فحص الدهون الثلاثية: المعادلات الطبيعية وأسباب الارتفاع
هل تعلم أن ارتفاع الدهون الثلاثية قد يكون علامة تحذيرية لمشكلة صحية خطيرة؟ يُعتبر فحص الدهون الثلاثية أحد الأدوات المهمة التي تساعدك في اكتشاف هذه المشكلة مبكرًا، واتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية منها، وفي هذا المقال سوف نستعرض ما هي الدهون الثلاثية؟ وما أسباب ارتفاعها؟ وكيفية تفسير نتائج الفحص.
ما هو اسم فحص الدهون الثلاثية؟
الدهون الثلاثية هي نوع من الدهون الموجودة في الدم، والتي يستخدمها الجسم كمصدر رئيسي للطاقة، وتُخزن الدهون الثلاثية في الخلايا الدهنية؛ حتى يستخدمها الجسم عند الحاجة إليها من أجل إنتاج الطاقة بين الوجبات، ورُغم أهميتها إلا أن ارتفاع مستوياتها قد يكون مؤشرًا على مشكلات صحية، مثل: (أمراض القلب، والتهاب البنكرياس).
يُسمى الفحص المستخدم لقياس مستويات الدهون الثلاثية في الدم باسم فحص الدهون الثلاثية (Triglycerides Test)، وهو جزء من فحص الدهون الشامل أو ما يُعرف بملف الدهون (Lipid Profile)، حيث يساعد هذا الفحص في تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية.
لماذا يُجرى فحص الدهون الثلاثية؟
يطلب الطبيب هذا الفحص لعدة أسباب طبية تتعلق بـ(تقييم صحة القلب، والأوعية الدموية، ومراقبة بعض الحالات الصحية)، حيث تنصح المنظمات العالمية بإجراء فحص الدهون سنويًا للأشخاص اكبر من 65 عامًا، وإليك أبرز الأسباب التي تستدعي إجراء هذا الفحص:
تشخيص اضطرابات الدهون
يُجرى الفحص عند الاشتباه في ارتفاع مستويات الدهون في الدم؛ نتيجة أعراض معينة، أو عوامل خطر أخرى مثل: (ارتفاع ضغط الدم، والسكري)
الكشف عن أمراض القلب
يُستخدم الفحص بانتظام لمراقبة مستويات الدهون لدى الذين تم تشخيصهم بأمراض القلب أو الذين تعرضوا لجلطات في السابق؛ مما يساعد في توجيه العلاج المناسب.
جزء من الفحص الدوري
يُطلب فحص الدهون الثلاثية ضمن فحوصات الدهون الشاملة (Lipid Profile)، وذلك خلال الفحص الدوري؛ مما يساعد في تقييم المخاطر الصحية المحتملة حتى في حالة عدم وجود أعراض واضحة.
مراقبة فاعلية العلاج الدوائي
إذا كنت تتلقى علاجًا لارتفاع الكوليسترول أو الدهون الثلاثية، فقد يُطلب الفحص بانتظام لمعرفة مدى استجابة الجسم للعلاج؛ مما يقدم للطبيب معلومات تساعده في تعديل الجرعات الدوائية، أو تغيير نمط الحياة بناءً على النتائج.
متابعة تطور الأمراض المزمنة
يساعد الفحص في تقييم مدى تأثير الأمراض المزمنة على مستويات الدهون في الدم، معرفة المخاطر الصحية مبكرًا، وتشمل الحالات التي تستدعي متابعة الدهون الثلاثية ما يلي:
- السكري: يعاني الأشخاص المصابون بالسكري من ارتفاع خطر اضطرابات الدهون، بما في ذلك ارتفاع الدهون الثلاثية؛ مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- ارتفاع ضغط الدم: غالبًا ما يرتبط ارتفاع ضغط الدم باضطرابات الدهون، والتأثير على صحة القلب والأوعية الدموية.
- أمراض الكلى المزمنة: تؤثر وظائف الكلى على مستويات الدهون في الدم، حيث يساهم ارتفاع الدهون الثلاثية في زيادة تدهور الحالة، مما يستدعي المتابعة المنتظمة.
أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم
يحدث ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم نتيجة لعوامل مختلفة تتعلق بـ(نمط الحياة، أو الأمراض المزمنة، أو بعض الأدوية)؛ مما يستلزم إجراء فحص الدهون الثلاثية بانتظام، وفيما يلي أبرز الأسباب الشائعة لهذه الحالة:
- نمط الحياة غير الصحي: الإفراط في تناول السكريات والدهون المشبعة، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني.
- الإصابة بالأمراض المزمنة: مثل السكري، وأمراض القلب.
- السمنة: يرتبط ارتفاع معدلات الدهون الثلاثية في الدم بزيادة الوزن، ويُلاحظ ذلك في الذين يرتفع لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) عن 30.
- تناول بعض الأدوية: مثل مضادات الالتهاب السترويدية.
أعراض ارتفاع الدهون الثلاثية
مثل ارتفاع الكوليسترول، لا يسبب ارتفاع الدهون الثلاثية أعراضًا واضحة في معظم الحالات، لذلك يُوصى بإجراء فحوصات دورية؛ للكشف عن مستويات الدهون في الجسم، ومع ذلك، قد يؤدي الارتفاع الشديد في الدهون الثلاثية إلى مضاعفات خطيرة تظهر على شكل أعراض واضحة، وتشمل:
- التهاب البنكرياس الحاد: تظهر أعراضه على شكل ألم شديد ومئة في الجزء العلوي من البطن، بالإضافة إلى الغثيان والقيء.
- السكتة الدماغية: يساهم ارتفاع الدهون الثلاثية في تصلب الشرايين، وتضييق الأوعية الدموية؛ مما يعرضك للكثير من المخاطر.
- الذبحة الصدرية: يحدث ذلك بسبب انسداد الأوعية الدموية المُغذية للقلب والرئتين.
تفسير نتائج فحص الدهون الثلاثية
يقيس الفحص مستويات الدهون الثلاثية في الدم؛ مما يساعد في تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، وتُصنف النتائج إلى: (مستويات طبيعية، ومعتدلة، ومرتفعة)، وذلك وفقًا للفئة العمرية حيث:
أولًا: المستويات الطبيعية للدهون الثلاثية
إذا كانت مستويات الدهون الثلاثية ضمن النطاق الطبيعي، فلا داعي للقلق، أما إذا كان هناك ارتفاعًا طفيفًا في القيم فيجب المحافظة على نمط حياة صحي للوقاية من الارتفاع المستقبلي، خاصةً عند وجود عوامل خطر، مثل: السمنة، أو قلة النشاط البدني.
في حالة البالغين (أكبر من 19 عام)
- المعدل الطبيعي: أقل من 150 مجم/ ديسيلتر.
- ارتفاع طفيف: بين 150 – 199 مجم/ ديسيلتر.
الفئة العمرية من (10 إلى 19عامًا)
- المعدل الطبيعي: أقل من 90 مجم/ ديسيلتر.
- ارتفاع طفيف: بين 90 – 129 مجم/ ديسيلتر.
ثانيًا: ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية
تعرف طبيًا بـ(Hypertriglyceridemia)، وقد تحدث نتيجة اتباع نظام غذائي غير صحي، وعدم ممارسة الرياضة، أو الإصابة ببعض الأمراض المزمنة (مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم).
- ارتفاع متوسط في مستويات الدهون الثلاثية: بين 200 – 499 مجم/ ديسيلتر.
- ارتفاع شديد في مستويات الدهون الثلاثية: 500 مجم/ ديسيلتر أو أكثر.
يتطلب علاج المستويات المرتفعة من الدهون الثلاثية استشارة مقدم الرعاية الصحية في الوقت المناسب؛ لتعديل نمط الحياة، ووصف الأدوية المناسبة، بالإضافة إلى المتابعة الدورية؛ لضمان السيطرة على مستويات الدهون في الدم
أسئلة شائعة حول فحوصات الدهون الثلاثية
كم ساعة صيام قبل فحص الدهون الثلاثية ؟
يُنصح بالصيام لمدة من (9 إلى 12) ساعة قبل إجراء الفحص، حيث يؤثر الطعام على دقة نتائج الفحص، كما يجب إخبار مقدم الرعاية الصحية بجميع الأدوية التي تتناولها قبل إجراء الفحص.
يعني الصيام في تلك الحالة، التوقف عن تناول الطعام والمشروبات باستثناء الماء، كما يمكنك ممارسة حياتك بشكل طبيعي بعد إجراء الفحص مباشرة.
كيف أعرف أني مصاب بالدهون الثلاثية؟
لا يسبب ارتفاع الدهون الثلاثية أعراضًا واضحة، لذلك لا يمكن اكتشافه إلا من خلال إجراء فحص الدهون الثلاثية، والذي يقيس مستوياتها في الدم، ومن ثم مقارنتها بالمعدلات الطبيعية، ويُنصح بإجراء الفحص إذا كنت تعاني من أحد عوامل الخطر التالية:
- السمنة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب.
- الإصابة بالسكري.
- التعرض السابق للجلطات.
هل الدهون الثلاثية أخطر أم الكولسترول؟
يعتبر كلًا من (الدهون الثلاثية والكوليسترول) نوعان من الدهون، ولكن لكل منهما وظيفة مختلفة في الجسم، حيث:
الدهون الثلاثية: هي الدهون المخزنة في الجسم، والتي تُستخدم كمصدر للطاقة عند الحاجة إليها.
الكوليسترول: هي مواد دهنيّة ينتجها الكبد، تساعد في إنتاج الهرمونات، وتنظيم عملية الهضم، وينقسم الكولسترول إلى نوعين:
- الكوليسترول الجيد (HDL): وهو المسؤول عن التخلص من الدهون ومنع تراها على جدران الأوعية الدموية.
- الكوليسترول الضار (LDL): وهو الذي يسبب انسداد الشرايين عند ارتفاعه.
أيُهما أخطر؟
ارتفاع الكوليسترول الجيد ليس خطيرًا، بينما ارتفاع الكوليسترول الضار قد يسبب مشاكل صحية خطيرة، أما الدهون الثلاثية، فإن ارتفاعها دائمًا يشكل خطرًا على الصحة، حيث يزيد من احتمالية الإصابة بـ(أمراض القلب، السكتات الدماغية، والتهاب البنكرياس).
هل يتوفر فحص الدهون الثلاثية في مختبرات دلتا؟
نعم… توفر مختبرات دلتا فحص الكشف عن الدهون الثلاثية، كما يمكنك الاختيار بين إجراء الفحص بشكل منفرد أو اختيار باقة الدهون المتكاملة، والتي توفر لك مجموعة متنوعة من الفحوصات لتقييم مستويات الدهون.
يمكنك زيارة أحد فروع مختبرات دلتا لإجراء الفحص، أو طلب خدمة السحب المنزلي مجانًا؛ فنحن نضمن لك أعلى معايير الجودة لتحصل على نتائج موثوقة وسريعة.