كيف يؤثر فحص الهوائيات والأبخرة المستنشقة على صحتك؟
يلعب فحص الهوائيات والأبخرة المستنشقة، دورًا حيويًا في حماية صحتنا من تأثيرات تلوث الهواء، وذلك من خلال تحليل مكونات الهواء بدقة، حيث يساعد في الكشف عن الملوثات والمواد الكيميائية الضارة؛ مما يساعد في وضع استراتيجيات لتحسين جودة البيئة، وتقديم نصائح عملية للوقاية من المشاكل التنفسية.
ما هي الأبخرة والمستنشقات المسببة للحساسية؟
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم، من تفاعلات تحسسية، مثل: (العطس والسعال)، ناتجة عن استنشاق ملوثات غير مرئية، مثل: (حبوب اللقاح، الغبار، ودخان العوادم، وغيرهم)، حيث تتعدد أنواع مسببات الحساسية، وهنا يأتي دور فحص الهوائيات والأبخرة المستنشقة، الذي يُعد أداةً أساسية لتشخيص الحساسية، وتحديد مسبباتها بدقة؛ مما يساعد المرضى على اتخاذ الإجراءات اللازمة، لتجنب المحفزات وتقليل الأعراض، وفيما يلي سوف نتعرف على أنواع الأبخرة والهوائيات المسببة للحساسية:
الأبخرة الهوائية
- دخان السجائر: يحتوي هذا دخان على آلاف المواد الكيميائية السامة، التي قد تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الحساسية والربو، كما أنه يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تؤثر على الفرد المدخن ومن حوله من أطفال وكبار سن.
- دخان الخشب: ينتج عن احتراق الخشب، جزيئات دقيقة وملوثات، يمكن أن تسبب تهيجًا في العينين والأنف والحنجرة، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل تنفسية، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو الربو.
- الغبار ووبر الحيوانات: على الرغم من عدم تصنفيهم ضمن الأبخرة، إلا أن الجسيمات الدقيقة المنتشرة في الهواء منهما؛ قد تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي، وتحفيز ردود الفعل التحسسية.
- حبوب اللقاح: تأتي من (الأشجار، الأعشاب، والنباتات)، وتعتبر من أكثر مسببات الحساسية شيوعًا، حيث تنتقل عبر الهواء؛ مسببه أعراضًا، مثل: (سيلان الأنف، العطس، واحتقان العينين).
- الغبار الطلعي: يشبه حبوب اللقاح، لكنه يصدر عن النباتات الزراعية، ويمكن أن يكون مصدرًا رئيسيًا للحساسية الموسمية، خاصة في المناطق الزراعية.
الأبخرة الكيميائية:
تحتوي الأبخرة الكيميائية، على مركبات، يُمكن أن تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي والجلد، كما أن استنشاقها لفترات طويلة، قد يسبب مشكلات صحية مزمنة، وأبرزها:
- الأمونيا: تُستخدم الأمونيا في العديد من منتجات التنظيف الصناعية، والمنزلية؛ واستنشاقها قد يسبب تهيج العينين والأنف والرئتين؛ مما يزيد من أعراض الحساسية لدى الأفراد الحساسين.
- الفورمالديهايد: هو مادة كيميائية عديمة اللون، توجد في العديد من المنتجات، مثل: (البناء، الأثاث الجديد، والسجاد)، ويمكن أن يؤدي استنشاقه إلى تهيج العينين والأنف، وقد يسبب ردود فعل تحسسية قوية لدى بعض الأشخاص.
- المركبات العضوية المتطايرة (VOCs): تشمل هذه المركبات الكيميائية مواد مثل: (البنزين، التولوين، والزيلين)، وتوجد في: (الدهانات، المنظفات، والعطور)، ويمكن أن تسبب هذه المركبات تهيج الجهاز التنفسي
- الكلور: يُستخدم الكلور في منتجات التنظيف ومعالجة المياه؛ وقد يؤدي استنشاقه إلى تهيج شديد في الرئتين والعيون، مما يزيد من خطر الإصابة بالحساسية، وصعوبة التنفس.
الأبخرة الصناعية
تنتج المصانع أبخرة محملة بالمواد الكيميائية الضارة، مثل: (المعادن الثقيلة والغازات السامة)، التي قد تسبب التهابات تنفسية حادة، خاصة للأشخاص الذين يتعرضون لها بشكل متكرر، وتتمثل الأبخرة الصناعية فيما يلي:
- غازات العادم: تنتج السيارات، والمركبات الأخرى غازات مثل: (أول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين)، والتي تنتشر في الهواء، وتساهم في تلوث الهواء، وتزيد من خطر الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي.
- الأوزون: رغم أهمية الأوزون في طبقة الغلاف الجوي العلوي، إلا أن وجوده بالقرب من سطح الأرض بسبب التلوث الصناعي؛ قد يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي وزيادة نوبات الربو.
الأبخرة المنزلية
تشمل الأبخرة الناتجة عن (الطهي، التدفئة، والمدافئ الغازية)، والتي قد تسبب تهيج الجهاز التنفسي، خاصة في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة، ومن أبرزها:
- العفن: ينمو العفن في الأماكن الرطبة، مثل: (الحمامات والطوابق السفلية)، وينتج جراثيم فطرية محمولة في الهواء، مما تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي، وتفاقم أعراض الحساسية والربو.
- المنتجات المنزلية: تتضمن (المعطرات، المبيدات الحشرية، مواد التنظيف، ومستحضرات التجميل)، والتي قد تحتوي على مواد كيميائية تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي، أو تفاعل تحسسي لدى البعض.
ما هي فحص الهوائيات والأبخرة المستنشقة؟
تعتمد تحاليل الهوائيات والأبخرة، على الكشف عن مستويات الأجسام المضادة من النوع IgE في الدم، والمعروفة باسم (الغلوبولين المناعي E)، وتأتي أهمية هذه الأجسام؛ بسبب أن عندما يتعرض الجسم لمادة مسببة للحساسية، يستجيب الجهاز المناعي، ويُطلق هذه الأجسام.
وتتعدد طرق فحص الهوائيات والأبخرة المستنشقة، لتتمثل فيما يلي:
اختبار فحص الهوائيات والأبخرة المستنشقة IgE الكلي (Total IgE Test)
يهدف هذا الفحص إلى قياس مستوى الأجسام المضادة، من نوع IgE في دم المريض بشكل كلي، حيث أن هذا النوع من الأجسام يشترك في الاستجابات التحسسية، ولذلك فإن ارتفاع مستوياتها، قد يشير إلى وجود استعداد أو نشاط حساسي لدى المريض.
ويُستخدم في الكشف عن مؤشرات الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل: (الحساسية الغذائية، والتهاب الجلد، والربو التهاب الأنف التحسسي)، بالإضافة إلى الكشف عن الالتهابات الطفيلية أو الأمراض المناعية.
اختبار IgE النوعي (Specific IgE Test)
يعمل هذا الفحص على تحديد وجود أجسام مضادة IgE متخصصة لمثير معين، مثل: (غبار الطلع، وبر الحيوانات، أو بعض الأطعمة)؛ مما يُساعد الأطباء في وضع خطة علاجية موجهة، لتجنب المثيرات، أو التعامل مع الحالة بشكل أفضل.
اختبار تجري الحساسية عن طريق التحليل المناعي
يُعرف هذا الفحص باسم: ( Immuno CAP)، ويُعد من أكثر الاختبارات دقة في قياس IgE النوعي، حيث يستخدم تقنية مناعية عالية الدقة، لربط المثير، بأجسام مضادة IgE الموجودة في عينة دم المريض، ثم يُقاس التفاعل الناتج باستخدام تقنيات كيميائية أو ضوئية، كما يُوفر هذا الاختبار، إمكانية فحص مجموعة واسعة من المثيرات في عينة واحدة.
اختبار التحدي (Challenge Test)
يتم إجراء هذا الاختبار من خلال تعرض المريض إلى المثير المشتبه به بشكل مباشر، ويلجأ إليه الأطباء، عادةً عندما تكون نتائج الاختبارات المخبرية، مثل: ( IgE الكلي أو النوعي) غير حاسمة، أو عندما يكون من الضروري تحديد حساسية المريض بشكل دقيق.
الجدير بالذكر، يُجرى هذا الفحص تحت إشراف طبي متخصص، للتعامل مع أي رد فعل شديد، قد يُمثل خطورة على المريض، وعادة ما يُستخدم في حالات (الحساسية الغذائية أو الحساسية التنفسية) للتحقق من شدة التحسس.
هل يتوفر فحص الهوائيات المحسسة؟
توفر مختبرات دلتا الطبية، إمكانية إجراء فحص الهوائيات والأبخرة المستنشقة، من خلال فروعها التي تتوافر في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وتتمير “دلتا” بدقة النتائج وسرعة الحصول عليها، وفق نخبة متخصصة من الأطباء، كما توفر عدد من الباقات الهامة التي تتضمن هذا الفحص وفحوصات أخرى، لتُعطي نظرة عامة على الصحة، مثل: (باقة vip الشاملة، باقة دلتا ماكس، باقة الحساسية الشاملة)، وتهدف جميع الباقات إلى تقييم الصحة العامة، والكشف عن أي اضطرابات قد تضر بالصحة، كما يُمكن إجراء الفحص في المنزل، من خلال خدمة السحب المنزلي مجانًا.
فحص الحساسية الأخرى
تتعدد طرق فحص الحساسية، حيث يُمكن اختبارها بأكثر من طريقة، وفيما يلي سوف نتعرف على كلً منهما:
اختبار وخز الجلد
يُجرى هذا الاختبار عن طريق وخز سطح الجلد، باستخدام إبرة دقيقة، وذلك بعد وضع قطرات من مسببات الحساسية عليه؛ مما يسمح للمادة بالتغلغل إلى طبقات الجلد، وفي غضون نحو 15 دقيقة، يُلاحظ حدوث رد فعل يتمثل في ظهور احمرار، أو طفح جلدي، ويُستخدم هذا الاختبار بشكل شائع لتشخيص أنواع متعددة من الحساسية، مثل: (الحساسية تجاه بعض الأطعمة والأدوية).
اختبار الجلد داخل الأدمة
عندما تكون نتائج اختبار وخز الجلد غير حاسمة، يُلجأ إلى اختبار الجلد داخل الأدمة (الطبقة الخارجية من الجلد) في هذا الإجراء، تُحقن كميات ضئيلة جدًا، من مسببات الحساسية مباشرة في الطبقة الخارجية من الجلد، ويُعتبر هذا الاختبار مُفيدًا بشكل خاص للكشف عن حساسية الأدوية، ولدغات الحشرات.
اختبار الرقعة
يهدف هذا الاختبار إلى تحديد سبب التهاب الجلد التماسي، حيث تُوضع مسببات الحساسية على الجلد، ثم تُغطى بضمادة، أو رقعة مخصصة، وتُترك لمدة تتراوح بين 48 إلى 96 ساعة، وبعد انتهاء هذه الفترة، يتم فحص المنطقة المعالجة، لرصد أية ردود فعل، مثل: (ظهور طفح جلدي).
اختبار التحدي الفموي (الاستبعاد)
يتم إجراء هذا الاختبار تحت إشراف طبي دقيق، حيث يتناول المريض كمية صغيرة من مادة يُشتبه بأنها تُسبب الحساسية، سواء كانت طعاماً أو دواءً، وتُجرى هذه العملية في عيادة طبية مجهزة لتقديم الرعاية السريعة، في حال ظهور أي أعراض خطيرة، ويُستخدم الاختبار عادةً لتأكيد، أو استبعاد وجود الحساسية بدقة.