كيفية التعامل مع مريض الخرف: دليل شامل لـ أهم 10 نصائح أساسية

إن رعاية الوالدين المسنين الذين يعانون من الخرف تُعتبر من أصعب التحديات التي يمكن أن يواجهها الكثيرون، لكن يمكن التغلب عليها إذا توافرت لديك المعرفة والدعم الكافيين، كمقدم رعاية، يتوجب عليك أن تكتسب معلومات شاملة تُعدّك جيدًا للاستعداد لما هو آت.

تُسهم التغيرات السريعة في سلوك الشخص المصاب بالخرف، إلى جانب الضغط النفسي والإرهاق والقلق، في تعزيز صعوبة التعامل مع هذه القضية بمفردك.

في هذه المقالة، نلقي الضوء على أكثر من 7 نصائح رئيسية تجيب عن كيفية التعامل مع مريض الخرف، ينبغي أن تظل راسخة في ذهنك أثناء رعاية أحد الوالدين المصابين بالخرف.

مع تقدم مرض الخرف، يواجه المصابون صعوبة في التنقل داخل منازلهم بمفردهم، قد يتعرض والداك المسنّان لسقوطٍ شديد، وإصابات خطيرة أثناء محاولتهما التنقل بمفردهما. لذا، من المهم تعديل بيئتهما المادية، كما يمكنك الاستفادة من المساحات المصممة بشكل عملي في بريكنريدج، التي تتيح للسكان التنقل بأمان وسهولة.

إليك بعض النقاط التي يجب عليك مراعاتها:

  • أولاً: تأكد من أن جميع غرف المنزل مضاءة جيدًا، وقم بإزالة السجاد وأي عوائق قد تسبب التعثر.
  • بالنسبة للحمام، يُفضل تركيب حوض استحمام/دش واسع لتسهيل تجربة الاستحمام.
  • يمكنك أيضًا إضافة لمسة لونية من خلال طلاء حواف الأسطح، مما يُبرز الحواف الحادة، ويساعد على حماية أحبائك من الاصطدام بها والإصابة.
  • التعرف على مرض الخرف وعلاجه

الخرف هو حالة تُغيّر حياة الأفراد، وتؤثر في جميع جوانب حياة والديك، لفهم كيفية التعامل مع مريض الخرف، من الضروري أن تدرك تفاصيل هذا المرض، هناك العديد من الموارد والمجتمعات المفيدة التي تستطيع أن توفر لك المعلومات والدعم، و جمعية الزهايمر المحلية تُعتبر نقطة انطلاق ممتازة.

من المهم أن تدرك أن الخرف يتطور عبر مراحل متعددة، ورغم أن تجربة كل شخص تختلف مع المرض، إلا أنه يُتوقع حدوث بعض التغيرات السلوكية والشخصية الشائعة.

  • في المرحلة المبكرة: قد يُظهر من تحب علامات، مثل النسيان الطفيف أو فقدان الذاكرة، لكنه لا يزال قادرًا على الحركة دون مساعدة.
  • إلا أنه في المراحل المتوسطة إلى المتأخرة: سوف يحتاج إلى رعاية متخصصة للحفاظ على صحته، عند الوصول إلى هذه المرحلة، قد تحتاج إلى توظيف مقدم رعاية منزلية، أو ربما نقلهم إلى منشأة رعاية الذاكرة، أو أحد أشكال المعيشة المساعدة.

مع المعرفة الصحيحة لطبيعة المرض، يمكنك اتخاذ قرارات أفضل بشأن رعاية الخرف لوالديك.

  • التعامل مع التوتر بدقة

كيفية التعامل مع مريض الخرف! يُمكن أن تكون رعاية شخص يعاني من الخرف مهمة صعبة ومرهقة في بعض الأحيان، من الطبيعي أن تشعر بالضغط، والقلق أثناء محاولتك التكيف مع التغيرات التي يمر بها الشخص العزيز عليك.

واحدة من أفضل الخطوات التي يمكنك اتخاذها كمقدم رعاية هي البحث عن شخص يساعدك على مواجهة هذا الضغط، حيث يمكنك اكتساب استراتيجيات للتعامل مع التوتر من خلال المتخصصين في هذا المجال، وإذا أمكن، اطلب الدعم النفسي من معالج، أو من خلال الانضمام إلى مجموعة دعم.

  • طلب الدعم من العائلة أو الأصدقاء

للتغلب على ضغوط الرعاية، يُفضل الانضمام إلى مجموعة دعم مخصصة لكبار السن، هذا يُعتبر وسيلة ممتازة للتواصل مع أشخاص آخرين يواجهون تجارب مشابهة، حيث إنه بإمكان هؤلاء الأشخاص مساعدتك على إيجاد أفضل السبل للتعامل مع احتياجات من تحبهم المصاب بالخرف.

أيضًا، تذكّر أنه لا بأس بطلب المساعدة من أصدقائك وأفراد عائلتك، لا تُحمّل نفسك عبء القيام بكل شيء وحدك، وخصص بعض الوقت للاعتناء بنفسك، واستفد من فترات راحة منتظمة لتفادي الإرهاق.

  • عقد لقاءات دورية مع عائلتك

كيفية التعامل مع مريض الخرف، عندما يتعلق الأمر بدعم شخص يعاني من الخرف، يلعب كل فرد في العائلة دورًا فريدًا ومهمًا، قد تكون أنت من يتولى مسؤولية الرعاية الأساسية، لكن من الضروري أن يُبدي كل فرد من أفراد أسرتك مشاركته بطرق متعددة.

ومع تقدم مراحل المرض المختلفة، يُستحسن أن تجتمع مع عائلتك لتبادل الآراء حول تأثير رعاية شخص مصاب بالخرف على الجميع، حيث توفر هذه اللقاءات فرصة ذهبية لأفراد الأسرة للتباحث حول مسؤولياتهم الخاصة، وتجاوز العقبات، ووضع استراتيجيات لرعاية ممتدة.

  • منع مريض الخرف من التجول

من المعروف أن الأشخاص المصابين بالخرف قد يبتعدون عن منازلهم، مما قد يؤدي إلى ضياعهم، أو تعرضهم لمخاطر، كما أز هناك عدة تدابير يمكن اتخاذها لتعزيز السلامة، ومنع هذه الحوادث:

  • عند إجراء أي تغييرات في المنزل، يُفضل تركيب أجهزة استشعار الحركة عند جميع مخارج الطوارئ، حيث ستنبهك هذه الأجهزة في حال حاول أحد والديك مغادرة المنزل دون علمك.
  • يمكنك أيضًا استخدام أقفال منزلقة على جميع الأبواب.
  • أحد أهم طرق كيفية التعامل مع مريض الخرف، هي تسجيل أحبائك في برنامج العودة الآمنة لمرضى ألزهايمر كوسيلة إضافية للحماية، إذ يساهم هذا البرنامج في تسهيل عودة الأشخاص المفقودين، أو المتجولين المصابين بالخرف بأمان، مما يضمن عودتهم إلى منازلهم إذا تخطوا أنظمة الأمان.
  • الاستعداد لـ آخر مراحل الخرف

تعتبر المراحل المتأخرة من مرض الزهايمر، أو الخرف تحديًا كبيرًا لكل من الشخص المصاب ومقدم الرعاية، يواجه الكثيرون صعوبة في كيفية التعامل مع مريض الخرف، خصوصًا مع التغييرات التي تطرأ على أحبائهم.

في البداية، قد يتمكن مرضى الخرف من الحفاظ على استقلاليتهم إلى حد كبير، ولكن مع مرور الوقت يتفاقم الخرف، قد يفقد أحباؤك القدرة على التفاعل مع محيطهم، وتذكر المعلومات، والتعرف على أفراد الأسرة، وحتى التواصل، عندما يحدث ذلك، سيكونون بحاجة إلى رعاية مستمرة.

في هذه المرحلة، تتطلب رعاية أحبائك خبرة خاصة، ورغم حبك الكبير لهم، قد لا تكون في أفضل وضع لتقديم كل الرعاية، والدعم المطلوبين خلال هذه الفترة من حياتهم.

  • محاولة منع تقدم أعراض الخرف 

على الرغم من عدم توفر علاج نهائي للخرف، إلا أنه يمكن اتخاذ خطوات عديدة لتقليل تفاقم الأعراض، وتعزيز جودة حياة المصاب، فمن الممكن تحفيز مريض الخرف على تبني نمط حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام، الحصول على نوم كافٍ، وتناول وجبات غذائية متوازنة.

  • المساعدة على علاج الاكتئاب والقلق

ليس من الغريب أن يصاب مرضى الخرف بالاكتئاب والقلق، فما الذي يمكنك القيام به لمساعدتهم؟ وكيفية التعامل مع مريض الخرف في ذلك الوضع، إليك بعض النصائح!

  • ابدأ بالتحدث عن مشاعرهم: قد يبدو هذا بسيطًا، لكن أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها مرضى الخرف، هو عدم التحدث عن مشاعرهم مع الآخرين، لذا من المهم أن تشجعهم على التعبير عن مشاعرهم، يمكن أن يكون بدء المحادثة بنفسك له تأثير كبير.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: يُفضل الحفاظ على نشاطهم، فالتمارين البدنية تُعتبر فعالة في تخفيف التوتر والقلق، إذا استطعت مساعدتهم في ممارسة الرياضة أو الانضمام إليهم، سيكون لذلك تأثير إيجابي، فالرياضة تعزز إفراز الدوبامين الذي يُشعر بالسعادة، مما يُحسن من نوعية حياة مرضى الخرف.
  • حثهم على التواصل مع الطبيب: من المهم مناقشة حالات الاكتئاب، أو القلق مع طبيب مختص لمريض الخرف، حيث إن هذه الحالات قد تتفاقم بشكل أسرع لدى هؤلاء المرضى مقارنة بالآخرين، حتى وإن كان أحد أحبائك مترددًا في الحديث مع الطبيب، فإن هذا الخيار يعتبر حكيمًا، وأنت الشخص الوحيد القادر على تشجيعه على اتخاذ هذه الخطوة.
  • المساعدة في التعامل مع المشاعر

من الطبيعي أن يواجه الشخص المصاب بالخرف اضطرابات في مشاعره، مما قد يجعل من الصعب عليه التحكم في استجاباته العاطفية، يمكنك مساعدته من خلال اتباع النصائح التالية:

  • كن واعيًا لمخاوفهم: فليس هناك توتر بدون سبب، هذا ينطبق أيضًا على أحبائك الذين يعانون من الخرف، ينبغي أن يُتاح لهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم من خلال الحوار معك، حاول فهم أسباب ردود أفعالهم وما الذي يثير قلقهم؟
  • عِش اللحظة الحالية: قد تبدو الأمور قاتمة، وخطيرة بعد تشخيص أحد أفراد عائلتك بالخرف، لكن هذا ليس بالضرورة الواقع. فعلى الرغم من احتمالية حدوث أسوأ غدًا، لا يعني أنك يجب أن تكون صارمًا اليوم، حاول توضيح ذلك لهم وابدأ بتنظيم أنشطة تُساعدهم على الاستمتاع باللحظة الحالية، مما سيساهم في تحسين مشاعرهم. 
  • الفكاهة لها فوائد كبيرة للجميع: اجعل أجواء المنزل مليئة بالفرح والمرح، نحن ندرك أن الجميع قد يكونون في حالة من القلق، ومن المحتمل أن يشعر أحد أفراد عائلتك بذلك أيضًا، ولكن، أفضل وسيلة لتمكينهم من التعبير عن مشاعرهم هي من خلال التعبير عنها بوضوح، كما أن النكات والقصص الممتعة ستساعد بالطبع في ذلك.
  • التعامل مع الثقة بالنفس وتقدير الذات

يمكن أن يشعر الخرف أحبابك بعدم الأمان تجاه أنفسهم وقدراتهم، مما قد يؤدي إلى مشاعر من القلق والاكتئاب، كما تم الإشارة إليه سابقًا، فما الإجراءات التي يمكنك اتخاذها لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم؟ وكيفية التعامل مع مريض الخرف هذا، هناك عدة خطوات يمكنك اتباعها.

  • قم بتقديم المدح لهم: قد يبدو هذا غير معتاد، إذ أنك عادةً ما تمدح أحبائك، لكن من المهم أن تكثر من ذلك، وحاول دعمهم في الأوقات التي يشكون فيها من أنفسهم، أو قبل أن يتم تشخيصهم، تمثل هذه اللحظات فرصة جيدة لتقديم الإطراء.
  • ابتعد عن التعليقات الساخرة أو السخرية: قد يكون من السهل نسيان حالة أحد أحبائك أثناء مناقشة حادة، لكن يجب أن تحرص على عدم كونك قاسيًا معهم. بدلاً من ذلك، حاول توضيح وجهة نظرك بأسلوب لطيف ودون إهانة، بينما نسمح لأحبائنا أحيانًا بالتعليقات الساخرة دون عقاب، إلا أن ذلك ليس سهلاً على مرضى الخرف. لذلك، يجب علينا التوقف عن ذلك، حتى لو كانت مجرد مزحة.
  • الحفاظ على العلاقات الاجتماعية القائمة، وتكوين صداقات جديدة: يُسهم ذلك في تحسين حياة مرضى الخرف، إذ يعاني الكثير من هؤلاء المرضى من صعوبة في الاستمرار في علاقاتهم الاجتماعية، مما يؤدي إلى شعورهم بالوحدة عندما يتخلى عنهم الآخرون، ويمكنك دعم أحبائك من خلال تأكيد استمرار تواصلهم مع الآخرين.

الخلاصة

كيفية التعامل مع مريض الخرف هي رحلة تتطلب مزيجًا من المعرفة العملية، والصبر العاطفي، والدعم المستمر، من خلال تهيئة بيئة آمنة، وفهم مراحل المرض، والاستعداد للتحديات، يمكنك تقديم أفضل رعاية ممكنة لأحبائك.

الأهم من ذلك، تذكر أن صحتك النفسية لا تقل أهمية عن صحة من ترعاهم، بدمج الدعم العاطفي والاجتماعي مع الرعاية الجسدية، يمكنك أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة من تحب، وتضمن لهم جودة حياة أفضل حتى في أصعب الظروف.

المصادر

اذهب إلى الأعلى