ما هي حساسية اللاكتوز؟ وكل ما تحتاج معرفته عنها

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من حساسية اللاكتوز، فعلى الرغم من أنها حالة شائعة قد تكون مزعجة للبعض إلا أنها ليست خطيرة ويمكن علاجها، فهي حساسية تحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز( السكر الطبيعي في الحليب ومنتجات الألبان)، مما يتسبب في بقاء اللاكتوز داخل القولون ويتفاعل مع البكتيريا ليسبب في النهاية الشعور بعدم الراحة.

حساسية الحليب

تُعرف حساسية الحليب بأنها واحدة من أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعًا، ويُقصد بها عادةً حساسية حليب البقر بشكل خاص، فبالرغم من أن الحليب من مصادر أخرى قد يسبب أيضًا تفاعلات حساسية، إلا أن المنتشر هو أن حليب البقر يمكن أن يتسبب في مشاكل لدى الكثير من الأشخاص، وهو أمر يفوق عدد الحالات التي تُشخص فعليًا على أنها حساسية مفرطة تجاه الحليب، فهذا يعني أن عددًا كبيرًا من الناس يعانون من صعوبة في تحمل حليب البقر حتى لو لم يكن لديهم حساسية كاملة أو شديدة تجاهه.

أعراض حساسية الحليب

ويؤدي وجود اضطراب في جهاز المناعة إلى الإصابة بحساسية الحليب حيث يتعامل الجسم مع البروتينات المتواجدة في الحليب على أنها أجسام غريبة وينتج ضدها أجسامًا مضادة للتخلص منها، كما يفرز إفراز مواد كيميائية مثل: (الهيستامين) وغيرها الذي يتسبب في ظهور الأعراض التالية:

  •  التقيؤ والإسهال.
  • آلام في البطن.
  • اضطرابات معوية.
  • طفح جلدي.
  • ارتفاع الصفرة في الجسم.
  • تورم الفم والحلق.
  • صعوبة في التنفس.
  • انخفاض في ضغط الدم.
  • العطس.
  • بحة في الصوت.

الجدير بالذكر، تتفاوت أعراض حساسية اللبن من شخص لأخر حسب كمية الحليب التي تناولها، وعادة تظهر ردة الفعل بعد دقايق معدودة من شرب اللبن.

الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز

يختلط الأمر على الكثير من الأشخاص في انعدام الفروق بين حساسية الحليب و حساسية اللاكتوز، حيث أنهم يعتقدون أنهما مسئلة واحدة، ولكن في الحقيقة هناك فروق واضحة بين الأثنين، لذلك تأتي مهمة الوعي بهما وكيفية الوقاية منهما وطرق العلاح الفعالة للشفاء منهما.

تختلف حساسية الحليب واللاكتوز في اسبابهما، حيث أن الأولى تنشأ  كردة فعل من قبل الجهاز المناعي لمهاجمة الأجسام المضادة في الحليب لاعتبارها خطيرة، أما الثانية فتعرف بأنها متلازمة ليس لديها علاقة بالجهاز المناعي، فهي تنتج إثر عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز نتيجة نقص إنزيم اللاكتاز.

ويكمن الاختلاف في أن حساسية اللاكتوز قد يتحمل البعض كميات محدودة من الحليب ومصادر اللاكتوز، أما بنسبة لحساسية الحليب، يمنع تناول مصادر الحليب بشكل نهائي لتجنب الإصابة بأي من الأعراض الخطيرة.

أعراض حساسية اللاكتور للكبار

تتعلق أعراض حساسية اللاكتوز بشكل كبير بالقولون، كما أن معظم  الأعراض تكون مرتبطة بالجهاز الهضم، وسبب ذلك هو تراكم سكر اللاكتوز في القولون بسبب صعوبة هضمه، مما ينتج عنه صعوبة امتصاصه في مجرى الدم، متسببًا في ظهور الأعراض التالية:

ألم في البطن والانتفاخ

تحدث هذه الآم نتيجة عدم قدرة خلايا القولون على امتصاص الكربوهيدرات، مما يجعلها تتخمر وتتفاعل مع البكتيريا النافعة الموجودة في القولون، لينتج عنها الغازات التي تسبب الآلم والشعور بالإنزعاج.

الإسهال أو الإمساك

تزيد حساسية اللاكتوز من حجم الماء في القولون، مما ينتج عنه زيادة في حجم البراز ومحتواه السائل، وبالرغم من أن الإسهال يُعد الأكثر انتشارًا إلا أن ثلث الأشخاص قد يعانون من الإمساك نظرًا لتراكم غاز الميثان الذي تنتجه بكتيريا الجهاز الهضمي في القولون.

الغثيان والقيء

تظهر عادة أعراض الغثيان والقيء بعد مرور نحو 30 دقيقة إلى ساعتين من تناول اللاكتوز، ويرجع سبب هذه الأعراض إلى الغازات والأحماض التي ينتجها القولون بعد تناول اللاكتوز، كما أنها تعتمد على حجم إنزيم اللاكتاز الذي ينتجه الجسم فكلما كان قليلًا شعر الانسان بالغثيان أسرع.

ويمكن ظهور أعراض أخرى بعيدة عن الجهاز الهضمي مثل: (الشعور بالتعب العام والاعياء، قرحة الفم، الصداع، آلام متفرقة في العضلات والمفاصل، مشاكل في التبول)، ويذكر أن هذه الأعراض لا ترتبط بحجم اللاكتوز المتناول بل ترتبط بحساسية الفرد، كما أنها يمكن أن تختلف بين الأفراد.

اختبار حساسية اللاكتوز

يحتاج مريض حساسية اللاكتوز من القيام بإجراء تحليل لاختبار نسبة الحساسية، وذلك بعد ظهور الأعراض، ويمكن إجراء اختبار حساسية اللاكتوز من خلال 3 طرق وهم:

اختبار تنفس الهيدروجين

يُعرف اختبار تنفس الهيدروجين بأنه الأكثر شيوعًا لتشخيص حساسية اللاكتوز، و يتطلب هذا التحليل صيام المريض لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة قبل الإجراء، ويتم إجراء عبر الخطوات التالية: 

  • ينفس المريض من جهاز يشبه البالون للحصول على قراءة أولية لمستوى الهيدروجين في النفس بعد الصيام.
  • يتم إعطاء المريض محلولًا يحتوي على اللاكتوز المذاب في الماء.
  • يُطلب من المريض التنفس في الجهاز كل 15 دقيقة لعدة مرات، وقد يستمر الاختبار لمدة تصل إلى 3 ساعات.

الجدير بالذكر، أن زيادة مستوى الهيدروجين في النفس بأكثر من 12 جزءًا لكل مليون عن القراءة الأولية يُعد مؤشرًا على وجود مشكلة في هضم أو امتصاص اللاكتوز.

تحليل حساسية اللاكتوز الفموي

يقيس هذا التحليل مستوى الجلوكوز في الدم بعد تناول مصدر للاكتوز، ويتم تقسيم اللاكتوز في الجسم إلى جلوكوز وجالاكتوز، ومن هنا يمكن معرفة قدرة الجسم على تكسير اللاكتوز، ويتم التحليل من خلال الخطوات التالي:

  • يتم أخذ عينة دم قبل الاختبار لقياس مستوى الجلوكوز الأساسي.
  • ثم يقوم المريض بشرب 50 غرام من اللاكتوز المذاب في 200 مل من الماء.
  • تؤخذ عينات دم إضافية بعد نصف ساعة، ثم ساعة، وأخيرًا بعد ساعتين.

في حال عدم ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بأكثر من 20 ملغ/ديسيليتر بعد تناول اللاكتوز، فإن ذلك يشير إلى احتمالية الإصابة بحساسية اللاكتوز.

تحليل حموضة البراز

يستعمل هذا التحليل بشكل كبير لتشخيص حساسية اللاكتوز عند الرضع، حيث يتم فحص البراز لمعرفة هل يتم هضم اللاكتوز بشكل صحيح أم لا، ويشير ارتفاع الحموضة في البراز إلى ارتفاع مستوى الحمض اللبني، مما يدل على وجود مشكلة في امتصاص الكربوهيدرات، بما في ذلك اللاكتوز.

تغذية مرضى حساسية اللاكتوز

تثير تغذية مرضى حساسية اللاكتوز قلق وتفكير الكثيرين، بسبب اعتقادهم بأنهم سوف يمتنعون عن أشياء كثيرة، ولكن في الواقع يتطلب الوضع إجراء تعديلات بسيطة لضمان حصولهم على العناصر الغذائية الضرورية دون التعرض للأعراض المزعجة التي تسببها منتجات الألبان، كتالي:

  • اختيار الحليب الذي يحتوي على نسبة منخفضة أو خالٍ تمامًا من اللاكتوز.
  • تناول مكملات إنزيم اللاكتيز المتوفرة في شكل قطرات أو أقراص، و إضافتها إلى الحليب أو تناولها قبل تناول منتجات الألبان مباشرة.
  •  تناول مشروبات وعصائر مدعمة بالكالسيوم لتعويض نقص العناصر الغذائية.
  • تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل: (البروكلي، الفول، التوفو، أو حليب الصويا، والجبنة الشيدر). 

الجدير بالذكر، يجب دائمًا قراءة ملصقات الطعام بعناية وحذر، حيث قد تحتوي بعض الأطعمة المعلبة والمعدة مسبقًا مثل الخبز، الحبوب، ولحوم الغداء، على مكونات تحتوي على اللاكتوز،  فمن المهم أيضًا الانتباه إلى الكلمات التي تشير إلى وجود اللاكتوز، مثل الزبدة، الجبن، ومسحوق الحليب.

المصادر

اذهب إلى الأعلى