نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية: دليل شامل ماذا تأكل وماذا تتجنب؟
إذا كنت تواجه مشكلة في الغدة الدرقية، فإن اتباع نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية يُعتبر من أروع السبل للسيطرة على أعراضك، وتعزيز صحتك العامة.
تُقدم مختبرات دلتا الطبية هذا المقال الشامل، لأنظمة قصور الغدة الدرقية، وكذلك النظام الغذائي لحالات فرط نشاطها، ويوجهك إلى المكونات التي ينبغي أن تُدرج في وجباتك، والأخرى التي يجب الابتعاد عنها.
هل يُوجد نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية؟
ليس كل ما يُقدَّم على مائدة الطعام سيكون مُفيدًا لك إذا كنت تعاني من خلل في الغدة الدرقية، لذا وُجد نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية، يساهم في تنظيم إنتاج هرمون الغدة الدرقية، ويدعم صحة الغدة بشكل عام.
يركز هذا النظام على إدماج الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والمضادة للالتهابات، بينما يجب الابتعاد عن مجموعات غذائية معينة، مثل الأطعمة الغنية بالغلوتين، من أجل تعزيز وظيفة الغدة الدرقية بشكل مثالي، والتخفيف من الأعراض المرتبطة بها.
كما قد يكون مفيدًا للأفراد الذين يعانون قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها. سنقوم بتفصيل ذلك في الفقرات القادمة.
نظام غذائي لمرضى خمول الغدة الدرقية
يمكن أن يتسبب قصور الغدة الدرقية في مجموعة من الأعراض، مثل اضطراب الدورة الشهرية، وزيادة الوزن، والإمساك، وتضخم الغدة، والاكتئاب، وجفاف الجلد، وتساقط الشعر، وإرهاق العضلات، وبطء ضربات القلب، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وانتفاخ الوجه.
إلى جانب الأدوية، يمكن تناول بعض الأطعمة لتعزيز وظائف الغدة الدرقية، مثل:
-
الملح المعالج باليود
يُعتبر اليود عنصرًا حيويًا لا غنى عنه في نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية، وذلك لإنتاج هرمون الغدة الدرقية، حيث يُمكن أن يؤدي نقصه إلى حدوث قصور في وظائف الغدة الدرقية وتضخمها.
ولأن جسم الإنسان لا يتمكن من تصنيع اليود بمفرده، يُستحسن تناول أطعمة غنية بهذا العنصر لرفع كفاءة الغدة الدرقية، وتُعد أفضل وسيلة لتحقيق ذلك،وولكن يجب استهلاكه باعتدال، وتجنب الإفراط فيه، خاصةً إذا كنت تعاني أمراضًا مناعية في الغدة، مثل هاشيموتو.
-
البقوليات
تُعتبر البقوليات كنزًا غنيًا باليود والزنك، وهي خالية تمامًا من الغلوتين. يُمكنك الاستمتاع بتناول العدس والفاصوليا وبراعم الفاصوليا والحمص، وغيرها من هذه الكنوز الطبيعية لتعزيز إفراز هرمون الغدة الدرقية.
-
الأطعمة الغنية بالألياف
أدخل أطعمة غنية بالألياف إلى نظامك الغذائي، فقصور الغدة الدرقية قد يؤدي إلى عسر الهضم والإمساك، تلعب الألياف دورًا جوهريًا في تعزيز حركة الأمعاء، وتحسين عملية الهضم.
لذلك؛ استمتع بتناول أطعمة مثل البابايا، والخضراوات الورقية الخضراء المطبوخة، والحبوب الكاملة الخالية من الغلوتين، لتحسين تجربة الهضم لديك.
-
مرق العظام
يُمكنك عبر تناول مرق العظام تحقيق هدفين في آن واحد:
- أولاً، إن مرق العظام غني بالأحماض الأمينية الجلايسين والبرولين، وهما عنصران أساسيان في ترميم بطانة الجهاز الهضمي، وتعزيز وظائف الغدة الدرقية.
- ثانيًا، إن قصور الغدة الدرقية قد يؤدي إلى هشاشة العظام، لذا فإن مرق العظام يُعتبر درعًا يقوي العظام.
-
الأسماك
تُعتبر الأسماك كنزًا غذائيًا غنيًا بأحماض أوميغا 3 الدهنية والسيلينيوم، مما يجعلها من أفضل الخيارات الصحية، إذ تلعب أحماض أوميغا 3 دورًا بارزًا في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، بينما يسهم السيلينيوم في تعزيز فعالية هرمون الغدة الدرقية، يُوصى بتناول سمك السلمون والسردين، والتونة، والمحار لعلاج قصور الغدة الدرقية.
-
لحم البقر والدجاج
يمكن تعزيز وظائف الغدة الدرقية بفعالية عن طريق تزويد الجسم بالكميات الضرورية من الزنك، الذي يُعتبر من المعادن الأساسية.
يوجد الزنك بشكل رئيسي في لحوم البقر والدجاج، حيث يلعب دورًا محوريًا في تحويل الثيروكسين (T4) إلى ثلاثي يودوثيرونين (T3)، تعد هذه العملية محورية، إذ إن T3 يمثل الشكل النشط، بينما T4 هو النسخة غير النشطة من هرمون الغدة الدرقية.
-
منتجات الألبان
تقع ضمن نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية وخاصة الذين يعانون الخمول، حيث يتميز الحليب قليل الدسم بغناه باليود والسيلينيوم، مما يعزز من إنتاج هرمون الغدة الدرقية ويحفز نشاطها. كما أن الألبان ومنتجاتها تحتوي على كميات وفيرة من حمض التيروزين الأميني، الذي يلعب دورًا مهمًا في مواجهة أعراض قصور الغدة الدرقية، مثل الاكتئاب والشعور بالتعب.
-
أطعمة أخرى
يُفضل أن يحتوى نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية الخاملة على:
- جوز البرازيل: يُعتبر مصدرًا غنيًا بمعدن السيلينيوم، الذي يُساعد على عملية تحويل هرمون الغدة الدرقية غير النشط إلى شكل نشط.
- البيض: خاصة صفار البيض، نظرًا لأنه يُعد مصدرًا رائعًا لليود.
- بذور الكتان: مصدر رائع لأحماض أوميجا 3 الدهنية والزنك والسيلينيوم واليود، ومفيدة أيضًا لفقدان الوزن.
- بذور عباد الشمس.
-
الفواكه المفيدة لخمول الغدة الدرقية
يمكن للكثير من الفواكه أن تلعب دورًا بارزًا في تخفيف أعراض قصور الغدة الدرقية، وتعزيز الوظائف الحيوية للجسد، ومنها: التوت الأزرق والفراولة، والأفوكادو، والموز والتفاح، والبرتقال.
-
مشروبات تنشط الغدة الدرقية
يُعتبر الماء من أهم المشروبات التي يُوصى بها في النظام الغذائي لمرضى الغدة الدرقية، إذ يُساهم في تعزيز أداء خلايا الجسم بفاعلية ودقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة من المشروبات الساخنة، والباردة التي يمكن إدراجها ضمن نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية الخاملة، مثل: شاي الأعشاب، الزنجبيل، والبابونج، بالإضافة إلى شاي المورينجا، وشاي العرق سوس، وعصائر الفواكه والخضروات، وحليب جوز الهند.
الأكلات الممنوعة لمرضى خمول الغدة الدرقية
الأطعمة التي ينبغي الابتعاد عنها لعلاج قصور الغدة الدرقية، أو في نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية الخاملة تشمل:
- الخضروات الصليبية النيئة: مثل الملفوف والقرنبيط واللفت، التي قد تعيق وظائف الغدة الدرقية إذا تم تناولها نيئة وبكميات كبيرة، لذاك يُفضل طهيها لتقليل هذا التأثير.
- الأطعمة المحتوية على الغلوتين: التي يمكن أن تسبب مشاكل صحية إضافية.
- الأطعمة الغنية بالسكر: التي تؤدي إلى ارتفاع غير متوازن في مستويات الأنسولين، مما يزيد من تفاقم حالة قصور الغدة الدرقية.
- الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة: مثل الأطعمة المقلية ورقائق البطاطس، التي تفيض بالصوديوم بينما تفتقر إلى اليود، أو القيم الغذائية الأساسية، هذه الأطعمة لا تزيد إلا من مستويات الكوليسترول، مما يؤثر سلبًا على صحتك.
- الشاي الأخضر: قد أكدت العديد من الدراسات أنه يحمل خصائص مضادة للغدة الدرقية، وأن الاستهلاك المفرط له قد يؤدي إلى تفاقم قصور الغدة الدرقية، يُمكنك استبداله بشاي الأعشاب، الذي يُعد خيارًا أفضل لصحة الغدة الدرقية.
نظام غذائي لمرضى فرط نشاط الغدة الدرقية
يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية مجموعة من الأعراض مثل فقدان الوزن، وزيادة معدل ضربات القلب، والقلق، والانفعال، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وجحوظ العينين، والأرق، وصعوبة التركيز، وزيادة الشعور بالجوع، ورطوبة الجلد. بالإضافة إلى الأدوية التي يصفها الطبيب، يمكن لبعض الأطعمة أن تساهم في علاج فرط نشاط الغدة الدرقية بشكل منزلي. إليك القائمة:
1. الفواكه والخضروات النيئة
تُعتبر الخضروات الصليبية، والورقية النيئة مواد تعيق إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، مما قد يساعد في التحكم بالنشاط المفرط.
ينبغي تناول البروكلي، السبانخ، الكرنب، الملفوف، الخس، الملفوف الصيني، الجزر، القرنبيط، الفجل، اللفت الأخضر، براعم بروكسل، الفلفل الحلو، الطماطم، التفاح، التوت، الكيوي، البرتقال، الليمون، والجريب فروت، وغيرها.
2. الدخن والأرز البني
يعتبر الدخن والأرز البني من المكونات التي تُوفر كمية كبيرة من الألياف الغذائية، والفيتامينات والمعادن.
لذلك؛ يُنصح بتناول نصف كوب إلى كوب واحد يوميًا من الأرز البني، أو الدخن للحد من الإفراط في إنتاج هرمون الغدة الدرقية
3. البروتينات الخالية من الدهون
يمكن تناول صدور الدجاج، السمك، الفطر، قطع الصويا، والبقوليات لدعم بناء كتلة عضلية خالية من الدهون.
يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية زيادة في الشهية، وفقدان الوزن بسرعة، وبما أن البروتينات تحتاج لوقت أطول في الهضم، فإنها تساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول.
4. الأعشاب
تعتبر الأعشاب مثل الريحان والأوريجانو وإكليل الجبل ذات خصائص مضادة للالتهابات، ويمكن أن تساهم في تخفيف فرط نشاط الغدة الدرقية، كما أن هذه الأعشاب رائعة لصحة الغدة الدرقية، وقد تُحدث فارقًا كبيرًا في صحتك.
الأكل الممنوع لمرضى الغدة الدرقية النشطة
كما أن هناك أطعمة تعزز صحة الغدة الدرقية، فهناك أيضًا مجموعة من الأطعمة التي يُستحسن الابتعاد عنها عند اتباع نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة، مثل:
- الأطعمة الغنية باليود: يجب تجنبها أو التقليل منها بشدة، لأن اليود هو الوقود الأساسي لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وتشمل هذه الأطعمة الأعشاب البحرية (مثل الكيلب)، والجمبري، وبعض أنواع الأسماك البحرية.
- المحليات الصناعية والمضافات الغذائية: يُنصح بتجنب الأطعمة التي تحتوي على محليات صناعية، أو مواد حافظة وألوان صناعية، حيث تزيد هذه المواد من الالتهاب، وتؤثر سلبًا على صحة الغدة بشكل عام.
- الكافيين والكحول: ينبغي التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين (مثل القهوة) والكحول، لأنها قد تزيد من أعراض فرط النشاط مثل التوتر، والقلق، وتسارع ضربات القلب.
- منتجات الألبان (حسب الحالة): يُمكن أن تكون مفيدة لتعويض الكالسيوم، ولكن يجب عدم تناولها مع أدوية الغدة الدرقية في نفس الوقت، حيث إن الكالسيوم قد يتعارض مع امتصاص الدواء، ويُفضل ترك فاصل زمني لا يقل عن 4 ساعات.
فطور صحي لمرضى الغدة الدرقية
من الأفضل وضع خطة غذائية متوازنة مع طبيبك المتخصص، وخاصة إذا كنت تعاني أمراضًا أخرى، وفيما يلي نعرض لك:
نموذج فطور لنظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية الخاملة:
الوجبات | ماذا نأكل |
الصباح الباكر (7:00 – 7:30 صباحًا). | كوب واحد من الماء الدافئ مع عصير نصف ليمونة + حبة من جوز البرازيل + خليط من البذور المختلطة. |
الإفطار (8:15 – 8:45 صباحًا). | بيضة مسلوقة واحدة + دقيق الشوفان مع مسحوق التفاح وبذور الكتان + 3 حبات من جوز البرازيل. |
مثال: فطور لنظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية النشطة:
الوجبات | ماذا نأكل |
الصباح الباكر (7:00 – 7:30 صباحًا). | 2 كوب ماء بدرجة حرارة الغرفة. |
الإفطار (8:15 – 8:45 صباحًا). | عصير الطماطم والتفاح والجريب فروت وبيضتين مسلوقتين. |
منتصف الصباح (10:30 صباحًا). | 1 كوب متوسط الحجم من الجزر الصغير مع قليل من عصير الليمون وملح البحر. |
نصائح أخرى مفيدة:
- تناول الوجبات كل ساعتين.
- استهلك الخضروات الورقية الغنية بالألياف والبربيوتيك لدعم صحة الغدة الدرقية.
- تجنب شرب الماء مباشرة بعد وجبات الإفطار والغداء والعشاء.
- تناول مكملات الفيتامينات والمعادن اللازمة.
- احرص على تناول كميات كافية من البروتين، ويمكنك الرجوع إلى أخصائي تغذية معتمد للحصول على نصائح مخصصة.
- احصل على الدهون الصحية يوميًا من خلال تناول بذور الكتان، وزيت الزيتون وزيت بذور الكتان وغيرها.
رجيم الغدة الدرقية خسس نفسك
إن كنت تسعى لفهم كيفية فقدان الوزن رغم معاناتك من اضطرابات الغدة الدرقية، فإن الطريق يتطلب حذرًا وتخطيطًا دقيقين، واستشارة الطبيب المختص، فقد ينصحك ب:
- عليك الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، والتي تفتقر إلى القيمة الغذائية الحقيقية.
- يجب أن تُبعد عن مائدتك الدهون المتحولة، والأغذية المصنعة، والسكريات، والدهون الحيوانية، والزبدة، والسمن النباتي، والوجبات السريعة التي لا تضيف لك شيئًا.
- ممارسة تمارين الكارديو جزءًا لا يتجزأ من روتينك اليومي، في حين ينبغي عليك تخصيص وقت لتمارين المقاومة، أو رفع الأثقال مرتين في الأسبوع.
- لا تنسَ أهمية تناول الأطعمة الصحية، والمواظبة على تناول أدويتك لتحقيق أفضل النتائج.
الخلاصة
توجد بعض الأطعمة التي تُعزز صحة الغدة الدرقية بشكل ملحوظ. فعلى سبيل المثال، تُعتبر الأطعمة الغنية باليود، مثل الأعشاب البحرية والمكسرات البرازيلية والأسماك والبيض، من العناصر الأساسية التي تُحسن من أداء الغدة الدرقية. بالإضافة إلى ذلك، يُساهم التوت والخضروات الصليبية في تعزيز وظائف هذه الغدة الحيوية. ينبغي تجنب الأطعمة المُصنّعة والسريعة، لما لها من تأثير سلبي على الصحة العامة.
تذكر دائمًا! أن هذه الإرشادات لا تغني عن استشارة طبيبك، حيث أن الخطة العلاجية الفعالة تجمع بين الدواء، والنظام الغذائي الصحي، ونمط الحياة المتوازن.