الرضاعة الطبيعية ، كل ما يهمك معرفته
رحلة الأمومة مليئة بالمتعة والمسؤوليات تجاه الطفل، ولعل من أهم ما فيها؛ الرضاعة الطبيعية التي تعد الوسيلة الأكثر أماناً والأفضل غذائيا للطفل.
سنتعرف معاً في هذا المقال على فوائد الرضاعة الطبيعية وأهميتها للطفل والأم.
ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل؟
تشير الأبحاث إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الطفل ببعض الأمراض وتساعد في بناء جهاز مناعة قوي. ويعد الأطفال الذين يرضعون من الثدي أقل عرضة للإصابة بما يلي:- الإسهال والقيء والتهاب الأمعاء والقولون الناخر (NEC).
- التهابات الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي والفيروس المخلوي التنفسي (RSV) والسعال الديكي.
- التهابات الأذن.
- التهاب السحايا الجرثومي.
- الربو.
- متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS) ووفيات الرضع.
- سمنة الأطفال.
- الأكزيما.
- داء السكري النوع 2 لاحقاً في الحياة.
- اللوكيميا (في الطفولة).
- مشاكل الأسنان والحاجة لتقويمها مستقبلياً.
- مرض الاضطرابات الهضمية ومرض التهاب الأمعاء (IBD).
ما هي فوائد حليب الأم؟
يحتوي حليب الثدي على كل ما يحتاجه الطفل لينمو ويتطور، حيث يوفر تركيبة فريدة ومحددة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. يدعم حليب الثدي صحة الطفل لأنه:- سهل الهضم في الأمعاء غير الناضجة.
- يحتوي على أجسام مضادة تحمي من العدوى وتقوي المناعة.
- يحتوي على الكمية المناسبة من الدهون والسكر والماء والبروتين والفيتامينات لنمو الطفل.
- يعزز زيادة الوزن الصحي.
- يحدث تغييرات مستمرة في تركيبته لتلبية الاحتياجات الغذائية للطفل بمرور الوقت.
- يحتوي على مواد تهدئ الطفل بشكل طبيعي.
ما هي مكونات حليب الأم؟
هناك العديد من مكونات حليب الثدي التي تلبي احتياجات الطفل وتشمل:- الكربوهيدرات مثل اللاكتوز التي تدعم التوازن الصحي للبكتيريا في معدة الطفل.
- الدهون التي تساعد على نمو دماغ الطفل وجهازه العصبي.
- البروتينات مثل اللاكتوفيرين والجلوبين المناعي A التي تحمي الطفل من العدوى.
- الفيتامينات التي تدعم نمو الطفل.
- خلايا الدم البيضاء التي تساعد في مكافحة العدوى.
ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للأم؟
تحصل الأم المرضعة على الكثير من الفوائد أيضاً، حيث أنه في الأشهر التالية للولادة تقل نسبة خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة إذا كانت الرضاعة الطبيعية تسير على ما يرام وتحصل الأم على دعم جيد. كما أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بالأمراض التالية:- سرطان الثدي.
- سرطان المبيض.
- سرطان بطانة الرحم.
- سرطان الغدة الدرقية.
- هشاشة العظام.
- داء السكري من النوع 2.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع الدهون الثلاثية.
- تعافي أسرع من الولادة: تنتج الرضاعة الطبيعية هرمون الأوكسيتوسين، الذي يساعد الرحم على الانقباض بعد الولادة، وبالتالي تسريع عودته إلى حجمه الطبيعي وتقليل كمية النزيف المهبلي بعد الولادة.
- زيادة الترابط الجسدي والعاطفي: الرضاعة الطبيعية هي طريقة خاصة وفريدة من نوعها لتشعر الأم بالارتباط بطفلها، حيث وجد بعض الباحثين أن الترابط الناتج عن الرضاعة الطبيعية قد يساعد في تقليل المشاكل الاجتماعية والسلوكية لدى كل من الأطفال والبالغين.
- بناء الثقة: تتعلم الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن من الثدي قراءة إشارات أطفالهم، كما يتعلم الأطفال أن يثقوا بأمهاتهم، مما يساعد في تشكيل سلوك الطفل المبكر.
- الراحة: يمكن للأم أن تقوم بالرضاعة في أي مكان تقريباً دون القلق بشأن تحضير الزجاجات أو خلط التركيبة، كما أن الحليب متوفر دائما دون الحاجة إلى إحضار إمدادات أخرى.
- تكلفة منخفضة: قد يكون للرضاعة الطبيعية بعض التكاليف الأولية مثل حمالات الصدر وكريم الحلمة، ولكنها ميسورة التكلفة أكثر من الرضاعة الصناعية على المدى الطويل.
هل تساعد الرضاعة الطبيعية على خسارة الوزن؟
قد تسهل الرضاعة على الأم فقدان الوزن الذي اكتسبته أثناء فترة الحمل حيث تحرق الرضاعة الطبيعية السعرات الحرارية مما يساعد في إنقاص الوزن. ولا يمكن تعميم هذا الأمر، إذ أنه ليس كل الأمهات يفقدن الوزن من الرضاعة الطبيعية، فالباحثون غير متأكدين تماماّ من سبب فقدان بعض الأشخاص للوزن أثناء الرضاعة، والبعض الآخر لا يفقدون ذلك. تساهم عدة عوامل أخرى في إنقاص / اكتساب الوزن مثل استهلاك السعرات الحرارية والنشاط البدني ونوعية النوم.ما هي فوائد الرضاعة في الأشهر الأولى ؟
يوصي مقدمو الرعاية الصحية بالرضاعة الطبيعية الحصرية حتى يبلغ الطفل 6 أشهر من العمر، وذلك لأن هذه الفترة المبكرة ضرورية لتزويد الطفل بالعناصر الغذائية والأجسام المضادة التي يحتاجها للنمو والتطور. لا تزال الرضاعة الطبيعية توفر العناصر الغذائية القيمة والحماية المناعية للطفل حتى عيد ميلاده الثاني وحتى بعده، لهذا السبب ينصح مقدمو الرعاية الصحية بمواصلة الرضاعة الطبيعية بعد إدخال الأطعمة الصلبة حيث يكمل حليب الأم والأطعمة الصلبة بعضهما البعض لتغذية الطفل. الرضاعة الطبيعية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل تقلل من خطر إصابة الطفل بأنفلونزا المعدة والإسهال والتهابات الأذن في عامه الأول، سيكون الطفل أيضاً أقل عرضة للإصابة بالربو أو الأكزيما. الرضاعة الطبيعية لمدة أربعة أشهر على الأقل تقلل من خطر دخول الطفل إلى المستشفى بسبب فيروس RSV أو التهابات الجهاز التنفسي السفلي الأخرى. الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل تقلل من خطر إصابة الطفل بسرطان الطفولة.ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية الممتدة؟
تستمر الرضاعة الطبيعية بعد عام واحد وحتى عامين في إفادة نمو الطفل، ولكن يمكن أيضاً أن تفيد الأم المرضعة، حيث تظهر الأبحاث أن الرضاعة الطبيعية بعد عام واحد يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية الممتدة على تهدئة الطفل وتوفير الراحة له في أوقات الانزعاج.هل الأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية أذكى من غيرهم؟
تشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية لها تأثير إيجابي طويل المدى على نمو الدماغ والسلوك، ومع ذلك لم تكن هناك دراسة تؤكد أن الطفل الذي يرضع من الثدي أذكى من الرضيع الذي يرضع من الحليب الصناعي.ماذا تفعل الأم في حال لم تستطع إرضاع طفلها رضاعة طبيعية؟
يمكن أن تمنع العديد من العوامل من الإرضاع الطبيعي بشكل حصري أو مطلق، فعلى سبيل المثال يمكن أن تؤثر بعض الحالات الطبية أو العمليات الجراحية السابقة على عملية إنتاج الجسم وإفرازه للحليب (الإرضاع) أو قد يؤدي جدول العمل أو قيود أخرى إلى صعوبة إدارة الرضاعة الطبيعية. في هذه الحالو، لا بد من التحدث إلى طبيب الأطفال الخاص بالطفل حول أفضل تركيبة حليب مناسبة للطفل من أجل نموه وتطوره، كما قد ينصح بإعطاء فيتامينات ومكملات غذائية للطفل.ما هي التحاليل الطبية للطفل قبل البدء بالرضاعة الطبيعية؟
يمكن إجراء مجموعة من التحاليل الدموية للاطمئنان على صحة المولود الحديث، وذلك بعد ولادته بيوم إلى ثلاث أيام، ويتم ذلك عن طريق أخذ عينة دم من أخمص قدم الوليد وإرسالها للمخبر. يفيد هذا التحليل في كشف الأمراض التي قد يعاني منها الجنين مثل:- اضطرابات التمثيل الغذائي للأحماض العضوية (الاضطرابات الاستقلابية): الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي للأحماض العضوية لا يهضمون الطعام بشكل صحيح مما يتسبب في تراكم مواد تسمى الأحماض العضوية في الجسم، لذا قد يتم إيقاف هؤلاء الأطفال عن الرضاعة الطبيعية وتحويلهم لأنواع خاصة من الحليب الصناعي تناسب حالتهم الصحية.
- اضطرابات أكسدة الأحماض الدهنية: أثناء عملية الهضم يقوم الجسم بتفكيك الدهون إلى أحماض دهنية للحصول على الطاقة، لا يستطيع الطفل الذي يعاني من مشاكل أكسدة الأحماض الدهنية تحويل الدهون إلى طاقة بشكل صحيح.
- اضطرابات الغدد الصماء: تصنع الغدد الصماء الهرمونات الضرورية لعمل الجسم وتطلقها في الدم، والأطفال الذين يعانون من اضطرابات في عمل الغدد الصماء يحتاجون لتعويض هذه الهرمونات من أجل النمو والتطور.
- اضطرابات الهيموجلوبين: تؤثر مشاكل الهيموجلوبين على خلايا الدم الحمراء وتؤدي لأمراض مثل التلاسيميا وفقر الدم المنجلي. تتوفر جميع هذه التحاليل في مختبرات دلتا الطبية ويمكن إجراؤها للأطفال المولودين حديثاً وذلك للاطمئنان على صحتهم.
المراجع
American Academy of Pediatricians. Breastfeeding Benefits Your Baby’s Immune System. American College of Obstetricians and Gynecologists. Breastfeeding Your Baby. Ballard O, Morrow AL. Human milk composition: nutrients and bioactive factors. Centers for Disease Control & Prevention (U.S.). Breastfeeding. U.S. Department of Health & Human Services Office on Women’s Health. Breastfeeding.أحدث المقالات