باقة الفحص الشامل - عروض يوم التأسيس السعودي

ما هي حصوات المرارة ؟ أسبابها الشائعة وأبرز أعراضها

قد تكون سمعت عن حصوات المرارة من قبل، لكن هل تعلم أنها قد تكون لديك دون أن تشعر بها؟ في بعض الحالات، تبقى هذه الحصوات صامتة، بينما في حالات أخرى يمكن أن تسبب آلامًا مزعجة، ومشاكل صحية تحتاج إلى تدخل سريع، لكن ما الذي يسبب تكونها؟ وما هي الأعراض التي تستدعي الانتباه؟، فيما يلي سوف نتعرف على كافة التفاصيل المتعلقة بها.

أسباب حصوات المرارة

تلعب المرارة دورًا بارزًا داخل جسم الإنسان، بالرغم من أنها عضو صغير الحجم، يقع أسفل الكبد، ويعمل على تخزين “العصارة الصفراوية”، التي يقوم الكبد بإنتجها، والتي تُعد ضرورية لهضم الدهون، والتي تحتوي على (الكوليسترول، و البيليروبين)، المسببين لتكون هذه الحصوات في حالة زيادتهم.

فهل تساءلت يومًا: “كيف يمكن لهذا العضو الصغير أن يسبب كل هذا الألم والانزعاج؟” فالحقيقة أن هذه الحصوات لا تتشكل من فراغ، بل أن هُناك أسباب وعوامل متعددة، تلعب دورًا في ظهورها، وفيما يلي سنتعرف على أسباب تكون حصوات المرارة؛ وهي كالتالي:

  • الكوليسترول الزائد: يعمل الكبد على استخلاص الكوليسترول من الدم، لاستخدامه في إنتاج العصارة الصفراوية، والتي تساعد في هضم الدهون، ولكن عندما ترتفع مستوياته في الدم، بشكل كبير، يختل التوازن الطبيعي للعصارة الصفراوية، مما يؤدي إلى ترسب الكوليسترول الزائد داخل المرارة على شكل حصوات، ويُعد هذا النوع من الحصوات هو الأكثر شيوعًا.
  • البيليروبين الزائد: يلعب البيليروبين دورًا مهمًا في الجسم، فهو نتاج ثانوي طبيعي، عن تكسر خلايا الدم الحمراء القديمة، لكن عندما يرتفع مستواه بشكل غير طبيعي، قد يُساهم في تكوّن حصوات المرارة، وهناك عدة أسباب في زيادة مستوياته، من أبرزها: 
  1. اضطرابات الدم: بعض الأمراض؛ قد تؤدي إلى تدمير خلايا الدم الحمراء، بسرعة أكبر من المعتاد؛ مما يزيد من إنتاج البيليروبين في الجسم.
  2.  مشاكل الكبد: إذا كان الكبد لا يعمل بكفاءة، فقد لا يتمكن من معالجة البيليروبين، وتحويله إلى الصفراء بشكل طبيعي؛ مما يؤدي إلى تراكمه.
  • نقص الأحماض الصفراوية: تعمل هذه الأحماض على الحفاظ على توازن الصفراء داخل المرارة، ولكنها قد تتأثر بسبب بعض الأمراض؛ مما يؤدي إلى فقدانها مع البراز؛ مما يجعل الكبد يواجه صعوبة في إنتاج الصفراء، وبالتالي تزيد نسبة الكوليسترول، مُتسببًا في تكون حصوات المرارة
  • الركود الصفروي: من الطبيعي أن تتحرك الصفراء، بسلاسة عبر القنوات الصفراوية، ولكن في بعض الحالات تصبح هذه الحركة بطيئة أو غير فعالة؛ مما يؤدي إلى تراكمها وتشكل الحصوات.

ما هي أعراض وجود حصوات في المرارة؟

يتصدر هذا السؤال محركات البحث، حيث يُثير إهتمام الكثيرين، نظرًا لأن الحصوات عادةً ما تتكون في صمت، ولكن عندما تبدأ في التحرك، قد تسبب ألمًا حادًا، ومشكلات هضمية غير مريحة، بدون سابق إنذار، وتتمثل الأعراض في الآتي:

  • ألم في الكتف الأيمن أو الظهر: قد يمتد ألم حصوات المرارة، إلى منطقة الكتف الأيمن أو أعلى الظهر، نظرًا لإشتراك المرارة مع هذه المنطقة في الإشارات العصبية؛ مما يجعل الألم يبدو وكأنه ينبع منها، رغم أن مصدره الأساسي هو المرارة.
  • الشعور بالغثيان والقيء: يُعد من العلامات الأولية لتكون الحصوات، حيث ينتج هذا الشعور عن التهاب المرارة بسبب وجود انسداد في القنوات الصفراوية؛ مما يؤدي إلى اضطرابات في الهضم.
  • اضطرابات في المعدة: قد يعاني المريض من عدة أعراض، مثل: (الانتفاخ، التجشؤ، وعسر الهضم)، نظرًا لعدم تدفق الصفراء بصورة طبيعية، وعادة ما تظهر هذه الأعراض بعد تناول وجبة دسمة. 
  • البول الداكن: إذا كانت الحصوات تسد القنوات الصفراوية، فقد تتراكم مادة البيليروبين في الدم، بدلاً من التخلص منها عبر البراز، مما يجعل البول يبدو أغمق من المعتاد، وقد يكون ذلك علامة على مشكلة في الكبد، أو المرارة.
  • البراز الأسود: تغير لون البراز، قد يكون مؤشرًا على مشكلة في تدفق الصفراء، حيث يؤدي نقص الصفراء إلى اختلال في تكوين البراز الطبيعي.
  • الإسهال المتكرر: بعض المصابين بحصوات المرارة، يعانون من نوبات متكررة من الإسهال؛ حيث يتأثر الجهاز الهضمي بعدم انتظام تدفق الصفراء؛ مما يسبب اضطرابات في حركة الأمعاء.
  • اليرقان: عندما تتراكم الصفراء في الدم؛ بسبب انسداد القنوات الصفراوية، قد يظهر اصفرار في الجلد وبياض العينين، ويُمثل هذا العرض، علامة واضحة على أن المرارة أو الكبد لا يعملان بشكل طبيعي، ويجب استشارة الطبيب فورًا.
  • زيادة معدل ضربات القلب: في بعض الحالات، قد يؤدي ألم تحرك الحصوات، إلى تسارع في نبضات القلب، كاستجابة طبيعية للجسم، عند الشعور بالألم الشديد أو الالتهاب.
  • الحمى والقشعريرة: إذا صاحب الأعراض السابقة ارتفاع في درجة الحرارة، فقد يكون ذلك علامة على التهاب في المرارة، وهو حالة تستدعي التدخل الطبي العاجل؛ لمنع حدوث مضاعفات خطيرة.

الجدير بالذكر، إذا كنت تعاني من  الأعراض السابقة، سواء كانت خفيفة أو حادة، فمن الضروري زيارة الطبيب فورًا، حيث قد تشير هذه العلامات إلى انسداد أو التهاب خطير في المرارة، يستدعي العلاج السريع.

التعايش مع حصوات المرارة

يُعد التعايش مع حصوات المرارة، أمرًا يشغل بال الكثيرين، خاصةً أولئك الذين لم يصلوا إلى مرحلة الحاجة للجراحة، لكنهم يعانون من الأعراض المزعجة بين الحين والآخر، فكيف يمكن التحكم في هذه المشكلة وتجنب النوبات المؤلمة؟ وهل هناك عادات يومية يمكن أن تقلل من حدة هذه الأعراض وتحافظ على صحة المرارة؟، سوف نُجيب عن هذه الاسئلة فيما يلي:

  • اختيار الدهون الصحية: استبدل الدهون غير الصحية، بالدهون المفيدة، مثل: (زيت الزيتون وزيت السمك)، فهذه الدهون تساعد على تحسين صحة المرارة، ولكن يجب تناولها باعتدال لتجنب أي تأثير سلبي على الهضم.
  • زيادة استهلاك الألياف: تلعب الألياف الموجودة في (الخضروات والفواكه والبقوليات)، دورًا مهمًا في تحسين الهضم، وتقليل تراكم الدهون في المرارة، لذا يوصى بتناول نحو 25 جرامًا يوميًا للنساء، و38 جرامًا للرجال.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: يساعد النشاط البدني اليومي، في تحسين عملية الهضم، وتقليل فرص تكوّن حصوات جديدة، حتى التمارين البسيطة، مثل: (المشي) يُمكن أن يحدث فرق كبير في صحة الجهاز الهضمي.
  • فقدان الوزن بطريقة صحية: فقدان الوزن السريع؛ قد يزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة، لذا من الأفضل أن يكون معدل فقدان الوزن بين 0.5 – 1 كغم أسبوعيًا، للحفاظ على توازن الجسم، وتقليل الضغط على المرارة.
  • الحفاظ على ترطيب الجسم: شرب كميات كافية من الماء، يُساعد في تحسين تدفق الصفراء، ومنع تكوّن الحصوات، لذا من الضروري شرب ما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا، للحفاظ على صحة المرارة.
  • تناول السوائل الصافية عند الحاجة: في بعض الحالات، يُنصح بتناول السوائل الشفافة فقط، مثل: الماء، المرق الصافي، أو شاي الأعشاب)، خاصة عند الشعور بأعراض حادة، لإراحة الجهاز الهضمي، وتقليل العبء على المرارة.
  • استخدام مسكنات الألم عند الحاجة: إذا كنت تعاني من آلام المرارة، بشكل قوي، يُمكنك استخدام المسكنات، مثل: (الباراسيتامول)، لتخفيف الألم، ولكن يُفضل استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية بانتظام.
  • تجنب الأطعمة التي تهيج المرارة: بعض الأطعمة قد تزيد من الأعراض، وتسبب نوبات ألم شديدة، لذلك من الأفضل الحد من تناول:
  1. البيض: حيث قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى بعض الأشخاص.
  2. السكر المكرر والكربوهيدرات: لأنها ترفع نسبة الدهون في الدم؛ وتؤثر على صحة المرارة.
  3. الأطعمة الدهنية والمقلية: حيث تحتوي على دهون مشبعة ضارة، والتي تزيد من خطر تكون الحصوات.
  4. مسببات الحساسية الغذائية، مثل: (منتجات الألبان أو الجلوتين)، إذا كنت تعاني من حساسية تجاهها.

علاج حصوات المرارة 

عندما تبدأ الحصوات، في التسبب بالألم والمضاعفات، يصبح البحث عن العلاج أمرًا ضروريًا، ولكن أي وسيلة علاج أنسب، حيث تتعدد سُبل العلاج المستخدمة، كما تختلف من شخص لآخر، ومن أبرز هذه السُبل:

علاج المرارة جراحيًا

يُمثل استئصال المرارة، عن طريق الجراحة، من أكثر سُبل علاج الحصوات شيوعًا، نظرًا لأنها تخلو من المخاطر، التي تُهدد حياة المريض، ولكنها تنقسم إلى نوعان وهما:

  •  إزالة المرارة بالمنظار: هي عملية جراحية، تتم تحت تأثير المخدر، ثم يقوم الطبيب المختص بإجراء عدة شقوق في في البطن، لإدخال المنظار، وإزالة المرارة، وهي من أكثر طرق العلاج المستخدمة.
  • إزالة المرارة المفتوحة: تُجرى هذه العملية، عادةً عندما تكون المرارة ملتهبة، أو مصابة بالعدوى، كما يُمكن اللجوء إليها، في حال ظهور مشكلة أثناء إزالتها بالمنظار، أو أن المريض يُعاني من السمنة الشديدة.

علاج حصوات المرارة بدون جراحة

يُمكن علاج الحصوات، دون الحاجة إلى إجراء جراحة، وذلك باستخدام بعض الطرق الطبية، التي تساعد في تفتيت الحصوات أو إذابتها، ومن أبرزها: 

1. الأدوية المذيبة للحصوات

تعتمد بعض الأدوية على أحماض الصفراء، لإذابة الحصوات، مثل: (دواء أورسوديل، والكينوديول)، حيث تُساعد هذه الأدوية في تفكيك الحصوات المكونة من الكوليسترول، لكن هناك بعض العوائق، التي تجعل هذا الخيار غير شائع:

  • يتطلب تناول العلاج عدة شهور أو سنوات حتى تظهر نتائجه.
  • قد تعود الحصوات مرة أخرى، بعد التوقف عن تناول الدواء.
  • يُستخدم هذا العلاج غالبًا للمرضى غير القادرين على إجراء الجراحة.
  • في بعض الحالات، قد لا يكون فعالًا بشكل كامل.

2. تفتيت الحصوات بالموجات الصادمة

هي تقنية حديثة تعتمد على إرسال موجات صوتية قوية، لتفتيت الحصوات إلى أجزاء صغيرة؛ مما يسهل خروجها من الجسم بشكل طبيعي، وعادةً ما تكون هذه الطريقة، مُفيدة للأشخاص الذين يعانون من حصوات صغيرة غير معقدة.

3. تصريف المرارة عبر الجلد

في بعض الحالات الطارئة، مثل: (التهاب المرارة الحاد)، قد يلجأ الأطباء إلى تصريف العصارة الصفراوية عبر الجلد، من خلال إدخال إبرة دقيقة في المرارة، لسحب الصفراء المتراكمة، ثم وضع أنبوب تصريف، لمساعدة الجسم على التخلص من السوائل الزائدة.

المصادر

اذهب إلى الأعلى