باقة الفحص الشامل - عروض شهر رمضان - مختبرات دلتا

متى تموت جرثومة المعدة؟ واستعادة راحة جهازك الهضمي 

هل تشعر بتوتر متزايد بسبب آلام المعدة المتكررة، أو حرقة الطعام بعد الوجبات؟، أو ربما سمعت عن “جرثومة المعدة” وتفكر في مدى خطورتها وسبل التخلص منها؟ لست وحدك في هذا القلق.

إن جرثومة المعدة، المعروفة علميًا باسم الملوية البوابية (H. pylori)، تمثل عدوًا خفيًا قد يتسلل إلى الجهاز الهضمي دون أن تشعر، مما يتسبب في إزعاج كبير، ويؤدي مع مرور الزمن إلى مشكلات صحية أكثر تعقيدًا.

في هذا المقال الشامل، سوف نجيب عن سؤالك الأهم “متى تموت جرثومة المعدة؟، وكيف يمكنك استعادة عافية جهازك الهضمي من جديد؟

ما هي جرثومة المعدة؟

الجرثومة الملوية البوابية هي بكتيريا سلبية الجرام، تأخذ شكلًا حلزونيًا، وتعيش في الغشاء المخاطي للمعدة، على الرغم من أن هذا الغشاء مصمم ليكون درعًا يحمي المعدة من العدوى البكتيرية، إلا أن بكتيريا الملوية البوابية تمتلك القدرة على التكيف والاستقرار في المخاط، حيث تستطيع الارتباط بخلايا الظهارة واستعمار خلايا المعدة.

قبل معرفة متى تموت جرثومة المعدة؟ لا بد من معرفة آثارها السلبية، فعند دخولها إلى المعدة، تبدأ هذه البكتيريا في التكاثر وإطلاق سموم قد تؤدي إلى أمراض مثل التهاب مزمن، مما يسبب تضرر خلايا البطانة الواقية. ومع مرور الزمن، يمكن أن يتسبب هذا الالتهاب في:

  • التهاب المعدة المزمن: هو حالة من الالتهاب تصيب بطانة المعدة، وقد تبدأ دون أي أعراض ملحوظة لتتطور فيما بعد إلى آلام حادة، وشعور بالحرقة.
  • القرحة الهضمية: فهي جروح مفتوحة تتكون في بطانة المعدة، أو في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، والمعروف باسم الاثني عشر، وتعتبر جرثومة H. Pylori هي المسبب الرئيسي في معظم حالات هذه القرحة. 
  • عسر الهضم: في بعض الأحيان، قد تساهم الجرثومة في ظهور أعراض عسر الهضم الوظيفي حتى في غياب القرحة، مما يزيد تعقيد الأمور. 
  • فقر الدم الناتج عن نقص الحديد (Iron Deficiency Anemia): يمكن أن يتأثر أيضًا بتأثير البكتيريا على امتصاص الحديد في الجسم. 
  • وعلاوة على ذلك، في حالات نادرة، قد يؤدي التهاب المعدة المزمن الناجم عن H. Pylori إلى تطور أنواع معينة من السرطانات المعدية، مثل سرطان الغدد الليمفاوية في المعدة، وسرطان المعدة الغدي.

لذا، فإن التشخيص السليم والعلاج المناسب لجرثومة المعدة يعتبران أمرًا حيويًا للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، والوقاية من المضاعفات المستقبلية.

متى تموت جرثومة المعدة؟

الخبر السار؛ هو أن جرثومة المعدة (Helicobacter pylori) يمكن القضاء عليها بفعالية من خلال العلاج المناسب، على الرغم من أنها تتمتع بقدرة مذهلة على البقاء، والتكيف في بيئة المعدة الحمضية القاسية لسنوات طويلة، وأحيانًا لعقود، إذا لم يتم علاجها.

إن هذه الجرثومة لا تموت بشكل طبيعي داخل الجسم، حيث إنها تستخدم آليات دفاع فريدة، مثل إفراز إنزيم اليورياز الذي يعمل على معادلة الحمض المحيط بها، مما يمكنها من النمو، والتكاثر في بيئة لا تستطيع معظم البكتيريا البقاء فيها.

بناءً على ذلك، يعتمد موتها في الأساس على تدخل طبي متخصص يسعى إلى استئصالها بشكل جذري، يتمثل هذا التدخل في نظام علاجي يصفه الطبيب بدقة، والذي يُعرف غالبًا بـ “العلاج الثلاثي” أو “الرباعي”، ويتمثل في:

  • المضادات الحيوية: غالبًا ما يقوم الطبيب بوصف نوعين مختلفين من المضادات الحيوية، مثل الأموكسيسيلين، كلاريثرومايسين، ميترونيدازول، أو تتراسيكلين، بهدف القضاء على البكتيريا، وتقليل فرص مقاومتها.
  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs): تُعتبر هذه الأدوية وسائل فعالة لخفض حموضة المعدة، مثل الأوميبرازول أو اللانسوبرازول، مما يخلق بيئة أقل قسوة على الجرثومة، ويعزز من فعالية المضادات الحيوية.
  • البزموت (في بعض الحالات): قد يُضاف علاج يحتوي على البزموت لزيادة فعالية البرنامج العلاجي، وخاصة في الحالات التي تتميز بالمقاومة، أو في إطار العلاج الرباعي.

أما بخصوص متى تموت جرثومة المعدة؟ فإنها غالبًا ما يُقضى عليها بعد  إكمال دورة العلاج التي تستغرق ما بين 10 إلى 14 يومًا، حيث يُعتبر الالتزام التام بالجرعات، والمواعيد التي يحددها الطبيب أمرًا في غاية الأهمية، فهذا الالتزام لا يضمن فقط القضاء الكامل على الجرثومة، بل يسهم أيضًا في منع تكرار العدوى، أو تطور مقاومة للمضادات الحيوية، مما يحافظ على صحتك وسلامتك.

أكلات تقتل جرثومة المعدة

بعد الإجابة عن متى تموت جرثومة المعدة؟ هل هناك أطعمة تقتلها؟ بينما لا توجد أطعمة قادرة على “قتل” جرثومة المعدة بشكل مباشر كما تفعل الأدوية، إلا أن هناك بعض الأطعمة، التي يمكن أن تؤدي دورًا مساندًا في العلاج، مما يساهم في تخفيف الأعراض، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي:

  • الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك: مثل الزبادي، الكفير، والمخللات. هذه الأطعمة تحتوي على بكتيريا مفيدة تساعد على استعادة التوازن الميكروبي في الأمعاء، وقد تساهم في تقليل الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام المضادات الحيوية.
  • براعم البروكلي: تحتوي على مركبات، مثل السلفورافان، والتي أظهرت بعض الدراسات قدرتها على تثبيط نمو جرثومة المعدة.
  • العسل الخام وعسل المانوكا: يتمتعان بخصائص مضادة للبكتيريا، وقد يسهمان في الحد من نمو الجرثومة.
  • زيت الزيتون: تشير بعض الأبحاث إلى أن زيت الزيتون البكر الممتاز قد يحمل في طياته خصائص فعالة في محاربة جرثومة المعدة.  
  • الشاي الأخضر: يُحتمل أن يسهم في تثبيط نمو الجرثومة، وتقليل الالتهابات المصاحبة.  
  • جذر عرق السوس: يُمكن أن يساعد على منع الجرثومة من الالتصاق بجدران المعدة، مما يساهم في تعزيز الصحة الهضمية.  
  • الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الفواكه (لا سيما التوت، التفاح، والإجاص) والخضروات والحبوب الكاملة، تُعزز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.  
  • اللحوم البيضاء والأسماك: تُعتبر مصادر بروتين خفيفة وسهلة الهضم، مما يسهل عملية الاستقلاب.  

أما بالنسبة للأطعمة التي ينبغي تجنبها، فمن الحكمة الابتعاد عن تلك التي تهيج المعدة، وتزيد حدة الأعراض خلال فترة العلاج، مثل:

  • الأطعمة الدهنية والمقلية.
  • الأطعمة الحارة.
  • التوابل القوية.
  • الحمضيات وصلصة الطماطم، الكافيين، والمشروبات الغازية.

ما هي علامات الشفاء من جرثومة المعدة؟

متى تموت جرثومة المعدة؟ بعد إتمام دورة العلاج، يبدأ المريض بالشعور بالتحسن، وسيكون أبرز ما سيلفت انتباهك هو الانخفاض الملحوظ، أو حتى الاختفاء الكلي للأعراض المزعجة التي كنت تعاني منها، مثل:

  • تراجع آلام وحرقة المعدة: سيقل الألم المستمر أو الحرقان في معدتك، خصوصًا عند الفراغ، أو في ساعات الليل، بشكل كبير أو قد يتلاشى تمامًا.
  • توقف الغثيان والقيء: ستختفي هذه الأعراض المزعجة، أو ستصبح أقل حدة.
  • تقليل الانتفاخ والغازات وعسر الهضم: من المرجح أنك ستشعر بخفة في البطن، وانزعاج أقل، وتقلص التجشؤ بعد تناول الوجبات.
  • تحسن الشهية: ستعود لديك رغبة في تناول الطعام، وستستطيع الأكل براحة أكبر دون قلق من تهييج الأعراض.
  • المزيد من الطاقة وصحة عامة متزايدة: مع شفاء جهازك الهضمي، ستشعر عمومًا بنشاط متجدد وطاقة أكبر، وإذا كنت قد فقدت وزنًا بسبب العدوى، فقد تبدأ أيضًا في استعادة ما فقدته.

كما تُعتبر النتيجة السلبية للفحص هي العلامة الأوضح والأكثر تأكيدًا على الشفاء التام، والإجابة المثالية عن متى تموت جرثومة المعدة؟ حيث تعكس هذه النتيجة الخلو من جرثومة المعدة بعد تلقي العلاج، وغالبًا ما يُنصح بإجراء الفحص بعد مرور 4 أسابيع على الأقل من انتهاء فترة تناول المضادات الحيوية، ومن أهم تلك الفحوصات:

  • اختبار التنفس باليوريا: ستتناول سائلًا خاصًا، وبعد ذلك ستخضع أنفاسك للتحليل بحثًا عن دلائل على وجود البكتيريا، إنه اختبار يتميز بدقته العالية.
  • تحليل مستضدات البراز: يسعى هذا الاختبار إلى تحديد بروتينات معينة تنتمي إلى بكتيريا جرثومة المعدة في عينة البراز الخاصة بك.

كيف تخرج جرثومة المعدة من الجسم؟

يدور في ذهن الكثير من الناس بعد معرفة متى تموت جرثومة المعدة؟ كيف تخرج تلك البكتيريا من الجسم؟ توجد جرثومة المعدة في عمق بطانة المعدة ومنطقة الأمعاء الدقيقة العليا، حيث تعيش وتتكاثر، عند استخدام المضادات الحيوية، تقوم هذه الأدوية بقتل البكتيريا الموجودة، لذلك، فإن التخلص من جرثومة المعدة ليس مسألة تحدث تلقائيًا، أو نتيجة تناول بعض الأطعمة أو المشروبات العادية، بل يتطلب الأمر علاجًا طبيًا مخصصًا يتولى وصفه الطبيب.

هل تخرج جرثومة المعدة مع البراز؟

نعم؛ يمكن لجرثومة المعدة أن تظهر مع البراز، حيث يُعد تحليل عينة من البراز إحدى الوسائل لتشخيص وجود هذه البكتيريا أو مستضداتها، وهذا يدل على أن البكتيريا قادرة على المرور عبر الجهاز الهضمي لتظهر في البراز.

لكن يجب أن نعلم أن وجودها في البراز لا يعني بالضرورة أنها قد خرجت من الجسم بالكامل، أو أنها قد شفيت بشكل ذاتي دون تدخل طبي، فهذه الجرثومة تخرج مع البراز، سواء تم العلاج أم لا، مما يفسر كيف يمكن أن تنتشر العدوى بين الأفراد.

لذلك، يًعد العلاج الدوائي هو السبيل الذي يسعى إلى القضاء على هذه البكتيريا، وتقليل عددها بشكل كبير من أجل التخلص من العدوى والأعراض المزعجة المرتبطة بها.

في بعض الأحيان، قد يلاحظ الأشخاص المصابون بجرثومة المعدة تغيرات في شكل برازهم، مثل ظهور دم خفي، أو تحول لون البراز إلى الأسود الداكن، وهو ما قد يحدث نتيجة نزيف في الجهاز الهضمي العلوي بسبب القرحة، وهذه الأعراض تستدعي زيارة الطبيب بلا تأخير.

هل يزيد الوزن بعد علاج جرثومة المعدة؟

نعم، إذ يلاحظ العديد من الأشخاص أحيانًا زيادة في الوزن بعد القضاء على جرثومة المعدة بنجاح، وتحديدًا متى تموت جرثومة المعدة؟ كما أن هناك عدة عوامل قد تفسر ذلك:

  • تحسن الشهية والهضم: كانت جرثومة المعدة تُسبب معاناة، مثل الغثيان والقيء وفقدان الشهية وعسر الهضم، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن، ولكن بعد التخلص منها، تُزهر الأعراض، وتعود شهية المريض إلى سابق عهدها، مما يتيح له الاستمتاع بالطعام، وتحقيق زيادة في الوزن.
  • زوال الخوف من الطعام: كثير من مرضى جرثومة المعدة يشعرون بالقلق حيال تناول الطعام، بسبب الآلام التي قد تنتج عنه، مما يدفعهم إلى تقليل كميات الطعام، لكن بعد العلاج، يتبدد هذا الخوف، ويصبح تناول الطعام متعة.
  • تحسين امتصاص العناصر الغذائية: يمكن أن تؤثر الجرثومة سلبًا على كفاءة المعدة، والأمعاء في امتصاص العناصر الغذائية الضرورية، إذ إنه بعد التخلص منها، يزداد الامتصاص بشكل ملحوظ، مما يمكّن الجسم من استغلال الغذاء بشكل أمثل، والاستفادة الكاملة من مكوناته.
  • تغييرات في التمثيل الغذائي: تشير بعض الأبحاث إلى وجود صلة بين جرثومة المعدة، ومستويات معينة من الهرمونات التي تنظم الشهية وعملية التمثيل الغذائي، كما قد يؤدي إزالة هذه الجرثومة إلى حدوث تغييرات في تلك الهرمونات، مما يؤثر بالتالي على الوزن بشكل ملحوظ.

الوقاية من جرثومة المعدة

تتوقف الوقاية من جرثومة المعدة بشكل رئيسي على اتباع عادات النظافة السليمة والممارسات الصحية العامة، حيث تنتقل هذه الجرثومة غالبًا من خلال الطعام والماء الملوثين. إليك بعض الإرشادات الأساسية للحماية من هذه العدوى:

  • اغسل يديك بانتظام: خصوصًا قبل إعداد الطعام، وبعد تناول الوجبات، وكذلك بعد استخدام المرافق الصحية.
  • احرص على شرب الماء من مصادر موثوقة: تجنب تناول الماء الذي لم يُعَالَج، أو المأخوذ من مصادر غير موثوقة.
  • اعتنِ بنظافة الأغذية: اغسل الفواكه والخضروات بشكل جيد قبل تناولها، واطبخ اللحوم حتى تنضج تمامًا.
  • تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: مثل الأطباق والأكواب، خصوصًا مع الأفراد الذين قد يحملون العدوى.

الخلاصة

متى تموت جرثومة المعدة؟ تكمن الإجابة في فترة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا من العلاج الدوائي المنتظم والملتزم. الأهم من كل ذلك هو الالتزام الدقيق بالخطة العلاجية التي يضعها الطبيب، وإجراء الفحوصات اللازمة بعد انتهاء العلاج للتأكد من القضاء التام عليها.

جرثومة المعدة ليست النهاية، بل هي مسألة يمكن التعامل معها بفعالية وإزالتها، إذا كنت تعاني أي من الأعراض المرتبطة بجرثومة المعدة، فلا تتردد في استشارة الطبيب، فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب هما المفتاح لشفاء كامل، والوقاية من المضاعفات الخطيرة.

المصادر

اذهب إلى الأعلى