كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟ دليل شامل في 3 نقاط
إن العناية بشخص عزيز يعاني من الزهايمر، أو الخرف هي رحلة مليئة بالعواطف ومعقدة بعمق، تتطلب هذه المسيرة تنسيقًا بين المعرفة العملية والصبر العاطفي، فضلاً عن القدرة على التكيف مع التغيرات المستمرة في سلوك المريض.
يقدم هذا المقال الشامل مجموعة من النصائح، والاستراتيجيات القيمة لمساعدتك في تقديم أفضل رعاية ممكنة، بدءًا من اللحظة التي تتسلل فيها شكوكك، وصولًا إلى مواجهة التحديات اليومية بعد مرحلة التشخيص، تابع لتعرف كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟
أولًا: مرحلة ما قبل تشخيص مريض الزهايمر
ماذا تفعل إذا كنت تشك في أن أحد والديك قد يكون مريض الزهايمر أو الخرف؟ يمكن أن يكون من المحبط الشك في ظهور أعراض مرض الزهايمر، أو الخرف لدى أحد الوالدين، عند ملاحظتك لأي علامات غير طبيعية، من الضروري أن تتخذ خطوات إيجابية، وتبحث عن معلومات موثوقة على الفور لضمان حصول الوالد المتأثر على العلاج الملائم بسرعة.
إذا كنت غير متأكد من الإجراءات التي يجب اتخاذها، فقد أعددنا لك قائمة من 7 خطوات تساعدك على الاستعداد لتقديم الدعم لأحد والديك للحصول على تشخيص دقيق، وخطة علاج مستدامة في المستقبل.
1. تعرف على أعراض الخرف المبكر والزهايمر الخفيف
من الضروري تشخيص مرض الزهايمر والخرف في مرحلة مبكرة، حيث تؤثر هذه الأمراض بشكل كبير على الحياة، إليك بعض العلامات التي قد تشير إلى ذلك:
- فقدان الذاكرة القصيرة المدى الذي يؤثر على الأنشطة اليومية.
- تغييرات ملحوظة في السلوك أو الشخصية.
- صعوبة في التركيز، أو نقص الانتباه أثناء الحديث.
- صعوبة في إيجاد الكلمات أو إنهاء الجمل.
- انخفاض القدرة على القيام بالمهام اليومية المعتادة.
2. احتفظ بسجل مكتوب للأعراض
كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟ عندما تلاحظ أن كبار السن (الوالدان) يظهران أعراضًا مشابهة لأعراض الخرف، قم بتدوين ملاحظاتك مع توضيح التاريخ والوقت، الهدف من ذلك ليس تقديمه لهما، بل لإنشاء سجل قد يكون مفيدًا لطبيبهما فيما بعد.
3. تحدث مع أفراد الأسرة الآخرين
إذا كان لديك أشقاء، أو أفراد آخرون من عائلتك على تواصل مستمر مع والديك، فلا تتردد في مشاركة مخاوفك معهم بصراحة، فمن المحتمل أن يكونوا قد لاحظوا نفس الأمور، أو لديهم أفكار وملاحظات إضافية يجب أخذها في الاعتبار.
4. تجنب تشخيص الأعراض بنفسك
تذكر أن الطبيب هو الشخص الوحيد القادر على إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد السبب وراء مرض والدك. لذلك، من المهم تشجيعه على زيارة الطبيب في أقرب فرصة عند ملاحظتك لأي مشكلة، بدلاً من محاولة حلها بمفردك.
5. شجع كبار السن على زيارة الطبيب
كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟ الخطوة الأولى هي إقناعهم بزيارة الطبيب، قد تكون هذه المحادثة صعبة، لذا يجب عليك التعامل مع الموضوع بطريقة استراتيجية، يمكنك الإشارة إلى الأعراض التي لاحظتها، أو اقتراح زيارة الطبيب لأسباب أخرى، مثل فحص ضغط الدم أو إجراء فحص شامل للجسم.
6. مساندة كبار السن
قد يصعب عليك تقييم حالة والدك بدقة، لكن يمكنك أن تكون متواجدًا بجانبه، وتقدم له جميع أشكال الدعم التي يحتاجها، كما يمكنك مساعدته في تحديد موعد مع الطبيب، أو إعداد قائمة بالأسئلة التي يحتاج إلى طرحها، أو مرافقته إلى الموعد.
7. اهتم بنفسك
يعد التوتر رد فعل طبيعي، وصحي عندما يمرض شخص مقرب منك حتى لو كنت المسؤول الرئيسي عن رعايته، يجب عليك أن تخصص وقتًا للعناية بنفسك، و ممارسة الرياضة بشكل يومي، والتركيز على تناول غذاء صحي.
ثانيًا: كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن في مرحلة التحديات اليومية؟
إن الاعتناء بشخص عزيز يعاني من الخرف قد يكون تحديًا صعبًا، لكن يصبح الأمر أسهل عندما تكون لديك المعرفة والدعم المناسبين، إليك بعض النصائح العملية التي ستساعدك على التكيف مع التغيرات التي يمر بها أحباؤك بعد التشخيص، وإجابة لـ كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟
1. تكييف البيئة المنزلية لزيادة الأمان
مع تقدم المرض، يواجه الأفراد المصابون بالخرف صعوبات في الحركة، مما يزيد من خطر السقوط. لذلك، يُستحسن تعديل البيئة المنزلية كما يلي:
- الإضاءة الجيدة: تأكد من أن جميع الغرف مضاءة بشكل جيد.
- إزالة العوائق: تخلص من السجاد الفضفاض، أو أي أشياء قد تسبب التعثر.
- الحمام الآمن: قم بتركيب مقابض مساعدة في الحمام واستخدم بساطًا مانعًا للانزلاق.
2. فهم مراحل الزهايمر السبعة
من المهم أن تتعرف على تفاصيل المرض ومراحله المختلفة، فمعرفة ما يمكن توقعه في كل مرحلة تساعدك على اتخاذ قرارات أفضل بشأن الرعاية. يمكنك التواصل مع جمعية الزهايمر المحلية للحصول على معلومات ودعم، تذكر أن احتياجات المريض تتغير من المرحلة المبكرة، التي قد تظهر فيها بعض حالات النسيان الطفيف، إلى المراحل المتقدمة حيث قد يتطلب رعاية متخصصة.
3. طلب الدعم ومواجهة التوتر
رعاية شخص مصاب بالخرف قد تؤدي إلى ضغط وقلق كبيرين، لا تتردد في السعي للحصول على المساعدة:
- تواصل مع الأهل والأصدقاء: لا تتحمل المسؤولية وحدك، واطلب منهم المساعدة في الأعمال اليومية.
- انضم إلى مجموعات الدعم: التحدث مع أشخاص يواجهون تجارب مشابهة يمكن أن يخفف من شعورك بالوحدة، ويوفر لك استراتيجيات جديدة للتعامل.
- اعتنِ بصحتك النفسية: خصص وقتًا لنفسك وتجنب الإرهاق، كما أن ممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم يعتبران أمرين مهمين للحفاظ على طاقتك.
4. منع التجول والحرص على الأمان
قد يميل مرضى الخرف إلى التجول بعيدًا عن المنزل يمكنك اتخاذ بعض التدابير الوقائية:
- أجهزة الاستشعار: قم بتركيب أجهزة استشعار عند الأبواب لتنبيهك إذا حاول المريض المغادرة.
- الأقفال الإضافية: استخدم أقفالًا يصعب على المريض فتحها.
- برامج الحماية: قم بتسجيل المريض في برامج تحديد الهوية مثل “برنامج العودة الآمنة”، لضمان عودته إلى المنزل في حال فقدان الطريق.
5. المساعدة في مواجهة الاكتئاب والقلق
كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟ تعد مشاعر القلق والاكتئاب شائعة بين مرضى الخرف، حيث يمكن مساعدتهم من خلال:
- التحدث بصراحة: شجعهم على التعبير عن مشاعرهم، وابدأ أنت المناقشة.
- النشاط البدني: حفزهم على ممارسة التمارين بشكل منتظم، حيث تساهم في تحسين المزاج.
- التواصل مع الطبيب: استشر طبيبًا مختصًا لمناقشة الأعراض، فقد يقترح أدوية مناسبة.
6. تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات
يعاني مريض الخرف او مريض الزهايمر غالبًا من فقدان الثقة، ويمكنك تعزيز احترامهم لذاتهم من خلال:
- تقديم الثناء المستمر: امتدحهم بانتظام، وقدم الدعم في الأوقات التي يشكون فيها من قدراتهم.
- تجنب السخرية: كن حذرًا في حديثك، وتجنب التعليقات الساخرة التي قد تؤثر سلبًا عليهم، حتى لو كانت على سبيل المزاح.
- الحفاظ على العلاقات الاجتماعية: ساعدهم على التواصل مع الأصدقاء والعائلة لتفادي الشعور بالوحدة والعزلة.
ثالثًا؛ مهارات التواصل والتعامل مع السلوكيات الصعبة
إن فهم كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟ يبدأ بإتقان فن التواصل معهم، لا نأتي إلى الحياة ولدينا القدرة على التواصل مع الأشخاص المصابين بالخرف، لكن يمكننا اكتساب هذه المهارة، إن تطوير مهاراتك في التواصل سوف يساهم في تقليل ضغوط الرعاية، ومن المحتمل أن يعزز علاقتك مع أحبائك.
10 نصائح لتعزيز التواصل الإيجابي مع مريض الزهايمر
- أبقَ هادئًا وصبورًا، فالصبر فضيلة تعكس إنسانيتك.
- اختصر في الكلمات، وابتكر جملًا قصيرة يسهل استيعابها.
- حافظ على تواصل بصري قوي، واستخدم لغة جسد دافئة، كالإمساك بالأيدي والابتسامة التي تضيء الوجوه.
- ابتعد عن الجدال أو التصحيح، فالصمت أحيانًا يكون أبلغ من الكلام.
- اطرح سؤالاً واحدًا في كل مرة، وامنح المريض الوقت الكافي ليعبر عن نفسه.
- استخدم لغة مليئة بالتفاؤل والطمأنينة، فالكلمات قادرة على شفاء الروح.
- قلل من عوامل التشتيت في البيئة المحيطة، لتساعده على التركيز.
- خصص وقتًا كافيًا للردود، وتحدث ببطء ووضوح كأنك ترسم الكلمات في الهواء.
- ركز على المشاعر أكثر من الحقائق، فالمشاعر تدوم بينما الحقائق تتلاشى.
- قدم له خيارات بسيطة، مثل “هل تفضل تناول التفاح أم الموز؟”، لتمنحه شعورًا بالتحكم.
كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن في السلوكيات المزعجة؟
تُعد التغيرات الشخصية والسلوكية من أبرز التحديات، التي يواجهها المرء في رعاية شخص يعاني من الخرف او مريض الزهايمر، ولتسهيل هذه المهمة، يجب عليك أن تأخذ في اعتبارك بعض المبادئ الأساسية:
- لا يمكننا تحويل الشخص، بل يمكننا تعديل سلوكنا.
- استشر طبيبك أولاً.
- تذكر أن لكل سلوك هدفًا، حاول أن تفهم الدافع الذي يسعى الشخص لإشباعه من خلال تصرفاته.
- السلوك مُحفَّز، لذا تجنب الأنماط التي تؤدي إلى ظهوره.
إليك لمحة شاملة عن أبرز السلوكيات، التي قد تظهر مع بعض الاقتراحات للتعامل معها بفعالية:
- التجول: احرص على تخصيص وقت منتظم لممارسة التمارين الرياضية، وفكر في تركيب أقفال جديدة، أو أجهزة تتبع لتعزيز الأمان.
- سلس البول: مريض الزهايمر والبراز مشكلة سلس البول، قم بتحديد روتين لاستخدام المرحاض كل ساعتين، واختر ملابس يسهل خلعها لتسهيل الأمور.
- التحريض: حاول تقليل الضوضاء المحيطة، وتمسك بروتينك اليومي، وابذل جهدًا لتوجيه الانتباه نحو أنشطة هادئة.
- الكلام أو الأفعال المتكررة: قدّم قدرًا وفيرًا من الطمأنينة والراحة، وابتعد عن تذكير الشخص بتلك التكرارات.
- جنون العظمة: تجنب الجدال وبدلاً من ذلك، اعتمد على أسلوب الطمأنة لتخفيف القلق.
- الأرق أو ظاهرة غروب الشمس: زِد من أنشطتك اليومية، وتجنب الخمول والقيلولة، واحرص على توفير إضاءة جيدة لتعزيز الصحة.
- مشاكل الأكل والاستحمام: طريقة التعامل مع مريض الزهايمر إذا رفض الأكل، حافظ على روتين يومي منظم، وقدم المساعدة فقط عند الحاجة، واجعل التجربة مريحة ومطمئنة.
الخلاصة
في نهاية المطاف، تمثل رحلة العناية بمريض الزهايمر طريقًا مليئًا بالتحديات التي قد تبدو شاقة، لكنها ليست مُستحيلة، لقد ذكرنا سابقًا جميع الأدوات والمعارف الضرورية لتتعرف على كيف اتعامل مع مريض الزهايمر كبار السن؟ في مختلف مراحله. تذكر أن كل خطوة تخطوها، وكل لحظة صبر، وكل كلمة حنان، تساهم في إضاءة عالم من تحب، لا تقلل أبدًا من قيمة دورك، فمن خلال دمج المعرفة بالحب، يمكنك أن تكون مصدر الأمان والاستقرار الحقيقي في حياتهم، مع الحفاظ على قوتك وصحتك النفسية، لأن هذه الرحلة هي شهادة على قوة الروابط الإنسانية.
