كيف تجري فحص سرطان الثدي في المنزل بأمان؟
يُعد فحص سرطان الثدي في المنزل من الوسائل الوقائية المهمة، التي تُساعد في الكشف المبكر، عن أي تغيرات غير طبيعية في أنسجة الثدي.
وعلى الرغم من أنها خطوة بسيطة لا تحتاج غير دقائق معدودة، إلا أنها تمنح المرأة فرصة للاطمئنان على صحتها بشكل دوري، وتُسهم في زيادة الوعي تجاه العلامات الأولية لسرطان الثدي؛ مما يرفع من نسب الشفاء عند اكتشاف المرض في مراحله الأولى.
وفي هذا المقال سوف نوضح لكي كل ما تحتاجين إلى معرفته بشأن فحص سرطان الثدي في المنزل، بداية من التعرف على ماهيته، وتوقيت إجراءه، ووصولاً إلى التعرف على خطوات إجراؤه بشكل صحيح وأمن.
ما هو فحص سرطان الثدي في المنزل؟
يُعرف فحص سرطان الثدي في المنزل باسم الفحص الذاتي للثدي، وهو إجراء ذاتي تقوم به المرأة بمفردها في المنزل، يهدف إلى ملاحظة أي تغيّرات في شكل أو ملمس الثديين أو الحلمتين.
ويُعد هذا الفحص خطوة أولية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، مما يعني أنه لا يُغني عن الفحوصات الطبية الأخرى مثل: (الأشعة أو تحاليل مؤشرات الأورام أو الخزعة)، لكنه يُساعد في اكتشاف أي علامات تستدعي المتابعة مع الطبيب المختص.
مميزات فحص سرطان الثدي في المنزل
تخيّلي لو كان بإمكانك الاطمئنان على صحتك، في دقائق قليلة، دون أي تكلفة أو معدات معقدة، ومن خلال راحة منزلك تمامًا، هذا بالضبط ما يقدمه الفحص الذاتي لسرطان الثدي.
فهو ليس مجرد إجراء طبي روتيني، بل هو أداة قوة تمنحك القدرة على ملاحظة أي تغيّر مبكر في الثدي، بصورة مستمرة دون الحاجة إلى زيارة الطبيب من حين لاخر، مع عدم ظهور أي علامات للسرطان، وهو ما يوفر لكِ حماية نفسك وخصوصيتك.
وفي شهر أكتوبر الوردي، الذي يُعد الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، تُشدد المؤسسات الصحية العالمية على أهمية إجراء هذا الفحص بصورة منتظمة، واعتباره عادة صحية تُعزز من فرص الكشف المُبكر عن المرض، وتُقلل من مخاطر تطور.
ما هو ملمس الثدي الطبيعي؟
يُعد الثدي من مناطق الجسم التي تشهد العديد من التغيرات بناءًا على كل مرحلة، وكثير من النساء لا تعلم التكوين الفسيولوجي لهذه المنطقة؛ لذا، وقبل التعرف على خطوات فحص سرطان الثدي في المنزل، من الضروري أن تتعرفي على طبيعة الثدي وملمسه الطبيعي، حتى يسهل عليكِ التمييز بين الوضع السليم وأي تغير غير معتاد.
يتكون الثدي من مجموعة من الأنسجة الليفية والدهنية والغدية التي تتشابك معًا، ورغم هذا التشابك إلا أن ملمسه غير مُتماثل تمامًا في جميع الأجزاء، فبعض المناطق قد تبدو أكثر ليونة أو أكثر صلابة قليلًا، وهذا أمرًا طبيعيًا.
ولكن في حالة شعرتِ بوجود كتلة صلبة ثابتة، أو منطقة غير منتظمة الشكل، فذلك قد يكون مؤشرًا يستدعي استشارة الطبيب، للتعرف على سبب هذه الكتلة.
العلامات المبكرة لسرطان الثدي
قبل أن نتعرف أيضًا على طريقة القيام بـ فحص سرطان الثدي في المنزل، لابد من أن تكوني على معرفة بالعلامات التي تتطلب الانتباه، والرجوع إلى الطبيب المختص، فرغم أن معظم التغيرات التي تُلاحظ أثناء الفحص تكون غير سرطانية، إلا أن هناك بعض العلامات التي لا يجب تجاهلها، وتشمل:
- تقشّر في جلد الحلمة أو على سطح الثدي.
- احمرار أو ظهور طفح جلدي غير معتاد في الثدي.
- تغيّر في ملمس الجلد ليصبح مجعدًا أو شبيهًا بقشر البرتقال.
- زيادة مفاجئة في حجم أحد الثديين أو كليهما.
- عدم تناسق واضح بين الثديين في الشكل أو الاتجاه.
- إفرازات غير طبيعية من الحلمة قد تكون دموية أو مائلة إلى الاصفرار.
- تغيّر في شكل أو موضع الحلمة.
يذكر أن؛ هذه العلامات لا تظهر دائمًا مبشكل جماعي، كما أنها قد تختلف من امرأة إلى أخرى، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغير بسيط أثناء فحص سرطان الثدي في المنزل.
خطوات فحص سرطان الثدي في المنزل
للحصول على فحص صحيح ودقيق، يجب أن تقومي بالخطوات التالية، بشكل بطئ، وذهن خالي من القلق والتفكير، للتركيز على ما تلاحظيه وتشعري به خلال إجراء الفحص:
أمام المرآة:
- قفي أمام المرآة وذراعاكِ إلى جانبيك، وراقبي شكل الثديين جيدًا.
- انتبهي لأي اختلاف في اللون أو الحجم أو مظهر الجلد أو الحلمة.
- ارفعي ذراعيكِ للأعلى ولاحظي ما إذا كان هناك أي تغيّر في الشكل العام للثديين.
أثناء الاستحمام:
- يُفضل القيام بهذه الخطوة أثناء الاستحمام، إذ يُسهل الماء تحريك الأصابع فوق الجلد.
- مرّري أطراف أصابعك بحركات دائرية صغيرة، لتفقد كامل الثدي، من الخارج إلى الداخل.
- مع استخدام ضغط خفيف ومتوسط لملاحظة أي كتل أو مناطق غير منتظمة الملمس.
في وضع الاستلقاء:
- استلقي على ظهركِ وضعي وسادة صغيرة تحت الكتف الأيمن عند فحص الثدي الأيمن (والعكس صحيح).
- باستخدام اليد المقابلة، حرّكي أصابعك من عظمة الترقوة وحتى الإبط، لتتأكدي من فحص جميع المناطق.
متى يُنصح بإجراء الفحص الذاتي للثدي في المنزل؟
اوصت منظمة الصحة العالمية، بأن تبدأ النساء بإجراء فحص سرطان الثدي في المنزل اعتبارًا من سن العشرين، مرة واحدة شهريًا، ولكن بشرط أن يكون بعد انتهاء الدورة الشهرية بعدة أيام، حين يكون الثدي أقل انتفاخًا وأكثر راحة للفحص.
أما النساء اللاتي في سن اليأس، فيُنصح بتخصيص يوم ثابت كل شهر لإجراء هذا الفحص، ولا تقلقي في حالة ملاحظة كتلة في الثدي، فيُمكن أن يتسبب تغير الهرمونات في حدوث تغيرات في طبيعة الثدي.
الاسئلة الشائعة عن فحص سرطان الثدي
يثير سرطان الثدي وفحوصاته الكثير من التساؤلات، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع أبرزها والإجابة عنها فيما يلي من قبل فريقنا الطبي:
هل فحص سرطان الثدي في المنزل مؤلم؟
لا، عادة يكون الفحص غير مؤلم، ولكن إذا تم بطريقة صحيحة وبضغط مناسب، وهو يعتمد على تحريك الأصابع بلطف لملاحظة أي كتل أو تغيّرات في الثدي.
هل يمكن إجراء الفحص الذاتي بمساعدة شخص آخر؟
نعم، يمكن طلب المساعدة من شريك موثوق أو فرد من العائلة إذا كان ذلك يسهل الفحص، خصوصًا في المناطق الصعبة الوصول.
هل يكتشف الفحص الذاتي كل أنواع سرطان الثدي؟
الفحص الذاتي مفيد للكشف عن التكتلات والتغيّرات الظاهرة، لكنه لا يغني عن الفحوصات الطبية المتخصصة مثل: (الماموجرام أو التصوير بالموجات فوق الصوتية، وتحاليل مؤشرات الأورام).
في الختام تذكري أن فحص سرطان الثدي في المنزل ليس مجرد خطوة وقائية، بل هو رسالة وعي تهدف لحماية نفسك، خلال خمس دقائق من وقتك قد تُحدث فرقًا كبيرًا في حياتك، فكلما كان الاكتشاف مُبكرًا، كانت فرص العلاج والشفاء أكبر.








