ما هو فقر الدم؟ ولماذا يُصيب النساء أكثر من غيرهم؟
هل تستيقظين كل يوم وأنتِ تشعرين بالإرهاق رغم نومكِ لساعات كافية؟ هل تبدو بشرتكِ باهتة، وتشعرين بالدوخة أو خفقان القلب عند القيام بأبسط المهام؟
قد تظنين أن الأمر مرتبط بالإجهاد أو ضغوط الحياة اليومية، لكنه قد يكون علامة واضحة على إصابتكِ بـ فقر الدم، وهي الحالة الصحية الصامتة التي تُصيب ملايين النساء حول العالم دون أن يدركن.
ولكن، ما هو فقر الدم؟ وما الذي يجعله بهذه الخطورة رغم شيوعه؟ تابعي القراءة؛ لتكتشفي الأسباب، الأعراض، وأفضل طرق التشخيص والعلاج.
ما هو فقر الدم؟
هل تساءلتِ يومًا: ما هو فقر الدم؟ في الواقع، يُعد فقر الدم حالة تنخفض فيها مستويات خلايا الدم الحمراء السليمة اللازمة؛ لنقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
قد تكون أعراض فقر الدم خفيفة في البداية، (مثل: التعب، أو الشحوب)، ولكن في بعض الحالات، تتطور الأعراض؛ لتصبح خطيرة تُهدد الحياة، خاصةً إذا لم يُشخص لفترة طويلة.
تتنوع أسباب فقر الدم، فبعض أنواعه وراثية تُرافق الإنسان مدى الحياة، بينما تظهر أنواع أخرى نتيجة لعوامل مكتسبة، مثل: نقص الحديد، أو الفيتامينات.
تُعد النساء هنّ الفئة الأكثر عرضة للإصابة؛ حيث تشير الدراسات إلى أن نحو واحدة من كل ثلاث نساء في سن الإنجاب حول العالم تعاني أحد أنواع فقر الدم.
ما هي أنواع فقر الدم؟
تشمل الإجابة على سؤال ما هو فقر الدم؟ العديد من الجوانب، حيث تتعدد أنواعه باختلاف الأسباب المؤدية لها؛ فبعضها يحدث نتيجة نقص في العناصر الغذائية، والبعض الآخر ينتج عن اضطرابات وراثية، وإليك أشهر هذه الأنواع:
فقر الدم بسبب نقص الحديد
يُعد الأكثر شيوعًا على مستوى العالم، ويحدث عندما يفتقر الجسم إلى كمية كافية من الحديد؛ ما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين اللازم لنقل الأكسجين.
يظهر هذا النوع عادة نتيجة سوء التغذية، أو فقدان الدم، أو الحمل؛ مما يُسبب إرهاقًا شديدًا، وشحوبًا، مع تسارع ضربات القلب.
فقر الدم الوبيل
يحدث نتيجة نقص فيتامين b12؛ وذلك بسبب عدم قدرة المعدة على امتصاصه بشكل طبيعي.
يسبب هذا النوع ضعفًا في الأعصاب، وتدهورًا في الذاكرة إذا لم يُعالج، كما أنه يُصيب كبار السن بشكل شائع.
فقر الدم الانحلالي
يحدث عندما تتكسر خلايا الدم الحمراء بسرعة تفوق قدرة الجسم على تعويضها، ينتج هذا النوع عن بعض الأمراض المناعي، وقد يكون وراثيًا أيضًا.
فقر الدم اللاتنسجي
تُعد من الحالات النادرة ولكنها خطيرة جدًا؛ حيث تحدث عندما يتوقف نخاع العظم عن إنتاج خلايا الدم الحمراء؛ مما يُسبب انخفاضًا شديدًا في عدد الخلايا المسؤولة عن نقل الأكسجين، ومكافحة العدوى، وتجلط الدم.
فقر الدم المنجلي
يعتبر فقر الدم المنجلي أحد الأمراض الوراثية، والذي تتحول فيه خلايا الدم الحمراء إلى شكل يشبه المنجل؛ مما يُصعّب مرورها في الأوعية الدموية ويسبب نوبات ألم، وتورمات، وكذلك مضاعفات في القلب والرئتين.
الثلاسيميا
الثلاسيميا هي اضطراب وراثي يؤثر على إنتاج الهيموغلوبين، ويؤدي إلى تكسر خلايا الدم الحمراء، كما تختلف شدة المرض حسب النوع (ألفا ثلاسيميا، أو بيتا ثلاسيميا).
يظهر عادة في مرحلة الطفولة، ويسبب فقر دم مزمن، وتأخرًا في النمو، وتشوهات في العظام.
أعراض فقر الدم
يُعد الإرهاق الشديد أحد أبرز أعراض فقر الدم وأكثرها شيوعًا؛ فهو ليس مجرد تعب عابر، بل شعور دائم بالإرهاق يؤثر على قدرتك على ممارسة أبسط أنشطة الحياة اليومية.
يصاحب فقر الدم مجموعة أخرى من الأعراض، تظهر بدرجات متفاوتة حسب شدة الحالة ونوعها، تشمل ما يلي:
- ضيق في التنفس عند بذل مجهود بسيط.
- دوخة، أو شعور بالدوار المفاجئ.
- خفقان سريع في القلب.
- شحوب واضح في الوجه، وظهور الهالات.
- صداع متكرر.
- طنين في الأذن.
- ألم في الصدر.
- التهابات متكررة بسبب ضعف المناعة.
الجدير بالذكر؛ أن أسهل طريق لمعرفة ما هو فقر الدم هو ملاحظة تلك الأعراض ثم التوجه للفحص الطبي لتحديد السبب، ووضع الخطة العلاجية المناسبة.
ما هو علاج فقر الدم؟
يعتمد علاج فقر الدم بشكل أساسي على نوعه وسببه الجذري،؛ فلا يوجد علاج واحد يناسب جميع الحالات، وفيما يلي أبرز طرق العلاج المتوفرة:
مكملات الحديد
تُستخدم لعلاج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وتُؤخذ غالبًا عن طريق الفم، وفي بعض الحالات تُعطى بالوريد إذا كان النقص شديدًا.
المكملات الغذائية
تُوصف مكملات فيتامين ب12 وحمض الفوليك، عند وجود نقص في أحدهما، كما في حالات فقر الدم الوبيل، أو أثناء الحمل.
نقل الدم
يلجأ إليه الطبيب في الحالات الشديدة أو الطارئة؛ لتعويض النقص الحاد في خلايا الدم الحمراء.
كيف يمكن الوقاية من فقر الدم؟
إذا كنت تتساءل ما هو فقر الدم وكيف يمكن الوقاية منه؟ فالوقاية تبدأ عند اتباع نمط حياة صحي يدعم إنتاج خلايا الدم الحمراء، ويمنع نقص العناصر الغذائية الأساسية في الجسم، وإليك أهم طرق الوقاية من فقر الدم:
التغذية الصحية المتوازنة
يُوصى باتباع نظام غذائي غني بالعناصر الضرورية لإنتاج خلايا الدم، مثل: (الحديد، فيتامين B12، فيتامين C، وحمض الفوليك.
وإليك مجموعة من الأطعمة الغنية بتلك العناصر: (الكبد، اللحوم الحمراء، السبانخ، العدس، البقوليات، والبيض).
إجراء الفحوصات الدورية
تساعد تحاليل الدم (مثل: تحليل صورة الدم الكاملة، وتحليل مخزون الحديد) في اكتشاف فقر الدم في مراحله المبكرة؛ مما يمنع تطور الحالة وحدوث مضاعفات.
تجنّب الأنظمة الغذائية القاسية
تؤثر تلك الأنظمة الغذائية على امتصاص الفيتامينات، والمعادن الضرورية للجسم؛ مما يقلل من إنتاج خلايا الدم الحمراء.
متى يكون فقر الدم خطير؟
في معظم الحالات، يكون فقر الدم بسيطًا ويمكن علاجه بسهولة، لكنّه قد يتحول إلى حالة خطيرة إذا تُرك دون تشخيص أو علاج، ويُعد فقر الدم مقلقًا عندما:
- تنخفض نسبة الهيموجلوبين عن 7 ملجم/ديسيلتر.
- تظهر أعراض مُقلقة، مثل: (ضيق في التنفس حتى أثناء الراحة، أو تسارع ضربات القلب).
- إذا كان فقر الدم ناتجًا عن أمراض مزمنة مثل: (أمراض الكلى، أو السرطان).
لذلك؛ فإن تجاهل الأعراض البسيطة، مثل: التعب المستمر، أو الشحوب، قد يؤدي إلى تدهور الحالة بمرور الوقت
لماذا تُصاب أغلب النساء بفقر الدم؟
النساء أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك لعدة عوامل بيولوجية وحياتية، منها:
- فقدان الدم الشهري خلال الدورة الشهرية؛ خاصةً إذا كانت غزيرة.
- الحمل والرضاعة؛ حيث يزداد احتياج الجسم إلى الحديد، وحمض الفوليك؛ لدعم نمو الجنين، وصحة الأم.
- الأنظمة الغذائية الفقيرة بالحديد، أو اتباع حميات غذائية قاسية لإنقاص الوزن.
- تؤثر الإصابة بأمراض مزمنة، أو وجود التهابات متكررة في المهبل على امتصاص العناصر الغذائية.
قد أظهرت الدراسات أن نحو 30% من النساء في سن الإنجاب يُعانين من فقر الدم؛ مما يستدعي وعيًا أكبر بإجراء الفحوصات الدورية، والاهتمام بالتغذية السليمة.
أسئلة شائعة حول ما هو فقر الدم؟
إليك فقرة من أكثر الأسئلة شيوعًا حول فقر الدم:
ما هو الشيء الذي يسبب فقر الدم؟
تحدث الإصابة بفقر الدم عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، أو عندما يُفقد الدم، أو لا تُمتص العناصر الغذائية الضرورية بالشكل الصحيح. من أبرز الأسباب الشائعة:
- نقص الحديد: هو السبب الأكثر شيوعًا، خاصة عند النساء.
- نقص فيتامين B12 أو حمض الفوليك: يؤدي إلى فقر دم ناتج عن ضعف إنتاج الخلايا.
- فقدان الدم: نتيجة النزيف الحاد، أو الحيض الغزير، أو مشاكل الجهاز الهضمي.
- أمراض مزمنة: مثل الفشل الكلوي، أو السرطان، أو أمراض المناعة الذاتية.
- اضطرابات وراثية: مثل الثلاسيميا أو فقر الدم المنجلي.
هل فقر الدم هو نفسه الأنيميا؟
نعم، فقر الدم والأنيميا هما مصطلحان نفسهما. كلمة “أنيميا” هي الترجمة الإنجليزية لـ “فقر الدم”، وتُشير إلى الحالة التي ينخفض فيها عدد خلايا الدم الحمراء أو نسبة الهيموغلوبين في الدم. والنتيجة واحدة: عدم حصول الجسم على كمية كافية من الأكسجين.
كيف نعالج فقر الدم بسرعة؟
ما هو فقر الدم؟ وكيف يُعالج؟ في الواقع، يختلف علاج فقر الدم باختلاف السبب، لكن في الحالات البسيطة يمكن تحقيق تحسّن سريع عبر:
- تناول مكملات الحديد.
- إدخال أطعمة غنية بالحديد للنظام الغذائي مثل: (الكبد، اللحوم، السبانخ، العدس).
- تناول فيتامين سي؛ لتحسين امتصاص الحديد.
- تناول مكملات فيتامين B12 أو حمض الفوليك.
- نقل الدم.
تحاليل فقر الدم في مختبرات دلتا
إذا كنت تود أن تعرف ما هو فقر الدم؟ فـ في مختبرات دلتا الطبية، نوفر لك مجموعة متكاملة من التحاليل الدقيقة لتشخيص فقر الدم وتحديد سببه بدقة، ومن أهم هذه الفحوصات:
- تحليل CBC (صورة الدم الكاملة): لتقييم عدد كريات الدم الحمراء، ونسبة الهيموجلوبين.
- تحليل الحديد والفريتين: لقياس مخزون الحديد في الجسم.
- تحليل فيتامين B12 وحمض الفوليك: لتحديد حالات النقص.
- تحليل الهيموجلوبين الكهربائي: للكشف عن اضطرابات وراثية (مثل: الثلاسيميا).
يمكنك إجراء هذه الفحوصات بسهولة في أقرب فرع من مختبرات دلتا، أو طلب خدمة السحب المنزلي المجانية لتحصل على التشخيص من راحة منزلك.
بعد كل ما سبق، يبقى السؤال الأهم: ما هو فقر الدم ؟ إنه ليس مجرد شعور بالإرهاق أو شحوب في الوجه، بل حالة صحية معقدة قد تُشير إلى نقص في العناصر الغذائية، أو اضطراب وراثي، أو حتى مرض مزمن.
لذلك؛ لا تهملي أي عرض متكرر، وامنحي صحتك الأولوية بإجراء الفحوصات المناسبة، ومراجعة الطبيب عند الحاجة.
