أعراض التوحد: حركات وعلامات لا يجب تجاهلها
تُثير أعراض التوحد العديد من التساؤلات، نظرًا إلى صعوبة التفرقة بين التصرفات والحركات الطبيعية وغير الطبيعية لدى الطفل خاصةً في السنوات الأولى من عمره.
لذا؛ حرصت مختبرات دلتا الطبية أن يكون هذا المقال دليل شامل، للتعرف على الأعراض المبكرة للتوحد، والفرق بينها وبين طيف التوحد، إلى جانب أسباب ظهور هذه العلامات وكيفية التعامل معها؟ وغيرها من معلومات هامة سوف نتعرف عليها فيما بعد.
ما هو التوحد وما هي أعراضه؟
قبل أن نتعرف على أعراض التوحد، لابد أولاً من أن نتعرف على ماهية هذا الاضطراب الشائع بين الأطفال خاصةً الذكور، فالوعي بطبيعته يُمكن من ملاحظة أي تغير في سلوكيات وتصرفات الطفل.
ويُعرف التوحد بأنه اضطراب عصبي، يؤثر على طريقة عمل الدماغ عند الطفل؛ مما يجعله يصدر عدد من التصرفات والسلوكيات بشكل غير طبيعي، كما أنه يؤثر على مهارات التواصل مع الآخرين.
ويعتقد البعض أن التوحد يندرج تحت مسمى الأمراض العضوية بالمعنى التقليدي، ولكن في الحقيقة هو ليس كذلك، فهو اضطراب في النمو العصبي لدى الطفل أثناء الحمل، مما يعنى أنه حالة مزمنة.
متى تظهر أعراض التوحد؟
يُعد تحديد أعراض التوحد أمرًا ليس دقيقًا، نظرًا لاختلاف مدة الظهور من الطفل إلى آخر، كما أن مستويات التوحد تتحكم أيضًا في في هذه المسألة.
ولكن بوجه عام يُمكن أن تظهر العلامات الأولية ابتداءًا من عمر 18 شهر وحتى 24 شهر، وقد تظهر في بعض الحالات في عمر 3 سنوات.
وتنقسم أعراض التوحد إلى 3 مستويات رئيسية كالآتي:
- المستوى الأول (التوحد الخفيف): يستطيع الطفل التحدث والتعبير عن نفسه، لكنه قد يجد صعوبة في بدء الحوار أو الاستمرار فيه، كما أن يصعب عليه الانتباه إلى إشارات الجسد أو نبرات الصوت بسهولة.
- المستوى الثاني (التوحد المتوسط): يتحدث الطفل خلال هذا المستوى بعبارات قصيرة أو يكرر بعض الكلمات، كما تظهر عليه سلوكيات مُتكررة سوف نتعرف عليها فيما يلي.
- المستوى الثالث (التوحد الشديد): تُعرف هذه المرحلة بكونها أشد درجات التوحد، حيث يُعاني الطفل من ضعف شديد في التواصل، إلى جانب عدم القدرة على التحدث بشكل كامل، كما تكون استجابته للتفاعل محدودة جدًا.
ما الفرق بين أعراض التوحد واضطراب طيف التوحد؟
قد يظن الكثير من الآباء أن أعراض التوحد تختلف عن أعراض اضطراب طيف التوحد، ولكن في الحقيقة هما وجهان لنفس الخلل العصبي، ولكن الفرق يكمن فقط في المُسميات الطبيعة فقط.
فمصطلح “التوحد” كان يُستخدم قديمًا لوصف حالة مُحددة من الاضطراب تتميز بصعوبات في التواصل والسلوك، أما اليوم فقد توسع المفهوم ليشمل مجموعة واسعة من الحالات تختلف في شدتها وأعراضها، ولهذا أطلق عليها الأطباء اسم “اضطراب طيف التوحد”.
ما هي أعراض بداية التوحد؟
عادةً ما تكون الأعراض الأولية للتوحد بسيطة، ويُطلق عليها اسم أعراض التوحد الخفيف، حيث أنها لا تكون مُتعلقة بالتواصل الإجتماعي وتتمثل في الآتي:
- ضعف التواصل البصري أو تجنبه تمامًا أثناء الحديث.
- عدم الاستجابة عند مناداة الطفل باسمه.
- مقاومة العناق أو الحمل.
- الرغبة في العزلة واللعب بمفرده.
- تأخر في الكلام أو محدودية القدرة على تكوين الكلمات.
- التحدث بطريقة غير معتادة مثل: (نغمة آلية أو إيقاع غريب).
- تكرار كلمات أو أصوات دون سياق واضح.
- الحساسية تجاه الضوء والصوت.
- عدم الإبتسامة إلى الآخرين.
- عدم الإنتباه إلى الإماءات.
أعراض التوحد عند الأطفال
لا تقف أعراض طيف التوحد عند الأطفال على تأخر الكلام فقط أو على العلامات السابقة، بلا أن هُناك أعراض آخري يُمكن تقسيمها بين أعراض مُتعلقة بالتواصل الإجتماعي وآخرى تتعلق بالسلوك، وفيما يلي نتعرف علي كلاً منها:
-
الأعراض السلوكية للتوحد عند الأطفال
- إيذاء النفس: مثل: (العض أو ضرب الرأس)، حيث يقوم الطفل بإيذاء نفسه بطرق مؤلمة.
- تكرار الحركات: مثل: (التأرجح أو الدوران أو رفرفة اليدين)، حيث يكرر الطفل حركات معينة بشكل مستمر.
- رفض التغيير: الرفض الشديد لأي تغيير في الروتين اليومي؛ مما يؤدي إلى شعور بالقلق أو الاضطراب.
- المشي غير المعتاد: مثل: (المشي على أطراف الأصابع)، حيث يتبع الطفل نمطًا غير تقليدي في المشي.
- التركيز على التفاصيل: التركيز على تفاصيل صغيرة وغير أساسية، مثل عجلات السيارة بدلًا من السيارة نفسها.
- الحساسية المفرطة: تجاه الأصوات أو الأضواء أو اللمس؛ مما يجعل الشخص يشعر بالانزعاج أو الألم من المحفزات البيئية.
- تفضيل الأطعمة: تفضيل أنواع محددة من الأطعمة، أو رفض أطعمة معينة بسبب قوامها أو ملمسه.
-
الأعراض الاجتماعية للتوحد عند الأطفال
- مقاومة العناق أو الحمل.
- الرغبة الواضحة إلى العزلة واللعب بمفرده.
- صعوبة في التعبير عن المشاعر أو فهم تعبيرات الآخرين عبر الوجه.
- تأخر في الكلام أو محدودية القدرة على تكوين الجمل.
- عدم القدرة على بدء المحادثة، أو الاستمرار فيها.
أسباب التوحد عند الأطفال
بعد أن تعرفنا على الأعراض الشائعة للتوحد عند الأطفال، قد يتبادر إلى أذهانكم سؤال: ما هي أسباب التوحد؟ وفي الحقيقة حتى الآن لم يتم تحديد الاسباب الرئيسية للإصابة بهذا الاضطراب، ولكن يُرجح الأطباء أن هُناك عدة عوامل تتسبب في حدوثه مثل:
- تجاوز عمر الوالدين 35 عامًا: يُمكن أن يزيد التقدم في عمر كلا الأبوين من احتمالية إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد.
- التاريخ العائلي: إذا وجدت إصابات سابقة في الأسرة خاصة الأشقاء، فإن هذا يزيد من إحتمالية الإصابة.
- تقارب فترات الحمل: فيجب أن تكون المدة الفارقة بين الحمل القديم والجديد لا تقل عن 12 شهر.
- نقص الأكسجين أثناء الحمل أو الولادة: قد يؤثر على نمو الدماغ لدى الجنين.
- الولادة المبكرة قبل اكتمال النمو: ترفع احتمالية الإصابة باضطراب طيف التوحد.
- الإصابة بسكري الحمل: تُشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين سكري الحمل، وزيادة احتمالية إصابة الطفل بالتوحد
- التعرض للنزيف أثناء الحمل: قد يُؤثر على نمو الجنين العصبي.
- الإصابة بمتلازمة كروموسوم إكس الهش: تُعد هذه المتلازمة من العوامل الجينية التي قد ترتبط بحدوث التوحد.
- استخدام بعض الأدوية أثناء الحمل: قد يؤثر على نمو الجهاز العصبي للجنين.
- انخفاض وزن الجنين عن المعدل الطبيعي.
أعراض التوحد عند الكبار
يسود اعتقاد بأن اضطراب التوحد يتعلق فقط بالاطفال، على الرغم من أنه قد يكون البالغين أيضًا مُصابون به، قد تتساءلون: (هل يُمكن أن يُصاب البالغين بالتوحد؟) والجواب هو أن الشخص البالغ عادةً ما يكون مُصابًا به عند الصغر، ولكن لم ينتبه الآباء إلى هذا الأمر، ومع التقدم في العمر يُمكن أن يُلاحظ البالغ أنه مُصاب بالتوحد.
ولا تختلف أعراض الإصابة عند البالغين عن الأطفال، فكلاهما واحد، ولكن في بعض الحالات قد يتمكن الشخص البالغ من تخطى الأعراض التي تختفي تلقائيًا، ولكن في بعض الحالات الآخرى قد يجد البعض صعوبة في الحياة نتيجة أعراض الإصابة، وهو ما يتطلب استشارة الطبيب المختص للتوصل إلى حل.
في الختام، يمكن القول إنّ التعرف المبكر على أعراض التوحد يُعد خطوة أساسية نحو توفير الدعم والرعاية المناسبة للأطفال المصابين به، فالفهم الواعي لتصرفاتهم واحتياجاتهم يساهم في تحسين جودة حياتهم وتعزيز قدرتهم على الاندماج والتواصل مع المجتمع.







