باقة الفحص الشامل - عروض شهر رمضان - مختبرات دلتا

ما هو سرطان القولون؟ وكيف تكتشفه مبكرًا؟

يُعد سرطان القولون واحدًا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم، ويصنّف ضمن الأسباب الرئيسية للوفاة المرتبطة بالأورام، ورغم خطورته، فإن هذا النوع من السرطان يمكن اكتشافه في مراحله المبكرة، بل والوقاية منه في كثير من الحالات، من خلال الفحص الدوري والاهتمام بالأعراض المبكرة.

في هذا المقال، سنأخذك في جولة شاملة لفهم سرطان القولون بالتفصيل، وسنتعرّف معًا ما هو سرطان القولون؟ وما أبرز أسبابه؟ والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة به.

ما هو سرطان القولون؟

ما هو سرطان القولون؟ سرطان القولون هو نوع من السرطان ينشأ في الأمعاء الغليظة، وتحديدًا في القولون، وهو الجزء الأخير من الجهاز الهضمي.

يبدأ سرطان القولون على شكل كتل صغيرة غير سرطانية يُطلق عليها (Polyps)، وتتكوّن على بطانة القولون الداخلية، ومع مرور الوقت، تتحول إلى أورام خبيثة، وهو ما يجعل الكشف المبكر أمرًا بالغ الأهمية.

في المراحل المبكرة، لا يسبب سرطان القولون أي أعراض واضحة؛ لهذا يُوصى بالفحص الدوري خاصةً لمن تجاوزوا سن الخمسين، أو لديهم تاريخ عائلي للمرض.

يُعد هذا النوع من السرطان من أكثر السرطانات القابلة للوقاية والعلاج إذا تم اكتشافه في وقت مبكر.

بحسب المعهد الوطني للسرطان (NCI)؛ يحتل سرطان القولون والمستقيم المرتبة الثالثة من حيث الانتشار عالميًا، ولكنه يتميز بمعدلات شفاء مرتفعة في حال التشخيص المبكر، كما تزداد فرص النجاة مع الاستئصال الجراحي والعلاج المناسب.

كيف يبدأ سرطان القولون ويتطور؟

ما هو سرطان القولون؟ يبدأ سرطان القولون على شكل تكتلات صغيرة غير سرطانية تُسمى (سلائل)، وتتكوّن على بطانة القولون، تكون في البداية غير سرطانية (حميدة)، ولكنها مع مرور الوقت يمكن أن تتحول إلى خلايا سرطانية.

ومع تطور المرض، يبدأ الورم بالنمو داخل جدار القولون وينتشر تدريجيًا إلى مناطق أخرى، وهنا يُقسّم سرطان القولون إلى أربع مراحل:

  1. المرحلة الأولى: يكون الورم ما زال داخل جدار القولون ولم ينتشر خارجه.
  2. المرحلة الثانية: يخترق الورم جدار القولون وقد يصل إلى الأنسجة القريبة، لكنه لا يصل بعد إلى العقد اللمفاوية.
  3. المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية القريبة، وهي جزء من الجهاز المناعي.
  4. المرحلة الرابعة: ينتقل السرطان إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل: (الكبد، أو الرئتين)، وتُعرف هذه الحالة بالسرطان المنتشر أو المتقدم.

كلما اكتُشف السرطان في مرحلة مبكرة، كانت فرص الشفاء أعلى والعلاج أسهل. ولهذا السبب، يُنصح الأشخاص بعد سن 45 بإجراء فحوصات دورية للقولون،

أعراض سرطان القولون المبكرة

ما هو سرطان القولون؟ وما هي أعراضه؟ في مراحله المبكرة، قد لا يسبب سرطان القولون أعراضًا واضحة، ولهذا يُطلق عليه أحيانًا “السرطان الصامت”، حيث تُكتشف كثير من الحالات بالصدفة أثناء الفحص الدوري.

لكن هناك بعض العلامات التي تظهر مبكرًا وتستدعي الانتباه، خاصة إذا استمرت أو ازدادت مع الوقت، ومن أبرز أعراض سرطان القولون المبكرة:

  • تغيرات في حركة الأمعاء: كـ الإسهال أو الإمساك المستمر، أو التبدل المتكرر بينهما دون سبب واضح.
  • تغيّر في شكل البراز أو لونه: فمثلًا يصبح رفيعًا بشكل غير معتاد أو يحتوي على دم (قد يظهر الدم بلون أحمر أو يكون داكنًا يشبه لون القطران).
  • شعور بعدم إفراغ الأمعاء تمامًا بعد التبرز.
  • التهاب القولون مع تشنجات متكررة في البطن، مصحوبة بعدم راحة.
  • فقدان الشهية أو الشعور بالغثيان الخفيف بدون مبرر واضح.
  • تعب غير مبرر، أو ضعف عام في الجسم.
  • فقدان الوزن المفاجئ دون اتباع حمية أو جهد واضح.

ظهور أحد هذه الأعراض لا يعني بالضرورة وجود سرطان القولون، لكنها تستدعي زيارة الطبيب خاصة إذا استمرت لأكثر من أسبوعين. 

ما هو سرطان القولون؟ وما أسبابه؟

لا يوجد سبب واحد واضح لحدوث سرطان القولون، لكنه غالبًا ما يتطوّر نتيجة تفاعل عدة عوامل تؤثر على خلايا القولون وتزيد من احتمالية تحوّلها إلى خلايا سرطانية.

يبدأ المرض عندما تتعرض خلايا بطانة القولون لتغيرات جينية (طفرات) تجعلها تنمو بشكل غير طبيعي وغير منضبط، فتكوّن أورامًا صغيرة تتحول إلى سرطان مع الوقت، ومن أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون:

  • العمر: معظم الحالات تُشخّص بعد سن 50 عامًا، لكن يمكن أن يصيب الأعمار الأصغر أيضًا.
  • التاريخ العائلي: وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بسرطان القولون أو سلائل قولونية يزيد من خطر الإصابة.
  • الأمراض الوراثية: مثل متلازمة لينش وهي حالات تزيد من فرص الإصابة بالسرطان في سن مبكرة.
  • النظام الغذائي: تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء أو المصنعة، وقلة الألياف في الطعام. 
  • قلة النشاط البدني والسمنة: نمط الحياة الخامل وزيادة الوزن من عوامل الخطورة المهمة.
  • التدخين والكحول: الاستخدام المزمن للتبغ، والمشروبات الكحولية يؤثر سلبًا على خلايا القولون.
  • داء السكري: الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الثاني أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون.
  • أمراض الأمعاء المزمنة: مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون، خاصة إذا استمرت لعدة سنوات.

لا تؤدي هذه العوامل وحدها إلى الإصابة، لكن وجود أكثر من عامل معًا يمكن أن يزيد من الاحتمال؛ ولهذا السبب، فإن اتباع نمط حياة صحي وإجراء الفحوصات الوقائية بانتظام يُعد أفضل وسيلة للحماية. 

من هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون؟

رغم أن سرطان القولون يمكن أن يصيب أي شخص، إلا أن هناك فئات معينة من الناس لديهم احتمالية أعلى للإصابة بالمرض، خاصة إذا توفرت لديهم عوامل خطر معروفة تؤثر على صحة القولون والجهاز الهضمي.

فيما يلي أبرز الفئات الأكثر عرضة:

  • الأشخاص فوق سن 50 عامًا: معظم حالات سرطان القولون تُشخّص بعد هذا العمر، رغم أن المرض بدأ يظهر بشكل متزايد لدى الشباب في السنوات الأخيرة.
  • من لديهم تاريخ عائلي للمرض: إذا كان أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى (أب، أم، أخ، أخت) قد أُصيب بسرطان القولون أو المستقيم، فإن خطر الإصابة يرتفع بشكل ملحوظ.
  • الأشخاص المصابون بأمراض وراثية: مثل متلازمة لينش (Lynch syndrome) أو داء السلائل الغدي العائلي (FAP)، وهي أمراض تؤدي إلى تشكل سلائل كثيرة في القولون وتزيد فرص التحول السرطاني.
  • مرضى التهاب القولون التقرحي أو داء كرون: خاصة إذا كانت الحالة مزمنة وممتدة لعدة سنوات، حيث تزيد فرص حدوث تغيرات سرطانية في بطانة القولون.
  • الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الثاني: وجود مقاومة للأنسولين قد يرتبط بزيادة فرص الإصابة.
  • المدخنون ومن يفرطون في شرب الكحول: هذه العادات تضعف مناعة الجسم وتؤثر على صحة القولون على المدى الطويل.
  • الأشخاص المصابون بالسمنة: السمنة مرتبطة بزيادة الالتهابات في الجسم وارتفاع خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، منها سرطان القولون. 

كيف يمكن اكتشاف سرطان القولون مبكرًا؟

لعلك تتسائل ما هو سرطان القولون؟ وكيف يمكنك اكتشافه مبكرًا؟ في الوقت، يُعد اكتشاف سرطان القولون في مراحله المبكرة من أهم عوامل الشفاء؛ حيث تكون فرص العلاج والنجاة عالية جدًا عند التدخل في الوقت المناسب.

فيما يلي أبرز الطرق المتاحة للكشف المبكر عن سرطان القولون:

  • منظار القولون (Colonoscopy): يُعد الفحص الأكثر دقة. يتم إدخال أنبوب رفيع مزوّد بكاميرا عبر المستقيم لفحص القولون من الداخل. يمكن خلاله أيضًا إزالة أي سليلة (زوائد حميدة) قبل أن تتحول إلى ورم سرطاني.
  • اختبار الدم في البراز: يكشف عن وجود دم غير مرئي في البراز، والذي قد يكون علامة مبكرة على سرطان القولون. 

نصائح للوقاية من سرطان القولون

رغم أن بعض عوامل الإصابة بسرطان القولون، مثل: (التقدم في العمر، أو العوامل الوراثية)، لا يمكن تغييرها؛ إلا أن هناك خطوات مهمة يمكن أن تساعد بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، وإليك أبرز النصائح التي يوصي بها الأطباء:

اتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا:

ركّز على تناول الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة الغنية بالألياف، وقلل من اللحوم الحمراء والمصنّعة. 

تُساهم الألياف الغذائية في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقليل الالتهابات.

مارس النشاط البدني بانتظام:

يُنصح بممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع؛ حيث يُساعد النشاط البدني في تحسين الدورة الدموية، وتقليل تراكم الدهون والالتهابات.

حافظ على وزن صحي:

السمنة من العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، خاصة عند الرجال.

تجنّب التدخين:

التدخين المزمن يزيد من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما فيها سرطان القولون.

قلل من شرب الكحول أو تجنّبه تمامًا:

الاستهلاك المفرط للكحول قد يسبب تلفًا في خلايا القولون على المدى الطويل

‏في نهاية المقال لعلك تعرفت ما هو سرطان القولون، فهو من الأمراض التي يمكن الوقاية منها والسيطرة عليها بنسبة كبيرة إذا تم اكتشافها في وقت مبكر، فالفحص الدوري، والوعي بالأعراض المبكرة، واتّباع نمط حياة صحي، كلها عوامل تلعب دورًا محوريًا في تقليل خطر الإصابة وزيادة فرص الشفاء. 

المصادر

اذهب إلى الأعلى