علامات التوحد المبكرة: دليل الأباء الشامل لأهم المؤشرات
منذُ اليوم الأول من الولادة؛ يمر الأطفال بمجموعة من التغيرات السريعة سواء على الجانب الصحي أو الاجتماعي، كما يُصاحبها تغير في المظهر، وعلى الرغم من أن معظم هذه التغيرات تُعد طبيعية، إلا أنها قد تكون أحد العلامات التي تتطلب الانتباه ومراجعة الطبيب المختص، مثل علامات التوحد المبكرة.
وقد يعتبر الأباء علامات التوحد، سلوكيات وتغيرات طبيعية، دون الأنتباه إلى أنها قد تكون غير طبيعية، لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية على أن يكون هذا المقال دليل شامل لكل ما تحتاجون إلى معرفته بشأن تعريف التوحد وأعراضه والفرق بينه وبين اضطراب طيف التوحد وغيرها من معلومات.
ما المقصود بالتوحد؟
قبل أن نتعرف على علامات التوحد المبكرة، لابد من أن نوضح أولاً ماهية هذا الاضطراب النمائي الذي يُعد أكثر شيوعًا وينتج عن خلل في الآلية العصبية في الدماغ عند الطفل؛ مما ينتج عنه صعوبة في التواصل الإجتماعي، إلى جانب عددًا من السلوكيات غير الطبيعية، وجميعهم يؤثر على المهارات العقلية لدى الطفل.
وقد يجد الآباء أنفسهم في حيرة بشأن تعدد مُسيمات التوحد، مثل: اضطراب طيف التوحد، ولكن في الحقيقة كلاهما وجهان لنفس الاضطراب العصبي، الفرق يكمن في أن التوحد مُصطلحًا قديمًا عندما كان العلماء يقسمونه إلى 4 أنواع تتمثل في الآتي:
- متلازمة أسبرجر.
- اضطراب التوحد الكلاسيكي.
- اضطراب الطفولة التحللي.
- الاضطراب النمائي الشامل غير المحدد.
ولكن مع التطورات الطبية خلال السنوات الآخيرة الماضية، تم استحداث مصطلح اضطراب طيف التوحد ASD، والذي قام العلماء خلاله بتقسيم التوحد إلى مستويات حسب شدة الأعراض وهي كالآتي:
- المستوى الأول (التوحد الخفيف): في هذا المستوى يكون الطفل قادرًا على الآتي:
- الكلام والتعبير عن احتياجاته.
- قد يواجه صعوبة في بدء الحديث مع الآخرين أو مواصلته لفترة طويلة.
- لا ينتبه بسهولة إلى تعابير الوجه أو نبرة الصوت أثناء التواصل.
- المستوى الثاني (التوحد المتوسط): يستطيع الطفل أن يقوم بالآتي:
- التحدث باستخدام جمل قصيرة أو كلمات محدودة.
- وقد يُكرر بعض العبارات نفسها أكثر من مرة.
- غالبًا ما تظهر لديه سلوكيات متكررة أو روتينية ملحوظة.
- المستوى الثالث (التوحد الشديد): يُعد هذا المستوى الأكثر حدة، حيث يكون خلاله الطفل:
- يعاني من ضعف واضح في التواصل.
- لا يتمكن من الكلام إطلاقًا.
- استجابته للتفاعل مع الآخرين تكون محدودة جدًا.
- صعوبة في التعبير عن احتياجاته أو مشاعره.
وعلى الرغم من طفل التوحد يواجه عدد من التغيرات الاجتماعية أو السلوكية، إلا أن يتمتع بالعديد من المُميزات مثل:
- يتميزون بالثقة والجرأة عند التحدث أمام عدد كبير من الأشخاص.
- لديهم إحساس واضح بالتمييز بين الصواب والخطأ في تصرفاتهم.
- يعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم بصدق ووضوح.
- يمتلكون قدرة عالية على التركيز والانتباه لفترات طويلة.
متى تبدأ علامات التوحد المبكرة في الظهور؟
لا يوجد توقيت مُحدد يجب أن تكون فيه علامات التوحد المبكرة ظاهرة، فالأمر يعتمد على عدة عوامل مثل:
- مستوى التوحد.
- طبعية نمو الطفل.
- مدى تفاعله مع البيئة المحيطة.
ولكن يُمكن القول بوجه عام أن العلامات الأولية يُمكن مُلاحظتها من عمر 18 شهر وحتى 24 شهر، وفي بعض الحالات يُمكن ملاحظتها في عمر 3 سنوات.
كيف أعرف أن أبني مُصاب بالتوحد؟
قد تبدو بعض التصرفات اليومية التي عادية في نظر الأسرة، مثل: (تجاهل النداء أو اللعب بمفرده لفترات طويلة)، من العلامات التي تستدعي الانتباه.
فالتوحد ليس مرضًا مفاجئًا، بل حالة نمائية تبدأ ملامحها في الظهور تدريجيًا خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، ولكن هذا لا يعني أن مظهر الطفل يكون مختلفًا عن غيره، فهذا خطأ؛ حيث ان طفل التوحد تكون ملامحة طبيعية تمامًا وقد يكون المختلف في مظهر سلوكياته ومهارات التواصل لديه فقط.
وقد تختلف علامات التوحد المبكرة من طفل إلى آخر، ولكن هُناك مجموعة من العلامات الأولية التي يُمكن ملاحظتها على الطفل، وتتمثل في الآتي:
-
علامات مرتبطة بالبصر والتفاعل البصري:
- ضعف التواصل البصري أو تجنبه تمامًا أثناء الحديث.
- عدم الابتسامة إلى الآخرين.
- عدم الانتباه إلى الإيماءات.
- الحساسية تجاه الضوء.
- علامات مرتبطة بالإدراك والتفاعل الحسي:
- عدم الاستجابة عند مناداة الطفل باسمه.
- الحساسية تجاه الأصوات.
- مقاومة العناق أو الحمل.
- الرغبة في العزلة واللعب بمفرده.
- علامات مرتبطة بالتواصل والكلام:
- تأخر في الكلام أو محدودية القدرة على تكوين الكلمات.
- التحدث بطريقة غير معتادة مثل نغمة آلية أو إيقاع غريب.
- تكرار كلمات أو أصوات دون سياق واضح.
أهم علامات التوحد المبكرة عند الأطفال
هل تعتقد أن علامات التوحد المبكرة تقتصر فقط على العلامات السابقة؟ فإذا كانت إجابتك نعم فأنت مخطئ، حيث أن أعراض التوحد تتجاوز مع سابق وتشمل أعراض اجتماعية وسلوكية تتمثل في الآتي:
-
علامات التوحد المبكرة عند الأطفال المتعلقة بالسلوك
- إيذاء النفس: مثل: (العض أو ضرب الرأس)، حيث يقوم الطفل بإيذاء نفسه بطرق مؤلمة.
- تكرار الحركات: مثل: (التأرجح أو الدوران أو رفرفة اليدين)، حيث يكرر الطفل حركات معينة بشكل مستمر.
- التركيز على التفاصيل: التركيز على تفاصيل صغيرة وغير أساسية، مثل عجلات السيارة بدلًا من السيارة نفسها.
- الحساسية المفرطة: تجاه الأصوات أو الأضواء أو اللمس؛ مما يجعل الشخص يشعر بالانزعاج أو الألم من المحفزات البيئية.
- تفضيل الأطعمة: تفضيل أنواع محددة من الأطعمة، أو رفض أطعمة معينة بسبب قوامها أو ملمسه.
- رفض التغيير: الرفض الشديد لأي تغيير في الروتين اليومي؛ مما يؤدي إلى شعور بالقلق أو الاضطراب.
- المشي غير المعتاد: مثل: (المشي على أطراف الأصابع)، حيث يتبع الطفل نمطًا غير تقليدي في المشي.
-
علامات التوحد المبكرة عند الأطفال المتعلقة بالتواصل مع الآخرين
- مقاومة العناق أو الحمل: يرفض الطفل العناق أو اللمس الجسدي، حتى من الأشخاص المقربين، حيث يشعر بعدم الراحة أو الانزعاج من الاحتضان أو الحمل.
- الرغبة في العزلة واللعب بمفرده: يفضل الطفل اللعب وحده دون مشاركة الآخرين، ويميل إلى الانعزال عن أقرانه أو أفراد عائلته لفترات طويلة.
- صعوبة في التعبير عن المشاعر أو فهم تعبيرات الآخرين: يجد الطفل صعوبة في إظهار مشاعره أو تفسير مشاعر الآخرين من خلال تعابير الوجه أو نبرة الصوت.
- تأخر في الكلام أو محدودية القدرة على تكوين الجمل: يعاني الطفل من تأخر في النطق مقارنة بأقرانه، وقد يستخدم كلمات محدودة دون القدرة على تكوين جمل متكاملة.
- عدم القدرة على بدء المحادثة أو الاستمرار فيها: يواجه الطفل صعوبة في بدء الحديث مع الآخرين أو متابعة الحوار، وغالبًا ما تكون ردوده قصيرة أو غير مترابطة.
اسئلة شائعة عن علامات التوحد المبكرة
تُدرك مختبرات دلتا الطبية أن التوحد يُعد من التحديات التي يواجهها الأباء والأطفال، والتي تُثير العديد من التساؤلات بشأنه، لذا حرصت مختبرات دلتا الطبية، في جمع ابرز هذه التساؤلات والإجابة عنها من قبل فريقنا الطبي فيما يلي:
ما هي أعراض التوحد المؤقت؟
لا توجد أعراض مؤقته للتوحد، حيث أنه اضطراب عصبي مزمن، ولكن يُمكن ضبطه والحد من هذه الأعراض من خلال مجموعة من الخطوات الطبية التي ينصح بها الطبيب الآباء تبعًا لدرجة التوحد الذي يُعاني منها الطفل.
ما هي علامات التوحد الكاذب؟
التوحد الكاذب هو مصطلح طبي يُطلق على الأعراض المُشابه لأعراض التوحد، ولكنها ليست هي، حيث يُمكن أن يُلاحظ بعض التغيرات على الطفل الناتجة عن عدة عوامل آخري مثل: (القلق، الخوف، وغيرهم).
في الختام، يمكن القول إن ملاحظة العلامات المبكرة للتوحد تمثل خطوة حاسمة نحو دعم الطفل وتمكينه من التكيف والنمو بشكل أفضل.







