نزيف الأنف: متى يكون خطيرًا؟ (الأسباب والتشخيص والعلاج)
يواجه الكثيرون مشكلة نزيف الأنف، التي قد تحدث بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، على الرغم أنه في أغلب الأحيان غير مقلق، إلا أنه في بعض الحالات قد يشير إلى مشكلة صحية خطيرة، تحتاج إلى عناية طبية، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أسباب نزف الدم من الأنف، ولماذا تتكرر؟ وكيفية إيقافها وعلاجها.
ما هو الرعاف؟
هو أحد أبرز الأسماء الطبية لمشكلة نزيف الأنف، والتي تنتج عن تمزق الأوعية الدموية المبطنة للأنف، وذلك بسبب مجموعة من العوامل التي قد تتراوح بين الأسباب البسيطة والأخرى الأكثر خطورة، ويمكن أن يُصاب بها جميع الأشخاص في مختلف الفئات العمرية.
وينقسم الرعاف إلى نوعين، حسب موقع النزيف، وهما كالآتي:
- نزيف الأنف الأمامي: ينشأ نتيجة تمزق الأوعية الدموية المتواجدة في التجويف الأنفي الأمامي، وعادة ما تكون رد فعل بعد التعرض للكدمات والكسور، وهو النوع الأكثر شيوعًا.
- نزيف الأنف الخلفي: يُعد من النوع النادر للرعاف، حيث يحدث في المنطقة الخلفية من الأنف، ويتسبب في تدفق الدم إلى الحلق بدلاً من خروجه عبر الأنف.
أسباب نزيف الأنف
يُعد حدوث نزيف في الأنف إنذارًا طبيعيًا من الجسم، لتنبيهك إلى أمر معين، وقد يبدو مفاجئًا ومزعجًا، إلا أنه في معظم الأحيان يكون حالة عابرة لا تستدعي القلق، ومع ذلك، فإن تكراره قد يكون إشارة إلى وجود عوامل كامنة تستوجب الفحص والاهتمام، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز أسباب الرعاف:
-
-
العوامل البيئية والمناخية:
- التعرض للهواء الجاف أو البارد؛ يزيد من احتمالية حدوث النزيف، خاصة خلال فصل الشتاء.
- التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة؛ مما قد يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية داخل الأنف.
- انخفاض الضغط الجوي، وهو ما قد يؤثر على الأوعية الدموية داخل الأنف ويؤدي إلى تمزقها.
-
الأدوية والتأثيرات العلاجية:
- استخدام بعض الأدوية مثل: (مضادات الهيستامين، ومضادات الاحتقان)، التي قد تُسبب جفاف الأغشية المخاطية في الأنف.
- العلاج الكيميائي والإشعاعي لمرضى السرطان، والذي قد يؤدي إلى ضعف الأوعية الدموية، وزيادة احتمال النزيف.
-
-
الأمراض والحالات الصحية:
-
- التهاب الجيوب الأنفية، ونزلات البرد، والحساسية التي تُسبب تهيج بطانة الأنف.
- اضطرابات النزف وتخثر الدم، التي قد تجعل النزيف أكثر تكرارًا، خاصة أثناء الحمل.
- سرطان الدم (اللوكيميا) وبعض الأورام الأخرى التي قد تؤثر على الصفائح الدموية، وتزيد من احتمالية النزيف.
- ارتفاع حرارة الجسم نتيجة الحمى أو التعرض لحرارة عالية؛ مما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية داخل الأنف.
-
العوامل المرتبطة بالأنف:
- دخول أجسام غريبة في الأنف، وهو سبب شائع لدى الأطفال.
- انحراف الوتيرة الأنفية، الذي قد يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية، والنزيف المتكرر.
- التعرض للمواد الكيميائية المهيجة، مثل: (الأبخرة القوية أو الغازات الضارة).
- جراحة الوجه والأنف، حيث قد تتسبب العمليات الجراحية، في ضعف الأوعية الدموية لفترة معينة.
-
أسباب أخرى:
- الدورة الشهرية، حيث قد تؤدي التغيرات الهرمونية إلى زيادة سيولة الدم، وحدوث النزيف.
- نقص بعض الفيتامينات، وخاصة فيتامين C، الذي يلعب دورًا مهمًا في تقوية الأوعية الدموية.
- القيام بمجهود بدني كبير، مثل: (التمارين الرياضية العنيفة أو حمل الأوزان الثقيلة)؛ مما قد يزيد الضغط داخل الأوعية الدموية في الأنف.
الجدير بالذكر، تنصح مختبرات دلتا الطبية، أنه في حالة ملاحظة أحدى الأعراض السابقة، لابد من استشارة الطبيب المختص، للكشف عن أسباب حدوثها، ومنع حدوث مضاعفات خطيرة، إلا أن معظم حالات نزيف الأنف ليست خطيرة، إلا أن تكراره أو استمراره لفترات طويلة هو الذي يُمثل خطورة.
سبب نزيف الأنف المفاجئ
قد يبدو حدوث الرعاف المفاجئ أمرًا مقلقًا، خاصة عندما يحدث دون سبب واضح، وفي لحظة واحدة، قد تجد الدم يتدفق من أنفك دون سابق إنذار، مما يثير التساؤلات حول السبب وراء ذلك، وفيما يلي نتعرف على أبرز تلك الأسباب:
- أمراض الأوعية الدموية مثل: (ارتفاع ضغط الدم المفاجئ)، والذي قد يكون مصحوبًا بمشكلات صحية أخرى، تؤثر على (القلب، والرئتين، والكبد، والطحال).
- اضطرابات الدم: مثل: (نقص الصفائح الدموية) والالتهابات التي تصيبها، بالإضافة إلى توسع الشعيرات الدموية؛ مما يجعل الأنف أكثر عرضة للنزيف.
- الإصابات المباشرة: سواء نتيجة التعرض لحادث قوي أو تلقي ضربة على الوجه، حيث يمكن أن تتسبب هذه العوامل في تمزق الأوعية الدموية داخل الأنف؛ مما يؤدي إلى نزيف مفاجئ.
- العطس المتكرر: حيث إن الضغط المتزايد أثناء الرشح، قد يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية في الأنف؛ مما يتسبب في خروج الدم مع المخاط.
- تناول جرعات عالية من الأسبرين: يُعد من أبرز أدوية سيولة الدم ومنع التجلط، فقد يتسبب تناول جرعات كبيرة منه من إحتمالية حدوث نزيف في الأنف.
متى يكون نزيف الأنف خطير؟
تُقدم مختبرات دلتا الطبية، قائمة كاملة بأبرز العلامات التي تُشير إلى خطورة نزيف الأنف، والتي تتطلب استشارة الطبيب الفورية:
- في حال كان النزيف شديدًا، ويرافقه عدم القدرة على التنفس.
- إذا تغير لون جسم المصاب وأصبح شاحبًا.
- الشعور بالإرهاق الشديد والتعب.
- استمرار النزيف لمدة تتجاوز 20 دقيقة، رغم تطبيق الإسعافات الأولية.
- إذا حدث النزيف بعد إجراء عملية جراحية قريبة من الأنف، أو في حال وجود ورم أنفي لدى المصاب.
- عند التعرض لإصابة مباشرة في الوجه تسببت في حدوث النزيف.
- إذا كان المصاب يتناول أدوية سيولة للدم مثل: (الأسبرين، الكلوبيدوجريل، أو الوارفارين،) واستمر النزيف دون توقف.
- في حال تكرار الرعاف بشكل مستمر.
- ظهور كدمات غير مبررة على الجسم، أو وجود نزيف من أماكن أخرى.
- عندما يكون النزيف شديدًا ومصحوبًا بآلام في الصدر أو الشعور بالدوخة والدوار.
كيفية تشخيص نزيف الأنف؟
يتم تشخيص مشكلة حدوث النزيف في الانف، عبر عدة طرق، تتمثل في الآتي:
- تحاليل الدم: مثل: (تحليل تعداد الدم الشامل، تحليل تخثر الدم).
- فحص الأنف والبلعوم بواسطة المنظار.
- إجراء عدد من الإشاعات مثل: (الأشعة السينية، والأشعة المقطعية).
- قياس ضغط الدم ونبضات القلب، للتأكد من أنهم ليس سببًا في حدوث النزيف.
الجدير بالذكر، يمكن إجراء التحاليل السابقة، من خلال مختبرات دلتا الطبية، التي تتوافر فروعها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، والتي تتميز بدقة وسرعة نتائجها، وفق نخبة متخصصة من الأطباء.
وتوفر “دلتا”، عدد من الباقات التي تعطي نظرة عامة على الصحة، مثل: (باقة الفحص الشامل ، باقة VIP الشاملة، و باقة الفحص المخبري العام، وباقة دلتا ماكس)، وتهدف جميع الباقات إلى الكشف عن أي اضطرابات قد تضر بالصحة، كما توفر “دلتا” خدمة السحب المنزلي مجانًا.
كيف توقف علاج نزيف الأنف؟
تلعب الإسعافات الأولية دورًا هامًا في السيطرة على نزيف الأنف بشكل سريع وفعال؛ مما يُساعد في تقليل فقدان الدم ومنع حدوث مضاعفات، حيث أن التعامل الصحيح مع النزيف منذ اللحظات الأولى يمكن أن يحدّ من استمراره، ويجنب المصاب الحاجة إلى تدخل طبي في الحالات البسيطة، وفيما يلي سوف نتعرف على أبرز الإسعافات الأولية اللازمة خلال حدوث الرعاف:
- مساعدة المريض على الإنحناء إلى الأمام خلال الجلوس أو الوقوف.
- تجنب رجوع الرأس إلى الخلف، لمنع ابتلاع الدم وحدوث القيء.
- الضغط على الجزء اللين من الأنف (بعيدًا عن العظمة) باستخدام كلتا اليدين، مع الحرص على عدم الضغط على جهة واحدة فقط، حتى لو كان النزيف يحدث في إحدى فتحتي الأنف دون الأخرى.
- استمرار الضغط المتواصل على الأنف لمدة تتراوح من 5 دقائق إلى 15 دقيقة.
- وضع كمادات باردة أو أكياس مثلجة على الأنف، للمساعدة في انقباض الأوعية الدموية ومنع تمددها.
- الامتناع عن الاستنشاق أو النفخ عبر الأنف لعدة ساعات بعد حدوث النزيف لتجنب تكراره.
علاج نزيف الأنف
تتنوع طرق علاج الرعاف، حسب شدة النزيف وسببه، ولكنها تتمثل في الآتي:
العلاج الطبي
- نزيف الأنف بسبب دخول جسم غريب: في هذه الحالة، يقوم الطبيب بإزالة الجسم العالق داخل الأنف، واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم حدوث مضاعفات.
- العلاج بالكي: تُعد أحدى التقنية الطبية لعلاج النزيف المستمر أو المتكرر، حيث يقوم الطبيب بكي الأوعية الدموية داخل الأنف، إما عبر جهاز حراري خاص، أو باستخدام نترات الفضة للمساعدة في إغلاق الأوعية المتضررة ومنع النزيف
- إيقاف النزيف بالضغط المباشر: يتم استخدام القطن أو الشاش لإغلاق الأنف، والضغط على الأوعية الدموية؛ مما يساعد على وقف النزيف بشكل فعال.
العلاج الجراحي
في بعض الحالات الحادة، قد يلجأ الطبيب المختص لإجراء عملية جراحية، تهدف إلى ربط الشرايين المجاورة لمنطقة النزيف، وذلك من أجل تجنب تكرار حدوثه مرة ثانية.
المصادر