العلاج الهرموني لسرطان الثدي: متى يستخدم وما نسب الشفاء؟
هل سمعتِ من قبل عن العلاج الهرموني لسرطان الثدي؟ أنه أحد أنواع العلاجات المُستخدمة ضد أورام الثدي، ولا يقتصر عليها فقط، بل يُمكن أن يُستخدم في أنواع كثير من الأورام المعتمدة على الهرمونات.
وعلى الرغم من شيوع استخدام العلاج الهرموني، إلا أن كثيرًا من المريضات لا يُدركن تمامًا مدى أهميته ودوره في خطة العلاج، ومن هذا المنطلق؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على أن يكون هذا المقال دليل شامل لكل ما تحتاجين معرفته.
وسوف نتعرف في البداية على ماهية العلاج الهرموني لسرطان الثدي، وأنواعه، وتوقيت استخدامه، والفرق بينه وبين الأنواع الآخرى من العلاج، ووصولاً إلى آثاره الجانبية ونسب الشفاء.
ما هو العلاج الهرموني لسرطان الثدي؟
يُعرف العلاج الهرموني لسرطان الثدي بأنه أحد أنواع العلاجات المستخدمة لعلاج أورام الثدي، ولكن ليست كل الأورام، فهو فقط يُستخدم في الحالات التي ينشأ الورم فيها، بسبب هرموني الإستروجين ER والبروجستيرون PR.
وقد تتساءل هل هذه الهرمونات تُحفز نمو الخلايا السرطانية؟ وفي الحقيقة الجواب هو نعم، فعلى الرغم من قلة شيوع سرطان الثدي الهرموني إلا أنه ليس مستحيلاً أن يحدث.
ويستهدف العلاج الهرموني لسرطان الثدي مستقبلات الهرمونات، حيث تستطيع الوصول إلى الخلايا والأنسجة المسيطرة مقارنةً بوسائل العلاج الأخرى، وأشارت الإحصائيات إلى أن هذا النوع من الأورام يحدث لحوالي ثلثي حالات سرطان الثدي
الجدير بالذكر، يُستخدم العلاج الهرموني في علاج كلً من: (سرطان البروستاتا، و سرطان المبيض، الغدة الكظرية، سرطان الرحم)
متى يُستخدم العلاج الهرموني لسرطان الثدي؟
تظن بعض المريضات أن علاج السرطان يُمكن الأختيار بينهم، فإذا كنتِ تُفضلين الكيميائي فهذا الذي يوصي به الطبيب، ولكن في الحقيقة هذا أمر خاطئ، حيث يتم اختيار نوع علاج سرطان الثدي وفقًا لمعطيات التشخيص من:
- حجم الورم.
- مدى انتشاره.
- ونوعه.
ومع تعدد طرق علاج سرطان الثدي، قد تتساءل بعض المريضات أو ذويها عن توقيت بدء العلاج ومدة استمراره، وفي الحقيقة تحديد ذلك يعتمد على مدى استجابة المريضة للعلاج، ولكن هُناك مجموعة من الأساسيات التي يلتزم بها جميع الأطباء مثل:
-
توقيت بدء العلاج الهرموني لسرطان الثدي
قبل أن نتعرف على التوقيت لابد من الإشارة إلى أن الجراحة هي العلاج الأساسي لسرطان الثدي، وبجانبها يتم استخدام مجموعة العلاجات الأخرى التي تُساعد في القضاء على أي خلايا سرطانية قديمة أو جديدة، ومن بينهم العلاج الهرموني الذي يُستخدم في:
-
بعد الجراحة
تُعد طريقة استخدام العلاج الهرموني لسرطان الثدي الأساسية هي بعد الجراحة، ويُعرف حينها باسم (العلاج المُساعد)، والذي يهدف إلى خفض خطر الإصابة مُجددًا بالسرطان، ولكن في حالة كنتِ تخصعين للعلاج الكيميائي بعد الجراحة، فيُفضل أن تبدئي بالعلاج الهرموني فور انتهاء الكيميائي.
أما إذا كنتِ تخضعين للعلاج الإشعاعي، فلا يوجد أي تعارض بينه وبين الهرموني، ويُمكن أن تبدئي بتلقي الأخير معه في نفس الوقت، كما يُمكن البدء فيه بعد الانتهاء من الإشعاعي، ولكن في النهاية توقيت تلقيه تعتمد على تشخيص الطبيب المُعالج.
-
قبل الجراحة
قد يوصي الطبيب المختص بتلقي العلاج الهرموني لسرطان الثدي قبل إجراء الجراحة، وذلك بهدف الحد من حجم الورم الكبير، الذي عادةً ما يتطلب إزالة الثدي بأكمله، ولكن في هذه الحالات قد يقوم الطبيب بإزالة الورم فقط.
ولكن يبقى السؤال الأهم: ماذا يحدث إذا كانت حالتي الصحية لا تسمح بجراحة الثدي؟ والجواب هو أنه في هذه الحالة يوصي الطبيب باستخدام العلاج الهرموني، إذا كان سبب الورم هو مستقبلات الهرمونات.
الجدير بالذكر؛ أن هذه الخطوة لا تُعالج سرطان الثدي بل تُساعد في خفض حجم الورم والسيطرة عليه بعض الشئ، ولكن في حالة عدم استجابة الورم قد يقوم الطبيب المختص بتغيير طريقة العلاج.
-
سرطان الثدي المتقدم
تُعرف هذه الحالة باسم المرحلة الرابعة من سرطان الثدي، وهي المرحلة التي تكون فيها الخلايا السرطانية منتشرة في أجزاء أخرى من الجسم غير الثدي، وعادةً ما يوصي الطبيب بتلقي العلاج الهرموني للسيطرة على الورم.
أنواع العلاج الهرموني لسرطان الثدي؟
تتعدد أنواع العلاج الهرموني لسرطان الثدي، حيث أنه لا يقتصر على نوع واحد، بل يشمل مجموعة كبيرة تختلف في طريقة عملها وفقًا لحالة المريضة، ومرحلة المرض، ومن أبرز هذه الأنواع:
مثبطات الأروماتاز
تُستخدم هذه الأدوية عادةً للسيدات اللاتي انقطع لديهن الطمث، إذ تعمل على تقليل إنتاج هرمون الإستروجين في الجسم، وهو الهرمون الذي يُحفز نمو بعض أنواع أورام الثدي، ومن أشهرها:
- إكسيميستان (Aromasin®).
- ليتروزول (Femara®).
- أناستروزول (Arimidex®).
الجدير بالذكر؛ تُعد الأدوية السابقة من أكثر العلاجات شيوعًا، وفعالية في السيطرة على السرطان الهرموني بعد الجراحة حيث تعمل على منع عودته مُجددًا.
تثبيط عمل المبايض (Ovarian Suppression)
إذا كانت المريضة لم تصل إلى سن اليأس، قد يلجأ الطبيب إلى إيقاف عمل المبايض مؤقتًا، باستخدام أدوية تقلل أو تمنع إنتاج الإستروجين، حيث تُساعد الأدوية التالية على إبطاء نمو الورم عن طريق حرمان الخلايا السرطانية من الهرمون الذي تعتمد عليه في النمو:
- ليوبروليد (Lupron®).
- غوسيريلين (Zoladex®).
مُعدلات مستقبلات الإستروجين الانتقائية (SERMs)
تُعتبر هذه المجموعة من أشهر العلاجات الهرمونية، ومن أبرزها: (تاموكسيفين (Nolvadex®) ورالوكسيفين (Evista®)، حيث تعمل هذه الأدوية من خلال منع هرمون الإستروجين من الارتباط بمستقبلات داخل خلايا الثدي؛ وهو ما يُضعف قدرة الورم على النمو، وغالبًا ما تُستخدم هذه الأدوية قبل أو بعد الجراحة لتقليل فرص عودة المرض.
مُنظّمات مستقبلات الإستروجين (SERDs)
تُستخدم هذه الأدوية عادة في المراحل المتقدمة أو عند عدم استجابة الجسم للعلاجات السابق، حيث أنها تعمل على تثبيط تأثير الإستروجين تمامًا، بل وتُساعد على تدمير المستقبلات التي يعتمد عليها الهرمون داخل الخلايا السرطانية، ومن أبرز أمثلتها:
- فولفسترانت (Faslodex®).
- إيلاسترانت (Orserdu®).
وتؤكد مختبرات دلتا الطبية على أن العلاج الهرموني يختلف من حالة إلى آخري، وفقًا لما يراه الطبيب مُناسب لكل حالة، بناءًا على العُمر ومرحلة انقطاع الطمث، ونوع الورم الهرموني.
الآثار الجانبية للعلاج الهرموني لسرطان الثدي
لا تختلف الآثار الجانبية من العلاج الهرموني لسرطان الثدي عن الأنواع الأخرى من علاجات سرطان الثدي، فمن الطبيعي أن تشعر المريضة ببعض الأعراض المزعجة مثل:
- الغثيان أو الرغبة في القيء في الأيام الأولى من العلاج.
- ألم أو تيبس المفاصل، خاصةً في الصباح أو بعد فترات الراحة الطويلة.
- الإحساس بالتعب العام والارهاق
- زيادة بسيطة في الوزن: بسبب التغيرات الهرمونية أو قلة النشاط.
- انخفاض الرغبة الجنسية أو فقدانها مؤقتًا: نتيجة نقص هرمون الإستروجين.
- الهبات الساخنة والتعرّق الليلي: وهي من الأعراض الشائعة المشابهة لأعراض سن اليأس.
- ألم أو انتفاخ في الثديين: بسبب التغير في مستويات الهرمونات.
ما الفرق بين العلاج الهرموني لسرطان الثدي وطرق العلاج الآخرى؟
يحتوي كل نوع من أنواع السرطان على مجموعة من الخصائص التي تستهدف كل نوع من أنواع سرطان الثدي المختلفة، فهُناك أنواع يُمكن استخدامها في جميع أنواع سرطان الثدي، بينما هُ،اك أنواع آخري لا يُمكن استخدامها معهم.
وفيما يلي نوضح الفروق الجوهرية بين كل نوع من أنواع علاج أورام الثدي:
العلاج الهرموني
- آلية العمل: يوقف تأثير الهرمونات الأنثوية (الإستروجين والبروجستيرون) التي تُحفز نمو الخلايا السرطانية، مما يُبطئ نمو الورم، أو يمنع عودته بعد العلاج.
- مدة العلاج: طويلة نسبيًا، تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات حسب حالة المريضة واستجابة الجسم.
- شدة الأعراض الجانبية: خفيفة إلى متوسطة.
- يُستخدم في: الأورام التي تُظهر مستقبلات هرمونية إيجابية (ER/PR+).
العلاج الكيماوي
- آلية العمل: يعتمد على أدوية قوية تقتل الخلايا السرطانية أو تمنعها من الانقسام، لكنه يؤثر أيضًا على بعض الخلايا السليمة.
- مدة العلاج: عادةً ما يُعطى في دورات علاجية متتابعة تمتد من 3 إلى 6 أشهر حسب الحالة.
- شدة الأعراض الجانبية: عالية نسبيًا، مثل: (الغثيان، تساقط الشعر، ضعف المناعة، فقدان الشهية، والتعب العام).
- يُستخدم في: المراحل المتقدمة أو الأورام سريعة النمو، أو بعد الجراحة لمنع عودة الورم.
العلاج الإشعاعي
- آلية العمل: يعتمد على أشعة عالية الطاقة تُوجه إلى المنطقة المصابة؛ لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة.
- مدة العلاج: من 3 إلى 6 أسابيع تقريبًا، بمعدل جلسة واحدة يوميًا خمسة أيام في الأسبوع.
- شدة الأعراض الجانبية: متوسطة، تشمل: (احمرار الجلد في منطقة العلاج، الإرهاق، وتغيرات بسيطة في شكل الجلد).
- يُستخدم في: الحالات التي تمت إزالة الورم فيها جراحيًا، لضمان القضاء على أي خلايا متبقية.
العلاج الموجه (Targeted Therapy)
- آلية العمل: يُهاجم جزيئات محددة داخل الخلايا السرطانية دون التأثير الكبير على الخلايا السليمة، مثل: (علاج HER2 الموجّه).
- مدة العلاج: تختلف حسب نوع الدواء، وغالبًا ما تستمر من عدة أشهر إلى عام كامل.
- شدة الأعراض الجانبية: أقل من الكيماوي، وقد تشمل: (الإرهاق، ارتفاع ضغط الدم، أو مشاكل في القلب لدى بعض الحالات).
- يُستخدم في: الحالات التي تحتوي خلاياها على مستقبلات HER2 الإيجابية.
العلاج المناعي (Immunotherapy)
- آلية العمل: يُحفّز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية، والتعرف عليها بشكل أدق.
- مدة العلاج: تختلف حسب استجابة الجسم، وغالبًا تُستخدم لفترات طويلة أو بشكل متقطع.
- شدة الأعراض الجانبية: متوسطة، مثل: (الحمى، الطفح الجلدي، الإسهال، أو التعب العام).
- يُستخدم في: بعض حالات سرطان الثدي الثلاثي السلبي أو الحالات المتقدمة.
ما هي نسبة الشفاء من سرطان الثدي الهرموني؟
تختلف نسب الشفاء من سرطان الثدي الهرموني، حيث لا يوجد حتى الآن نسبة محددة للشفاء، ولكن أثبتت الأبحاث أن العلاج الهرموني يُساعد في الحد من عودة الإصابة بسرطان الثدي من جديد؛ مما يُمكنهم من العيش لفترة أطول.
في الختام؛ يتضح لنا أن العلاج الهرموني لسرطان الثدي يتميز بأنه أقل حدة، ويُستخدم للسيطرة على السرطان الثدي الهرموني على المدى الطويل، بينما العلاجات الأخرى (الكيماوي، الإشعاعي، الموجّه، المناعي) تُستخدم لقتل الخلايا مباشرة أو منع انتشارها، وغالبًا ما تُعطى لفترات أقصر ضمن خطة علاجية متكاملة.
المصادر
hormone therapy for breast cancer








