8 حقائق عن فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان الفم والحلق
هل سبق لك أن تأملت في الرابط المهم بين صحة الفم والصحة العامة، لا سيما فيما يتعلق بسرطان البلعوم الفموي؟ هل تعرف كيف يمكن أن يؤثر فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) بشكل سلبي على صحتك، وما هو الدور الأساسي الذي يلعبه في ذلك؟
في هذا المقال الشامل، سنتناول تعريف هذا الفيروس، وطرق انتقاله، بالإضافة إلى أساليب الوقاية والعلاج المتاحة، وأحدث اللقاحات الموجودة.
تأكد من خلوك من فيروس الورم الحليمي البشري وحلل الان :
ما هو فيروس الورم الحليمي البشري؟
فيروس الورم الحليمي (HPV) هو عائلة متشابكة تضم أكثر من 200 فيروس، ينتقل بعضها عبر طرق الاتصال الجنسي، مما يجعل معظم الأفراد عرضة لهذا الفيروس.
في العادة، يلعب جهاز المناعة دورًا فعالًا في السيطرة على عدوى الفيروس، حيث تتلاشى هذه العدوى من تلقاء نفسها، دون أن تترك أثرًا على الصحة، ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي تستدعي تلقي العلاج.
كما يوجد نوعان من فيروس الورم الحليمي البشري المنقول جنسيًا:
- فيروس الورم الحليمي عالي الخطورة: في بعض الأحيان، قد تستمر عدوى هذا الفيروس عالي الخطورة في منطقة عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من رحم المرأة، لسنوات طويلة، مما يؤدي إلى حدوث تغيرات، وإذا لم يتم الكشف عن هذه التغيرات ومعالجتها، فإنها قد تتفاقم مع مرور الزمن، وتتحول إلى سرطان، ولم يقتصر على سرطان في الرحم، فقط بل إنه قد يتسبب في حدوث سرطانات مختلفة، مثل:
- سرطان البلعوم الفموي، الذي يعد نوعًا من سرطان الرأس والرقبة، ويُعرف أيضًا بسرطان الحلق.
- سرطان عنق الرحم.
- سرطان القضيب.
- سرطان الشرج.
- سرطان الفرج.
- سرطان المهبل.
- فيروس الورم الحليمي منخفض الخطورة: فقد يتسبب في ظهور الثآليل على الأعضاء التناسلية أو محيطها، أو حتى في المناطق الحساسة، مثل فتحة الشرج، أو الفم، أو الحلق.
كيف ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري الفموي؟
يُعتبر فيروس Oral HPV من الفيروسات، التي تُنقل بشكل رئيسي من خلال الممارسات الجنسية الفموية، والتقبيل العميق الذي يشتمل على استخدام اللسان، كما ينتقل هذا الفيروس بين الأفراد أثناء النشاط الجنسي، مما يرفع من احتمالية الإصابة. كذلك؛ تتزايد فرص العدوى بشكل ملحوظ إذا كنت تمتلك:
- عددًا أكبر من الشركاء الجنسيين.
- تُعاني ضعفًا في جهاز المناعة.
- تستخدم التبغ أو الكحول.
- أيضًا؛ يُعد الرجال أكثر عُرضة للإصابة بعدوى ذلك الفيروس الفموي مقارنةً بالنساء.
أعراض فيروس الورم الحليمي في الحلق
يمكن أن يؤدي فيروس الورم الحليمي إلى تحول الخلايا السليمة إلى خلايا غير طبيعية، وقد لا تظهر أي أعراض لذلك، ولكن في حالة فشل الجسم في مقاومة الفيروس، قد تظهر تغيرات مرئية، كما أن بعض الأنواع من فيروس HPV يمكن أن تسبب سرطان البلعوم الفموي. ومن أهم العلامات التي قد تظهر، ما يلي:
- تورم في الغدد الليمفاوية.
- ألم أو تورم في منطقة الفك.
- وجود كتلة في الرقبة أو الخد.
- سعال مستمر، أو سعال مصحوب بدم.
- معاناة من صعوبة وألم عند بلع الطعام.
- أصوات تنفس غير طبيعية تتسم بحدة عالية.
- بحة في الصوت لا تشهد تحسنًا خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 4 أسابيع.
- قرحة أو تقرحات لا تلتئم في فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
- تغير لون الأنسجة الرخوة داخل الفم إلى درجات الأحمر، أو الأبيض أو الأسود.
- التهاب في الحلق يستمر لفترة تتجاوز الأسبوعين إلى 3 أسابيع، حتى مع استخدام المضادات الحيوية.
- تظهر اللوزة متورمة، لكنها لا تسبب أي آلام، وعند النظر في الفم، ينبغي أن تكون اللوزتان على الجانبين متطابقتين من حيث الحجم.
علاج الورم الحليمي في الفم
مع الأسف؛ لا يُوجد علاج يقضي على فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) بحد ذاته، ولكن الخبر الجيد، هو يُمكن أن يختفي هذا الفيروس من تلقاء نفسه خلال فترة تصل إلى عامين، دون أن يُحدث أي مشكلات صحية تذكر.
ولكن، عندما يستقر الفيروس في الجسم لسنوات طويلة، وغالبًا لعقود، قد ينجم عنه أنواع من السرطانات، مثل سرطان الفم، حتى في هذه الحالات، تبقى نسبة ضئيلة جدًا من المصابين بعدوى الفيروس هم من تتطور لديهم أورام خبيثة في الفم، رغم أن حالات سرطان الفم المرتبطة بالفيروس تشهد زيادة تقدر بحوالي 10% سنويًا.
ما زال السبب وراء اختفاء الفيروس في معظم الحالات غير معروف، كما أن هناك نسبة صغيرة من الأشخاص لا يستطيع جهازهم المناعي اكتشاف هذا الفيروس والقضاء عليه، مما يتيح له الفرصة للنمو والتطور.
ومع أن فيروس HPV قد يزيد خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، إلا أن الغالبية العظمى من حامليه لا يصابون بالسرطان. وفيما يلي سوف نعرض كيفية التعامل مع المشاكل التي يُسببها الفيروس:
- المتابعة والفحص الدوري: بما أن الفيروس قد يسبب السرطان في أماكن متفرقة من الجسم، فإن الخضوع لفحوصات الكشف عن HPV يمكن أن يكون له أثر كبير في اتخاذ قرارات علاجية حكيمة.
- علاج الثآليل: يمكن استخدام أدوية موضعية للقضاء على الثآليل، وفي حال لم تُحقق النتائج المرجوة، فقد يلجأ طبيبك إلى تجميدها، أو حرقها أو حتى إزالتها جراحيًا، ومن المهم معرفة أن الثآليل لا تتسبب في حدوث السرطان.
- علاج التغيرات الخلوية: التغيرات الخلوية الناجمة عن عدوى فيروس الورم الحليمي عالي الخطورة قد تخضع للعلاج بواسطة أدوية موضعية تُطبق على المنطقة المصابة، أو عبر إجراءات جراحية متنوعة.
- علاج السرطانات: عادةً ما يتلقى المرضى المصابون بسرطانات ترتبط بفيروس الورم الحليمي نفس العلاجات التي تُعطى للمرضى المصابين بسرطانات لا تسببها هذه الفيروسات، ومع ذلك، يُستثنى من ذلك المصابون بأنواع معينة من سرطان الفم والحلق، حيث قد تختلف خيارات العلاج المتاحة لهم.
لقاح فيروس الورم الحليمي البشري
الخبر السار؛ أن هناك لقاحًا ضد فيروس الورم الحليمي، إذ يحمي ذلك اللقاح من معظم أنواع سرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى سرطانات الشرج والمهبل والفرج.
كما يسهم في تقليص خطر الإصابة بالعديد من أنواع سرطان الحلق، والقضيب المرتبطة بهذا الفيروس، ويمتد أثره الإيجابي ليشمل أيضًا الوقاية من الثآليل التناسلية المرتبطة بفيروس الورم الحليمي لدى الجنسين.
أنواع لقاح فيروس الورم الحليمي البشري
تتوفر أنواع متعددة من لقاح فيروس الورم الحليمي، أبرزها:
- لقاح جارداسيل 9: يُعد هذا الإصدار هو الأحدث والأكثر شمولًا، حيث يمنح حماية واسعة ضد 9 سلالات من فيروس HPV.
- يشمل ذلك سلالات السرطان الرئيسية (HPV16 و18)، بالإضافة إلى خمس سلالات إضافية عالية الخطورة (HPV31، 33، 45، 52، 58) المسؤولة عن نسبة كبيرة من السرطانات، وكذلك سلالات الثآليل التناسلية (HPV6 و11).
- بفضل هذه التغطية الواسعة، يوفر جارداسيل 9 حماية ملحوظة ضد معظم سرطانات HPV، بما في ذلك عنق الرحم، الشرج، الفم والحلق، الفرج، والمهبل، فضلاً عن الثآليل التناسلية.
- لقاح جارداسيل: الذي يحمي من سلالتي السرطان (HPV16 و18)، بالإضافة إلى سلالتي الثآليل التناسلية (HPV 6 و11).
- لقاح سيرفاريكس: يركز على توفير حماية قوية ضد سلالتي السرطان الرئيسيتين (HPV 16 و18).
الجرعات والتوصيات
يُقدّم لقاح فيروس الورم الحليمي البشري على شكل جرعتين للشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عامًا، بينما يتطلب من هم في سن 15 إلى 45 عامًا الحصول على ثلاث جرعات لتحقيق مناعة شاملة، ويُظهر اللقاح أعلى درجات فعاليته عندما يُعطى في المرحلة العمرية من 11 إلى 12 عامًا.
لذلك، يُعتبر هذا اللقاح درعًا موثوقًا وفعّالًا في مواجهة عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، لذا يتوجب على الرجال والنساء غير الملقحين، الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و45 عامًا، استشارة أطبائهم لاستكشاف الفوائد الجمة، التي يمكن أن يحققها لهم.
الوقاية من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري في الفم
تتنوع طرق الحماية من الإصابة بهذا الفيروس المنتشر، وتتمثل فيما يلي:
-
استخدام الواقي الذكري
تُعتبر الواقيات الذكرية، والعازل المطاطي للأسنان دروعًا فعّالة في مواجهة انتقال فيروس الورم الحليمي البشري، وعند استخدامها بشكل منتظم وصحيح، يمكن لهذه الوسائل الوقائية أن تُخفّض بشكل ملحوظ من إمكانية انتقال الفيروس من فرد إلى آخر، مما يعزز الصحة العامة، ويحد من انتشار المخاطر الصحية.
يمكن أن تلعب الكحول، ومنتجات التبغ دورًا في تعزيز فرص الإصابة بسرطان البلعوم الفموي، حيث يتصاعد الخطر بشكل ملحوظ مع استهلاك كل من التبغ والكحول معًا.
لذا، يُستحسن أن تبتعد عن التدخين، واستخدام أي من منتجات التبغ، سواء كانت مُدخّنة أو غير مُدخّنة، وأن تتجنب استنشاق دخان سجائر الآخرين، كما يُنصح بتقليل كمية الكحول التي تتناولها للحفاظ على صحتك.
كيفية التعايش مع فيروس الورم الحليمي
نظرًا؛ لأن فيروس الورم الحليمي البشري قد يكون كامنًا في الجسم، دون ظهور أي علامات على الأشخاص، لذلك من المهم اتباع التالي:
إجراء فحوصات دورية
يعتبر القيام بتحليل فيروس الورم الحليمي البشري، أمرًا بالغ الأهمية للكشف عن أي تغييرات خلوية قد تطرأ، أو ظهور سلالات خطيرة من فيروس HPV، كما تلعب هذه الفحوصات دورًا حيويًا في الكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية، مما يساهم في الوقاية من تحولها إلى سرطان مستقبلاً.
من أبرز أنواع الفحوصات التي تكشف عن فيروس الورم الحليمي:
- تحليل فيروس الورم الحليمي البشري في الفم: يُعد ذلك الفحص أداة مهمة للكشف المبكر عن عدوى الفيروس في الفم، حيث يتيح اكتشاف الحمض النووي الخاص بالفيروس، مما يساعد على تقييم خطر الإصابة بسرطان الفم، ويوجه نحو خيارات العلاج المناسبة.
كما يتميز هذا الفحص بأنه بسيط وغير جراحي، ولا يتطلب تحضيرات خاصة سوى الامتناع عن تنظيف الأسنان، أو استخدام غسول الفم، أو تناول أي طعام أو شراب لفترة زمنية محددة قبل الاختبار، كذلك، فإن سحب العينة غير مؤلم، ويتضمن فقط المضمضة بمحلول ملحي مخصص لمدة 30 ثانية، ثم بصق السائل في أنبوب التجميع.
- مسحة عنق الرحم (Pap Test / HPV Test): تُعتبر مسحة عنق الرحم اختبارًا حيويًا بالغ الأهمية للنساء، يُستخدم للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري، والتغيرات الخلوية المحتملة التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم، ويتضمن هذا الفحص جمع عينة دقيقة من خلايا عنق الرحم لفحصها بدقة تحت المجهر.
فهم طبيعة الفيروس
إن استيعاب حقيقة أن الفيروس يميل في كثير من الأحيان إلى التلاشي من تلقاء نفسه، وأن غالبية الإصابات لا تتطور نحو سرطان، يسهم بشكل كبير في تخفيف حدة القلق غير المبرر.
نمط الحياة الصحي
إن الحفاظ على جهاز مناعي قوي يتطلب منا اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط وافر من النوم، فهذه العوامل مجتمعة تشكل درعًا يحمي الجسم من الفيروسات.
الوقاية من العدوى.
الخلاصة
عدوى فيروس الورم الحليمي البشري هي أكثر أنواع العدوى المنقولة جنسيًا شيوعًا، بسبب فيروس الورم الحليمي HPV، لذلك عليكَ اتباع طرق الوقاية وفهم طبيعة الفيروس لحماية نفسك من العدوى.