أسرار العلاقة بين الدهون والقلب : 5 حقائق حصرية يجب أن تعرفها الآن
تظل العلاقة بين الدهون والقلب موضوعًا محوريًا يشغل اهتمام العديد من الناس. وغالبًا ما يُختصر الأمر في معادلة “الدهون = خطر على القلب”، لكن الحقيقة تحمل في طياتها دقة وتعقيدًا أكبر.
لذلك، في هذه المقالة الشاملة، نستعرض بعمق الأسرار الكامنة وراء الروابط بين الدهون وصحة القلب، ونتناول أنواع الدهون المتنوعة وتأثيراتها الفريدة، كما نقدم لك استراتيجيات فعّالة لبناء نظام غذائي يعزز صحة قلبك، ويضمن استمرارية نبضك بقوة وحيوية.
ما هي أنواع الدهون ؟ وعلاقتها بصحة القلب
قبل أن نتحدث عن العلاقة بين الدهون والقلب، يجب أن نفهم ما هي الدهون؟ فهي ليست نوعًا واحدًا، بل مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية، التي تؤدي وظائف مهمة في الجسم، مثل توفير الطاقة، وبناء الخلايا، وامتصاص الفيتامينات.
عادةً ما يتم تصنيف الدهون بناءً على كونها صلبة أو سائلة في درجة حرارة الغرفة، وكذلك على تركيبها الكيميائي، وهذا يقودنا إلى:
-
الدهون المشبعة
تتميز بأنها تحتوي على روابط كيميائية بسيطة بين ذرات الكربون، مما يجعلها صلبة في درجة حرارة الغرفة.
في الماضي، كان يُعتقد أن تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة يرفع من مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب. لكن الأبحاث الحديثة تظهر أن الصورة أكثر تعقيدًا، وأن تأثير الدهون المشبعة يعتمد على مصدرها ونوعها.
على سبيل المثال، الدهون المشبعة الموجودة في الألبان الكاملة قد لا تؤثر سلبًا مثل تلك الموجودة في اللحوم المصنعة.
-
الدهون غير المشبعة
هي دهون تحتوي على روابط كيميائية مزدوجة أو أكثر بين ذرات الكربون، مما يجعلها سائلة في درجة حرارة الغرفة. كما تُعتبر هذه الدهون والقلب على توافق تام من حيث الصحة، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين:
-
- الدهون الأحادية غير المشبعة: توجد بكثرة في زيت الزيتون البكر الممتاز، الأفوكادو، والمكسرات، مثل اللوز والبندق، وكذلك، تساعد هذه الدهون في تقليل الكوليسترول الضار، وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يعزز صحة الأوعية الدموية.
- الدهون المتعددة غير المشبعة: تشمل نوعين مهمين: أحماض أوميغا 3 الدهنية (الموجودة في الأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل، بذور الكتان، والجوز) وأحماض أوميغا 6 الدهنية (الموجودة في الزيوت النباتية، مثل زيت الذرة وعباد الشمس).
- أوميجا 3 لها فوائد كبيرة في تقليل الالتهابات، وخفض مستويات الدهون الثلاثية، وتحسين صحة الأوعية الدموية، مما يجعلها مفيدة جدًا لصحة القلب.
-
الدهون المتحولة
تُعَد الدهون المتحولة (المهدرجة جزئيًا) أسوأ الأنواع من الدهون التي قد تلحق الضرر بصحة القلب. لذلك، علاقة الدهون والقلب إذا كانت من النوع المهدرج سيئة وضارة.
كما تُنْتَج بطرق صناعية عبر إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية السائلة، مما يؤدي إلى تحويلها إلى شكل أكثر صلابة، ويُطيل من عمرها الافتراضي. وتوجَد هذه الدهون بكثرة في الأطعمة المصنعة، الوجبات السريعة، والمخبوزات التجارية.
كما تُسهم الدهون المتحولة بشكل كبير في رفع مستويات الكوليسترول الضار، بينما تخفض من مستويات الكوليسترول الجيد، مما يُعزّز بشكل حاد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية.
تأثير الدهون على القلب
تُعد الدهون، كما ذكرنا سابقًا، من العوامل المؤثرة بشكل عميق على صحة القلب، وعندما يكون تأثيرها سلبياً، فإنها قد تفتح أبواباً لمجموعة من الأمراض القاتلة. إليك أبرز هذه الأمراض:
1. تصلب الشرايين (Atherosclerosis)
يحدث ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار (LDL)، نتيجة استهلاك كميات وفيرة من الدهون المشبعة والدهون المتحولة، مما يؤدي إلى تراكم الترسبات الدهنية (اللويحات) على جدران الشرايين. تعمل هذه اللويحات على تضييق الشرايين وتُصلبها، مما يعيق تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى القلب ومناطق أخرى من الجسم. كما يُعتبر تصلب الشرايين هو الأساس، الذي يُبنى عليه ظهور العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى.
2. مرض الشريان التاجي (Coronary Artery Disease – CAD)
يحدث ذلك عندما تتعرض الشرايين التاجية، المسؤولة عن تزويد عضلة القلب بالدم، للتضيق نتيجة تصلب الشرايين الناجم عن تراكم الدهون والكوليسترول، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين الضروري لعمل القلب بكفاءة. وينتج عن ذلك عدة أمراض، مثل:
- الذبحة الصدرية (Angina): تتمثل في شعور بالألم أو عدم الراحة في الصدر، نتيجةً لنقص تدفق الدم إلى العضلة القلبية.
- النوبة القلبية (Myocardial Infarction – Heart Attack): تحدث عندما يُغلق تدفق الدم تمامًا نحو جزء من عضلة القلب، مما يتسبب في أضرار دائمة تلحق بالعضلة.
3. السكتة الدماغية
علاقة الدهون والقلب، يُمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى تضيق الشرايين التي تمد الدماغ بالدم. إذا انسد أحد هذه الشرايين بسبب جلطة دموية أو انفجر وعاء دموي ضعيف، فإن جزءًا من الدماغ لا يحصل على الأكسجين ويتعرض للأذى، مما يؤدي إلى مشاكل في الحركة والكلام والذاكرة ووظائف أخرى.
4. ارتفاع ضغط الدم
على الرغم من أن لارتفاع ضغط الدم أسباب عديدة، إلا أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والدهون المتحولة والصوديوم يمكن أن يزيد ارتفاعه.
كما يُعد ارتفاع ضغط الدم عامل خطر كبيرًا لأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى وغيرها من المشكلات الصحية.
5. قصور القلب
مع تقدم الزمن، قد تؤدي الأمراض، مثل أمراض الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم، المرتبطة بتناول الدهون غير الصحية، إلى إحداث أضرار جسيمة في عضلة القلب، ما يعوق قدرتها على ضخ الدم بكفاءة. وهذا بدوره يُؤدي إلى الشعور بالإرهاق وصعوبة في التنفس، فضلاً عن تورم الساقين وظهور أعراض أخرى متنوعة.
6. أمراض الأوعية الدموية الطرفية
تصلب الشرايين يمكن أن يؤثر في الشرايين في مناطق أخرى من الجسم، مثل الساقين والقدمين.وفي الحالات الخطيرة قد يؤدي ذلك إلى الغرغرينا وبتر الأطراف.
تاثير الكوليسترول الضار والجيد على صحة القلب والأوعية الدموية
أسرار الدهون والقلب، يوجد نوعان من الكوليسترول، وهي مادة شمعية توجد في مجرى الدم. يُنظر إلى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) كأنه عدو خفي، حيث يمكن أن يتجمع داخل الشرايين؛ مما يُؤظي إلى نوبات قلبية وسكتات دماغية مدمرة.
بينما يُعتبر كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) بمثابة الصديق الوفي، إذ يُعرف غالبًا بـ “الكوليسترول الجيد” لدوره الحيوي في مساعدة الجسم على التخلص من الكوليسترول الضار (LDL) الزائد، مما يعزز من صحة القلب ويحميه من المخاطر.
كذلك، يمكن أن يتجمع الكوليسترول مع مواد أخرى ليشكل ترسبات سميكة وصلبة على جدران الشرايين. هذا يؤدي إلى تضيق الشرايين ويجعلها أقل مرونة، وهي حالة تعرف بتصلب الشرايين. يمكن أن تفضي هذه الحالة إلى نشوء جلطة دموية، وقد تتسبب هذه الجلطة في انسداد أحد الشرايين الضيقة، مما يؤدي إلى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
لذلك، من المهم فحص مستويات الكوليسترول كل فترة، والتعرف على نسبته لديك، وتقييم مخاطر الإصابة به، لمعرفة العلاقة بين الدهون والقلب، كما يُمكنك تغيير نمط حياتك لتحسين هذه المستويات، والمتابعة مع الطبيب المختص.
كيف تحافظ على قلب قوي وصحي؟ نصائح غذائية تركز على الدهون
الخبر الجيد هو أنه يمكنك التأثير بشكل كبير على العلاقة بين الدهون والقلب من خلال ما تختاره من طعام وطريقة حياتك. إليك بعض الخطوات السهلة لتكوين نظام غذائي صحي للقلب:
- اختر الدهون الصحية: اجعل تركيزك على مصادر الدهون غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، الأفوكادو، المكسرات، البذور، والأسماك الدهنية الغنية بالأوميجا 3.
- قلل من الدهون المشبعة: اتبع نهجًا صحيًا باختيار اللحوم الخالية من الدهون، والدواجن منزوعة الجلد، ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو خالية من الدسم. كما يُفضل تقليل استهلاك اللحوم المصنعة والأطعمة المقلية.
- تجنب الدهون المتحولة تمامًا: كن حذرًا عند قراءة الملصقات الغذائية وتجنب أي منتج يحتوي على “زيوت مهدرجة جزئيًا”.
- زد من تناول الألياف: تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، حيث تساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار.
- تحكم في كمية الوجبات: حتى الدهون الصحية ينبغي تناولها بحذر، إذ إنها غنية بالسعرات الحرارية.
- قلل من استهلاك الصوديوم والسكر المضاف: فهما مرتبطان بارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- تأكد من المحافظة على وزن صحي: فالسمنة تعزز من احتمال ارتفاع معدلات الكوليسترول، وتزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
- مارس النشاط البدني بصورة منتظمة: فالنشاط البدني يسهم في رفع مستويات الكوليسترول الجيد، ويخفض من مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.
- امتنع عن التدخين: فالتدخين يفتك بالأوعية الدموية، ويزيد بشكل ظاهر من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- إدارة التوتر: فالتوتر المزمن قد يؤثر بشدة على صحة القلب، لذلك مارس تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل.
- استشر طبيبك: قم بإجراء فحوصات دورية في مختبرات دلتا الطبية، فهي الأدق والأسرع في المملكة العربية السعودية، وذلك، لمراقبة مستويات الكوليسترول وضغط الدم، واحصل على نصائح من استشاريين متخصصين حول النظام الغذائي ونمط الحياة المناسبين لك، من هنا، كما يُمكنك طلب خدمة سحب منزلية مجانية من هنا.
الخلاصة
الدهون هي ليست نوعًا واحدًا، بل مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية، التي تؤدي وظائف مهمة في الجسم، مثل توفير الطاقة، وبناء الخلايا، وامتصاص الفيتامينات.
وتُعد تُعَد الدهون المتحولة (المهدرجة جزئيًا) أسوأ الأنواع من الدهون التي قد تلحق الضرر بصحة القلب. وكذلك الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم المصنعة أيضًا ضارة بصحة القلب. بينما الدهون غير المشبعة بأنواعها فهي تُعزز صحة القلب والأوعية الدموية.
لذلك، من المهم فحص مستويات الكوليسترول لديك في مختبرات دلتا الطبية، ومعرفة القيم، لمساعدتك على الحفاظ على صحة القلب والجسم.