فحص الماموجرام: هل هو إجراء وقائي أم تشخيصي لسرطان الثدي؟

هل سمعتِ من قبل عن فحص الماموجرام؟ أنه أحد أهم أنواع الأشعة التي تُستخدم للتعرف على صورة الثدي من الداخل، ولا يقتصر دوره على كونه أداة لتشخيص سرطان الثدي عند الإصابة، بل يُعد أيضًا إجراء طبيًا وقائيًا، يوصى بالقيام به للاطمئنان على صحة الثدي وخلوه من أي أورام أو تغيّرات غير طبيعية.

وعلى الرغم من شيوع استخدام أشعة الماموجرام، خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنها لا تزال إجراءًا طبيًا مجهولاً لدى الكثيرون، لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على أن يكون هذا المقال دليل شامل لهذا الفحص للتعرف علة ماهيته وأهميته، وطريقة إجراءه، وأضراره وسعره ومدة ظهور النتيجة.

ما هو فحص الماموجرام؟

يُعرف فحص الماموجرام Mammogram، بأنه فحص تصويري يتم إجراءه عن طريق توجيه الأشعة السينية على الثدي، بكميات قليلة، للكشف عن وجود أي تغيرات في أنسجته، حيث يتميز هذا الفحص بقدرته على اكتشاف الورم قبل ظهور أو علامات لسرطان الثدي.

وقد يُطلق على هذا الفحص في بعض الأحيان اسم (تصوير الثدي الشعاعي، أو أشعة الماموجرام)، فتعدد المُسميات لا يُغير أي شئ في دوره الطبي المُتميز، حيث أنه يستطيع اكتشاف سرطان الثدي قبل ظهوره بـ3 سنوات.

ما الفرق بين الماموجرام والسونار؟

قدمت التطورات الطبية مجموعة كبيرة من الفحوصات التصويرية التي لا غنى عنها، مما وضع البعض في حيرة بين هذه الأنواع والمُسميات، حيث قد يعتقد البعض أن فحص الماموجرام هو نفس أشعة السونار، ولكن في الحقيقة هذا الأمر خاطئ، وفيما يلي نتعرف على الفرق بينهم:

سونار الثدي (الموجات الصوتية)

يُعد سونار الثدي فحصًا تصويرًا آمنًا وغير مؤلمًا، حيث يعتمد على الموجات الصوتية بدلًا من الأشعة، ويُستخدم لتصوير الأنسجة الداخلية للثدي بوضوح.

وقد تتساءلين: ما الذي يميزه؟ والجواب هو أنه غالبًا ما يُنصح به للنساء اللاتي يتمتعن بثدي كثيف، أو لتحديد طبيعة أي كتلة ظهرت في الفحوصات الأخرى، سواء كانت كيسة مملوءة بالسوائل أو كتلة صلبة.

مميزاته:

  • لا يحتوي على أي نوع من الإشعاع، لذا فهو آمن تمامًا.
  • يُستخدم عادةً لتكملة فحص الماموجرام وليس بديلاً عنه.
  • يساعد الطبيب على تحديد حجم الورم وموقعه بدقة.

 فحص الماموجرام

أما فحص الماموجرام، فهو الأشهر والأكثر اعتمادًا في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ويعتمد على الأشعة السينية التي تُظهر صورة دقيقة لبنية الثدي، حيث يعطي صورًا ثنائية أو ثلاثية الأبعاد.

ويُساعد هذا الفحص في اكتشاف التكلسات الصغيرة أو الكتل غير المحسوسة، وهي علامات مبكرة قد تشير إلى وجود أورام خبيثة، وتكمن أهميته في الآتي:

  • يكشف التغيرات الدقيقة التي لا يمكن ملاحظتها بالفحص الذاتي أو السريري. 
  • يُوصى بإجرائه دوريًا بعد سن الأربعين.

متى يجب عمل فحص الماموجرام؟

تنقسم الإجابة على هذا السؤال إلى جزئين، وهما:

    • إذا كان الهدف وقائيًا: فينصح بإجراءه سنويًا للنساء في عمر 40 عامًا.
  • إذا كان الهدف تشخيصيًا: فيعتمد ذلك على قرار الطبيب المختص وفقًا للحالة، فقد يوصى بإجراه أو بإجراء غيره من الفحوصات التصويرية.

ولكن إذا كان الهدف من السؤال هو معرفة توقيت الإجراء، فيجب عدم الإقدام على إجراء فحص الماموجرام، إلا بعد أنتهاء الدورة الشهرية، بأسبوع أو أسبوعين، حيث أن قبل هذه المدة قد يكون الثدي في غير طبيعته نتيجة تغير الهرمونات في هذه الفترة.

كيف أعرف أنني مُصابة بسرطان الثدي في المنزل؟

يُعد سرطان الثدي ثاني أنواع السرطانات انتشارًا حول العالم، حيث تبلغ نسبة الإصابة به سنويُا 25% حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، ورغم ذلك؛ لا تعرف الكثير من النساء أعراض سرطان الثدي التي تتطلب المراجعة الطبية، والتي تتمثل في الآتي:

  • ظهور كتلة أو تصلب داخل الثدي: إذا لاحظتِ وجود كتلة صغيرة أو منطقة أكثر صلابة من باقي الأنسجة، حتى وإن لم يصاحبها ألم، فهذه العلامة تُعد الأكثر شيوعًا بين المصابات بسرطان الثدي.
  • تغير في حجم أو شكل الثدي: قد يزداد حجم أحد الثديين أو يبدو منتفخًا دون سبب واضح، كما قد يتغيّر شكله الخارجي قليلًا، مثل ميله أو ارتفاعه عن المعتاد.
  • تغيرات في الحلمة: مثل: (انكماش الحلمة للداخل فجأة، أو تغيّر اتجاهها، أو خروج إفرازات شفافة أو دموية منها دون وجود حمل أو رضاعة)، فجميعها من العلامات اللافتة التي يجب الانتباه لها
  • احمرار أو تقشر في الجلد المحيط بالحلمة: في بعض الحالات، قد يبدو الجلد جافًا أو متشققًا أو متهيجًا، وقد يُظن أنه مجرد التهاب بسيط، لكنه أحيانًا يكون دلالة على تغيّر داخلي في أنسجة الثدي.
  • تورم جزئي أو كلي في الثدي: قد يحدث امتلاء أو ثقل في أحد الثديين أو كليهما، خاصةً إذا لم يكن مرتبطًا بفترة الدورة الشهرية أو بتغيرات هرمونية.
  • تهيج أو حكة مستمرة: الإحساس الدائم بالحكة أو احمرار الجلد من دون سبب واضح من العلامات التي تستحق الملاحظة.
  • تورم في الغدد الليمفاوية أسفل الإبط: وجود انتفاخ بسيط في هذه المنطقة قد يكون استجابة من الجسم، لأي تغيرات غير طبيعية في خلايا الثدي.
  • ألم متكرر أو غير مبرر في الثدي أو الحلمة: رغم أن الألم ليس العرض الأول دائمًا، فإن استمراره أو تكراره في جهة واحدة يستوجب الفحص الطبي للاطمئنان.

الجدير بالذكر، ليس بالضروري أن تظهر هذه العلامات بشكل جماعي، كما أنه لابد من التأكيد على أن الأمر يختلف من امرآة إلى آخرى، فإذا لاحظتي أي علامة من العلامات السابقة فقومي باستشارة الطبيب المختص فورًا.

كيف يتم فحص الماموجرام؟

قد تشعر الكثير من النساء بحالة من الخوف والقلق، قبل الخضوع لفحص الماموجرام، ولكن في الحقيقة هو إجراء طبي بسيط، يتم من خلال الخطوات التالية:

  • ارتدي روب مخصص لفحص الأشعة لتسهيل إجراء الفحص.
  • أزيلي أي مجوهرات من الرقبة أو الصدر قبل البدء.
  • سيطلب منكِ الوقوف أمام جهاز الماموجرام، حيث توجد لوحة مسطحة لالتقاط الصورة.
  • تُوضع لوحة ثانية لتثبيت الثدي برفق، مما يساعد على الحصول على صور دقيقة للأنسجة.
  • أثناء التصوير، سيُطلب منك حبس أنفاسك لبضع ثوانٍ لتجنب أي تشويش في الصورة.
  • يتم التقاط صور إضافية من زوايا مختلفة لضمان فحص شامل لكل جزء من الثدي.

نتائج فحص الماموجرام

  • نتيجة طبيعية: تعني سلامة الثدي من الأورام. 
  • كتلة محددة وواضحة: إذا كانت حوافها منتظمة وخالية من التكلسات، فعادة ما تشير إلى أنه ورم حميد لا يشكل خطورة.
  • كتلة غير منتظمة: إذا كانت ذات حدود غير واضحة أو مصحوبة بتكلسات، فربما تكون خبيثة.

الجدير بالذكر أنه إذا أثبتت النتيجة وجود كتلة في الثدي، فعادةً ما يقوم الطبيب المختص بطلب إجراء المزيد من الفحوصات للتعرف على نوع الورم.

هل الفحص الذاتي للثدي يكفي عن فحص الماموجرام؟

يلعب كلً من الفحص الذاتي للثدي وفحص الماموجرام دورًا تشخيصيًا بارزا لسرطان الثدي، ولكن الجواب على ذلك يعتمد على سبب الإجراء:

  • يُمكن أن يغني فحص الثدي الذاتي عن الماموجرام إذا كنتِ تقومين به بهدف الكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في الثدي.
  • ولكن إذا كان لديك بالفعل اي علامة من علامات سرطان الثدي، فلا يُمكن أن يُغني الفحص الذاتي عن الماموجرام.

الجدير بالذكر، على الرغم من أهمية ودور الفحص الذاتي في الكشف عن سرطان الثدي، إلا أننا ننصح بإجراء أشعة الماموجرام كإجراء طبي وقائي، نظرًا لما توفره من دقة أكبر من الفحص الذاتي.

 أضرار أشعة الماموجرام

تفوق مميزات الماموجرام أي مخاطر محتملة، فهي تتميز بأنها آمنة تمامًا، ولا تتسبب في اي مخاطر صحية خلال أو بعد إجراءها، ولكن قد تشعرين ببعض الآلم البسيطة نتيجة ضغط جهاز الفحص، وعادةً ما يزول الآلم فور الإنتهاء.

متى تظهر نتيجة فحص الماموجرام؟

تختلف مدة ظهور نتيجة الماموجرام، حيث يعتمد ذلك على المكان الذي يتم إجراء الفحص به، فبعض الاماكن قد توفر النتيجة في غضون يومًا واحدًا من الإجراء، بينما أماكن آخرى تتطلب الانتظار لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين للتعرف على النتيجة.

اسئلة شائعة عن فحص الماموجرام

يثير سرطان الثدي والفحوصات التشخيصية المتعلقة به مثل الماموجرام، الكثير من التساؤلات في أذهان النساء، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية على جمع ابرز هذه التساؤلات والرد عليها فيما يلي من قبل فريقنا الطبي:

هل الماموجرام يسبب السرطان؟

  • لم يثبت طبيًا حتى الآن وجود أي علاقة بين الماموجرام والسرطان، ولكن ينصح بعد التعرض المتكرر للأشعة السينة، لما قد تُسببه من بعض الأضرار.

 هل يؤثر حجم الثدي على دقة الفحص؟

  • نعم،  قد يتسبب الثدي الكثيف، في صعوبة اكتشاف الأورام من خلال الماموجرام، وقد يقترح الطبيب دمجه مع السونار للحصول على صورة دقيقة لحالة الثدي.

هل الماموجرام يحدد نوع الورم؟

  • لا؛ فهو فقط يستخدم للتشخيص ولكن لتحديد نوع الورم عادةً ما يتتطلب الأمر أخذ خزعة من الثدي، إذا كانت صور الماموجرام تُشير إلى الورم الخبيث حيث يتسم ببعض الأشياء التي تجعل الطبيب يقترب من التعرف على نوعه.

في الختام، تؤكد مختبرات دلتا الطبية على أن فحص الماموجرام ليس مجرد إجراء طبي، بل هو خط الدفاع الأول لسلامة الثدي وكشف أي تغيرات مُبكرًا قبل أن تتحول لمخاطر أكبر.

فلا تنتظري ظهور الأعراض، فوعي اليوم هو صحة مستقبلك، فاختاري الفحص المبكر، وكوني دائمًا على يقين بأن كل خطوة صغيرة نحو الكشف المبكر تصنع فرقًا كبيرًا في حياتك.

المصادر

فحص سرطان الثدي

أشعة الماموغرام

أشعة الماموجرام للثدي | Mammogram

اذهب إلى الأعلى