أهم التحاليل اللازمة بعد الإجهاض: دليل شامل لأدق 6 فحوصات

يُعد فقدان الحمل المتكرر تجربة مؤلمة للغاية للعديد من الأشخاص، حيث يترك وراءه مشاعر الحزن واليأس والعديد من التساؤلات. ومع ذلك، يوجد أمل. يُعرّف الأطباء هذه الحالة بأنها حدوث ثلاث حالات إجهاض متتابعة، أو أكثر قبل انتهاء الأسبوع العشرين من الحمل، وتُعتبر مشكلة تؤثر على حوالي 1% من الأزواج.

من المهم أن يدرك الأفراد المتأثرون بهذه الحالة الأسباب وراءها، بالإضافة إلى التشخيص والعلاجات المتاحة، يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل لأهم التحاليل اللازمة بعد الإجهاض، التي تمثل الخطوة الأولى نحو الحصول على إجابات.

1. فحوصات فقر الدم والأنيميا

قد تكون فحوصات فقر الدم والأنيميا ضمن قائمة التحاليل اللازمة بعد الإجهاض، حيث ترتبط حالات فقر الدم خلال فترة الحمل بزيادة خطر حدوث الإجهاض، وذلك بسبب ضعف تدفق الأكسجين إلى الجنين، وتأثيره السلبي على صحة الأم.

كما أن انخفاض مستويات الهيموجلوبين، الذي يعد علامة رئيسية لفقر الدم، يمكن أن يؤثر بصورة سلبية على نمو الجنين، ويؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها أثناء الحمل، مثل الإجهاض، والولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود.

هو اختبار شائع يُستخدم لتشخيص فقر الدم. يقوم هذا الفحص بتقييم عدة مكونات من الدم، ومنها:

  • الهيموجلوبين (Hb): حيث تشير المستويات المنخفضة إلى وجود فقر الدم.
  • الهيماتوكريت (Hct): يقيس نسبة خلايا الدم الحمراء في مجرى الدم.
  • عدد خلايا الدم الحمراء: إذا كان العدد منخفضًا، فهذا يدل على فقر الدم.
  • متوسط الحجم الكروي (MCV): يُظهر حجم خلايا الدم الحمراء، مما يساعد في التمييز بين أنواع فقر الدم المختلفة (صغير، طبيعي، أو كبير).
  • اختبارات قياس مستويات الحديد

تحدد التحاليل اللازمة بعد الإجهاض كمية الحديد المستنفدة من مخزون الجسم، يمكن قياس مستويات الحديد من خلال الاختبارات التالية:

  • حديد المصل: هذا الفحص يحدد مستوى الحديد في الدم، وقد يكون مستوى الحديد في الدم طبيعيًا حتى مع انخفاض الكمية الإجمالية للحديد في الجسم، مما يستدعي إجراء فحوصات إضافية.
  • فيريتين المصل: الفيريتين هو بروتين يساهم في تخزين الحديد داخل الجسم، قياس هذا البروتين يساعد الطبيب على معرفة كمية الحديد المخزنة التي يتم استخدامها في الجسم.

2. ما هو تحليل TORSH؟

من التحاليل اللازمة بعد الإجهاض فحص TORSH، إنه عبارة عن اختصار لمجموعة من الأمراض المعدية، التي يمكن أن تؤثر سلبًا على النساء الحوامل، وتسبب تشوهات خلقية في أطفالهن حديثي الولادة، تتضمن مجموعة TORCH فحوصات دم للكشف عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي استجابةً لهذه العدوى، وفي بعض الحالات، قد يتطلب تأكيد وجود عدوى نشطة إجراء فحوصات إضافية أكثر دقة، وتتكون مجموعة TORCH من الاختبارات التالية:

  • داء المقوسات

هو عدوى تسببها طفيليات تنتقل من الأم إلى جنينها عبر المشيمة خلال فترة الحمل، قد تؤدي الإصابة بداء المقوسات الغوندية إلى التهابات في العين، والجهاز العصبي المركزي، فضلاً عن تكيسات في الدماغ والعضلات.

إذا أصيبت المرأة بهذا الداء أثناء الحمل، فقد يتسبب ذلك في الإجهاض، أو حدوث تشوهات خلقية، وذلك يعتمد على توقيت الإصابة، يمكن للإنسان أن يُصاب بداء المقوسات من خلال تناول الطفيلي عند التعامل مع براز القطط المصابة، أو شرب حليب الماعز غير المبستر، وغالبًا ما يحدث ذلك من خلال تناول اللحوم الملوثة، لذلك، يُنصح بإجراء ضمن التحاليل اللازمة بعد الإجهاض.

  • الحصبة الألمانية

هي فيروس يتسبب في مرض الحصبة الألمانية، إذا أصيبت المرأة الحامل في الأشهر الأولى من الحمل، فقد يتعرض طفلها لأضرار مثل أمراض القلب، تأخر النمو، فقدان السمع، اضطرابات الدم، مشاكل في الرؤية، أو الالتهاب الرئوي، كما يمكن أن تظهر مشاكل أخرى خلال فترة الطفولة، مثل أمراض الجهاز العصبي المركزي، اضطرابات المناعة، أو أمراض الغدة الدرقية.

  • الفيروس المضخم للخلايا (CMV)

يوجد فحص CMV ضمن قائمة التحاليل اللازمة بعد الإجهاض، إنه عدوى فيروسية أخرى يمكن أن تصاب بها الأم، تشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة قد أصيبوا به في مرحلة ما من حياتهم، وغالبًا ما لا يسبب مشاكل صحية خطيرة، رغم ذلك، يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الرضيع أثناء الولادة، أو من خلال حليب الأم.

قد يواجه الرضع المصابون بالعدوى مشكلات خطيرة مثل فقدان السمع، مشاكل في الرؤية، التخلف العقلي، الالتهاب الرئوي، والنوبات.

  • فيروس الهربس البسيط (HSV)

هو عدوى فيروسية شائعة، النوعان الأكثر شيوعًا هما “قروح البرد” التي تصيب الشفاه والهربس التناسلي، وكلاهما يمكن أن يتكرر، حيث يتم نقل الفيروس غالبًا عبر الفم أو الأعضاء التناسلية.

وعادةً، يصاب المواليد الجدد بالفيروس أثناء مرورهم عبر قناة الولادة لأمهات مصابات بعدوى تناسلية، يمكن أن ينتشر الفيروس في جسم المولود الجديد، مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة على الأعضاء الحيوية.

من الضروري بدء العلاج بأدوية مضادة للفيروسات بأسرع ما يمكن للمولود الجديد المصاب، حيث إن الأطفال الذين ينجون قد يعانون من تلف دائم في الجهاز العصبي المركزي حتى مع العلاج.

3. اختبار الأجسام المضادة للفوسفوليبيد

هو تحليل دم يهدف إلى الكشف عن أجسام مضادة معينة تستهدف الفوسفوليبيدات، التي تعتبر عناصر أساسية في أغشية الخلايا، في حالة الأشخاص المصابين بمتلازمة أضداد الفوسفوليبيد (APS)، يقوم الجهاز المناعي بإنتاج هذه الأجسام المضادة بشكل غير صحيح، مما يزيد من خطر تكون جلطات الدم.

يُعتبر هذا الاختبار أساسيًا في تشخيص متلازمة أضداد الفوسفوليبيد، وغالبًا ما يتم تضمينه في مجموعة شاملة من الفحوصات المتعلقة بالأمراض المناعية الذاتية، وكذلك، ضمن التحاليل اللازمة بعد الإجهاض، حيث يقوم الاختبار بقياس ثلاثة أنواع من الأجسام المضادة:

  • مضاد تخثر الذئبة

على الرغم من اسمه، إلا أن هذا الجسم المضاد ليس خاصًا بمرض الذئبة فقط، بل يؤثر سلبًا على عملية تخثر الدم الطبيعية، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية بشكل كبير.

  • أجسام مضادة للكارديوليبين

تستهدف هذه الأجسام المضادة الكارديوليبين، وهو نوع من الفسفوليبيدات الموجودة في الأغشية الخلوية، وترتبط بزيادة خطر حدوث جلطات دموية في الشرايين والأوردة.

  • أجسام مضادة لجليكوبروتين بيتا-2 الأول

ترتبط هذه الأجسام المضادة بجليكوبروتين بيتا-2 الأول، وهو بروتين يلعب دورًا في تنظيم عملية تخثر الدم، مما يزيد من احتمال حدوث اضطرابات في التخثر.

4. الفحوصات الهرمونية بعد الإجهاض

ما هي التحاليل اللازمة بعد الإجهاض؟ تُوجد مجموعة من الفحوصات الأساسية التي تكشف عن مستويات بعض الهرمونات المهمة بعد فترة الإجهاض، وهي تشمل:

  • فحص الغدة الدرقية TSH

هرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH) يُنتج بواسطة الغدة النخامية، وهي غدة صغيرة بحجم حبة البازلاء تقع في قاعدة الدماغ، عندما لا تُنتج الغدة الدرقية كميات كافية من هرموني ثلاثي يودوثيرونين (T3) وثيروكسين (T4)، يُعرف هذا بحالة قصور الغدة الدرقية.

كرد فعل، تقوم الغدة النخامية بإفراز كمية أكبر من هرمون TSH لتحفيز الغدة الدرقية على إنتاج المزيد من الهرمونات. في حال كانت الغدة النخامية لا تعمل بشكل جيد، فقد تنتج كميات أقل من TSH، مما يؤدي أيضًا إلى قصور الغدة الدرقية.

من جهة أخرى، إذا كانت الغدة الدرقية تُنتج كميات زائدة من T3 أو T4، فقد يؤدي ذلك إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، في هذه الحالة، تقوم الغدة النخامية بإنتاج كميات أقل من TSH لمحاولة تقليل إنتاج الغدة الدرقية من هذه الهرمونات.

  • تحليل هرمون الحليب

يعتبر البرولاكتين هرمونًا ذا أهمية كبيرة، حيث يلعب دورًا أساسيًا في الجهاز التناسلي، وفي إنتاج حليب الثدي، يوفر تحليل مستويات البرولاكتين معلومات قيمة حول صحتك، وأي مشكلات صحية محتملة.

بالنسبة للنساء، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات البرولاكتين إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، وانخفاض الخصوبة، وحتى ظهور حليب الثدي بشكل غير طبيعي، أما بالنسبة للرجال، فقد ينتج عن خلل في مستويات البرولاكتين مشاكل مثل العجز الجنسي، وانخفاض الرغبة الجنسية، وتضخم الثدي.

يعتبر اختبار البرولاكتين مناسبًا للأفراد الذين يعانون من أعراض، مثل تدفق الحليب غير الطبيعي، أو صعوبة في الحمل، أو اضطرابات جنسية، لذلك، يندرج ضمن التحاليل اللازمة بعد الإجهاض.

  • تحليل البروجسترون

إنه تحليل دم يقيس مستوى هرمون البروجسترون، الذي يعتبر هامًا خلال فترة الحمل، لأنه يهيئ الجسم لاستقبال البويضة المخصبة، في حال حدوث الحمل، يساعد البروجسترون أيضًا على تحفيز الثديين لإنتاج الحليب.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب البروجسترون دورًا في تنظيم الدورة الشهرية، عادةً ما تزداد مستويات هذا الهرمون شهريًا عند حدوث الإباضة، مما يدل على استعداد الجسم للحمل.

وفي حال عدم حدوث الحمل، تنخفض مستويات البروجسترون، مما يؤدي إلى بدء الدورة الشهرية، أما إذا حدث حمل، فإن مستوى البروجسترون يستمر في الارتفاع، حيث يصل أثناء الحمل إلى حوالي عشرة أضعاف مستواه الطبيعي.

رغم أن فحص البروجسترون وحده لا يكفي لتشخيص مشكلة معينة، إلا أنه يمكن أن يكون مفيدًا عند استخدامه مع التحاليل اللازمة بعد الإجهاض.

5. فحص تكسير الحمض النووي للسائل المنوي

يتم إجراء فحص تجزئة الحمض النووي في الحيوانات المنوية لتقييم جودتها، حيث يكشف هذا الفحص عن أي تلف قد يحدث في الحمض النووي، وهي معلومات تُعتبر ضرورية، ولا يمكن الحصول عليها من تحليل السائل المنوي فقط.

تشير الدراسات إلى أن جودة الحمض النووي للحيوانات المنوية تمثل عاملاً مهمًا في تحقيق الحمل. لذلك، أصبح اختبار تجزئة الحمض النووي وسيلة مثلى لفهم خصوبة الرجل بشكل أدق.

يُعتبر الحمض النووي (DNA) رمزًا الحياة، وبالتالي فإن أي تلف يحدث في الحمض النووي للحيوانات المنوية يمكن أن يقلل من فرص الحمل، وإنجاب طفل بصحة جيدة، تشير الأبحاث إلى أن ارتفاع مستويات تجزئة الحمض النووي في الحيوانات المنوية يرتبط بالعقم، وفشل عمليات الإخصاب الصناعي، والإجهاض المبكر.

يمكن إدراح اختبار تجزئة الحمض النووي ضمن التحاليل اللازمة بعد الإجهاض، حيث يكشف عن مشاكل الخصوبة لدى الذكور، والتي قد تُغفل أثناء التحليل التقليدي للسائل المنوي.

6. الفحص الجيني

تعتبر معظم حالات الإجهاض نتيجة لاختلال الصيغة الصبغية، مما يعني أن الجنين يحتوي على عدد غير طبيعي من الكروموسومات، وتُعزى نسبة صغيرة من حالات الإجهاض المتكررة إلى إعادة ترتيب الكروموسومات، وهو ما يُعرف بـ “الانتقال”، حيث يتم نقل قطعة صغيرة من الحمض النووي من كروموسوم إلى آخر، أو من خلال الانقلاب، حيث يتم إدخال قطعة صغيرة من الحمض النووي بترتيب معكوس على الكروموسوم.

تؤدي هذه الفروقات الجينية، التي يمكن أن تظهر لدى الرجل أو المرأة، إلى اختلال توازن الكروموسومات في البويضات أو الحيوانات المنوية، وعندما يحدث الحمل، لا تنمو الأجنة مما يؤدي إلى الإجهاض.

قد يُوصي الطبيب بإجراء فحص النمط النووي لكِ ولشريككِ ضمن التحاليل اللازمة بعد الإجهاض، وهو اختبار دموي يساعد الأطباء في تحديد عدد الكروموسومات وهيكلها الصحيح.

الخلاصة

يعتبر الإجهاض تجربة مؤلمة، لكنه لا يعني انتهاء الأمل، فمن خلال إجراء التحاليل اللازمة بعد الإجهاض، التي تتناول الجوانب الهرمونية والمناعية والوراثية، يمكن التعرف على الأسباب الكامنة وراء المشكلة.

التحاليل اللازمة بعد الإجهاض ليست فقط أدوات تشخيصية، بل هي خطوات مهمة لفهم صحتك ووضع خطة علاجية مناسبة، تذكروا أن التشخيص الصحيح هو أساس العلاج، وهو الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمكم في إنجاب طفل بصحة جيدة.

لا تترددوا في استشارة طبيب متخصص لمناقشة هذه الفحوصات، وبدء رحلة الأمل نحو الحمل الناجح.

المصادر

اذهب إلى الأعلى