة الدم، ولكن هناك بعض التحضيرات المهمة التي قد يوصي بها الطبيب؛ للحصول على نتائج دقيقة مثل:
- الامتناع عن تناول الكحول لمدة 24 ساعة على الأقل قبل الفحص؛ لأن تناول الكحول -حتى ولو بكميات صغيرة- يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في مستويات إنزيم GGT؛ مما يؤثر على دقة النتائج.
- إبلاغ مقدم الرعاية الصحية عن أي أدوية أو مكملات غذائية تتناولها؛ حيث تؤثر بعض الأدوية على نتائج الفحص، فمثلًا: بعض المضادات الحيوية (الفلوروكينولات)، والمكملات العشبية.
- عدم التوقف عن الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب خاصة الأدوية المُستخدمة في علاج الأمراض المزمنة مثل: أمراض القلب.
علاج ارتفاع إنزيم Gamma Glutamyl Transferase
يعتمد علاج ارتفاع إنزيم GGT على معالجة السبب الكامن وراء هذا الارتفاع؛ حيث يعتبر ارتفاع إنزيم GGT مؤشرًا على وجود مشكلة صحية، خاصة في الكبد أو القنوات الصفراوية، وتعتمد طرق العلاج على:
- تحديد نوع اضطراب الكبد.
- التوقف عن تناول الكحول والتدخين.
- تعديل جرعة بعض الأدوية مثل: أدوية الصرع، والتي تسبب ارتفاع مستويات إنزيم GGT.
أسئلة شائعة حول فحص إنزيم GGT
ما أهمية فحص إنزيم الكبد GGT ؟
يساعد فحص ناقلة الببتيد جاما جلوتاميل الأطباء على الوصول إلى تشخيص أدق، ووضع خطة علاجية فعالة بناءً على السبب الكامن وراء اضطرابات الكبد، حيث يُستخدم في عدة حالات، منها:
تشخيص أمراض الكبد: يساعد الفحص في الكشف عن المشكلات المرتبطة بالكبد، مثل التهاب الكبد أو تليف الكبد.
التمييز بين أمراض الكبد واضطرابات العظام: في حال ارتفاع الفوسفاتاز القلوي (ALP)، يُساعد قياس GGT في تحديد ما إذا كان السبب يعود إلى مرض في الكبد أو مشكلة في العظام، حيث ترتفع مستويات GGT في أمراض الكبد لكنها تبقى طبيعية في اضطرابات العظام.
مراقبة اضطراب تعاطي الكحول (AUD): يُستخدم اختبار GGT لتقييم استهلاك الكحول، حيث تؤدي الإفراط في شرب الكحول إلى زيادة ملحوظة في مستويات هذا الإنزيم، وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب تعاطي الكحول من ارتفاع مستمر في قيم GGT.
متى نقلق من ارتفاع إنزيم الكبد GGT ؟
يُعد ارتفاع إنزيم GGT عن 50 وحدة/ لتر مؤشرًا يستدعي القلق، فبالرغم من أن ارتفاع GGT وحده لا يحدد السبب بدقة، إلا أنه قد يشير إلى وجود مشكلة في الكبد أو القنوات الصفراوية، مثل: (تليف الكبد، أو التهاب الكبد الحاد)
لذلك، يجب استشارة الطبيب على الفور إذا تجاوزت نتائج فحص إنزيم الكبد GGT عن 50 وحدة /لتر، وحينها سيقوم الطبيب بتقييم الحالة من خلال عدة إجراءات منها:
- طلب بقية فحوصات وظائف الكبد مثل: (فحص AST، فحص ALP، وفحص ALT).
- مراجعة التاريخ الطبي.
- إجراء فحوصات تصويرية مثل: (الأشعة السينية).
هل ارتفاع GGT يدل على أمراض الكبد ؟
في أغلب الأحيان، يرتبط ارتفاع إنزيم ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل (GGT) بوجود مشكلة في الكبد أو القنوات الصفراوية، لكن نتائج الفحص وحدها لا تستطيع تحديد السبب الدقيق وراء هذا الارتفاع.
لذلك؛ يعتمد الأطباء على مقارنة نتائج فحص إنزيم الكبد GGT مع نتائج اختبار الفوسفاتاز القلوي (ALP)، وهو إنزيم يرتفع في حالات أمراض الكبد واضطرابات العظام؛ للمساعدة في تحديد ما إذا كان هناك مشكلة في الكبد.
- إذا كانت النتائج تشير إلى ارتفاع ALP وارتفاع GGT؛ فهذا ما يشير إلى وجود اضطراب في الكبد.
- أما إذا كانت النتائج تشير إلى ارتفاع ALP مع GGT طبيعي أو منخفض، فهذا ما يشير إلى حدوث اضطراب في العظام.
هل يتوفر فحص إنزيم الكبد GGT في مختبرات دلتا ؟
نعم، توفر مختبرات دلتا فحص إنزيم GGT، سواءً بشكل منفرد أو ضمن باقة وظائف الكبد، والتي تضم مجموعة من التحاليل المتكاملة؛ لتقييم صحة الكبد بدقة.
لإجراء الفحص يمكنك زيارة أحد فروع مختبرات دلتا المنتشرة في المملكة العربية السعودية، أو طلب خدمة السحب المنزلي المجانية؛ حيث يأتي فريق متخصص إلى منزلك لإجراء الفحص بكل راحة وأمان.
