الم في منطقة العصعص: الأسباب الـ6 الرئيسية وكيفية الوقاية منها
هل تشعر بوجع حاد يلتف حول جسدك كقبضة مغلقة عند جلوسك على سطح قاسٍ؟ هل يتغلغل الألم في أعماق جسدك بشراسة، خاصةً عندما تستمتع بركوب الدراجات النارية أو الهوائية؟ هل تواجه صعوبة وألمًا في إتمام عملية التبرز؟
تبدو مآسي الم في منطقة العصعص أكثر وضوحًا لدى النساء مقارنة بالرجال، حيث يتجاوز الفرق نحو خمس مرات، وقد يكون هذا نتيجة لبروز العظم بشكل أكبر في أجساد النساء.
ورغم أن آلام العصعص قد تظهر في مختلف مراحل الحياة، إلا أن المتوسط العمري لبداية هذه المعاناة يدور حول الأربعين. تابع معنا لتكتشف المزيد عن الأسباب وأفضل طرق العلاج المتاحة.
ما هو ألم العصعص؟
ألم العصعص المعروف أيضًا باسم ألم في عظمة الذنب، وبالإنجليزية باسم؛ coccygodynia coccygeal pain, coccyx pain, and coccalgia، وهو عظم صغير مثلث الشكل يقع في قاعدة العمود الفقري فوق الأرداف مباشرةً.
يتألف عظم العصعص من ثلاث إلى خمس فقرات عظمية مترابطة، ويتصل بالعجز عبر شبكة من الأربطة والعضلات القوية التي توفر له الدعم.
كما يُعاني ثلثا البالغين من انحناء طفيف في عظم العصعص، بدلاً من الشكل الطبيعي الذي يتجه نحو الأسفل. ورغم ذلك، قد يتسبب الانحناء الشديد لهذا العظم في آلامٍ شديدة تؤرق الحياة اليومية.
كذلك؛ يتراوح الم في منطقة العصعص من مجرد شعور خفيف إلى نوبات شديدة، اعتمادًا على قوة الإصابة وأسبابها. بالنسبة للألم الحاد فهو يظهر بشكل مفاجئ، وغالبًا ما يتعافى خلال أيام إلى أسابيع. أما الألم المزمن، فهو قد يكون خفيفًا لكنه يرافقه شعور بالانزعاج، وينجم عن التهاب يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، مما يجعل المعاناة منه مستمرة.
أسباب ألم العصعص عند النساء
قد يظهر الم في منطقة العصعص ببطء ودون وجود سبب واضح، أو قد يظهر بشكل مفاجئ عقب تعرضه لإصابة. ومن بين الأسباب المعروفة التي تُؤدي إلى آلام العصعص، ما يلي:
-
الحمل والولادة
مع اقتراب نهاية فترة الحمل، يُطلق الجسم مجموعة من الهرمونات، التي تعمل على تليين المنطقة الفاصلة بين عظم العصعص والعجز، مما يُتيح للعصعص حرية الحركة في أثناء لحظة الولادة.
ورغم أن هذه الحركة تُعتبر طبيعية، إلا أنها قد تؤدي إلى تمدد مفرط للأربطة والعضلات المحيطة بالعصعص، مما يزيد حدة الألم. وعندما تتعرض هذه الأنسجة الرخوة للإجهاد، فإنها تفقد قدرتها على دعم العصعص بالزاوية المناسبة، مما يفاقم المعاناة ووجود الم في منطقة العصعص.
-
الوزن الزائد
يُمكن أن تفتك السمنة بصحة العظم العصعصي، مسببةً ضغطًا إضافيًا يدفعه نحو الوراء. ومع مرور الزمن، قد تتصاعد الآلام الناتجة عن هذا الوضع غير الطبيعي لتصبح أكثر حدة.
وفي بعض الحالات، قد يُؤدي فقدان الوزن إلى تفاقم الأوجاع في عظم العصعص، إذ إن غياب الدهون الكافية في الأرداف يحرم العظم من الحماية، التي تقيه من احتكاك الأوتار والأربطة والعضلات، مما يسبب التهاب في الأنسجة الرخوة.
-
الإصابات الجسدية
قد ينتج عن الصدمات والسقوط، بالإضافة إلى صدمات الولادة وغيرها من الأذى الذي يلحق بعظم العصعص، آلام مبرحة وإحساس بعدم الراحة. كما يُمكن أن تُؤدي السقوطات القاسية إلى ظهور كدمات عميقة وكسور مؤلمة وخلع مؤذٍ، وكذلك الم في منطقة العصعص.
-
العدوى والأورام
إن الإصابة بعدوى أو وجود سرطان في العمود الفقري أو في الأنسجة المحيطة قد ينتج عنه شعور مؤلم في عظم الذنب.
-
الجلوس لفترات مطولة أو بدون دعم
قد يُؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى شعور مؤلم في عظمة الذنب، خصوصًا عند الجلوس لفترات طويلة على أسطح ضيقة أو صلبة.
لذا، استحضر ضرورة النهوض بشكل متكرر، واستمتع بالمشي قليلاً، وخصص بعض الوقت لممارسة تمارين التمدد.
-
إصابات الإجهاد المتكررة (RSI)
إن الأنشطة التي تتطلب الميل والتمدد المتكرر للعمود الفقري، مثل التجديف وركوب الدراجات، قد تُؤدي إلى الم في منطقة العصعص، وإرهاق الأنسجة الرخوة المحيطة بعظم الذنب، مما يسبب آلامًا وتوترًا في تلك المنطقة الحساسة.
ما أعراض ألم العصعص؟
قد يتراوح ألم في منطقة العصعص بين الخفيف والحاد، وقد يتفاقم بشكل ظاهر عند الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، أو عند الانحناء للخلف في أثناء الجلوس، أو عند النهوض من وضعية الجلوس. كما قد تشعر بهذا الألم أيضًا خلال عملية التبرز، أو في أثناء الجماع.
إلى جانب ألم عظمة الذنب، قد تطرأ عليك أعراض إضافية مرتبطة بهذا الألم. ويتفاوت ظهور هذه الأعراض بحسب السبب الكامن وراء ألم عظمة الذنب، وقد تشمل:
- الاكتئاب والقلق.
- اضطرابات في النوم.
- آلام الظهر وعرق النسا.
- تورم في المنطقة المصابة.
- خدر أو شعور بالوخز في ذراعيك أو ساقيك أو فخذك.
- مشاكل في الأمعاء أو المثانة، كصعوبة الذهاب إلى الحمام.
- ظهور كتلة واضحة في منطقة عظم الذنب.
إذا كنت تشعر بأي من هذه الأعراض، يُنصح بالتوجه إلى طبيبك، حيث إن هذه الأعراض قد تشير إلى مشاكل صحية أخرى تحتاج إلى الرعاية والعلاج.
علاج ألم العصعص
يبدأ علاج الم في منطقة العصعص عادةً بأساليب العناية الذاتية غير الجراحية، مثل:
- كمادات باردة أو ساخنة: إن تطبيق وسادة تدفئة أو كيس ثلج على منطقة عظم الذنب يمكن أن يمنح شعورًا فوريًا بالراحة ويخفف من الألم بشكل مؤقت.
- الراحة: كما هو الحال مع أي إصابة أخرى، تعد الراحة عنصرًا أساسيًا في عملية التعافي، حيث تسهم في تفادي تفاقم إصابات عظم الذنب.
- توسيد إضافي: توفر الوسادة الدائرية أو الإسفينية دعمًا إضافيًا، مما يقلل الضغط على عظم العصعص أثناء الجلوس، وتتوفر هذه الوسائد بسهولة في الصيدليات.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة: يمكن أن يُسهم ذلك في الحد من تفاقم الألم وتقليل مخاطر الإصابة.
- العلاج الطبيعي: يُمكن أن يُوصي أخصائي العلاج الطبيعي إلى ممارسة تمارين تمدد تهدف إلى تعزيز قوة عضلات عظم الذنب. كما سيسلط الضوء على حركات ووضعيات جلوس تسهم في دعم عظم العصعص وقاع الحوض بشكل فعّال وأكثر ملاءمة.
- مسكنات الألم: قد ينصحك الطبيب باستخدام أدوية تُباع دون الحاجة إلى وصفة طبية، أو تلك التي تتطلب وصفة طبية، لتخفيف وطأة الألم وتخفيف معاناتك.
- الأدوية القابلة للحقن: قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الستيرويدات القابلة للحقن لتخفيف آلام العصعص، حيث تسهم هذه الأدوية في تخفيف الألم بشكل فعال، كما أنها تعين في تقليل توتر العضلات خلال جلسات العلاج الطبيعي.
علاج الم في منطقة العصعص بالجراحة
- إذا لم يُحدث الألم لديك تحسنًا على يد العلاجات غير الجراحية، فقد يصبح استئصال العصعص ضرورة لا مفر منها.
- هذا الإجراء يعمل على إزالة العصعص، سواء جزئيًا أو بشكل كامل، مما يسهم في معالجة الأضرار الجسدية، التي قد تتسبب فيها حالات، مثل الانزلاق الغضروفي أو تدهور عضلات قاع الحوض.
- ومع ذلك، ينبغي أن يُعتبر هذا الإجراء نادرًا ويجب أن يكون الملاذ الأخير الذي نلجأ إليه بعد استنفاد كافة الخيارات الأخرى.
كيفية الوقاية من الم في منطقة العصعص
تتعدد السبل التي يمكنك من خلالها الحد من احتمال تعرضك لألم في منطقة العصعص وإصابة عظم الذنب. وإليك بعض النصائح:
- كن واعيًا، في أثناء ركوب الدراجات أو الانخراط في أنشطة أخرى قد تؤثر في عظم العصعص.
- احرص على أن تكون أرضياتك وممراتك خالية من الفوضى والنفايات.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة، خصوصًا على الأسطح الصلبة.
- كن حذرًا، وأنت تتعامل مع الأنشطة البدنية أو الرياضية.
- احرص على أن تكون وضعية جلوسك صحيحة.
- استفد من درابزين السلالم كوسيلة للحماية.
- تجنب النظر إلى هاتفك في أثناء السير.
- اجعل ركبتيك في مستوى الوركين.
- خفض خطر التعثر والسقوط.
- استند بظهرك إلى الكرسي.
- أبقِ قدميك على الأرض.
- استرخِ في كتفيك.
- اجلس مستقيمًا.
الخلاصة
يُعرف ألم العصعص باسم ألم في عظمة الذنب، وبالإنجليزية باسم؛ coccygodynia. ويُعد العصعص عظم صغير مثلث الشكل يقع في قاعدة العمود الفقري فوق الأرداف مباشرةً.
يتألف عظم العصعص من ثلاث إلى خمس فقرات عظمية مترابطة، ويتصل بالعجز عبر شبكة من الأربطة والعضلات القوية التي توفر له الدعم.
وعادةً ما يُنسب ألم عظم الذنب إلى إصابة واضحة، مثل السقوط على الظهر. لكن يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى لهذا الألم مثل: الحمل والولادة والسمنة والإصابة بالعدوى والأورام، وأحيانًا تكون الأسباب غير واضحة. كما أن هناك طرق عديدة للوقاية والحماية من ذلك.