كيف يحوّل فرط نشاط الغدة حياتك إلى سباق جنوني؟ أخطر 5 مضاعفات
هل تشعر بنبضات قلب سريعة ومفاجئة، أو ارتعاش مزمن في اليدين، أو تعب وضعف عام في عضلاتك؟ هل لاحظت تغيرًا في شكل عينيك، أو بروزًا ملحوظًا بهما؟
قد تكون الغدة الدرقية هي مصدر هذه الأعراض،
فلا داعي للقلق؛ إجراء فحص شامل للغدة هو خطوتك الأولى نحو الاطمئنان، ومعرفة ما إذا كان السبب هو فرط نشاط الغدة الدرقية أم لا.
ما هي الغدة النشطة؟
فرط نشاط الغدة الدرقية هو حالة نادرة تتعلق بالمناعة الذاتية، وقد يكون له عواقب وخيمة، بينما يعرف الكثيرون أن قصور الغدة الدرقية أصبح شائعًا في عصرنا الحالي، حيث ينخفض إنتاج هرمون الغدة الدرقية النشط لعدة أسباب، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والإرهاق وصعوبة التركيز، لكن هناك جانب آخر يتعلق بفرط نشاط الغدة الدرقية (الغدة النشطة)، الذي يتميز بزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية النشط.
نظرًا، لأن الغدة الدرقية تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الأيض، فقد تتضح لك كيفية تأثير فرط النشاط عليها، غالبًا ما يشعر المصابون بهذا الاضطراب بالتوتر والقلق وصعوبة الاسترخاء، كما يواجهون مشكلات، مثل عدم انتظام ضربات القلب وفقدان الوزن غير المقصود والأرق.
أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى فرط نشاط الغدة، حيث يمكن تصنيفها بشكل أساسي إلى نوعين: الأسباب الأولية والثانوية، إلى جانب عدد من الأسباب الأخرى التي تسبب تسمم الغدة الدرقية.
1. فرط نشاط الغدة الدرقية الأولي (الأسباب الأكثر شيوعًا):
- داء جريفز (Graves’ Disease): يُعتبر السبب الأساسي وراء هذه الحالة، حيث يصيب حوالي 75% من المرضى، إنه اضطراب مناعي ذاتي تعمل فيه الأجسام المضادة على استهداف الغدة الدرقية، مما يدفعها إلى إفراز كميات مفرطة من الهرمونات، هذه الحالة تُسجل بشكل أكبر بين النساء، وتُظهر جوانب وراثية.
- الأورام الغدية السامة أو تضخم الغدة الدرقية السام متعدد العقيدات (مرض بلامر): تنشأ هذه الحالة نتيجة وجود كتل، أو عقيدات حميدة داخل الغدة، تعمل بشكل مستقل على إنتاج الهرمونات، وهي أكثر شيوعًا بين كبار السن.
- الأدوية (ظاهرة جود-باسيدو): قد يتسبب فائض اليود، سواء عبر الأدوية أو المستحضرات الطبية (مثل مضادات اضطراب النظم)، في تحفيز الغدة الدرقية لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية للإصابة.
- أسباب نادرة: تشمل حالات، مثل نقائل سرطان الغدة الدرقية الوظيفية، وطفرات مستقبل TSH، ومتلازمة ماكون-ألبرايت، ووجود نسيج درقي في المبيض (ستروما أوفاري).
2. فرط نشاط الغدة الدرقية الثانوي:
يظهر هذا الاضطراب نتيجة لارتفاع مستوى هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH) في الدم بسبب حالات صحية أخرى، ومن بينها:
- ورم الغدة النخامية الذي يفرز هرمون TSH: وهو حالة نادرة للغاية.
- الأورام التي تفرز موجهة الغدد التناسلية المشيمية (HCG): حيث يؤدي ارتفاع هذا الهرمون، كما هو الحال في الحمل المبكر أو الحمل العنقودي، إلى زيادة نشاط الغدة الدرقية.
- تسمم الغدة الدرقية الحملي: وهو نوع غير مرتبط بالمناعة الذاتية، يحدث أثناء فترة الحمل.
3. أسباب أخرى لتسمم الغدة الدرقية (تدمير الغدة):
تشمل حالات التهابية تؤدي إلى تسرب الهرمونات المخزنة إلى مجرى الدم، مثل التهاب الغدة الدرقية شبه الحاد (الذي غالبًا ما يتبع عدوى فيروسية)، والتهاب الغدة الدرقية الصامت، فضلاً عن التسمم الدرقي الاصطناعي، الناتج عن تناول جرعات مفرطة من هرمونات الغدة الدرقية في شكل حبوب.
كيف أعرف أني مصاب بفرط نشاط الغدة الدرقية؟ أهم 11 علامة
يمكن أن يظهر فرط نشاط الغدة الدرقية بعدة طرق، وغالبًا ما يُشبه أعراض حالات صحية أخرى، مما يجعل تشخيصه أمرًا معقدًا، إليك بعض أعراض نشاط الغدة الدرقية عند النساء والرجال:
- زيادة نبضات القلب: قد تكون الزيادة غير المتوقعة في معدل ضربات القلب، حتى في حالة الراحة، من العلامات المبكرة لفرط نشاط الغدة الدرقية.
- فقدان الوزن غير المبرر: قد تعاني من فقدان ملحوظ في الوزن رغم التمسك بنظامك الغذائي المعتاد، أو عدم تغيير شهيتك.
- الارتعاش في اليدين: يعتبر الارتعاش الخفيف والمستمر في اليدين من الأعراض الشائعة التي قد لا يتم ملاحظتها بسهولة.
- الحساسية للحرارة: يعاني الأفراد الذين لديهم نشاط مفرط في الغدة الدرقية من عدم تحمل الحرارة والتعرق الزائد.
- تضخم الغدة الدرقية (الدراق): يمكن أن يظهر تورم في الرقبة كمؤشر على تضخم الغدة الدرقية.
- التعب وضعف العضلات: بالرغم من زيادة معدل الأيض، يشعر الكثير من الأشخاص بالتعب غير المعتاد، ويعانون من ضعف العضلات.
- تغيرات في أنماط الدورة الشهرية: قد تواجه النساء تقلبات في دوراتهن الشهرية، تتراوح من خفيفة إلى شديدة.
- حركات الأمعاء المتكررة أو الإسهال: تُعتبر التغيرات في عادات الأمعاء من الشكاوى الشائعة لدى مرضى الغدة النشطة.
- ترقق الشعر أو الجلد: قد تشير التغيرات في ملمس الشعر والجلد أيضًا إلى هذه الحالة.
- جحوظ العينين أو تهيجها: قد يكون بروز العينين، أو الشعور بجفافهما، وتهيجهما علامة مرتبطة بمرض جريفز
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية النفسية
رغم وضوح أعراض نشاط الغدة الدرقية، إلا أن أثر هذه الحالة يتعدى الحدود الجسدية ليغوص في أعماق النفس الإنسانية، فهي قد تؤثر سلبًا على صحتك النفسية، وتضعف قدرتك على العمل، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، مما ينعكس على جودة حياتك بشكل شامل.
إن إدراك هذه الأعراض يُعتبر الخطوة الأولى نحو سلوك درب النجاة وطلب المساعدة، لأن ذلك قد يزيد من القلق والانفعال، كما يُمكن أن يُعظم مشاعر القلق بشكل كبير، مما يؤدي إلى تغييرات ملحوظة في المزاج وارتفاع مستويات التوتر، كأنها عاصفة تعصف بصفو النفس.
هل فرط نشاط الغدة الدرقية خطير؟ أبرز 5 مضاعفات للغدة النشطة
نعم؛ يمكن أن تكون مضاعفات فرط نشاط الغدة الدرقية خطيرة إذا لم تُعالج، وقد تؤدي إلى:
- مشاكل القلب: يرتبط ارتفاع مستويات هرمون الغدة الدرقية بتغيرات في الدورة الدموية القلبية الوعائية، مما قد يؤدي إلى فشل القلب عالي الإنتاج، وفي المراحل المتقدمة، قد يحدث اعتلال عضلة القلب المتوسع.
- هشاشة العظام: إذا تُرك فرط نشاط الغدة الدرقية دون علاج، فقد يتسبب في هشاشة العظام، وهي حالة تتمثل في ضعف وهشاشة العظام، حيث يساهم الكالسيوم والمعادن الأخرى في تقوية العظام، وعندما ترتفع مستويات هرمون الغدة الدرقية، تقل قدرة الجسم على دمج الكالسيوم في العظام.
- مشاكل العين: اعتلال العين الناتج عن داء جريفز، المعروف أيضًا بمرض العين الدرقية، يسبب ضررًا للعينين ويؤدي إلى أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، مثل احمرار العين وجفافها والشعور بالرمل، بالإضافة إلى سيلان الدموع وتورمها، وجحوظها وزيادة حساسيتها للضوء، وعدم وضوح الرؤية أو ازدواجها.
وقد يحدث فقدان حاد للرؤية إذا تُركت مشاكل العين دون علاج، حيث يُعاني حوالي واحد من كل ثلاثة مصابين بمرض جريفز من فرط نشاط الغدة الدرقية.
- احمرار وتورم الجلد: يُعتبر اعتلال الجلد المرتبط بداء جريفز حالة نادرة تصيب بعض مرضى داء جريفز، يتسم الجلد بالاحمرار والتورم، وغالبًا ما يؤثر على قصبة الساق (الجزء الأمامي من الساق أسفل الركبة) والقدمين.
- أزمة تسمم الغدة الدرقية أو عاصفة الغدة الدرقية: يُعتبر خطر الإصابة بأزمة تسمم الغدة الدرقية نادرًا لكنه يعد من أكبر مخاطر نشاط الغدة الدرقية، في هذه الحالة، تقوم الغدة الدرقية بإنتاج وإفراز كميات مفرطة من هرمون الغدة الدرقية بشكل غير طبيعي خلال فترة قصيرة، وتشمل الأعراض ارتفاع درجة الحرارة، تسارع نبضات القلب، فشل القلب الاحتقاني، فقدان الوعي، والهذيان، وللأسف الموت.
طرق تشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية
يمكن تنفيذ التقييم التشخيصي للغدة النشطة من خلال مجموعة من الخطوات الهامة، تتمثل في:
- التاريخ الطبي والفحص السريري: حيث يقوم الطبيب بمراجعة الأدوية الحالية، التي يتناولها المريض لتحديد ما إذا كان فرط النشاط ناتجًا عن تلك الأدوية.
خلال الفحص السريري، يبحث الطبيب عن ارتعاش طفيف في أصابع المريض الممدودة، ويتحقق من معدل ضربات قلبه، سواء كانت سريعة أو غير منتظمة، كما يلاحظ ردود الفعل المبالغ فيها، والتغيرات التي قد تطرأ على العينين، بالإضافة إلى ملمس الجلد الدافئ والرطب، وأيضًا، يقوم بفحص الغدة الدرقية أثناء البلع لتحديد ما إذا كانت منتفخة، أو متكتلة أو حساسة.
- فحص الدم الشامل للهرمونات: يُستعمل لقياس مستويات هرمون TSH، ومؤشر الثيروكسين الحر، وثلاثي يودوثيرونين (T3)، ورباعي يودوثيرونين (T4)، والغلوبيولين المناعي المحفز للغدة الدرقية.
للحصول على تشخيص دقيق وموثوق، تقدم مختبرات دلتا الطبية “فحص الغدة الشامل”، الذي يستعرض جميع مؤشرات الهرمونات والأجسام المضادة المشار إليها، لقد أصبح التشخيص أكثر سهولة وراحة، حيث توفر مختبرات دلتا خدمات سحب العينات في المنزل، فضلاً عن استشارات طبية متخصصة لمناقشة النتائج، وكل ذلك بأسعار تنافسية تضمن أفضل رعاية ممكنة.
- اختبار امتصاص اليود المشع: يقيس هذا الاختبار قدرة الغدة الدرقية على امتصاص اليود المشع من مجرى الدم، ليعكس بذلك نشاطها الوظيفي.
- فحص الغدة الدرقية: يستخدم لالتقاط صور دقيقة للغدة الدرقية باستخدام كاميرا خاصة (جاما)، مما يساعد الأطباء في تقييم الحالة بشكل شامل.
- فحص الغدة الدرقية بالموجات فوق الصوتية: يُستخدم لتفحص الغدة الدرقية، والتشوهات المرتبطة بها عبر الموجات فوق الصوتية عالية التردد، مما يوفر رؤية واضحة ودقيقة لحالة الغدة.
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
الهدف الرئيسي من علاج الغدة النشطة هو إعادة مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى طبيعتها، وتفادي المضاعفات على المدى الطويل، كما تتوفر العديد من خيارات العلاج لهذه الحالة، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل، مثل عمر المريضة، وشدة الحالة، وحالة الحمل، والسبب وراء فرط نشاط الغدة، حيث يمكن استخدام الأدوية، أو التدخل الجراحي لعلاج هذه المشكلة.
-
العلاج الدوائي يشمل:
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية.
- حاصرات بيتا.
- اليود المشع.
-
العلاج الجراحي
أما بالنسبة للتدخل الجراحي، فتتضمن الخيارات المتاحة:
- استئصال جزئي للغدة الدرقية.
- استئصال كلي للغدة الدرقية.
أهم 3 مشروبات تقلل من نشاط الغدة الدرقية
لا تعتبر المشروبات بديلاً عن العلاج الطبي، لكنها قد تشكل جزءًا من نظام غذائي داعم لمرضى الغدة النشطة، يُفضل التركيز على المشروبات المرطبة، والمنخفضة في اليود لتخفيف الأعراض المرتبطة بالمرض، مع تجنب الكافيين (مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية)، لأنه قد يؤدي إلى زيادة خفقان القلب والتوتر، من بين المشروبات التي يمكن أن تساعد في التخفيف والتهدئة:
- الماء العادي: يُعتبر ضروريًا للترطيب نظرًا لاحتمال زيادة التعرق.
- ماء الليمون (Lemonade): يُعتبر منخفض اليود، ويمكن تناوله بشكل معتدل.
- الشاي العشبي: يمكن استخدامه لتهدئة الأعصاب وإدارة القلق المرتبط بالمرض، وخاصة الشاي المصنوع من عشبة بلسم الليمون (Lemon Balm)، التي يُعتقد أنها قد تسهم في تقليل مستويات هرمونات الغدة الدرقية، على الرغم من أن الأدلة العلمية على تأثيرها المباشر لا تزال غير كافية.
هل يمكن الشفاء من نشاط الغدة الدرقية؟
يصعب تمييز مفهوم العلاج عن الشفاء في مشكلات وأمراض الغدة الدرقية، إذ إن جميع هذه الحالات يمكن علاجها بشكل فعال، والهدف الرئيسي هو استعادة الوظائف الطبيعية للغدة الدرقية، حتى وإن استدعى ذلك استخدام أدوية بشكل دائم.
على سبيل المثال، يمكن أن يتم الشفاء من معظم حالات سرطان الغدة الدرقية، ولكن العلاج قد يؤدي إلى قصور يتطلب استبدال هرموني مدى الحياة، كذلك، في حالات فرط النشاط (داء جريفز)، تعتبر العلاجات فعالة في استعادة الوظيفة، وقد تحدث فترة هدأة تسمح بوقف الأدوية مؤقتًا، لكن الأجسام المضادة المسببة للمرض قد تعود وتؤدي إلى انتكاسة.
في حالة قصور الغدة الدرقية (هاشيموتو)، يعيد العلاج الهرموني وظيفة الجسم إلى وضعها الطبيعي رغم استمرار وجود الأجسام المضادة، بينما توجد اضطرابات ذاتية محدودة لا تحتاج إلى علاج بعد انتهاء الأعراض (مثل التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة)، يبقى الجانب الأهم هو توفر العلاجات التي تحسن من جودة حياة المريض. لذلك، يحتاج جميع المرضى إلى متابعة طبية دائمة لضمان استمرار وظائف الغدة في أفضل حال.
الخلاصة
يُعد فرط نشاط الغدة الدرقية مرض من الأمراض المزمنة، التي تتعلق بالأمراض المزمنة، يُمكن علاجه من خلال استخدام أدوية مخصصة، أو من خلال الجراحة، ولا تنس إجراء فحوصات الغدة الدرقية الشاملة بشكل دوري، لأن صحتك تستحق.